تمدد الأوعية الدموية

تمدّد الأوعية الدّمويّة (بالإنجليزية: Aneurysm) هو انتفاخ أو تضخّم غير طبيعي في جدار الأوعية الدّمويّة، وبشكل أكثر دقّة هو توسّع الأوعية الدمويّة أكثر من 50% من قطرها الطبيعي،[١][٢] ويحدث هذا نتيجة ضعف في جدار الشريان،[٣] ويسبِّب انفجار هذا البالون أو الجزء المتمدِّد من الوعاء الدموي حدوث نزيف داخلي، وفي الحقيقة عادةً لا يكون التمدّد مصحوبًا بأية أعراض، فقد لا يدرك المريض أنه مصاب به حتّى لو كان التمدّد كبيرًا.[١][٢]


أنواع تمدد الأوعية الدموية

يختلف نوع تمدّد الأوعية الدموية باختلاف الشريان المؤثر فيه، وقد يصيب تمدّد الأوعية الدّمويّة أي شريان داخل الجسم، إلّا أنّ النوع الأكثر شيوعًا هو ما يصيب الشريان الأورطي، بالإضافة إلى ذاك الذي يصيب الأوعية الدّمويّة في الدّماغ.[٤] ونذكر من أنواع تمدد الأوعية الدموية الآتي:[١]

  • تمدّد الشريان الأورطي: يُشار له أيضًا باسم الأبهر، وهو الشريان الرئيسي الذي يحمل الدّم من القلب إلى جميع الأعضاء الحيويّة في الجسم، وقد يحدث هذا في أي جزء من أجزاء الأبهر الممتد في منطقة الصدر والبطن.
  • تمدّد الأوعية الدماغية: يصيب هذا الشرايين المغذية للدماغ. اقرأ أكثر عن تمدد الأوعية في الدماغ.[٤]
  • تمدّد الشريان المأبضي: يصيب هذا الشريان المأبضي (بالإنجليزية: Popliteal artery) الواقع خلف الركبة.[٥]
  • تمدّد الشريان المساريقي: يصيب هذا الشريان المساريقي (بالإنجليزية: Mesenteric artery)، وهو الشريان الذي يزوّد الأمعاء بالدّم.[٥]
  • تمدّد الشريان الطّحالي: يصيب هذا الشريان المغذي للطحال.[٥]


تعرف أكثر على أمراض جهاز الدوران.


أعراض تمدد الأوعية الدموية

كما ذكرنا سابقًا لا يعاني العديد من الأشخاص من أية أعراض في حال الإصابة بتمدّد الأوعية الدموية، ولكن في حال توسّع التمدُّد أو انفجاره، تظهر الأعراض والتي تختلف وفقًا لموقع التمزّق أو التمدّد،[٥] ويمكن بيان أعراض تمدّد الأوعية الدّمويّة بالاعتماد على موقعها وفقا للتّالي:[٢]

  • تمدّد الشريان الأورطي في منطقة البطن: قد ينجم عنه ألم مستمر في البطن، أو أسفل الظّهر، أو في منطقة الفخذ.[٢]
  • تمدّد الشريان الأورطي في منطقة الصدر: ألم في الصدر، أو الرقبة، أو الظهر، بالإضافة إلى ضيق التنفُّس، والسعال، وصعوبة البلع، وتورُّم في الذراعين، وغيرها.[٤]
  • تمدد الأوعية الدموية الدماغية: يؤدّي إلى شعور المريض بصداع حادِّ مفاجئ، قد يصاحبه غثيان، وتقيؤ، ومشاكل في الرؤية، وربّما فقدان الوعي.[٢]
  • تمدّد الشريان المساريقي: وتتضمن أعراضه ألماً في البطن بعد تناول الطعام، وفقدان الوزن، والغثيان والتقيؤ، والإسهال أو الإمساك.[٦]
  • تمدّد الشريان الطحالي: ألم في الجانب العلوي الأيسر من البطن، وقد يصاحب ذلك انخفاض مستويات ضغط الدم.[٧]
  • تمدّد الأوعية الحرقفية الشّائع: (بالإنجليزية: Common Iliac Aneurysm)، وهو أحد الشرايين الموجودة في الساق، وفيه يشعر المريض بألم في أسفل البطن، أو الظهر، أو الفخذ.[٢]
  • تمدّد الأوعية الدّموية في الفخذ والشريان المأبضي: يصاحبه الشّعور بخفقان أو نبض في الشريان الموجود في الفخذ وخلف الركبة، مع ألم في السّاق، بالإضافة إلى تقرحات في القدمين.[٢]


أسباب تمدد الأوعية الدموية

لا يوجد سبب واضح وجوهري لتمدّد الأوعية الدّموية معروف إلى الآن، لكن بعض حالات تمدّد الأوعية الدّمويّة موجودة منذ الولادة، أو أنّ المريض قد وُلد مع ضعف في أحد جدران الشرايين، فضعف الشّريان أو العيوب في بعض أجزائه قد يؤدّي لاحقًا إلى تمدّده.[٨][٩]


عوامل خطر الإصابة بتمدد الأوعية الدموية

يتفاوت خطر تمدّد الأوعية الدّمويّة وتمّزّقها بين الأفراد، ويمكن ذكر بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بتمدد الأوعية الدموية على النحو الآتي:[٣][٩]

  • التّدخين.
  • ارتفاع ضغط الدّم، إذ يزيد من خطر تمدد الأبهر في منطقة البطن.
  • تصلّب الشرايين، وهو تضيّق في الشرايين وزيادة صلابتها نتيجة لتراكم مادة الّلويحات الدهنية.[٢]
  • التعرض لصدمة، كما هو الحال عند السقوط أو حوادث السيارات.[٤]
  • الجروح العميقة والالتهابات.[٨]
  • العوامل الوراثية.[٩]
  • الحمل: فغالبًا يكون الحمل مرتبطًا بتمدّد الشريان الطحالي.[٩]
  • بعض المشاكل الصحيّة: ومن الأمثلة على ذلك:
  • خلل التنسّج العضلي الليفي (بالإنجليزية: Fibromuscular dysplasia)،[٩] وهو حالة طبيّة نادرة، حيث تنطوي على نمو الخلايا بطريقة غير طبيعيّة في جدران الشّرايين المتوسطة والكبيرة الحجم، وتؤدّي إلى تضيّق الشرايين.[١٠]
  • الأمراض المنقولة جنسيًّا، فالزُّهري (بالإنجليزية: Syphilis) على وجه التّحديد من الأمراض التي تحمل مضاعفات إن تُركت دون علاج مناسب، منها تمدد الأورطي.[٤]
  • مرض الكلى متعدد الكيسات (بالإنجليزية: Polycystic kidney disease)، حيث يزيد من خطر تمدد الأوعية الدموية الدماغية،[٤] وهو حالة طبيّة وراثيّة تتميز بنمو أكياس مائية على الكلى.[١١]


 تشخيص تمدد الأوعية الدموية

لتشخيص تمدّد الأوعية الدّمويّة، وتحديد خطر الإصابة بالتمزّق يقوم الطّبيب عادة بطرح مجموعة من الأسئلة على المريض بما فيها الأعراض، والتّاريخ الطّبي والعائلي المتعلق بأمراض الأوعية الدموية وغيرها من المشاكل الصحيّة، كما يكشف عن حجم ومكان ظهور تمدّد الأوعية الدمويّة،[١] وقد يكون ذلك مع مجموعة من الفحوصات التصويرية التي يمكن أن يُجريها الطبيب، وتشمل ما يلي:[٥]

  • تصوير الأوعية الدمويّة.
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT scan).
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية، أو ما يُعرَف بالسونار.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).[٢]
  • تخطيط صدى القلب أو الإيكو.[٢]
  • تصوير الأوعية بالرنين المغناطيس (MRA).[٩]

علاج تمدد الأوعية الدموية

تعدّ العمليات الجراحية الطريقة الوحيدة للتخلّص من تمدّد الأوعية الدّمويّة، لكن العلاج يعتمد بشكل عام على حجم وموقع تمدّد الأوعية الدمويّة، وفي بعض الحالات لا يكون من الممكن إجراء جراحة، أو أنّها قد تحمل مخاطر أكثر من التمدّد نفسه، في مثل هذه الحالات ينبغي الاكتفاء بالمراقبة عن كثب واستخدام الأدوية لحل هذه المشكلة، فيوصي الطبيب بإجراء فحوصات منتظمة لمعرفة ما إذا كان حجم التمدّد يزداد مع الوقت،[١٢][٩] وقد تساعد الإجراءات التّالية على العلاج:

التحكم في عوامل الخطر أو تعديلها

ويمكن أن يتم ذلك من خلال ما يأتي:[٢]

  • الإقلاع عن التدخين.
  • السّيطرة على مستويات السكّر والضغط في الدّم.
  • خسارة الوزن الزائد.
  • الحدّ من تناول الأطعمة الغنيّة بالدهون.


الأدوية

يمكن للأدوية أن تتحكم في بعض الحالات الطبيّة مثل: ارتفاع مستوى الدهنيّات والكوليسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم.[٢]


الجراحة

يعتمد نوع الجراحة على الأعراض التي يعاني منها الشخص، وحجم وموقع تمدّد الأوعية الدّمويّة، وقد تنطوي الجراحة على إجراء شق جراحي كبير، أو إجراء يسمّى الانصمام داخل الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Endovascular embolization)،[٩] وهي إحدى العمليات الجراحية التي يتم فيها قطع إمدادات الدم إلى جزء معين من الشريان،[١٣] وتجدر الإشارة إلى أنّ المريض الذي تعرّض لتمزّق في الأوعية المتمدّدة والنزيف يحتاج غالبًا إلى جراحة فوريّة وطارئة.[٣]


الوقاية من تمدد الأوعية الدموية

تتمثل التدابير المساعد على الوقاية من تمدد الأوعية الدموية بالتدابير ذاتها المساعدة على التحكُّم في عوامل الخطر، والمذكورة سابقًا تحت عنوان العلاج، ولكن يجب الإشارة إلى أن الوقاية من تمدد الأوعية الدموية لا يكون ممكِّنًا في جميع الحالات، فمثلًا لا يمكن الوقاية من الإصابة بتمدد الأوعية الدموية الخلقي.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Aneurysms", mayoclinic, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س "Aneurysm", hopkinsmedicine, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Causes and treatments of aneurysm", medicalnewstoday, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح "Aneurysm", betterhealth, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "What is an Aneurysm?", heart, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  6. "Mesenteric Artery Aneurysm", Sydney Vascular Surgery, Retrieved 14/3/2021. Edited.
  7. Dr Mohamed Saber and Dr Yuranga Weerakkody, et al., "Splenic artery aneurysm", Radiopaedia.org, Retrieved 14/3/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "What Is an Aneurysm?", webmd, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Aneurysm", medlineplus, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  10. "Fibromuscular Dysplasia (FMD)", clevelandclinic, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  11. 1 Polycystic kidney disease (PKD) is an,and treatment can reduce or prevent some complications. "Kidneys - polycystic kidney disease (PKD)", betterhealth, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  12. "Aneurysms: Diagnosis and Treatment", webmd, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  13. "Endovascular Embolization", hopkinsmedicine, Retrieved 3/2/2021. Edited.