النّاسور الشّرياني الوريديّ

يُعرف الناسور الشرياني الوريدي (بالإنجليزية: Arteriovenous Fistula) واختصارًا "AVF"، على أنه اتصال غير طبيعي بين الشريان (بالإنجليزية: Artery) والوريد (بالإنجليزية: Vein)، وقد يكون الناسور الشرياني الوريدي موجودًا منذ الولادة أي عيبًا خلقيًا، أو تطور نتيجةً لإصابة مكتسبة، إلّا أنّ الحالات المكتسبة للناسور الشرياني الوريدي هي الأكثر شيوعًا،[١] كما يمكن للناسور الشرياني الوريدي أن يحدث في أي مكان في الجسم، إلّا أنه يتواجد غالبًا في الرأس والرقبة والعمود الفقري والكبد.[٢]


أعراض الناسور الشرياني الوريدي

غالبًا ما يحدث الناسور الشرياني الوريدي الصغير في الساقين أو الذراعين أو الرئتين أو الكليتين أو الدماغ دون أي أعراض، وتحتاج هذه الحالة للمراقبة فقط من قِبل الطبيب، أما بالنسبة للناسور الشرياني الوريدي الكبير فقد يُسبب مجموعة من الأعراض والعلامات، من أهمها:[٣]

  • انتفاخ مع احمرار على سطح الجلد.
  • ظهور أوردة منتفخة باللون الأرجواني، والتي يُمكن رؤيتها من خلال الجلد.
  • تورّم في الذراعين أو الساقين.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • التعب والضعف العام.
  • السكتة القلبية.


أما بالنسبة للناسور الشرياني الوريدي الموجود في الرئتين، فقد يُسبب مجموعة من الأعراض الخطيرة، ويُذكر منها ما يأتي:[٣]

  • ازرقاق البشرة.
  • تعجر الأصابع (بالإنجليزية: Finger Clubbing).
  • صعوبة في التنفس خاصةً عند ممارسة التمارين الرياضية.
  • احتمالية حدوث السكتة الدماغية.


أسباب الناسور الشرياني الوريدي

يحدث الناسور الشرياني الوريدي نتيجة للعديد من الأسباب، ويُذكر منها ما يأتي:[٤]

  • الإصابات التي ينتج عنها اختراق الجلد: يحدث الناسور الشرياني الوريدي عند التعرض لإصابة خارقة، كالطعنة أو العيار الناري في جزء من أجزاء الجسم التي يكون فيها الشريان والوريد بجانب بعضهما البعض.
  • الناسور الشرياني الوريدي الخلقي: إذ يولد المصاب وهو يعاني من الناسور الشرياني الوريدي، ولا يزال سبب حدوث ذلك غير معروف للآن، ولكن بعض الأطفال قد يكون السبب وراء حدوث الناسور الشرياني الوريدي لديهم هو عدم تطور الشرايين والأوردة بشكل صحيح خلال نموهم في الرحم.
  • الأمراض الجينية والوراثية: تُسبب متلازمة أويلر - ويبر - روندو أو ما تُعرف بمرض توسع الشعيرات النزفي الوراثي (بالإنجليزية: Osler-Weber-Rendu Disease - Hereditary Hemorrhagic Telangiectasia)، حدوث النواسير الشريانية الوريدية في الرئتين؛ إذ ينتج عن هذه المتلازمة نمو الأوعية الدموية بشكل غير طبيعي في جميع أنحاء الجسم خاصةً في منطقة الرئتين.
  • الجراحة المتعلقة بغسيل الكلى: الأشخاص المصابون بالفشل الكلوي في مراحله الأخيرة، يتم إنشاء ناسور شرياني وريدي لديهم في منطقة الساعد؛ لتسهيل إجراء غسيل الكلى.


تشخيص النّاسور الشّرياني الوريدي

إنّ إحدى أهمّ الطُّرق المُتّبعة في تشخيص النّاسور الشّرياني الوريدي هي إجراء اختبارات التصوير، وعادة ما تكون اختبارات التصوير بتخطيط الصدى (بالإنجليزيّة: Ultrasonography)، بالإضافة لذلك يضع الطّبيب سمّاعته فوق الناسور الشرياني الوريدي الكبير المكتسب، وحينها سيسمع الطّبيب صوت شبيه بأصوات الآلات المتحركة،[٥] وفيما يأتي توضيح للفُحوصات التّصويريّة التي تُتّبع لتشخيص الحالة:[٦]

  • التّصوير بالموجات فوق الصّوتية المُزدوجة: إذ يُعدّ التّصوير بالموجات فوق الصوتية المزدوجة (بالإنجليزيّة: Duplex ultrasound) الطريقة الأكثر شيوعًا وفاعلية للتحقق من وجود الناسور الشرياني الوريدي في الأوعية الدموية في الذراعين والسّاقين.
  • التّصوير الأوعية الدّمويّة المقطعي المُحوسب: (بالإنجليزيّة: Computerized tomography - CT)، إذ يسمح هذا التّصوير للطّبيب بفحص الشرايين لمعرفة ما إذا كان تدفق الدم يتجاوز الشعيرات الدموية.
  • تصوير الأوعية بالرّنين المغناطيسي: (بالإنجليزيّة: Magnetic resonance angiography - MRA)، وتُستخدَم طريقة التّصوير هذه في حال كان يعتقد الطّبيب أنه قد يكون الناسور الشرياني الوريدي في شريان عميق تحت الجلد.


علاج الناسور الشرياني الوريدي

يعتمد علاج كل حالة من الناسور الشرياني الوريدي على درجة تعقيد كلٍ منها،[٢] وفيما يأتي توضيحًا للخيارات العلاجية المتاحة لعلاج الناسور الشرياني الوريدي:

  • إصمام الأوعية الدموية: (بالإنجليزية: Endovascular Embolization)، وهو أكثر أشكال العلاج شيوعًا؛ إذ يُمكنه علاج أغلب حالات الناسور الشرياني الوريدي، فمن خلاله يقوم الطبيب بإدخال قسطرة عبر الفخذ إلى الشرايين الموجودة في الدماغ والتي أدت لوجود الناسور الشرياني الوريدي، ثم يحقن الطبيب هذه الشرايين بمادة خاصة للمساعدة على إغلاقها؛ وذلك لتقليل تدفق الدّم عبر الناسور الشرياني الوريدي.[٧]
  • الجراحة المجهرية: (بالإنجليزية: Microsurgery)، يعد هذا النوع من العلاجات الأنسب للناسور الشرياني الوريدي في الدماغ، أو الأم الجافية (بالإنجليزية: Dura Mater)، أو النخاع، ويُمكن إجراؤه لوحده أو إلى جانب إصمام الأوعية الدموية.[٢]
  • الجراحة الإشعاعية التجسيمية (بالإنجليزية: Stereotactic Radiosurgery)، يعد هذا النوع من العلاج مناسبًا إذا كان الناسور الشرياني الوريدي قريبًا من هياكل الدماغ؛ والتي يصعب إجراء إصمام الأوعية الدموية أو الجراحة المجهرية بالقرب منها.[٢]


مضاعفات الناسور الشرياني الوريدي

في حال لم يتم علاج الناسور الشرياني الوريدي يمكن أن ينتج عنه عدد من المضاعفات؛ والتي قد يكون بعضها خطيرًا، ويُذكر من هذه المضاعفات ما يأتي:[٨]

  • القصور القلبي: (بالإنجليزية: Heart failure)، وهي من أخطر مضاعفات الناسور الشرياني الوريدي الكبير؛ إذ يتدفق الدّم عبر الناسور الشرياني الوريدي بسرعة أكبر من تدفق الدّم عبر الأوعية الدموية الطبيعية، مما يجعل القلب يضخ الدّم بشكل أكبر لتعويض الزيادة الكبيرة في تدفق الدم، ومع مرور الوقت يُسبب ذلك عبئًا على القلب، وبالتالي الإصابة بالقصور القلبي.
  • جلطات الدم: يمكن أن يُسبب الناسور الشرياني الوريدي في الساقين الجلطات الدموية، والتي قد تكون في بعض الحالات مؤلمة، وتُهدد حياة المصاب بالخطر إذا انتقلت الجلطة إلى الرئتين، كما أنه من الممكن أن يُسبب السكتة الدماغية.
  • ألم الساقين: يُسبب الناسور الشرياني الوريدي في الساقين الألم الشديد، أو العرج.
  • النزيف: يمكن أن يُسبب الناسور الشرياني الوريدي حدوث النزيف من الجهاز الهضمي.


المراجع

  1. Balint Botz, Matt A. Morgan, "Arteriovenous fistula", radiopaedia, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Arteriovenous Fistulas", mountsinai, Retrieved 23/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "AV Fistula", upmc, Retrieved 23/3/2021. Edited.
  4. "Arteriovenous fistula", mayoclinic, 19/6/2020, Retrieved 23/3/2021. Edited.
  5. "Arteriovenous Fistula", msdmanuals, Retrieved 30/4/2021. Edited.
  6. "Arteriovenous fistula", nchmd, Retrieved 30/4/2021. Edited.
  7. "Arteriovenous Fistula (AVF)", hopkinsmedicine, Retrieved 23/4/2021. Edited.
  8. "Arteriovenous Fistula", sparrow, 24/12/2020, Retrieved 23/4/2021. Edited.