يعتبر تصلّب الشرايين حالةً مهددة للحياة، تبدأ بالتضيّق التدريجي في الأوعية الدموية الناقلة للأكسجين من القلب إلى بقيّة أنحاء الجسم، والتي تنتهي بانسداد الشريان، وانقطاع إمداد الدم والأكسجين عن أحد أجزاء الجسم، وتتمثّل الطريقة الوحيدة للوقاية من حدوث ذلك باتباع نمطٍ غذائي صحي في عمرٍ مبكّر، بينما يُنصَح مرضى تصلّب الشرايين الالتزام بالعلاج الذي يُوصَف من الطبيب، بالإضافة إلى إجراء تعديلٍ على أسلوب الحياة للوقاية من المخاطر ذات الصّلة بتصلّب الشرايين.[١]

علاج تصلّب الشرايين

يُوصَى مرضى تصلّب الشرايين الالتزام بأنواع العلاجات التي توصف لهم، ويتمّ وصفها بهدف تقليل المخاطر المرتبطة بتصلّب الشرايين على المدى الطويل، فقد يُبطئ العلاج من تشكّل لويحات الكوليسترول المترسّبة على البطانة الداخلية للشرايين الدموية، أو قد يوقف تشكّلها بشكلٍ كامل، مما يساعد بدوره في شفاء الأعراض،[١] ويتضمّن علاج تصلب الشرايين ما يلي:


تغيير أسلوب الحياة

يقلل اتباع أسلوب حياةٍ صحي من احتمالية حدوث تصلّب الشرايين، وقد يُوقِف تطوّر الأعراض عند المرضى به،[٢] وتشتمل هذه التغييرات على ما يأتي:

  • تناول نظام غذائي صحي: والذي يشتمل على تناول 5 حصصٍ من الفواكه أو الخضراوات يوميًا، وتقليل الأطعمة الغنيّة بالدهون المشبَعة، أو الأملاح، أو السكريات.[٢]
  • ممارسة التّمارين الرياضية بانتظام: تساعد ممارسة التمارين الرياضية على تقليل المخاطر المُتعلَقة بتصلّب الشرايين، لمدة 150 دقيقة في الأسبوع، مثل ركوب الدراجات الهوائية، والمشي السّريع أو تمارين تعزيز القوى ليومين على الأقلّ في الأسبوع الواحد.[٢]
  • المحافظة على الوزن الصّحي: ويكون ذلك بالوصول إلى مؤشر كتلة جسم يتراوح بين 18.5 - 24.9.[٢]
  • الإقلاع عن التدخين: يلعب التدخين دورًا ملحوظًا في تطوّر حالة تصلّب الشرايين، ويزيد من فرص تشكّل لويحات الكوليسترول، ويسرّع تكوّنها، وبالأخصّ في الشريان الأورطي، أحد الشرايين الرئيسة في الجسم، أو الشرايين الطّرفية الموجودة في الأرجل.[٣][٤]
  • السّيطرة على الأمراض الأخرى - إن وُجِدَت-: مثل ارتفاع ضغط الدم، أو السكري، أو ارتفاع مستوى كوليسترول الدم.[٣]
  • التحكّم بالتوتر، والسّيطرة عليه قدر الإمكان: يساعد تقليل التوتر قدر الإمكان في الحدّ من تطوّر تصلّب الشرايين، ويكون ذلك بممارسة تمارين الاسترخاء، أو التنفّس العميق.[٥]


لعلك تساءلت: هل تفيد المواد الطبيعية في علاج تصلب الشرايين، وما رأي العلم؟


العلاج الدّوائي

تعتمد الأدوية التي يتمّ صرفها لعلاج تصلّب الشرايين على نوع الشريان المتضيّق،[٦] وتشمل الأدوية التي تُوصَف لحالات تصلّب الشرايين ما يلي:

  • الأدوية الخافضة لكوليسترول الدم: هي التي تساعد على تقليل سرعة، أو إيقاف تراكم الرواسب الدهنية على بطانة الشرايين، الأمر الذي يساعد على منع تصلّب الشرايين، بالإضافة إلى دورها في خفض مستوى كوليسترول الدم،[٥] ومن هذه الأدوية هي مجموعة أدوية الستاتينات.[٦][٧]
  • الأدوية المضادة للتجلّط: تمنع هذه تشكّل الجلطات الدموية في الشرايين المتضيّقة، ومن الأمثلة عليها دواء الأسبرين.[٦][٥]
  • أدوية حاصرات مستقبلات بيتا: تُوصَف هذه الأدوية لخفض ضغط الدم، وإبطاء تسارع نبضات القلب، الأمر الذي يساعد بدوره في تخفيف الشّعور بآلام الصّدر، وتقليل خطر الإصابة بالجلطات القلبية.[٦][٥]
  • مثبّطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (ACE): تخفّض هذه الأدوية ضغط الدم، وتقلل من احتمالية الإصابة بجلطات القلب، عن طريق إبطاء تطوّر تصلّب الشرايين.[٦][٥]
  • حاصرات قنوات الكالسيوم، ومدرّات البول: المُستخدَمة لخفض ضغط الدم.[٦]
  • الأدوية المضادّة للتخثّر أو مميّعات الدم: التي تمنع تجلّط الدم، وحدوث انسدادٍ في الشرايين، ومن الأمثلة عليها هي الوارفارين، أو الهيبارين.[٨]



يجب تناول جميع الأدوية التي يصفها الطبيب بانتظام، والالتزام بالدواء وجرعته كما هي، دون تغيير، أو نسيان، إلى جانب المواظبة على اتّباع أسلوب حياةٍ صحية.



[٩]


العلاج الجراحي

يلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحي لتصلّب الشرايين، عندما لا تكون التغييرات في أسلوب الحياة، والأدوية كافيةً لعلاج تصلّب الشرايين، أو إذا كان المريض في خطرٍ للإصابة بجلطةٍ قلبية، ويعاني من أعراضٍ شديدة لتصلّب الشرايين،[١٠][٥] وتتضمّن أنواع العمليات الجراحية التي يتمّ إجراؤها لعلاج تصلّب الشرايين ما يلي:

  • القسطرة وتركيب الشبكيّات: (بالإنجليزية: Angiography and stenting)، يقوم الطبيب بإدخال أنبوبٍ طويلٍ ورفيعٍ أو ما يُعرف بالقسطرة في الشريان الموجود في ساق أو ذراع المريض، وصولاً إلى الشرايين المتضيّقة أو المسدودة، ثمّ يُمرّر أنبوبًا آخر مزوّدًا في نهايته ببالون إلى المنطقة المتضيّقة من الشريان، وينفخ البالون، فيساعد ذلك الضغط على إزالة الترسبات الدهنية المُتراكمة على البطانة الداخلية للشريان، يعدها يضع الطبيب أنبوبًا شبيهًا بالشبكة أو ما يُعرف بالدعامة داخل الشريان، للحفاظ على بقائه مفتوحًا.[١١]
  • عملية القلب المفتوح: (بالإنجليزية: Coronary artery bypass)، تُجرَى هذه الجراحة للأشخاص الذين يعانون من آلامٍ في الصّدر ناجمة عن الذّبحة الصّدرية، فيقوم الطبيب أثناء هذه الجراحة باستخدام شريانٍ آخر من جسم المريض نفسه، وعادةً تُؤخَذ الأوردة من الساق، أو الذراع، لتحويل مسار تدفق الدم حول الشريان التاجي المتضيّق، أو المسدود.[٨]
  • استئصال باطنة الشريان: (بالإنجليزية: Endarterectomy)، يلجأ الطبيب في بعض الحالات إلى إزالة الرواسب الدهنية جراحيًا من البطانة الداخلية للشريان المتضيّق، وفي العادة يتمّ إجراء هذه العملية على الشرايين السباتية في الرقبة، عندئذٍ تسمى هذه الجراحة باستئصال باطنة الشريان السباتي.[٥] إذ يُعيد هذا الإجراء تدفق الدم إلى الدماغ، مما قد يساعد في منع الإصابة بالسكتة الدماغية.[٩]


تعرف أكثر على أمراض جهاز الدوران.


المراجع

  1. ^ أ ب "What to know about atherosclerosis", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Atherosclerosis (arteriosclerosis)", www.nhs.uk, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Atherosclerosis: Arterial Disease: Management and Treatment", my.clevelandclinic.org, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  4. "Atherosclerosis", www.heart.org, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Arteriosclerosis / atherosclerosis", www.mayoclinic.org, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح "ARTERIOSCLEROSIS (CARDIOVASCULAR ARTERIOSCLEROSIS)", www.baptisthealth.com, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  7. "Which Medicines Lower “Bad” (LDL) Cholesterol?", www.webmd.com, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Atherosclerosis", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Atherosclerosis", www.nhlbi.nih.gov, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  10. "Atherosclerosis: symptoms and treatments", www.health.harvard.edu, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  11. "Atherosclerosis", www.webmd.com, Retrieved 3/2/2021. Edited.