يُمثل الشريان السباتي الوعاء الدموي الرئيسي في الرقبة والذي يعمل على تزويد الدماغ، والرقبة، والوجه بالدم، وهما نوعان بحيث يكون أحدهما على الجانب الأيمن من العنق والآخر على الجانب الأيسر منه.[١]


مرض الشّريان السّباتي

مرض الشريان السباتي (بالإنجليزية: Carotid artery disease)، أو تضيق الشريان السباتي (بالإنجليزية: Carotid artery stenosis)، هو أحد المشاكل الصحية التي تحدث نتيجة تضيق الشرايين السباتية، وذلك بسبب تراكم المواد الدهنية ورواسب الكوليسترول، والتي تُعرف بالبلاك، ويترتب على ذلك انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، وقد يزيد ذلك من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.[٢]


أعراض مرض الشّريان السّباتي

قد لا يُعاني المصابين بمرض الشّريان السّباتي في المراحل المبكّرة من ظهور أيّ علامات أو أعراض، وقد تمر الحالة دون أن يشعر بها الشخص المصاب، ولكن مع تقدم المرض ووصوله إلى مرحلة خطيرة بما يكفي لمنع وصول الدم للدماغ، فإنّ ذلك قد يتسبّب بالإصابة بسكتة دماغية أو نوبة إقفارية عابرة، وقد تتضمن علامات وأعراض السكتة الدماغية أو النوبة الإقفارية العابرة ما يلي:[٣]

  • خدران أو ضعف مفاجئ في الوجه أو الأطراف، وغالبًا ما يحدث ذلك في جانب واحد من الجسم.
  • صعوبة مفاجئة في التحدث أو فهم ما يقوله الآخرون.
  • مواجهة مشاكل في الرؤية بإحدى العينين أو كلتيهما بشكلٍ مُفاجئ.
  • الشعور المفاجئ بدوخة أو فقدان الاتزان.
  • صداع شديد مفاجئ دون معرفة السبب.


أسباب وعوامل خطر مرض الشّريان السّباتي

تتضمن الأسباب وعوامل الخطر التي ترتبط بتطور مرض الشّريان السّباتي وتصلب الشرايين ما يلي:[٤][٥]

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بتصلب الشرايين، أو مرض الشريان السباتي، أو مرض الشريان التاجي، أو أي مشكلة صحية أخرى في نظام الأوعية الدموية.
  • التقدم في العمر، وبخاصّة الرجال الذين تقل أعمارهم عن 75 عامًا، إذ إنهم أكثر عرضة للإصابة بمرض الشريان السباتي من النساء في هذه الفترة، في حين تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض الشريان السباتي بعد سن 75 عامًا.
  • التدخين.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • داء السكري.
  • السمنة.
  • قلة الحركة.
  • اتباع نظام غذائي غير صحي، حيثُ يمكن أن يؤدي تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والمتحولة، والكوليسترول، والصوديوم، والسكر، إلى تفاقم عوامل الخطر الأخرى لمرض الشريان السباتي.
  • ارتفاع مستويات البروتين الضار المعروف بالبروتين الدهني منخفض الكثافة (بالإنجليزيّة: Low density lipoprotein)، واختصاراً (LDL)، والدهون الثلاثية في الدم (بالإنجليزيّة: Triglycerides)، وبالرغم من ذلك، فإن هذا الارتباط ليس قوياً كما هو الحال بالنسبة لمرض الشريان التاجيّ.
  • متلازمة الأيض، أو متلازمة التمثيل الغذائي (بالإنجليزيّة: Metabolic syndrome)، وهي عبارة عن مجموعة من العوامل والحالات التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وغيرها من المشاكل الصحية، مثل: مرض السكري وأمراض القلب، وتتضمن عوامل الخطر التي ترتبط بمتلازمة التمثيل الغذائي: محيط الخصر الكبير، وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية، وانخفاض مستوى الكوليسترول الجيد، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وعادةً ما يتم تشخيص متلازمة التمثيل الغذائي في حال كان لدى الشخص على الأقل ثلاثة من عوامل الخطر هذه.


تشخيص مرض الشّريان السّباتي

عادةً ما يقوم الطبيب بمراجعة التاريخ الطبي الكامل للشخص المُصاب، وإخضاعه للفحص البدنيّ، وقد يتضمن التشخيص أيضًا ما يأتي:[٦]

  • الاستماع إلى الشرايين السباتية: حيثُ يقوم الطبيب بوضع السماعة الطبية فوق الشريان السباتي بحثًا عن صوت لغط (بالإنجليزية: Bruit)، وهو صوت يشير عادةً إلى حدوث تضيّق في الشريان، ولكن، في بعض الحالات قد لا يصدر هذا الصوت بالرغم من وجود مشاكل في الشرايين السباتية.[٦]
  • المسح المزدوج للشريان السباتي: (بالإنجليزية: Carotid artery duplex scan)، يتم إجراء هذا الاختبار لتقييم تدفق الدم في الشرايين السباتية، حيثُ يرسل محول الطاقة موجات فوق صوتية، والتي تنتقل عادةً عبر الجلد وأنسجة الجسم الأخرى إلى الأوعية الدموية، ونتيجةً لذلك يتردد صدى الموجات من خلايا الدم، ويقوم محول الطاقة بإرسال الموجات إلى مكبر الصوت والذي يتم وضعه على الشرايين السباتية في مواقع وزوايا معينة، حتى يتمكن الطبيب من سماع الموجات الصوتية، وقد يعني غياب أو ضعف هذه الأصوات انسداد يُعيق تدفق الدم.[٧]
  • التصوير بالرنين المغناطيسيّ: (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging)، واختصاراً (MRI)، ويستخدم هذا الإجراء تقنية الرنين المغناطيسي وصبغة التباين التي تُحقن عادةً في الوريد لجعل الأوعية الدموية مرئية، حيثُ تؤدي صبغة التباين إلى ظهور الأوعية الدموية صلبة في صورة الرنين المغناطيسي بما يُمكن الطبيب من رؤيتها.[٦]
  • تصوير الأوعية الطبقي المُبرمج: أو التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: Computed tomography angiography)، واختصاراً (CTA)، ويستخدم هذا الاختبار الأشعة السينية وجهاز حاسوب إلى جانب صبغة التباين لإعداد صور مفصلة للجسم، بحيثُ يُظهر التصوير المقطعي المحوسب صورًا للأوعية الدموية والأنسجة، مما يساعد في العثور على الأوعية الدموية الضيقة.[٧]
  • تصوير الأوعية: (بالإنجليزية: Angiography)، يستخدم هذا الاختبار لمعرفة مدى انسداد الشرايين السباتية، ويتم ذلك عن طريق التقاط صور بالأشعة السينية بالتزامن مع حقن صبغة التباين، بحيث تُظهر صبغة التباين شكل وتدفق الدم عبر الشرايين أثناء التقاط صور الأشعة السينية.[٧]


علاج مرض الشّريان السّباتي

يهدف علاج مرض الشريان السباتي إلى السيطرة على الحالة والوقاية من الإصابة بالمضاعفات؛ كالسكتة الدماغية، وقد تعتمد بعض العلاجات على مدى انسداد الشرايين السباتية، وفيما يأتي بيان لأبرز هذه العلاجات:[٨]


تغييرات في نمط الحياة

قد يوصي الطبيب بتغييرات في نمط الحياة، وقد يتضمن ذلك ما يأتي:[٥]

  • اتباع نظام غذائي صحي للقلب.
  • الحفاظ على الوزن ضمن النطاق الصحي.
  • السيطرة على الإجهاد والتوتر.
  • ممارسة النشاط البدني.
  • الإقلاع عن التدخين.


العلاج الدوائي والجراحة

تشمل الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج مرض الشّريان السّباتي ما يلي:[٧]

  • مضادات الصفيحات (بالإنجليزية: Antiplatelet drug).
  • الأدوية التي تُساهم في خفض مستويات الكوليسترول في الدم.
  • الأدوية المُستخدمة لعلاج ضغط الدم.


قد يوصي الأطباء بإجراء عملية جراحية، إذا كانت درجة التضيق أكثر من 60%، فبالإضافة إلى الأدوية، قد تتحقق فائدة للمريض إذا تم إخضاعه لجراحة استئصال باطنة الشريان السباتي (بالإنجليزية: Carotid endarterectomy)، أو رأب الوعاء السباتي (بالإنجليزية: Carotid angioplasty)، أو تركيب الدعامات (بالإنجليزية: Stenting).[٩]


الوقاية من مرض الشّريان السّباتي

يُمكن اتباع العديد من النصائح للوقاية من مرض الشريان السباتي، ونذكر من هذه النصائح ما يلي:[١٠]

  • اتباع نظام غذائي صحيّ يتضمن الكثير من الفواكه، والخضروات الطازجة، واللحوم الخالية من الدهون؛ مثل: الدواجن والأسماك، وكذلك يحتوي على منتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدسم، مع الحرص على التقليل من الملح، والسكر، والأطعمة المصنعة، والدهون المشبعة.[٦]
  • ممارسة التمارين الرياضية المتوسطة إلى الشديدة لمدة 40 دقيقة على الأقل بمعدل 3 إلى 4 أيام في الأسبوع.[٦]
  • الحفاظ على وزن مناسب للطول.[١٠]
  • الإقلاع عن التدخين.[١٠]
  • السيطرة على ضغط الدم ومستوى الكوليسترول وسكر الدم ضمن النطاق الصحي لها.[١٠]


المراجع

  1. "Picture of the Carotid Artery", webmd, Retrieved 31/3/2021. Edited.
  2. "Carotid Artery Disease: Causes, Symptoms, Tests, and Treatment", webmd, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  3. "Carotid artery disease", mayoclinic, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  4. "Carotid Artery Disease (Carotid Artery Stenosis)", clevelandclinic, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب of physical activity.,diabetes, and overweight or obesity. "Carotid Artery Disease", nhlbi.nih, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "Carotid Artery Disease", hopkinsmedicine, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "Carotid Artery Disease", cedars-sinai, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  8. "Carotid artery disease", mayoclinic, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  9. "Carotid Artery Disease", vascular, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث "Carotid Artery Disease", medicinenet, Retrieved 26/3/2021. Edited.