يُشار إلى نقص التروية الدموية باسم الإقفار (بالإنجليزية: Ischemia)، والذي يُعرّف على أنه نقص في كمية الدم المتدفق، وعدم وصوله إلى بعض أجزاء الجسم نتيجة تضيّق أو انسداد الشّرايين، مما يعني عدم حصول هذه الأجزاء على حاجتها من الأكسجين، ويمكن أن يحدث نقص التّروية في كلٍ من الأطراف أو أيّ جزءٍ آخر من أجزاء الجسم.[١]


ضعف التروية الدموية في الساقين

يبدأ ضعف التروية الدموية في السّاقين (بالإنجليزية: Limb Ischemia) عندما تتراكم بقايا الدهون على بطانة الأوعية الدموية الواصلة إلى السّاقين، مما يؤدي إلى تضيّقها أو انسدادها، وإصابتها بالضّرر، ونتيجةً لذلك تُطلِق خلايا الجسم مادة كيميائية للتعافي، وخلال ذلك ستبدأ المواد الأخرى العائمة في مجرى الدم كالخلايا المناعية، والبروتينات، والكالسيوم، الالتصاق ببطانة الأوعية الدموية، والتي تشكل مع الدهنيات تكون الرواسب الدهنية التي تتصلب مع مرور الوقت مشكّلةً ما يُعرَف باسم البلاك، وبذلك سيحدث تضيّق الشرايين، وستقلّ كمية الدم المتدفقة نحو الساقين، وضعف التّروية الدموية إليهما.[٢][٣]


أعراض ضعف التروية الدموية في الساقين

يمكن أن يحدث ضعف التروية الدموية في الساقين دون ظهور أيّة أعراض، وعلى الرّغم من ذلك فقد يشعر بعض الأشخاص بأعراضٍ، مثل الألم الشديد في الساق والذي يحدث خلال ممارسة المشي، المعروف باسم العرج (بالإنجليزية: Claudication) وهو أحد أهم أعراض ضعف التروية الدموية في الساقين،[٤] بالإضافة إلى مجموعةٍ من الأعراض الأخرى، والتي تتضمن:

  • تساقط شعر الساقين.[٤]
  • الشعور بالتّنميل والضعف والخدران في الساقين.[٤]
  • بطء نمو أظافر القدمين وهشاشتها.[٤]
  • الإصابة بالتقرّحات في الساقين والتي لا تُشفَى بسهولة أو تستغرق وقتًا طويلاً للشفاء.[٤]
  • تغيّر لون الجلد وشحوبه في منطقة الساقين، كما يمكن تحوّل جلد الساقين إلى اللون الأزرق.[٤]
  • لمعان بشرة الساقين.[٤]
  • ضعف الانتصاب بين الرجال.[٥]
  • تقلّصات مؤلمة في عضلات الساقين.[٤]
  • برودة أسفل الساق والقدم مقارنةً بالساق الأخرى.[٦]
  • ضعف النبض في الساقين.[٤]


أسباب وعوامل خطر ضعف التروية الدموية في الساقين

تعد الإصابة بتصلّب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis) والتهابات الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Blood vessel inflammation) من أهمّ أسباب الإصابة بضعف التروية الدموية في الساقين،[٣][٣] فضلاً عن وجود عدد من العوامل الأخرى التي تزيد احتمالية الإصابة بضعف التروية الدموية في الساقين ومنها:

  • التدخين.[٣]
  • السمنة، بحيث يبلغ مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30.[٣]
  • التاريخ العائلي.[٣]
  • ارتفاع نسبة الحمض الأميني هوموسيستين (بالإنجليزية: Homocysteine).[٣]
  • الإصابة بالسكري.[٧]
  • العمر؛ فكلّما زاد العمر زاد خطر الإصابة بضعف التروية الدموية في الساقين.[٣]
  • ارتفاع ضغط الدم.[٣]
  • ارتفاع الكوليسترول.[٢]
  • أمراض الكلى.[٢]


تشخيص ضعف التروية الدموية في الساقين

يمكن تشخيص ضعف التروية الدموية في الساقين عن طريق إجراء بعض الفحوصات ومنها:[٥]

  • الفحص الجسدي: يبحث الطبيب عن علامات الإصابة بضعف التروية الدموية في الساقين، كغياب النبض في الساقين أو انعدامه، أو سماع صوت الأزيز فوق الشرايين بالسمّاعة الطبية، أو انخفاض ضغط الدم في الساق المُصابة، أو بطء التئام الجروح فيها.
  • اختبار مؤشر الضغط الكاحلي العضدي: (بالإنجليزية: The ankle brachial pressure index)؛ إذ يمكن من خلاله الكشف عن استجابة المريض للعلاج، وفيه يتم مقارنة فحص ضغط الدم في الذراع مع ضغط الدم المُقاس عند الكاحل، ففي حالة الإصابة بنقص التروية يمكن أن يشير اختلاف وانخفاض القيم بين الذراع والكاحل إلى تضيّق الشرايين وانسدادها.
  • التصوير بالسونار أو تصوير دوبلر: والذي يمكن من خلاله تحديد مكان الانسداد أو التضيّق في الشرايين، ومراقبة تدفق الدم وكيفية جريانه في الشرايين.
  • تصوير الأوعية الدموية: (بالإنجليزية: Angiogram)؛ يتم حقن صبغةٍ خاصّة عبر الوعاء الدموي في الذراع، إذ ستظهر الصبغة شرايين الحوض والساقين بوضوح على جهاز التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: CT scan)، أو جهاز الرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI scan) لالتقاط صورةٍ تفصيلية وواضحة للشرايين، وتقييم تدفق الدم فيها.
  • تحاليل الدم: وذلك من أجل تحديد وجود عوامل خطر الإصابة بضعف التروية الدموية في الساقين، مثل السكري أو ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.


كيفية التعامل مع ضعف التروية الدموية في الساقين؟

هنالك بعض الإجراءات الممكن اتخاذها من أجل المساعدة على علاج ضعف التّروية الدموية في السّاقين، ومنها:[٨][٢]

  • ممارسة التمارين الرياضية: إذ تعدّ ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ منتظم من أنجع الوسائل لعلاج ضعف التروية الدموية في الساقين، كممارسة المشي وتمارين الساقين، ويُنصَح بممارسة التمارين الرياضية قرابة 3 مرات في الأسبوع وبشكلٍ تدريجي مع أخذ قسطٍ من الراحة بين الحين والآخر.
  • اتباع نمطٍ غذائي صحي: فاتباع نمطٍ غذائي منخفض الكوليسترول والدهون المُشبعة، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه يساعد في خفض كوليسترول الدم وبالتالي التخفيف من أعراض ضعف التروية الدموية في الساقين.
  • الإقلاع عن التدخين: إذ يزيد التدخين من فرص الإصابة بضعف التروية الدموية في الساقين، والإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية بمقدار 4 أضعاف مقارنةً بغير المدخنين.
  • العناية بالقدمين بطريقةٍ صحيحة: وذلك للحدّ من مضاعفات أمراض القدم.


كيفية علاج ضعف التروية الدموية في الساقين؟

يُعالَج ضعف التروية الدموية بجانبين، إمّا دوائي أو جراحي، ونفصّله على النحو التالي:

  • العلاج الدوائي: فمن الممكن أن يصرف الطبيب المُعالِج أدوية خفض ضغط الدم وأدوية خفض مستوى الدهون، كما يمكن صرف دواء سيلوستازول (بالإنجليزية: Cilostazol) ودواء بنتوكسيفللين (بالإنجليزية: Pentoxifylline) للمرضى الذين يعانون من العرج المتقطّع المُصاحِب لضعف التروية الدموية في الساقين، أو الأسبرين، والأدوية الأخرى المضادة لتجلّط الدم.[٨][٢]
  • التدخّل الجراحي: يعمد الطبيب إلى التدخل الجراحي في حالاتٍ قليلة، كالألم الشّديد الذي يحدّ من القيام بالأنشطة اليومية، أو عدم الاستجابة للعلاجات سابقة الذكر، وذلك لاستعادة التدفق الطبيعي للدم إلى الساقين، وهنالك نوعان رئيسان من الخيارات الجراحية المتوافرة، وهي:[٦][٥]
  • القسطرة: (بالإنجليزية: Angioplasty)؛ ويتم فيها استخدام أنبوب رفيع في طرفه بالون يستخدم لتوسيع الشريان وإعادة التدفق الطبيعي للدم فيه.
  • جراحة المجازة التاجية: (بالإنجليزية: Bypass Graft)؛ والتي تنطوي على أخذ جزء من الأوعية الدموية السليمة في الجسم، ووصلها فوق مكان الشريان المسدود، بذلك يتحوّل تدفق الدم من مكان الانسداد عبر الجزء الجديد المُضاف من الشريان السليم.


الوقاية من ضعف التروية الدموية في الساقين

يمكن الوقاية من ضعف التروية الدموية في الساقين من خلال تجنّب عوامل الخطر المؤدية إليها، وهي:[٩][١٠]

  • الإقلاع عن التدخين.
  • اتباع نمط غذائي صحي، والذي يتمثّل بتقليل كميات الأطعمة المحتوية على الدهون والأملاح، والإكثار من الأطعمة الغنية بالفواكه والخضراوات ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
  • السّيطرة على الأمراض المزمنة، وذلك من خلال الالتزام بالأدوية الموصوفة من الطبيب، وإجراء الفحوصات الدورية، مثل: مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
  • إنقاص الوزن الزائد، فالأشخاص الذين يمتلكون وزنًا زائدًا أو يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.


المراجع

  1. "What Is Ischemia?", webmd, 4/7/2019, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Peripheral Artery Disease (PAD)", clevelandclinic, 5/10/2019, Retrieved 27/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Peripheral artery disease (PAD)", mayoclinic, 14/1/2021, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Peripheral arterial disease (PAD)", Center for Disease Control and Prevention, 8/9/2020, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Peripheral arterial disease (PAD)", nhs, 31/10/2019, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Peripheral Artery Disease (PAD)", webmd, 15/10/2019, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  7. "About Peripheral Artery Disease (PAD)", American Heart Association, 31/10/2016, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  8. ^ أ ب Sy Kraft (22/1/2018), "Peripheral artery disease: Symptoms, causes, and more", medicalnewstoday, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  9. Sy Kraft (22/1/2018), "Peripheral artery disease: Symptoms, causes, and more", medicalnewstoday, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  10. "Understand Your Risk for PAD", www.heart.org, Retrieved 3/5/2021. Edited.