مرض كاواساكي: الأعراض، الأسباب والعلاج

مرض كاواساكي

تسبب الإصابة بمرض كاواساكي (بالإنجليزية: Kawasaki disease) تورمًا أو التهابًا في جدران الشرايين متوسطة الحجم في جميع أنحاء الجسم، ويصيب الأطفال في المقام الأول خصوصًا الذي تقل أعمارهم عن ال5 سنوات، وهو أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب عند الأطفال، وقد يؤثر هذا الالتهاب على الشرايين التاجية التي تمد عضلة القلب بالدم، ويُطلق على مرض كاواساكي أحيانًا اسم متلازمة العقد الليمفاوية المخاطية الجلدية (بالإنجليزية: Mucocutaneous lymph node syndrome) لأنه يؤثر أيضًا على العقد الليمفاوية والتي تنتفخ عادةً أثناء الإصابة، ويؤثر على الجلد والأغشية المخاطية داخل الفم والأنف والحنجرة،^[١][٢] ولحسن الحظ عندما يتم ملاحظة الأعراض مبكرًا ومعالجتها، يبدأ الأطفال المصابون بمرض كاواساكي في الشعور بالتحسن في غضون أيام قليلة.^[٣]

أعراض مرض كاواساكي

تظهر أعراض مرض كاواساكي في العادة على 3 مراحل، وتستمر هذه الأعراض لمدة 6 أسابيع،^[٤] وفي ما يأتي ذكر بيان لهذه المراحل مع الأعراض المرافقة لها:

المرحلة الأولى من مرض كاواساكي

تظهر الأعراض على الطفل بالعادة فجأةً ويمكن أن تكون حادة، وتستمر هذه الأعراض من أسبوع إلى أسبوعين، وقد تشمل ما يأتي:^[٥][٦]

• ارتفاع درجة الحرارة، وهي من أولى الأعراض والأكثر شيوعًا لهذا المرض، حيث قد تصل درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية أو أعلى، وتتميز الحمى بظهورها بسرعة وعدم استجابتها لمسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية في بعض الأحيان.
• الطفح الجلدي أو التقشير الذي غالبًا ما يظهر في منطقة الصدر، أو والساقين، أو الأعضاء التناسلية، أو الفخذ.
• احمرار وتورُّم في منطقة اليدين وأسفل القدمين.
• احمرار العينين.
• انتفاخ الغدد خاصة في منطقة الرقبة.
• التهاب الحلق، والفم، والشفتين، بالإضافة إلى الجفاف وحدوث التشققات.
• تورُّم اللسان.
• الانزعاج عند تحريك القدمين أحيانًا.

المرحلة الثانية من مرض كاواساكي

تبدأ المرحلة الثانية في العادة بعد أسبوعين من ارتفاع درجة الحرارة، وقد تستمر الأعراض لفترة أطول نسبيًا، ولكن يجب أن تعود درجة الحرارة إلى القيم الطبيعية، وقد تشمل الأعراض على ما يأتي:^[٧][١]

• تقشير الجلد في القدمين واليدين.
• ألم والتهاب في المفاصل.
• الإسهال.
• التقيُّؤ.
• ألم في البطن.
• قلة الشهية.
• الإصابة باليرقان أو الصفار.

المرحلة الثالثة من مرض كاواساكي

يمكن أن يسبب مرض كاواساكي مشاكل في القلب بعد 10 أيام إلى أسبوعين من بدء الأعراض، وتميل الأعراض في هذه المرحلة إلى الشفاء ببطء، وقد يستمر لمدة 8 أسابيع، ويجب الاتصال بالطبيب بطبيبك إذا كان الطفل ما زال يعاني من هذه الأعراض بعد هذه المدة، أو إذا كان مصابًا بالحمى لمدة أكثر من 4 أيام.^[٥][٨]

أسباب وعوامل خطر الإصابة بمرض كاواساكي

لا أحد يعرف ما الذي يسبب مرض كاواساكي، ولكن يعتقد العلماء أن هذا المرض غير معدي من شخص لآخر، والعديد من النظريات التي افترضها العلماء لتفسير سبب الإصابة بهذا المرض بما في ذلك العدوى بالبكتيريا، أو الفيروسات، أو العوامل البيئية الأخرى، ولكن لم يتم إثبات أي منها، وكما قد تجعل بعض الجينات الطفل أكثر عرضةً للإصابة بمرض كاواساكي،^[٩] ومن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض كاواساكي ما يأتي:^[٨]

• العمر: يعدُّ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1-5 سنوات أكثر عرضةً للإصابة بالمرض.
• الجنس: تزيد فرصة الإصابة بالمرض لدى الذكور مقارنةً بالإناث.
• الجينات: ترتفع نسبة الإصابة بمرض كاواساكي لدى الأبناء إن كان الوالدان مصابين، وهذا يدلُّ إلى أن هذا المرض يمكن أن يكون مرتبطًا بالجينات الموروثة.
• العوامل البيئية: يمكن لبعض الأدوية أو المواد الكيميائية السامة أن تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.

تشخيص الإصابة بمرض كاواساكي

لا يوجد اختبار محدد متاح لتشخيص مرض كاواساكي، وقد يتضمن التشخيص استبعاد الإصابة بأمراض أخرى يمكن أن تسبب علامات وأعراض مشابهة لمرض كاواساكي مثل الحمّى القرمزية، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، أو متلازمة الصدمة التسممية، أو مرض الحصبة وغيرها من الأمراض، ويقوم الطبيب أيضًا بإجراء الفحص الجسدي، وطلب تحاليل للدم والبول للمساعدة في التشخيص، والتي قد تشمل ما يأتي:^[١][٣]

• تحاليل الدم: تساعد في استبعاد الأمراض الأخرى وفحص عدد خلايا الدم لدى الطفل، إذ يعدُّ ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء ووجود فقر الدم من علامات مرض كاواساكي.
• اختبار البول: تساعد اختبارات الدم في استبعاد الأمراض الأخرى وفحص عدد خلايا الدم لدى الطفل، بحيث يعد ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء، والإصابة بفقر الدم، والالتهابات من علامات مرض كاواساكي.
• اختبارات التصوير: مثل التصوير بالأشعة السينية وتصوير الأوعية التاجية للتأكُّد من سلامة القلب.
• اختبارات القلب: مثل مخطط صدى القلب، ومخطط كهربية القلب، وذلك لأن مرض كاواساكي قد يسبب مشاكل في القلب.

علاج مرض كاواساكي

يُعالج مرض كاواساكي عادةً في المستشفى من أجل تجنب خطر حدوث أي مضاعفات، ويزيد العلاج الفوري من فرصة الشفاء بشكل أسرع ويقلل من خطر هذه المضاعفات، ومن الأدوية التي تستخدم في العلاج:^[٨]

• الأسبرين: يؤدي مرض كاواساكي إلى ارتفاع عدد الصفائح الدموية، وزيادة خطر تكون الجلطات في مجرى الدم، فيساعد الأسبرين على منع تجلط الدم، ويقلل من الحمى، والطفح الجلدي، والتهاب المفاصل، ويمكن أن يستخدم الطبيب جرعات عالية من أجل العلاج، وقد يستمر العلاج بالأسبرين لعدة أسابيع بعد التعافي من الأعراض.
• المعالجة بالغلوبولين المناعي: يُعطى هذا العلاج عن طريق الوريد ويقلل من خطر الإصابة بتمدد الأوعية الدموية التاجية، ولكن تظل طريقة عمله غير واضحة.

ما بعد العلاج الأولي لمرض كاواساكي

بمجرد أن تنخفض الحمى عند الطفل، قد يحتاج إلى تناول جرعة منخفضة من الأسبرين لمدة ستة أسابيع على الأقل وأكثر إذا أصيب بتمدد الأوعية الدموية في الشريان التاجي، وكما يساعد الأسبرين في منع تجلطات الدم عند الطفل المصاب، ومع ذلك، إذا أصيب طفلك بالإنفلونزا أو جدري الماء أثناء العلاج، فقد يحتاج إلى التوقف عن تناول الأسبرين، ومع العلاج، قد يبدأ الطفل في التحسن بعد فترة وجيزة من أول علاج بالغلوبولين المناعي، ويستمر مرض كاواساكي بدون علاج لمدة 12 يومًا في المتوسط، ومع ذلك، قد تستمر مضاعفات المرض على صحة القلب لفترة أطول.^[٩]

مراقبة مشاكل القلب

إذا كان لدى الطفل أي علامات تدل على وجود مشاكل في القلب نتيجة الإصابة بمرض كاواساكي، فقد يوصي الطبيب بإجراء العديد من الفحوصات لمتابعة صحة الطفل المريض على فترات منتظمة، غالبًا في غضون 6-8 أسابيع بعد بدء المرض، ومن ثم مرة أخرى بعد ستة أشهر، وإذا استمرت مشاكل القلب بعد العلاج، فقد تتم إحالة الطفل إلى طبيب متخصص في علاج أمراض القلب لدى الأطفال، ويعتمد علاج مضاعفات القلب المتعلقة بمرض كاواساكي على نوع المرض الذي أصاب القلب وحالته الصحية العامة.^[١]