عندما يكون الدماغ سليمًا فإنه يعمل بسرعة وتلقائية، إلا أن تعرضه لبعض الأمراض يمكن أن يؤثر سلبًا في قدرته على أداء وظائفه، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تهدد الحياة،[١] ومن المشاكل التي قد يتعرّض لها الدّماغ، تمدّد الأوعية الدّمويّة.
تمدد الأوعية الدموية في الدماغ
يُعرف تمدد الأوعية الدموية في الدماغ أو تمدد الأوعية الدموية الدماغية (Cerebral Aneurysm) بأنها حالة مرضية تُصيب الأوعية الدموية المسؤولة عن تغذية الدماغ، وتتميز هذه الحالة بتشكّل بقعة ضعيفة أو رقيقة على أحد الشرايين في الدماغ، ثم تبدأ هذه البقعة بالانتفاخ والتمدد وتمتلئ بالدم، ويمكن أن يُسبب تمدد الأوعية الدموية ضغطًا على الأعصاب أو أنسجة الدّماغ، كما يمكن أن تنفجر مُسببةً تسرب للدم إلى الأنسجة المحيطة، ومن المضاعفات الأخرى التي تترتب على تمدد الأوعية الدموية الدماغية السكتة الدماغية النزفية، وتضرُّر الدماغ، والغيبوبة، والموت، ويمكن أن يحدث تمدد الأوعية الدموية الدماغية في أي مكان في الدماغ، إلا أنها غالبيتها يتشكل في الشرايين الرئيسية على طول قاعدة الجمجمة.[٢]
يمكن أن يُصاب الشخص بتمدد الأوعية الدموية الدماغية دون أن يُعاني من النزيف أو مضاعفات أخرى، وعادةً ما تُكتشف حالات الإصابة بتمدد الأوعية الدموية الدماغية أثناء اختبارات التصوير لحالات طبية أخرى.
أنواع تمدد الأوعية الدموية في الدماغ
صنّف الأطباء أنواع تمدد الأوعية الدموية في الدماغ بناءً على شكلها وحجمها وموقعها، وقد ساعدهم هذا التصنيف في تحديد درجة خطورة تمزق الوعاء الدموي، ووضع الخطة العلاجية المناسبة له، وفيما يلي شرحًا لأنواع تمدد الأوعية الدموية الدماغية الثلاثة:[٣]
- من حيث الشكل: يمكن أن يظهر شكل تمدد الأوعية الدموية مثل التوت على جذع، أو انتفاخ يُظهر الأوعية الدموية على شكل مِغزلي.
- من حيث الحجم: يمكن أن يتراوح عرض تمدد الأوعية الدموية من بضعة ملليمترات إلى أكثر من ذلك.
- من حيث الموقع: يمكن أن يحدث تمدد الأوعية الدموية الدماغية في أي مكان في الدماغ، علمًا أن غالبيتها يتمركز على طول الشرايين التي تمتد بين الجانب السفلي من الدماغ وقاعدة الجمجمة.
أما أنواع تمدد الأوعية الدموية الأكثر تحديدًا ووصفها فهو كما يلي:[٣]
- تمدد الأوعية الدموية الكيسية: وهو النوع الأكثر شيوعًا ويوجد عادةً في قاعدة الدماغ.
- تمدد الأوعية الدموية المغزلية: يمكن أن تتشكل تمدد الأوعية الدموية هذه بسبب تراكم الترسبات في الشريان وهو ما يُعرف بتصلب الشرايين.
- تمدد الأوعية الدموية المسلّخ: قد يحدث هذا النوع النادر من تمدد الأوعية الدموية الدماغية نتيجة التعرض لإصابة في الرأس.
أسباب وعوامل خطر تمدد الأوعية الدموية في الدماغ
يمكن أن يساهم امتلاك لعوامل معينة في زيادة فرصة الإصابة بتمدد الأوعية الدموية الدماغية، علمًا أنه يمكن السيطرة على بعض عوامل الخطر التي تؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية الدماغية، بينما بعضها الآخر قد لا يمكن السيطرة عليه، وقد تزيد عوامل الخطر التالية من خطر الإصابة بتمدد الأوعية الدموية:[٤]
- الاستعداد الوِراثي: يمكن أن يرث الشخص الميل لتشكّل تمدد الأوعية الدموية الدماغية، مما يزيد من فرصة إصابته بها.
- الإصابة بتصلب الشرايين: يمكن أن يتطور تمدد الأوعية الدموية نتيجة الإصابة بتصلب الشرايين.
- التقدم في العمر: كلما تقدم الشخص في العمر زادت احتمالية إصابته بأمراض الدماغ، ومنها تمدد الأوعية الدموية الدماغية.
- التاريخ العائلي: الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بتمدد الأوعية الدموية في الدماغ أكثر عرضة من غيرهم للإصابة.
- الإصابة السابقة بتمدد الأوعية الدموية: الأشخاص الذين أصيبوا بتمدد الأوعية الدموية في الدماغ أكثر عرضة للإصابة به مُجددًا.
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم: يُعد ارتفاع ضغط الدم عامل مُسبب للإصابة بالنزيف تحت العنكبوتية.
- التدخين: يلعب التدخين دورًا في زيادة فرصة تمدد الأوعية الدموية في الدماغ.
الإناث أكثر عرضة للإصابة بتمدد الأوعية الدموية في الدماغ، أو الإصابة بنزيف تحت العنكبوتية من الذكور.
أعراض تمدد الأوعية الدموية في الدماغ
تختلف أعراض تمدد الأوعية الدموية الدماغية الممزقة عن غير الممزقة، وفيما يلي توضيح لذلك:
أعراض تمدد الأوعية الدموية الدماغية غير الممزقة
نادرًا ما يسبب تمدد الأوعية الدموية الدماغية أعراض ما لم تتمزق أو تنفجر، ويمكن أن تظهر الأعراض في حال كانت البقعة المتراكمة في جدار الوعاء الدموي كبيرة جدًا، أو تضغط على الأنسجة أو الأعصاب داخل الدماغ، وعلى الرغم من ذلك يُنصح بمراجعة الطبيب في حال ظهرت عليك أي من أعراض تمدد الأوعية الدموية الدماغية؛ لتتمكن من تلقي العلاج المناسب حتى لو كانت غالبية الأوعية الدموية المتمددة لا تتمزق، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:[٥]
- اضطرابات بصرية، مثل فقدان الرؤية، أو ازدواج الرؤية.
- ألم فوق أو حول العينين.
- خدر أو ضعف في جانب واحد من الوجه.
- صعوبة في الكلام.
- الصداع.
- فقدان التوازن والثبات.
- صعوبة في التركيز، أو مشاكل في الذاكرة قصيرة المدى.
أعراض تمدد الأوعية الدموية الدماغية الممزقة
تبدأ أعراض تمدد الأوعية الدموية الدماغية عادةً بصداع مؤلم مفاجئ، شُبهّت بتلقي ضربة على الرأس، والجدير بالذكر أن أعراض تمدد الأوعية الدموية الدماغية الممزقة تبدأ بالظهور بصورة فُجائية، وتشمل:[٥]
- الشعور بالتّعب والمَرض.
- تصلب الرقبة، أو آلام الرقبة.
- الحساسية تجاه الضوء.
- عدم وضوح الرؤية أو ازدواجيتها.
- ارتباك مفاجئ.
- فقدان الوعي.
- النوبات التّشنجيّة.
- ضعف في جانب واحد من الجسم، أو في الأطراف.
تشخيص تمدد الأوعية الدموية في الدماغ
لتشخيص تمدد الأوعية الدموية الدماغية يلجأ الأطباء لاستخدام عدة أنواع من الفحوصات والاختبارات، منها:[٦]
- صورة الرّنين المغناطيسي.
- تصوير الأوعية الدّمويّة.
- الصّورة الطّبقيّة.[٧]
- تحليل عيّنة من السّائل النّخاعي.[٨]
يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير الطّبقي اكتشاف تمدد الأوعية الدموية التي يزيد حجمها عن 3 - 5 ملم.
علاج تمدد الأوعية الدموية في الدماغ
إذا كان حجم تمدد الأوعية الدموية أقل من 10 ملم فهذا لا يشير إلى خطر انفجارها، ولكن حينها يُنصح بإجراء فحوصات منتظمة لمراقبتها وعلاج أي حالات أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم، ولكن إذا كان الشّخص مُصابًا بتمدد الأوعية الدّمويّة المّمزق فسيُطلب منه الحصول على الراحة الكافية، وتناول مسكنات الألم، ثم سيخضع لعملية جراحية لقص تمدد الأوعية الدموية لمنع نزيفها مرة أخرى، ويمكن الخُضوع لنوع آخر من الجراحة يتضمن إدخال أنبوب رفيع عبر الشريان من الفخذ، واستخدامه لإدخال قطعة معدنيّة صغيرة في الأوعية الدموية المتمددة، ويؤدي هذا الإجراء إلى تشكّل جلطة دموية تمنع تمدد الأوعية الدموية من الانفجار، أما إذا تسببت تمدد الأوعية الدموية في حدوث نزيف في الدّماغ، فقد يحتاج الأمر إلى علاجات أخرى للمضاعفات المترتبة عليها، مثل انخفاض تدفق الدم أو السوائل في الدماغ.[٩]
دواعي زيارة الطّوارئ
في حال مُلاحظة أي عرَض غير طبيعي أو عند مُلاحظة الأعراض التالية يجب طلب الرعاية الطبية على الفور:[١٠]
- صداع شديد ومفاجئ.
- إذا كنت مع شخص يشتكي من صداع حاد مفاجئ، أو فقد وعيه، أو أصيب بنوبة صرع.
الوقاية من تمدد الأوعية الدموية في الدماغ
لتقليل فرصة الإصابة بتمدد الأوعية الدموية أو تمزقها يمكن اتباع نمط حياة صحي، ويشمل ذلك ما يلي:[١١]
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة التمارين الرياضية باعتدال دون الإفراط في رفع الأثقال.
- اتباع نظام غذائي متوازن.
- السيطرة على ارتفاع ضغط الدم بالأدوية وتغيير نمط الحياة.
المراجع
- ↑ "Brain Diseases", medlineplus, 22/12/2020, Retrieved 27/2/2021. Edited.
- ↑ "Cerebral Aneurysms Fact Sheet", ninds, 13/3/2020, Retrieved 27/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Brain Aneurysm", ohsu, Retrieved 27/2/2021. Edited.
- ↑ "Brain Aneurysm", healthlinkbc, 14/7/2019, Retrieved 27/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Brain aneurysm", nhs, 16/8/2018, Retrieved 27/2/2021. Edited.
- ↑ Hansa D. Bhargava (23/9/2020), "Brain Aneurysm", webmd, Retrieved 27/2/2021. Edited.
- ↑ "MRI", webmd, Retrieved 12/3/2021. Edited.
- ↑ "Cerebrospinal Fluid (CSF) Analysis", medlineplus, Retrieved 12/3/2021. Edited.
- ↑ "Brain aneurysm", healthdirect, 1/1/2019, Retrieved 27/2/2021. Edited.
- ↑ "Brain aneurysm", mayoclinic, 9/8/2019, Retrieved 27/2/2021. Edited.
- ↑ "Brain Aneurysm", clevelandclinic, 26/4/2020, Retrieved 27/2/2021. Edited.