ما هي أمراض جهاز الدوران

يتكون جهاز الدوران من أوعية دموية تنقل الدم من وإلى القلب، وهناك نوعان رئيسيان من الأوعية الدموية في جسم الإنسان: الشرايين التي تنقل الدم من القلب إلى جميع أنحاء الجسم، والأوردة التي تقوم بإرجاع الدم من أجزاء الجسم المختلفة إلى القلب، ويسمح جهاز الدوران بحركة الدم باتجاه واحدٍ فقط حسب نوع الوعاء الدموي الذي ينتقل فيه الدم، منعًا لحدوث أي اختلاط في مكونات الدم، تعرّف هنا على أنواع الأمراض التي تصيب جهاز الدوران.^[١]

ما هي أمراض جهاز الدوران

تُعرف أمراض جهاز الدوران (بالإنجليزية: Vascular Disease) بأنها أي مرض يؤثر في جهاز الدوران والأوعية الدموية بنوعيها، الشرايين والأوردة، بالإضافة إلى أمراض الأوعية الليمفاوية وأمراض الدم التي تؤثر في الدورة الدموية،^[٢] وتتضمن أمراض جهاز الدوران ما يلي:

تصلب الشرايين

يحدث تصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis) عندما تتراكم الدهون في بطانة الشرايين، وتلتصق هذه الدهون ببعضها، مما يجعل الشرايين أقل مرونة وأكثر صلابة، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم، وقد يسبب مشاكل في عدة أجزاء من الجسم، مثل القلب والكلى، وقد يؤدي إلى سكتة دماغية، ويصيب هذا المرض عادةً الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الدهون الضارة.^[٣]

تمدد الأوعية الدموية

تمدد الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Aneurysm) هو انتفاخ غير طبيعي في جدار أحد الأوعية الدموية، ويصيب عادةً الشريان الأورطي (بالإنجليزية: Aorta)، وهو الوعاء الدموي الرئيسي الذي يحمل الدم من القلب إلى الجسم، ويمكن أن يحدث تمدد الشريان الأورطي في منطقة الصدر أو في البطن، ويتم إعطاء اسم للحالة حسب مكان حدوث التمدد، وفي أغلب الأحيان لا يشكل التمدد خطرًا إذا كان حجمه صغيرًا، ولكنه يزيد من خطر الإصابة بالحالات التالية:^[٤]

• تراكم صفائح في مكان وجود التمدد.
• تكوّن خثرة دموية، يمكن أن تنفصل هذه الخثرة عن جدار الوعاء الدموي، ومن ثم قد تعلق في وعاء دموي آخر مما يؤدي إلى انسداده.
• قد يزداد حجم التمدد، مما يؤدي إلى الضغط على الأعضاء المحيطة، ويسبب الشعور بالألم.
• تعد منطقة التمدد ضعيفة نسبيًا كونها أرق من باقي جدار الوعاء الدموي، مما يجعلها عُرضة للانفجار عند التعرُّض إلى ضغط معين، وقد يكون هذا الانفجار قاتلًا.

مرض الشرايين المحيطية

يحدث مرض الشرايين المحيطية (بالإنجليزية: Peripheral Artery Disease) عندما يتراكم الكوليسترول والدهون في الأوعية الدموية الطرفية، وهي الأوعية الدموية الموجودة خارج القلب، مما يؤدي إلى تضيق الوعاء الدموي وتصلبه، وهذا يقلل من وصول الدم إلى أنسجة الجسم، مما يسبب مضاعفات مختلفة تعتمد على مكان الشريان المتضيق، مثلًا إذا كان التضيق في شرايين الدماغ، قد يسبب ذلك حدوث سكتة دماغية، وإذا كان في الكلى، فإنه يسبب مرض الشريان الكلوي وغيرها.^[٥]

النوبة القلبية

النوبة القلبية أو احتشاء عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocardial infarction)، يحدث عندما ينقطع تدفق الدم إلى القلب بسبب خثرة دموية تقوم بسد أحد شرايين القلب، وبعض النوبات القلبية غير خطيرة، ولكن البعض الآخر قد يكون خطيرًا جدًا، وقد تحدث بعض النوبات القلبية فجأة، ولكن بعض الأشخاص يشعرون بعلامات خطر قبل حدوث النوبة القلبية بعدة ساعات أو أيام أو أسابيع، مثل الشعور بألم متكرر في الصدر، أو ضغط في الصدر بعد القيام بمجهود بدني، ويتحسن هذا الشعور عند الراحة.^[٦][٧]

تعرف على الفرق بين الذبحة الصدرية والجلطة القلبية.

ارتفاع ضغط الدم

وهي حالة مزمنة يكون فيها ضغط الدم المؤثر في جدران الشرايين مرتفعًا بشكل مستمر، مما قد يسبب عدة مضاعفات إذا لم يتم السيطرة عليه، مثل:^[٧]

• سكتة دماغية.
• مشاكل في البصر.
• قصور عضلة القلب
• احتشاء عضلة القلب.
• أمراض الكلى.
• ضعف جنسي.

الجلطات الدموية الوريدية

الجلطات الدموية الوريدية (بالإنجليزية: Venous thromboembolism) تعني وجود خثرة دموية تعلق في داخل أحد الأوردة، مما يعيق حركة الدم داخله، وقد يسبب مضاعفات خطيرة جدًا في حال انفصلت الخثرة عن جدار الوريد، حيث إنها تنتقل عبر الدم، وقد تعلق في وعاء دموي آخر مسببةً انسداده، في حال انسداد أحد أوعية الرئتين، تسمى الحالة الانسداد الرئوي.^[٧]

توسع أو دوالي الأوردة

تحتوي الأوردة بشكل طبيعي على صمامات تنظم حركة الدم خلالها، وعندما تنقبض العضلات، تفتح هذه الصمامات لتسمح بحركة الدم في اتجاه واحد فقط، وفي حال كانت الصمامات تالفة لن تتمكن من الغلق بشكل صحيح، مما يسمح بحركة الدم بالاتجاه المعاكس، ويؤدي إلى تجمع الدم حول منطقة الصمام، ويظهر تجمع الدم على الجلد على شكل خطوط زرقاء بارزة، وفي بعض الأحيان تكون حمراء أو بنفسجية حول الركبة، أو الفخذين، أو في الجزء الخلفي من الركبة، وهذا ما يعرف بدوالي الأوردة، ويشعر المُصاب عادةً بحرقة أو انتفاخ أو ألم في القدمين في نهاية اليوم، وتصيب هذه الحالة النساء بنسبة أكبر من الرجال، ويزيد احتمال حدوثها إذا كان هناك أفراد آخرون من العائلة مصابون بها، كما تزيد مع الحمل، أو زيادة الوزن، أو الوقوف لفترات طويلة.^[٤]

الوذمة اللمفية

تحدث الوذمة اللمفية (بالإنجليزية: Lymphedema) عندما تكون الأوعية الليمفاوية أو العقد الليمفاوية مفقودة أو متضررة أو تمت إزالتها، إذ إن الجهاز الليمفاوي هو جهاز دوري يتضمن شبكة واسعة من الأوعية الليمفاوية والعقد الليمفاوية، ويساعد على دعم وظيفة الجهاز المناعي، وحماية الجسم من الميكروبات والمواد الغريبة، وتسبب الوذمة اللمفية تراكم غير طبيعي للسوائل، غالبًا في الذراعين أو الساقين. ^[٥]

اضطرابات تخثر الدم

وهي اضطرابات تجعل الدم أكثر عُرضة لتكوين جلطات دموية في الشرايين والأوردة، وقد تكون هذه الحالات وراثية، أو نتيجة طبيعة الحياة، وتتضمن هذه الاضطرابات ارتفاع مستويات عوامل تخثُّر الدم، أو نقص البروتينات المضادة للتخثر الطبيعي في الدم، أو غيرها.^[٥]

أسباب أمراض جهاز الدوران

لا يعرف حتى الآن السبب الدقيق لحدوث هذه الأمراض، حيث إن معظم أمراض جهاز الدوران مرتبطة ببعضها، مثلًا ارتفاع ضغط الدم يسبب تلفًا في جدران الأوعية الدموية، مما يسبب مشاكل أخرى في جهاز الدوران، وارتفاع الكوليسترول يسبب تضيقًا في الأوعية الدموية، مما يزيد من احتمال الإصابة بالجلطات،^[٧] وهناك بعض الحالات قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض جهاز الدوران مثل:^[٤]

• السكري.
• وجود تاريخ عائلي لأمراض جهاز الدوران، أو الذبحات الصدرية أو، السكتات الدماغية.
• الجنس، إذ إن الذكور معرّضون لهذه الأمراض أكثر من الإناث، إلا أن ذلك ليس صحيحاً في جميع الحالات.
• ارتفاع الدهون الضارة، مثل الدهون الثلاثية أو الكوليسترول في الدم.
• قلة النشاط البدني.
• زيادة الوزن والسمنة.
• التدخين.
• الضغط النفسي.
• الإصابات المباشرة.

الوقاية من أمراض جهاز الدوران

قد تساعد التعليمات التالية على الوقاية من هذه الأمراض:

• الالتزام بحمية غذائية صحية: والتركيز على الخضار والفواكه، والدهون الصحية مثل زيت الزيتون، بالإضافة إلى منتجات الألبان قليلة أو خالية الدسم، والابتعاد عن الأطعمة كثيرة الملح، أو السكر، أو الدهون المشبعة، أو المحتوية على سكريات مصنعة.^[٨]
• الحفاظ على الوزن ضمن المعدل الطبيعي: ويحسب الوزن الطبيعي عن طريق مؤشر كتلة الجسم، إذا كانت قيمته أعلى من 25 هذا يعني وجود وزن زائد، كما يمكن استخدام محيط الخصر لمعرفة كم يحتوي جسمك على دهون، ويفضل أن يكون محيط الخصر أقل من 101.6 سنتيميتر للرجال وأقل من 88.9 سنتيميتر للنساء.^[٨]
• القيام بالتمارين الرياضية: تقلل الرياضة من ضغط الدم، وتساعد على خفض مستوى الكوليسترول الضار، كما تساعد على التخفيف من الوزن إذا كان وزنك زائدًا، وينصح بالقيام بالتمارين لمدة 30-60 دقيقة يوميًا.^[٨]
• الامتناع عن التدخين: واستشارة الطبيب عن الوسائل المساهمة في ذلك.^[٨]

اقرأ: 10 نصائح ذهبية للحفاظ على صحة القلب.