يتسبب انقطاع أو نقص إمداد الدماغ بالدم بحدوث ما يسمى بالسكتة الدماغية، وهي حالة طبية طارئة تستدعي التدخل الفوري والطارئ،[١] ويحتاج الجسم بعدها لبعض الوقت حتى يتعافى،[٢] حيث يعتاد الشخص على أسلوب حياة جديد يتماشى مع الحالة الصحية التي مر بها،[٣] وسنقدم في هذا المقال بعض الإرشادات التي تساهم في التعافي من آثار السكتة الدماغية.

التعافي بعد السكتة الدماغية

تهدف الإرشادات والتعليمات التي تعمل على إعادة تأهيل الشخص الذي تعرض لسكتة دماغية إلى مساعدته على اكتساب المهارات التي تضررت أو فُقِدت بعد تعرضه للسكتة الدماغية، مما يساهم بمنحه مستوى حياة أفضل، وتتضمن عمليات إعادة تأهيل الشخص عدة جوانب تطويرية رئيسية، سيأتي بيانها فيما يأتي بشيء من التفصيل.[٤]


إعادة التأهيل

تبدأ إعادة التأهيل (بالإنجليزية: Rehabilitation) بعد تعرّف المختصين على حالة الشخص بدقة وتقييمها عن قرب، ومن ثم تحديد أهداف وكيفية البدء بإجراء عمليات التأهيل، وهي عبارة عن مجموعة من التغييرات والتعليمات التي تساهم في إعادة القدرة على ممارسة الأنشطة والمهارات اليومية،[٢] ويتعاون أخصّائيو النطق، والعلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي في عمليات إعادة التأهيل المختلفة للشخص، وفيما يأتي سنوضح ذلك بالتفصيل.[٥]


العلاج الطبيعي

يعمل العلاج الطبيعي (بالإنجليزية: Physical therapy) على تدريب الشخص على استعادة الأنشطة الحركية ومهارات التنسيق البدني التي ربما فقدها بسبب تعرضه للسكتة الدماغية، وذلك من خلال أداء تمارين معيّنة،[٥] وتتضمن عمليات العلاج الطبيعي جوانب عديدة نذكر أهمها فيما يأتي:[٤]

  • تمارين الأنشطة الحركية: وهي التمارين التي تساعد الشخص على تحسين قوة عضلاته وتنسيق حركتها، وتحسين قدرته على بلع الطعام.
  • تمارين نطاق الحركة: وهي مجموعة من التمارين التي تُجرى ليتخلّص الشخص من التشنجات العضلية، مما يساعده على استعادة نطاق حركة العضلات الطبيعية.
  • تقييم الحركة: وهو إجراء يساعد الطبيب المختص على تقييم مدى تأثر الحركة الجسدية وقدرة الشخص على تحديد المواقع بسبب التعرض للسكتة الدماغية.[٢]
  • تقييم سلس البول: حيث يستخدم هذا التقييم لتشخيص حالات سلس البول أو التبول اللاإرادي، كما يساهم أيضًا في اتّخاذ الإجراءات المناسبة لعلاج سلس البول في حال وجوده.[٢]
  • العلاج بالوسائل التكنولوجية المختلفة: يلجأ الأطباء إلى استخدام بعض الوسائل التكنولوجية المختلفة في عمليات إعادة التأهيل، وفيما يأتي نذكر أهمها:[٦]
  • التحفيز بواسطة الكهرباء: تستخدم الكهرباء في هذه التمارين للمساهمة في تقلص العضلات الضعيفة، مما يتسبب في إعادة تكيّف وتعلّم العضلات على الحركة.
  • التكنولوجيا الروبوتية: وهي مجموعة تمارين تعمل على مساعدة الأطراف لاستعادة وظيفتها وقوتها، وذلك من خلال الاستعانة ببعض الروبوتات لمساعدة العضلات الضعيفة على أداء حركات معينة بشكل متكرر.
  • التكنولوجيا اللاسلكية: وتعمل هذه التكنولوجيا على متابعة النشاط الحركي من خلال أجهزة لاسلكية، مما يساعد على تطويره.
  • الواقع الافتراضي: وهي مجموعة تمارين تعتمد على استخدام جهاز الحاسوب بشكلٍ رئيسي، مثل تعرّض الشخص لمجموعة من ألعاب الفيديو الخاصّة التي تساعده على تحفيز عضلاته من خلال التفاعل مع بيئة رقمية تحاكي البيئة الحقيقية.[٤]


علاج النطق

تعمل تمارين علاج النطق على تصويب أيّ مشاكل في طريقة نطق الكلام أو فهمه بسبب التعرض للسكتة الدماغية، مما يطور لدى الشخص القدرة على التواصل الاجتماعي وتخطي آثار السكتة الدماغية، حيث تساعد هذه التمارين الشخص على إعادة استخدام اللغة ونطق حروفها، كما تعمل على تطوير مهارات تواصل بديلة في حال عجز المصاب عن استعادة مهارة الكلام بشكلٍ تام، بالإضافة إلى تطوير مهارة بلع الطعام في حال تضررها.[٥][٧]


العلاج الوظيفي

يعمل العلاج الوظيفيّ (بالإنجليزيّة: Occupational therapy) على تنمية المهارات الحياتية اليومية الحسيّة والحركية بعد التعرض للسكتة الدماغية، مثل الأكل والشرب، والعناية الشخصية مثل الاستحمام وارتداء الملابس، والقراءة والكتابة، وذلك من خلال تعلّمها من جديد وممارستها بشكلٍ مستمر.[٥][٧]


العلاج النفسي

يعمل هذا العلاج على استعادة الصحة النفسية للشخص بعد تعرضه للسكتة الدماغية، خاصّةً إذا عانى من الاكتئاب أو القلق، حيث يساهم الطبيب النفسي في علاج المشاكل النفسية من خلال برامج إعادة تأهيل متخصصة، والتي تعمل على تطوير قدرة الشخص على أداء الوظائف المعرفية والعاطفية، ومساعدته على الاندماج في المجتمع من جديد، مما يسرّع من عملية تعافيه من آثار السكتة الدماغية.[٨][٩]


استخدام الأدوية

يعود سبب حدوث السكتة الدماغية إلى تكوّن جلطة دموية في أغلب الحالات، مما يدفع الطبيب إلى صرف الأدوية المعروفة باسم مميّعات الدم، التي تعمل على منع تخثر الدم (بالإنجليزية: Anticoagulant drugs) أو الأدوية مضادات الصفيحات (بالإنجليزية: Antiplatelet drug) للوقاية من حدوث أي سكتة قلبية مستقبلية، كما قد يلجأ أيضًا إلى صرف أدوية متعلقة بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، وأمراض القلب، ومرض السكري، أما فيما يتعلق بالصحة النفسية، فقد يلجأ الطبيب النفسي إلى استخدام بعض الأدوية الفعّالة في علاج حالات الاكتئاب أو الأدوية التي تستهدف الاعتلالات العقلية الأخرى، كما من الممكن أن ينصح الطبيب بالانضمام إلى مجموعات محلية مهتمة بدعم المرضى وتحسين صحتهم النفسية.[١٠][٥]


أساليب أخرى لإعادة التأهيل

فيما يأتي بعض الأساليب الأخرى المستخدمة في عمليات إعادة تأهيل الشخص بعد تعرضه للسكتة الدماغية:[٦]

  • تحفيز الدماغ: وهي عمليات غير جراحية تعتمد على استخدام بعض تقنيات التحفيز المغناطيسي من خلال تسليط الموجات المغناطيسية على رأس الشخص، ويساعد هذا الأسلوب بشكل فعال على تنمية بعض المهارات الحركية المتنوعة.
  • العلاج البيولوجي: وهي مجموعة من الأساليب التي تعتمد على استخدام الخلايا الجذعية (بالإنجليزية: Stem cells) من خلال بعض الإجراءات المخبرية والسريرية.
  • الطب البديل: ويستعمل هذا النوع من العلاج العديد من أنواع الطبي البديل أو الشعبي، مثل العلاج بالأعشاب المختلفة، أو العلاج بالتدليك، أو الوخز بالإبر، أو العلاج بالأكسجين، أو غيرها من الأساليب.


مدة التعافي بعد السكتة الدماغية

تختلف الفترات الزمنية التي يحتاجها الناس للتعافي من آثار الإصابة بالسكتة القلبية، فمنهم من يتعافى في غضون أسابيع، بينما قد يحتاج البعض لعدة سنوات، وكذلك تتمايز درجات التعافي من آثار السكتة الدماغية بين الناس، إذ من الممكن أن يتعافى بعض الأشخاص منها بشكلٍ تام بينما تستمر بعض الأعراض مع الأشخاص الآخرين مدى الحياة،[٥] إلا أن العامل المشترك في الحالات جميعها هو أن الأشهر الثلاثة الأولى بعد التعرض للسكتة الدماغية هي أكثر الأشهر أهميةً في الخطة العلاجية كاملةً، حيث يلاحظ الأطباء أن معظم الأشخاص يتعافون من آثار السكتة الدماغية أو يحرزون تقدّمًا ملحوظًا في الخطة العلاجية في هذه الأشهر.[٩]


((لمعرفة كيفية الوقاية من السكتة الدماغية، تابع قراءة المقال: 10 نصائح مهمة للوقاية من السكتة الدماغية))

المراجع

  1. James McIntosh (11/3/2020), "Everything you need to know about stroke", medicalnewstoday, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Starting your stroke recovery", stroke, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  3. "Post-Stroke Rehabilitation", stroke, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Stroke rehabilitation: What to expect as you recover", mayoclinic, 17/4/2019, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح "Recovering From Stroke", National Center for Chronic Disease Prevention, 31/1/2020, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب " Stroke Rehabilitation", uplandscare, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Post-Stroke Rehabilitation Fact Sheet", National Institutes of Health Department of Health & Human Services, 13/5/2020, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  8. Suzanne R. Steinbaum (27/8/2019), "Rehab After a Stroke: What to Expect ", webmd, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  9. ^ أ ب April Pruski, "Stroke Recovery Timeline", hopkinsmedicine, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  10. Michael W. Smith (1/6/2012), "Stroke Recovery and Arm Rehab: Important Questions", webmd, Retrieved 28/1/2021. Edited.