يحتاج القلب إلى أن يعمل بقوّة أكبر في فترة الحمل لتزويد الجنين النامي في الرحم بالدم والأكسجين الذي يحتاجه، إذ إنّه بحلول نهاية الحمل، يتلقّى الرحم ما يصل إلى خُمس إمدادات الدّم الكليّة، ومن هنا نجد أنّ عدد ضربات قلب الحامل قد تختلف أثناء فترة الحمل، للتفاصيل بشكل أوسع تابع المقال.[١]


عدد ضربات القلب للحامل

عادةً ما ينظر الأطبّاء إلى معدّل ضربات القلب الأساسي عند المرأة قبل الحمل، ويراقبون تغيّره مع مرور الوقت وأثناء فترة الحمل، وعليه فإنه لا يوجد تعريف أساسي لضربات القلب أثناء الحمل ليوصف بأنه مرتفع جدًّا، أو منخفض جدًّا،[٢] إلا أنّ كمية الدم التي يتم ضخها بواسطة القلب تزداد بشكل واضح في فترة الحمل، ذلك بمقدار 50-30% تقريباً، وذلك يعني أن معدّل ضربات قلب الحامل قد يتسارع عند الرّاحة من حوالي 70 نبضة في الدقيقة إلى 80 أو 90 نبضة في الدقيقة الواحدة،[١] ويمكن بيان تغيّرات معدل ضربات القلب للحامل على النحو الآتي:

اقرأ أيضًا: ما معدل نبض القلب الطبيعي للمرأة؟


ارتفاع عدد ضربات قلب الحامل في الثلث الأول

يرتفع عدد ضربات قلب المرأة الحامل خلال الأشهر الثلاثة الأولى عادةً بمقدار 10-15 نبضة في الدقيقة، وقد يعود السّبب في ذلك إلى زيادة مستويات الهرمونات، وعلى وجه التحديد، مستويات هرمون البروجسترون والإستروجين.[٣]


ارتفاع عدد ضربات قلب الحامل في الثلث الثاني

يستمر معدل ضربات قلب الحامل في الازدياد خلال الثّلث الثّاني، ويعود السبب في ذلك إلى تسبُّب هرمونات الحمل في إحداث بعض التغيُّرات للأوعية الدّموية، إذ إنّه نتيجةً لازدياد حاجات الجنين للدم الغني بالعناصر الغذائية والأكسجين، تعمل هذه الهرمونات على استرخاء الأوعية الدموية وتوسّعها، وهذا ما قد يزيد من معدّل ضربات القلب، ولكن لا يؤثر ذلك على ضغط الدّم.[٣]


ارتفاع عدد ضربات قلب الحامل في الثلث الثالث

يحتاج الجنين إلى تلقّي الأكسجين والمواد الغذائيّة عبر الدّم بشكل أكبر في الثّلث الأخير، لذلك سيكون القلب في ذروة ضخّه للدّم أثناء الأشهر الثّلاثة الأخيرة، ويكون الأمر بهذا الشكل لضمان وصول الدم إلى الطفل النامي، بالإضافة إلى أنه يساعد على إعداد الجسم لفترة المخاض الّذي سيرتفع خلاله معدّل ضربات القلب بسبب الألم والانقباضات المتكرّرة.[٣]


اقرأ أيضًا: عدد دقات قلب للحامل بتوأم: ما الطبيعي؟

كيفية الحفاظ على عدد ضربات القلب للحامل ضمن الحد الطبيعي

إجمالًا يساعد اتّباع نمط حياة صحي على البقاء بصحّة جيّدة أثناء الحمل، وهذا من شأنه أن يحافظ على معدّل ضربات القلب الطبيعية، ومن هذه الوسائل ما يلي:[٢]

  • ممارسة التمارين الرّياضيّة الآمنة أثناء الحمل: فتحتاج معظم الحوامل إلى 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع من التمارين الهوائيّة، ومن الجيّد ممارسة رياضة المشي والسّباحة مثلاً، أو أي تمارين خفيفة، إلا أنه لا بد من الحصول على موافقة الطبيب قبل ذلك.


اقرأ المزيد: معدل نبضات القلب الطبيعي للنساء أثناء ممارسة التمارين الرياضية.


  • اتّباع نظام غذائي صحّي غني بالعناصر الغذائية: يمكن أن تساعد البروتينات، والفواكه، والخضراوات، والأطعمة المغذّية على حماية القلب، كما أنّ معظم الحوامل تحتاج إلى 2200-2900 سعرة حرارية في اليوم الواحد، وبالطّبع فإن الأمر يتفاوت من امرأة إلى أخرى بتغيّر العمر، وحجم الجسم، ومستوى النّشاط.
  • الحصول على الرّعاية الطبية المناسبة قبل الولادة: وبهذا يجب على الحامل مراجعة الطبيب مرة واحدة على الأقل خلال الثّلث الأول من الحمل، ثمّ جدولة المواعيد بعد ذلك وفقًا للأنسب حسب حالتها الصحية.
  • الابتعاد عن الضّغوطات العاطفيّة والإجهاد النّفسي قدر الإمكان: كما يمكن للمرأة تناول كوب من شاي البابونج للمساعدة على الاسترخاء، والحفاظ على الهدوء، ولكن يجب عليها أن تحرص على عدم الإكثار منه.[٤]
  • ممارسة اليوغا والتّأمّل: فجميعها قد تساعد على الحفاظ على الهدوء، والحد من القلق، بالإضافة إلى أنّ اليوغا تفيد في تخفيف آلام العضلات وتشنّجات الحمل.[٤][٢]
  • الحصول على قسط كافِ من الرّاحة: والنوم بعدد ساعات كاف.[٤]
  • عدم الاستغناء عن الأسماك في النّظام الغذائي: من المعروف خوف الكثير من الحوامل من تناول السمك نظراً لاحتمالية احتوائه على كميات متفاوتة من الزئبق السام، وعلى الرغم من أنه يجب على الحامل أن تكون حذرة من اختياراتها في السّمك لتجنّب التعرّض المفرط للزئبق، فإن تجنّب الأسماك بشكل كامل يعني خسارتها هي وطفلها للأحماض الدّهنية أوميغا 3، والتي تحمل فائدة كبيرة لصحّة القلب، لذا فإنها تستطيع تجنّب الأسماك عالية الزئبق، مثل القرش، وسمك أبو سيف، وسمك البلاط، وعلى الصّعيد الآخر عليها تناول حصّتين أسبوعيًّا من الأسماك منخفضة الزئبق، مثل سمك السلمون المطبوخ، وسمك القد، بالإضافة إلى إمكانيّة تناول كمية قليلة من التونة المعلبة.[٥]
  • التقليل من كميّة الأملاح والصوديوم في الوجبات التي تتناولها: فالصوديوم قد يؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدّم، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر في معدل ضربات القلب.[٥]


للمزيد: 10 نصائح ذهبية للحفاظ على صحة القلب.


المراجع

  1. ^ أ ب pregnancy, the amount of,or 90 beats per minute. "Physical Changes During Pregnancy", merckmanuals, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What is a normal heart rate during pregnancy?", medicalnewstoday, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Fast Heartbeat During Pregnancy", parenting, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Is It Normal to Have High Heart Rate in Pregnancy?", newhealthadvisor, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "How to take care of your heart during pregnancy", bundoo, Retrieved 28/1/2021. Edited.