لا بدّ أن اليوم الذي تسمع فيه الحامل صوت نبضات قلب طفلها داخل رحمها من الأيام بالغة الأهمية، والذي يمنحها إحساسًا بالطمأنينة والفرح، بالإضافة إلى أن مراقبة عدد نبضات قلب الجنين تتيح سماع صوت نبضات قلب الجنين ومدى انتظامها، والاطمئنان على صحته[١] فما هو عدد دقات قلب الجنين؟
عدد دقات قلب الجنين
يكون معدل نبضات قلب الجنين السليم في العادة منتظماً، ويتراوح متوسط نبضات قلبه طوال فترة الحمل بين 110-160 نبضة في الدقيقة الواحدة، والجدير ذكره أنّ قلب الجنين يبدأ في الشهر الخامس بمعدل نبضات مُقارب لنفس معدّل نبضات قلب الأم، والذي يكون عادةً من 80-85 نبضة في الدقيقة الواحدة، ثمّ يزيد نبض قلب الجنين حتى الشهر التاسع تقريباً، وتحدث تلك الزيادة استجابةً للمتغيّرات الخارجية كالأصوات التي يبدأ بسماعها من محيطه،[١][٢] ويمكن توضيح اختلاف عدد نبضات قلب الجنين حسب عمره بالأسابيع على النحو التالي:[٣]
- بين الأسبوع الخامس والسادس: يبلغ متوسط معدل نبضات قلب الجنين السليم 110 نبضات في الدقيقة الواحدة.
- بين الأسبوع التاسع والعاشر: سيزداد معدّل نبضات قلب الجنين إلى 170 نبضة في الدقيقة خلال فترة هذين الأسبوعين.
- في الأسبوع الرابع عشر: سينخفض معدّل نبضات قلب الجنين إلى 150 نبضة في الدقيقة خلال الأسبوع الرابع عشر.
- الأسبوع العشرون: يتراوح معدل نبضات قلب الجنين بين 140-130 نبضة في الدقيقة.
اقرأ أيضًا: بالجدول عدد دقات القلب الطبيعي حسب العمر.
ما هي طرق معرفة عدد دقات قلب الجنين؟
تتمثّل طرق معرفة عدد دقات قلب الجنين بطريقتين؛ إمّا خارجيًا أو داخليًا، وفيما يلي بيانٌ لذلك:
المراقبة الخارجية لنبضات قلب الجنين
يستخدم الطبيب فيه جهازًا يضعه على بطن الأم ليستمع إلى نبضات الجنين أو تسجيلها، ويُجرَى ذلك خلال فترة الحمل كجزءٍ من الفحوصات الدورية، أو خلال المخاض لمراقبة نبضات قلب الجنين،[٤] ومن أنواع الأجهزة المُستخدمة لهذا الغرض هي:
- جهاز التنظير الجنيني: (بالإنجليزية: Fetoscope)، نوعٌ من السمّاعات المُستخدمة للاستماع إلى نبضات قلب الجنين، شبيهٌ بسمّاعة الطبيب، يتيح لشخصٍ واحدٍ فقط الاستماع إلى صوت نبضات قلب الجنين.[٤][٥]
- جهاز دوبلر: (بالإنجليزية: Doppler fetal monitor) المحمول باليد، فهو عبارة عن جهازٍ صغير الحجم، وسهل الحمل، يتيح للحامل الاستماع إلى صوت نبضات قلب جنينها أثناء تواجدها في المنزل.[٤][٦]
- السونار الإلكتروني: (بالإنجليزية: Ultrasound transducer)، هو عبارة عن محوّل إلكتروني يُصدِر موجاتٍ فوق صوتية، فيوصل نبضات قلب الجنين التي يتمّ التقاطها إلى جهاز الكمبيوتر، ومن ثمّ يتمّ عرضها أو يمكن طباعتها على ورق رسم بياني خاصّ.[٤]
المراقبة الداخلية لنبضات قلب الجنين
يستخدم الطبيب في هذه الطّريقة سلكًا كهربائيًا رفيعًا، يُمرره من عنق الرحم وصولاً إلى فروة رأس الجنين، بعد أن يتمّ فتح عنق الرحم وتمزيق الكيس الأمنيوسي المحيط به، ويكون هذا السلك متصلاً بشاشة، ليعطي قراءاتٍ أكثر دقّة لنبضات قلب الجنين أثناء المخاض والولادة، دون أن يؤثر فيها عوامل خارجية كالحركة مثلاً.[١]
طرق أخرى
يمكن أن تتمّ مراقبة نبضات قلب الجنين بالإضافة إلى ما سبق، بإجراء فحوصاتٍ أخرى هي:[١][٧]
- اختبار عدم الإجهاد: (بالإنجليزية: Nonstress test)، والذي يقيس معدّل دقات قلب الجنين خلال حركته.
- الحالة الفيزيائية الحيوية للجنين: (بالإنجليزية: Biophysical profile)، ويجمع هذا الفحص بين تصوير الموجات فوق الصوتية، واختبار عدم الإجهاد.
- اختبار إجهاد انقباضات الرحم: (بالإنجليزية: Contraction stress test)، يتمّ فيه استثارة انقباضات الرحم، بوسائل معيّنة أو باستخدام الأدوية، ومن ثمّ تُقاس دقات قلب الجنين خلال هذه الانقباضات، لتحديد قدرة الجنين على تحمّل الإجهاد المُرافق لآلام الولادة الطبيعية.
هل من الآمن مراقبة عدد نبضات قلب الجنين في المنزل؟
يعتبر استخدام جهاز الدوبلر من قبل فنيّ مختص أمرٌ آمن، لكن استخدامه من قِبل الحامل قد يُشكّل مخاطر محتملة على صحتها وصحة طفلها، وتشتمل مخاطر استخدام جهاز دوبلر لمراقبة نبضات قلب الجنين على ما يلي:[٨]
- الاستخدام الخاطئ بسبب قلّة الخبرة في استخدام جهاز دوبلر: ففي العادة يتمّ التدريب على استخدامه لمدّة 3 سنواتٍ على الأقلّ.
- التعرّض غير الضّروري للموجات فوق الصّوتية: توصي منظمة الغذاء والدواء الأمريكية بتقليل عدد مرات الفحص بالموجات فوق الصّوتية، وإجراؤه تحت إشراف الطبيب، فالموجات فوق الصّوتية الناجمة عن جهاز دوبلر يُحتمَل أن تلحق الضرر بالجنين والأم أيضًا.
- شعور زائفٍ بالصّحة: يمكن أن تعتقد الأم أن الجنين بخير بعد إجراء الفحص المنزلي باستخدام جهاز دوبلر، متجاهلةً العلامات التّحذيرية الأخرى.
- شعور زائف بالخوف: يمكن أن تشعر الأم بالقلق عبثًا عندما لا تسمع صوت نبضات قلب طفلها، بينما قد يعود ذلك لخلل باستخدام الجهاز وليس لسبب خاص بصحة الجنين.
عوامل تؤثر في دقة نتائج مراقبة عدد نبضات قلب الجنين
يمكن أن تؤثر بعض الأمور في دقة نتائج مراقبة عدد نبضات قلب الجنين، فتجعلها أقلّ وضوحًا، وهذه الأمور تتمثّل بما يلي:[١]
- سمنة الأم.
- وضعية الأم أو الجنين.
- كثرة السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين.
- عدم اتساع عنق الرحم، أو عدم تمزّق الكيس الأمنيوسي، والذي يؤثر في المراقبة الداخلية لعدد نبضات قلب الجنين.
هل يؤثر معدل دقات قلب الأم في الجنين؟
يمكن لعددٍ من الأمور أن يؤثر في معدل دقات قلب الأم، والتي تؤثر بدورها في دقات قلب الجنين، مثل:[٩]
- التوتر المُصاحِب للحياة اليومية.
- ضغط الدم.
- القلق المستمرّ.
متى ينبض قلب الجنين؟
ابتداءً من الأسبوع الخامس للحمل، يبدأ قلب الجنين بالنبض، ومن ثمّ سيزداد النبض بشكلٍ تدريجي، ليصبح الطبيب قادرًا على تحديد عمر الطفل باستخدام السونار.[٢]
هل يمكن تحديد جنس الجنين من عدد نبضات قلبه؟
يعتقد بعض الأشخاص أنه من الممكن تحديد جنس الجنين، بسماع عدد نبضات قلبه باستخدام السونار، فإذا كانت عدد دقات قلب الجنين أقلّ من 140 نبضة في الدقيقة الواحدة، فإن جنس الجنين ذكر، وإذا كانت عدد دقات قلب الجنين أكثر من ذلك، فإن جنس الجنين أنثى، لكن لا دليل علمي يُثبِت صحّة ذلك حتى الآن.[١٠]
للاستفاضة عن الموضوع: هل دقات قلب الجنين تحدد جنسه؟
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "Fetal Heart Monitoring", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Normal Fetal Heart Rate During Pregnancy", www.verywellfamily.com, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ↑ "Rhythm abnormalities of the fetus", heart.bmj.com, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "External and Internal Heart Rate Monitoring of the Fetus*", www.urmc.rochester.edu, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ↑ "Tools for Listening to Your Baby's Heartbeat", www.verywellfamily.com, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ↑ "Are At-Home Fetal Dopplers Safe and Accurate?", www.whattoexpect.com, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ↑ "Electronic Fetal Heart Monitoring", myhealth.alberta.ca, Retrieved 24/2/2021. Edited.
- ↑ "Are At-Home Fetal Dopplers Safe?", www.thebump.com, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ↑ "Stress during pregnancy can affect fetal heart rate", www.eurekalert.org, Retrieved 23/2/2021. Edited.
- ↑ "Can a baby's heartbeat predict their sex?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23/2/2021. Edited.