يطلق مصطلح أمراض القلب والشرايين (بالإنجليزية: Cardiovascular disease) على عدة مشكلات صحية تؤثر في القلب والأوعية الدموية، وبالرغم من تعدد عوامل الخطر التي تساهم في الإصابة بأمراض القلب والشرايين، إلا أنّه من غير الممكن تحديد السبب المباشر والدقيق لها، وفي هذا المقال سنتناول أبرز عوامل الخطر التي تساهم في الإصابة بأمراض القلب والشرايين.[١]


أسباب أمراض القلب والشرايين

تساهم عوامل الخطر بتسهيل الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وترتفع نسبة الإصابة بازدياد عدد عوامل الخطر لدى الشخص،[١] وفيما يأتي سنبين أهم هذه العوامل بشيءٍ من التفصيل:


ارتفاع ضغط الدم

يعتبر ارتفاع ضغط الدم في الأوعية الدموية من أكثر العوامل تأثيرًا في القلب والأوعية الدموية وأخطرها أيضًا، خاصّةً إذا لم يتم السيطرة عليه أو الحفاظ على مستواه ضمن المستويات الطبيعية لمدة طويلة، وتعود خطورة ارتفاع ضغط الدم إلى عدم ظهور أعراض واضحة متعلقة به على المصاب، مما أدى إلى وصفه بالقاتل الصامت، حيث يتسبب هذا الارتفاع بتضرر القلب وبعض الأعضاء الحيوية الأخرى في الجسم.[٢]


التدخين

يعتبر التدخين من أبرز عوامل الخطر المؤدية إلى الإصابة بأمراض القلب، وذلك من خلال تأثيره في عدة جوانب، فالتدخين يساهم في تضرر البطانة الداخلية للأوعية الدموية، ويزيد من تخثر الدم وترسب المواد الدهنية في الأوعية الدموية، كما يزيد من فرصة تشنج الشرايين التاجية، ويساهم في رفع مستوى الكولسترول الضار في الدم LDL، وخفض نسبة الكولسترول الجيد HDL.[٣]


ارتفاع الكولسترول

يتسبب وجود كميات كبيرة من الكولسترول الضار في الدم LDL بتراكمها على الجدران الداخلية للأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تضيقها وإعاقة تدفق الدم داخلها، ويتسبب هذا بتضرر الأوعية الدموية والقلب نتيجةً لصعوبة حركة الدم خلالهما، وانخفاض تدفق الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة.[٢]


داء السكري

يتعرض الأشخاص المصابون بمرض السكري إلى اضطرابات متعددة متعلقة بالإنسولين، حيث من الممكن أن تقاوم خلايا الجسم تأثير الإنسولين الذي يصنعه البنكرياس، أو يكون البنكرياس عاجزًا عن تصنيع كميات كافية منه، مما يؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم، ويؤدي هذا الارتفاع إلى حدوث مشكلات عديدة تؤثر في سعة القلب والأوعية الدموية، مثل السمنة، والإصابة بفرط ثلاثي غليسريدات الدم (بالإنجليزية: Hypertriglyceridemia)، وانخفاض نسبة الكولسترول غير الضار في الدم (HDL)، وارتفاع ضغط الدم.[٤]


انخفاض النشاط البدني

يساهم النشاط البدني في الوقاية من أمراض القلب؛ بسبب تأثيره الإيجابي في عدة جوانب، مثل مساهمته في تنظيم ضغط الدم، والحفاظ على الوزن المعتدل، والوقاية من ارتفاع السكر في الدم، وتعرض الأوعية الدموية للالتهابات.[٣]


اقرأ عن أفضل التمارين لصحة القلب.


زيادة الوزن أو السمنة

تتسبب السمنة باضطرابات عديدة ومختلفة في الجسم، من أهمها مساهمتها في احتمال الإصابة بالسكري، ورفع ضغط الدم، واضطرابات الجهاز التنفسي خاصة في أوقات النوم، وتضرر بُنية القلب ووظيفته بسبب تراكم الدهون عليه، وفي داخل الأوعية الدموية.[٤]


تعرف على أهمية خسارة الوزن لمريض القلب، والوزن المثالي الذي يجب أن تسعى إليه!

التاريخ العائلي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

تلعب بعض العوامل الوراثية دورًا مهمًّا في زيادة فرصة الإصابة ببعض أمراض القلب والأوعية الدموية، إذ يرتفع احتمال إصابة الشخص بأمراض القلب والأوعية الدموية في حال إصابة أحد أفراد الأسرة المقربين بها، أو تعرض أحد أفراد الأسرة المقربين لنوبة قلبية قبل عمر 55 عامًا.[٣]


عوامل أخرى

فيما يأتي سنبين بعض العوامل الأخرى التي ترفع من نسبة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية:[٥]

  • تقدم العمر: يؤثر التقدم في العمر في فعالية أداء عضلة القلب أو تضخمها، كما يتسبب في تلف الشرايين وتضييقها وضعفها، مما يجعلها أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض المختلفة.
  • النظام الغذائي غير الصحي: تساهم الأنظمة الغذائية غير المتوازنة والغنية بالكولسترول، والأملاح، والسكر، بتضرر عضلة القلب وزيادة فرصة إصابتها بالأمراض.
  • الجنس: تزداد فرصة الإصابة بأمراض القلب لدى الذكور بشكلٍ عام، إلا أنها تزداد عند الإناث بعد انقطاع الطمث.
  • شرب الكحول: يتسبب شرب الكحول بأضرار متعددة مثل ارتفاع ضغط الدم، وتلف عضلة القلب، واحتشاء عضلة القلب.[٣]
  • الانحدار من أعراق محددة: ترتفع نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين لدى الأشخاص المنحدرين من أصول أفريقية أو آسيوية.[٣]


اقرأ: 15 عاملاً يجعلك أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب.


التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين

يساهم تغيير نمط الحياة العام إلى نمط أكثر صحة بشكل فعال في الوقاية من التعرض لأمراض القلب والشرايين المختلفة وتقليل خطر الإصابة بها، وذلك من خلال التأثير غير المباشر في الصحة الجسدية والنفسية العامة للشخص، فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية WHO، فإنّ تغيير نمط الحياة خاصّةً فيما يتعلق بعوامل الخطر التي يمكن تغييرها قد يساهم بنسبة تتراوح بين 80% إلى 90% في الوقاية من الإصابة بأمراض القلب والشرايين،[٦][٧] وفيما يأتي سنذكر بعض التغيرات التي تساهم بشكل فعال في الوقاية من أمراض القلب:[٥]

  • الإقلاع عن التدخين.
  • السيطرة على الأمراض الأخرى، مثل: السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول في الدم.
  • ممارسة الرياضة المناسبة لما يقارب 30 دقيقة على الأقل يوميًا.
  • الحفاظ على وزن معتدل.
  • اتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وقليل الكولسترول، والسكر، والأملاح.
  • التقليل من التوتر، والضغط النفسي، والإجهاد البدني.


اقرأ أيضًا: 10 نصائح ذهبية للحفاظ على صحة القلب.


المراجع

  1. ^ أ ب " Cardiovascular disease", nhs, 17/9/2018, Retrieved 21/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Know Your Risk for Heart Disease", National Center for Chronic Disease Prevention, 9/12/2019, Retrieved 21/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج " Risk factors ", world heart federation, 30/5/2017, Retrieved 21/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب Christopher J O'Donnella, Roberto Elosua (20/3/2008), "Cardiovascular Risk Factors. Insights From Framingham Heart Study ", revespcardiol, Retrieved 21/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Heart disease", mayoclinic, 9/2/2021, Retrieved 21/2/2021. Edited.
  6. "THE GLOBAL STRATEGY ON DIET, PHYSICAL ACTIVITY AND HEALTH", World Health Organization, Retrieved 24/2/2021. Edited.
  7. Suzanne R. Steinbaum (1/7/2019), " Risk Factors for Heart Disease ", webmd, Retrieved 21/2/2021. Edited.