مرض رينود
يُعرف مرض رينود أو ظاهرة رينود أو متلازمة رينود (بالإنجليزية: Raynaud’s phenomenon - Raynaud’s disease - Raynaud’s syndrome)، بأنّه اضطراب يصيب الأوعية الدموية في أصابع اليدين والقدمين، كما قد يؤثر في أوعية الأنف والشّفتين وشحمة الأذن، ويمتاز مرض رينود بحدوث نوبات تشنّج في الأوعية الدّموية، والتي تسبّب انقباض الأوعية الدّموية الدّقيقة في أصابع اليدين والقدمين كاستجابة لدرجات الحرارة الباردة جدًا، أو التّعرض للإثارة أو التّوتر، ويبدو الجلد في المناطق المتأثّرة بمرض رينود شاحبًا مائلًا للازرقاق، كما ينتاب المريض الشّعور بالوخز والتّنميل في هذه المناطق.[١]
أنواع مرض رينود
يقسم مرض رينود إلى نوعين أساسيين هما:[٢]
- مرض رينود الأوّلي: (Primary Raynaud’s disease)، إذ يعد من أكثر الأنواع شيوعًا وذو أعراض خفيفة، ويصيب الأفراد دون وجود مرض آخر سبّب حدوثه.
- مرض رينود الثّانوي: (Secondary Raynaud’s disease)، وهو أقل الأنواع شيوعًا، ويحدث نتيجة الإصابة بمرض آخر والذي يصيب الأنسجة الضّامة في الجسم، مثل مرض الذّئبة (Systemic Lupus Arytheromatous) أو التهاب المفاصل الروماتويدي، وغالبًا يؤدّي إلى مشاكل صحّية أكثر خطورة، مثل احتقان الجلد والغرغرينا، والتي تحدث نتيجة موت الخلايا والأنسجة في أصابع اليدين والقدمين بسبب نقص التّروية الدّموية.
أسباب مرض رينود
لا يوجد سبب واضح ومحدّد للإصابة بمرض رينود الأوّلي، لكن وُجد أنّه يُصيب النّساء بنسبة أعلى من الرّجال، وعادة يصيب من تكون أعمارهم أقل من 30 عامًا، كما أنّ إصابة أحد أفراد العائلة بمرض رينود قد يكون عاملًا لزيادة فرص إصابة الأفراد الباقيين به،[٣] أمّا أسباب حدوث مرض رينود الثّانوي فتعود إلى أحد الأسباب التالية:[٤]
- أمراض الشرايين: قد تساعد أمراض الشرايين في ظهور أعراض مرض رينود، ومن هذه الأمراض تصلّب الشّرايين والذي يحدث بسبب تراكم الصّفيحات الدّموية في الشّرايين، أو متلازمة بورغر (Buerger’s syndrome) وهو اضطراب يصيب الأوعية الدمويّة في اليدين والقدمين.
- أمراض الأنسجة الضّامة: يمكن أن يعاني معظم المصابين بمرض تصلّب الجلد (Scleroderma) من مرض رينود أيضًا، كما ترتبط أعراض رينود بمرض الذئّبة والتهاب المفاصل الروماتويدي وكذلك متلازمة شوغرن (Sjogren’s syndrome) التي تُعرف بأنّها مرض ذاتي المناعة يؤثّر في الغدد.
- تكرار عمل معيّن أو الاهتزاز: يؤدّي أداء عمل معيّن بشكل متكرر مثل الطّباعة أو عزف البيانو، واستخدام الأدوات التي تهتزّ مثل آلة ثقب الصّخور، قد يسبّب ظهور أعراض مرض رينود.[٢]
- متلازمة النّفق الرّسغي: تسبب متلازمة النّفق الرّسغي (Carpal Tunnel syndrome)، زيادة في الضّغط على الأعصاب المغذيّة لليد؛ ممّا يسبّب الألم والخدران، وجعل المصاب أكثر حساسيّة للبرد.[٢]
- الأدوية: يتسبّب تناول بعض الأدوية في حدوث انقباض في الأوعية الدّموية، مثل بعض أدوية العلاج الكيماوي والمهدّئات.[١]
- التعرّض لمواد معيّنة: يسبّب التّدخين والتعرّض إلى مواد كيميائيّة مثل كلوريد الفينيل (Vinyl chloride)، تضيّقًا في الأوعية الدّمويّة ممّا يساعد على الإصابة بمرض رينود.[٤]
- الإصابات: قد يحدث مرض رينود بعد التعرض لإصابات معيّنة مثل كسر الرّسغ، أو قضمة الصّقيع (Frostbite).[٤]
أعراض مرض رينود
يعتمد ظهور أعراض مرض رينود الأولي على شدّة انقباض الأوعية الدّموية وتكرار هجمات التّشنج ومدتّها، وفي معظم الحالات التي يكون فيها المرض طفيفًا سيُلاحظ المصاب تغيرًا في لون الجلد عند التّعرض للبرد، إلى جانب الوخز الخفيف والخدران في الأصابع والذي سيختفي بمجرّد عودة لون الجلد إلى طبيعته، وعندما يصبح تشنّج الأوعية الدّمويّة أكثر ثباتًا ستتهيّج الأعصاب الحسّية بسبب نقص الأكسجين، وتسبّب الألم في الأصابع، ومن النّادر أن يؤدي نقص الأكسجين إلى تقرّح الأصابع وحدوث العدوى ويمكن أن يسبب مع مرور الوقت الغرغرينا، وفي المقابل تعتمد أعراض مرض رينود الثّانوي على السّبب الأساسي الذي أدّى لحدوثه.[٥]
تشخيص مرض رينود
لتشخيص مرض رينود يحتاج الطّبيب إلى معرفة الأعراض التي يعاني منها المصاب بالإضافة إلى معرفة التّاريخ المرضيّ وإجراء الفحص السّريري، وللتّمييز بين نوعيّ مرض رينود الأوّلي والثّانوي، يُجري الطّبيب فحصًا تنظير الشّعيرات الدمّويّة (Nailfold capillaroscopy)، إذ ينظر الطّبيب من خلاله إلى قاعدة الظّفر تحت المجهر أو المكبّر للبحث عن تشوّهات أو تورّم في الأوعية الدّموية الدّقيقة، كما يمكن أن يطلب الطّبيب إجراء فحوصات الدّم التّالية لتشخيص مرض رينود الثانوي:[٦]
- اختبار الأجسام المضادّة للنّواة: تُعدّ النّتيجة الإيجابيّة لاختبار الأجسام المضادّة للنواة علامة على إثارة جهاز المناعة والذي يحدث عادة عند الإصابة بأمراض الأنسجة الضّامة أو اضطرابات المناعة الذّاتية الأخرى.
- اختبار معدّل التّرسيب للكريات الحمراء ESR: يبيّن اختبار معدل الترسيب لكريات الدم الحمراء، سرعة ترسّب الكريات الحمراء في قاع أنبوب الاختبار، فإذا كان معدّل التّرسيب أسرع من الطّبيعي فإن ذلك يشير إلى وجود مرض التهابي أو اضطراب ذاتي المناعة.
علاج مرض رينود
يعتمد العلاج على الأعراض التي تظهر على المريض إضافة إلى العمر والصحة العامة للجسم، وشدة المرض، ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد علاج مباشر لمرض رينود، لكن يمكن أن يُفيد اتباع بعض الإجراءات في ضبط الحالة وتتضمّن ما يلي:[٧]
- تجنّب التّعرض للطّقس البارد.
- المحافظة على دفء اليدين والقدمين بارتداء الملابس المناسبة.
- الإقلاع عن التّدخين.
- تجنّب إصابات اليد أو استخدام الأدوات التي تسبّب الاهتزاز.
عند التعرّض لهجمة تشنّج الأوعية الدّموية ينبغي الانتقال إلى مكان أكثر دفئًا، والاستمرار بتحريك أصابع القدمين واليدين، وتحريك الذّراعين بشكل دورانيّ، وتمرير الماء الدّافئ وليس السّاخن على الأصابع، وتدليك اليدين والقدمين.
أما بالنّسبة للعلاج الدّوائي، فلم تتمّ الموافقة على دواء محدّد لعلاج مرض رينود، لكن يُمكن في الحالات الشّديدة تناول أدوية تعمل على توسيع الأوعية الدموية وتحسين التروية الدموية للأطراف، أو الأدوية التي تُستخدم لعلاج أمراض الشّرايين التّاجية، وذلك لتخفيف آثار مرض رينود، ومن هذه الأدوية:[٨]
- حاصرات قنوات الكالسيوم: (Calcium channel blockers)، وتساعد في التئام تقرّحات الأصابع.
- حاصرات مستقبلات ألفا: (Alpha-receptor blockers)، وتساعد على توسيع الأوعية الدّمويّة.
وفي الحالات الشّديدة التي لا تستجيب للعلاجات السّابقة وتشكل خطرًا على صحة الأنسجة، يمكن اللجوء إلى الجراحة التي تُجرى لقطع الأعصاب التي تتحكّم في تضيّق الأوعية الدّمويّة، أو الجراحة التي تُجرى لتوسيع الأوعية الدّمويّة.
الوقاية من مرض رينود
يمكن الوقاية من حدوث ظاهرة رينود، أو التّخفيف من آثارها باتّباع الخطوات التّالية:[٣]
- تجنب التّعرض المطوّل للطّقس البارد، أو التّغيير المفاجئ في درجة الحرارة كالانتقال من غرفة دافئة إلى الخارج في الأيام الباردة، أو الجلوس في غرفة مبرّدة بالتّكييف البارد في الأيام الحارّة.
- الحفاظ على دفء الجسم بارتداء الملابس الثّقيلة.
- تجنب حمل الأشياء الباردة.
- تجنّب التّوتّر ومحاولة الاسترخاء وضبط الانفعالات.
- ممارسة الرّياضة باستمرار لضمان تدفّق الدّم والحفاظ على رطوبة الجلد.
- تناول غذاء صحي متوازن لتحسين الصّحة العامّة.
المراجع
- ^ أ ب "raynauds-phenomenon", my.clevelandclinic.org, Retrieved 31/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Raynaud’s Disease and Raynaud’s Syndrome", https://www.webmd.com, Retrieved 31/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Raynaud's phenomenon", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 31/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "What you need to know about Raynaud's disease", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 31/3/2021. Edited.
- ↑ "Raynaud's Phenomenon and Disease", www.medicinenet.com, Retrieved 31/3/2021. Edited.
- ↑ "Raynaud's disease", www.mayoclinic.org, Retrieved 31/3/2021. Edited.
- ↑ "raynauds-phenomenon", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 31/3/2021. Edited.
- ↑ "raynaud-s-disease", www.arthritis.org, Retrieved 31/3/2021. Edited.