توجد الدهون في الدم بشكل طبييعي ويتم تخزينها في الأنسجة كمصدر للطاقة، وهي جزء مهم من الخلايا، وتساعد في الحفاظ على عمل الجسم بشكل طبيعي، ولكن ارتفاع مستوى هذه الدهون عن الحد الطبيعي قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وقد يطلب الطبيب إجراء فحوصات تحديد مستوى الدهون في الدم كجزء من الفحص الصحي المنتظم، وتساعد هذه النتائج على أخذ التدابير اللازمة من أجل الوقاية من حالة طبية، أو التحقق منها، أو تشخيصها.[١][٢]


ما هي أسباب وعوامل خطر ارتفاع الدهون في الدم؟

يعاني الكثير من الأشخاص من ارتفاع مستويات الدهون في الدم، وذلك لعدة أسباب، منها ما يأتي:[٣][٤]

  • الوراثة: يمكن أن يرث الشخص خطر ارتفاع الدهنيات في الدم من أحد والديه، وتحدد الجينات جزئيًا مقدار الكوليسترول الذي يصنعه الجسم.
  • اتباع نظام غذائي غير صحي: تؤدي الدهون المشبعة والكوليسترول في الطعام إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول والدهنيات في الدم، ويساعد تقليل كمية الدهون المشبعة في النظام الغذائي على خفض مستوى الدهنيات في الدم، وتشمل الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من الدهون المشبعة بعض اللحوم، ومنتجات الألبان، والشوكولاتة، والمخبوزات والأطعمة المقلية أو المعالجة.
  • زيادة الوزن: هو عامل خطر لارتفاع الدهنيات في الدم والإصابة بأمراض القلب، فإذا كان مؤشر كتلة الجسم أكبر من 30 يكون الشخص أكثر عرضةً لارتفاع الدهنيات في الدم، ويمكن أن يساعد فقدان الوزن في خفض مستويات الكوليسترول الضار LDL ومستويات الكوليسترول الكلي والدهون الثلاثية، وكما أنه يرفع مستوى الكوليسترول الجيد.
  • قلة النشاط البدني: إنّ قلة النشاط البدني وعدم ممارسة التمارين الرياضية هو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب وارتفاع الدهنيات في الدم، يمكن أن يساعد النشاط البدني المنتظم في خفض الكوليسترول الضار LDL ورفع مستويات الكوليسترول الجيد HDL، وكما أنه يساعدك على إنقاص الوزن.
  • التدخين: يؤثر التدخين في جدران الأوعية الدموية، مما يجعلها أكثر عرضةً لتراكم الرواسب الدهنية والإصابة بتصلب الشرايين، كما أن التدخين يقلل من مستوى الكوليسترول الجيد ويرفع من مستوى الكوليسترول الضار.
  • التقدم بالعمر: مع زيادة العمر تتغير كيمياء الجسم ويزداد خطر ارتفاع الدهنيات في الدم، بحيث يصبح الكبد أقل قدرة على التخلص من الكوليسترول الضار.
  • الجنس: قبل انقطاع الطمث، تكون مستويات الدهون لدى النساء أقل من الرجال في نفس العمر بشكلٍ عام، ولكن بعد انقطاع الطمث، تميل مستويات الكوليسترول الضار LDL عند النساء إلى الارتفاع لتصبح أعلى من الرجال في نفس العمر.
  • العرق: قد تكون بعض الأجناس أكثر عرضة للإصابة بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
  • الإصابة بمرض السكري: يساهم ارتفاع نسبة السكر في الدم في ارتفاع مستويات الدهنيات في الدم وانخفاض مستوى الكوليسترول الجيد، وكما يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم أيضًا إلى إتلاف بطانة الشرايين.
  • الإصابة بأمراض وحالات أخرى: هناك العديد من الحالات الطبية التي قد ترفع من مستوى الدهنيات في الدم، مثل متلازمة تكيس المبايض، وقصور الغدة الدرقية، والعدوى فيروس نقص المناعة البشرية، والذئبة الحُمامية، وانقطاع التنفّس أثناء النوم.[٥]
  • تناول بعض الأدوية: يمكن لبعض الأدوية التي يتناولها المريض أن ترفع من مستوى الدهنيات في الدم، ومن هذه الأدوية مضادات الفيروسات القهقرية، وبعض أدوية علاج عدم انتظام ضربات القلب مثل أميودارون، والريتينويد لعلاج حب الشباب، والستيرويدات، والأدوية المثبطة للمناعة، ومدرات البول مثل الثيازيد لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وحاصرات بيتا.[٥]


متى يجب فحص مستوى الكوليسترول في الدم؟

يوصي الأطباء بفحص مستوى الكوليسترول في الدم لدى البالغين المعرضين لخطر متوسط من الإصابة بمرض الشريان التاجي كل خمس سنوات، بدءًا من سن 18 عامًا، وقد يوصي الطبيب بإجراء المزيد من الاختبارات وبشكل منتظم ومتكرر إذا كانت نتائج الاختبار الأولية غير طبيعية، أو إذا كان المريض معرضًا لخطر أكبر للإصابة بمرض الشريان التاجي، خصوصًا عند وجود عوامل الخطر الآتية:[٦]

  • تاريخ عائلي من ارتفاع نسبة الكوليسترول، أو الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية.
  • زيادة الوزن.
  • قلة النشاط البدني.
  • الإصابة بمرض السكري.
  • تناوُل نظام غذائي غير صحي.
  • التدخين.
  • العمر، للرجال فوق عمر ال45 عامًا والنساء فوق عمر ال55 عامًا.


وبالنسبة لمعظم الأطفال، يوصي المعهد الوطني للقلب والرئة والدم بإجراء اختبار واحد لفحص الكوليسترول بين سن 9-11 عام، ومن ثم إجراء اختبار آخر بين سن 17-21 عامًا، ولكن إذا كان للطفل تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الشريان التاجي المبكرة أو تاريخ شخصي للإصابة بالسمنة أو مرض السكري، فقد يوصي الطبيب بإجراء اختبار كوليسترول مبكرًا أو بشكل أكثر تكرارًا.[٦][٧]


هل توجد أي علامات قد تدل على ارتفاع مستويات الدهنيات في الدم؟

في العادة ليس هناك أي أعراض أو علامات واضحة لارتفاع مستويات الدهنيات في الدم،[٨] وقد لا يعرف بأن مستوى الدهنيات في الدم مرتفع لديه إلا بعد إصابته بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، وبعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات الدهون في الدم قد يظهر لديهن حبوب صفراء ودهنية على الجلد.[٣]


كيف يتم قياس نسبة الدهون في الدم؟

يتمُّ قياس نسبة الدهون في الدم من خلال إجراء فحص دم يعرف بفحص الدهنيات الشامل، ويجب عمله بعد الصيام والامتناع عن الطعام لمدة 12 ساعة.[٩]


ماذا يحدث عند ارتفاع مستويات الدهون في الدم؟

يساهم ارتفاع مستوى الدهنيات والكوليسترول في الدم في تراكم الترسبات الدهنية على جدران الأوعية الدموية، مما يسبب الإصابة بتصلب الشرايين، بحيث تعيق هذه الرواسب مع مرور الوقت وازدياد حجمها من تدفُّق الدم بشكلٍ كافٍ عبر الشرايين، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.[١٠]


ما هي أنواع الدهون المختلفة في الدم؟

في العادة عندما يطلب الطبيب فحص مستوى الدهون في الدم فإن هذا الاختبار يتضمن حساب أربعة أنواع من الدهون في الدم:[١١]

  • الكوليسترول الكلي: (بالإنجليزية: Total cholesterol) وهو مجموع محتوى الكوليسترول في الدم.
  • كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة: (بالإنجليزية: High-density lipoprotein cholesterol-HDL) ويسمى هذا الكوليسترول بالجيد لأنه يساعد على التخلص من الكوليسترول الضار، وبالتالي الحفاظ على الشرايين مفتوحة وتدفق الدم بسهولة أكبر.
  • كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة: (بالإنجليزية: Low-density lipoprotein cholesterol-LDL) وهذا ما يسمى بالكوليسترول الضار، ويؤدي وجود الكثير منه في الدم إلى تراكم الترسبات الدهنية في الشرايين مما يؤدي إلى تصلبها، الذي يقلل من تدفق الدم، وقد تتمزق هذه اللويحات في بعض الأحيان ويمكن أن تؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
  • الدهون الثلاثية: (بالإنجليزية: Triglycerides) وهي نوع من الدهون في الدم، يصنعها الجسم عندما يحول السعرات الحرارية التي لا يحتاجها إلى دهون ثلاثية، ويخزنها في الخلايا الدهنية، ويرتبط مستويات الدهون الثلاثية المرتفعة بعدة عوامل، بما في ذلك زيادة الوزن، أو تناول الكثير من الحلويات، أو التدخين، أو قلة الحركة، أو الإصابة بمرض السكري مع ارتفاع مستويات السكر في الدم.


ما هي المستويات الطبيعية لأنواع الدهون المختلفة؟

يبين الجدول الآتي المستويات الطبيعية لأنواع الكوليسترول المختلفة في الدم، ولكن يجدر بالذكر إلى أنَّ هذه عبارة عن قيم إرشادية فقط، ويجب استشارة الطبيب حول القيم الطبيعية حسب حالة المريض الصحية وعمره، وقد تختلف هذه النتائج من مختبر إلى آخر:

نوع الكوليسترول
القيمة الطبيعية
الكوليسترول الإجمالي.
أقل من 200 مجم/ ديسيلتر.
البروتين الدهني منخفض الكثافة أو الكوليسترول الضار LDL.
100-129 مجم/ ديسيلتر لمن لا يعاني من أمراض القلب.
أقل من 100 مجم/ ديسيلتر للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب.
أقل من 70 مجم/ ديسيلتر للأشخاص المصابين بأمراض القلب أو السكري.
البروتين الدهني عالي الكثافة أو الكوليسترول الجيد HDL.
40-59 مجم/ ديسيلتر للرجال.
50-59 مجم/ ديسيلتر للنساء.
الدهون الثلاثية.
أقل من 150 مجم/ ديسيلتر.


طرق للوقاية من ارتفاع الدهون في الدم

تتعدد الإجراءات الوقائية التي يمكن اتباعها لمنع ارتفاع الكوليسترول في الدم، ومنها ما يأتي:[١٢]

  • اتباع الأنظمة الغذائية الصحية: وذلك من خلال التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة مثل المنتجات الحيوانية، وتجنُّب الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الصوديوم، بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بالألياف الطبيعية مثل الحبوب الكاملة ودقيق الشوفان، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه
  • الحفاظ على وزن صحي: يساهم زيادة الوزن والسمنة في رفع مستويات الكوليسترول الضار، وتؤثر الدهون الزائدة في الجسم في كيفية استخدام الجسم للكوليسترول وتبطئ من قدرة الجسم على إزالة كوليسترول الضار من الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، يمكن استخدام مؤشر كتلة الجسم لمعرفة ما إذا كان الوزن ضمن الحد الطبيعي عن طريق قسمة الوزن على مربع الطول بالأمتار، ويمكن العمل مع الطبيب أو أخصائي التغذية على وضع خطة للنظام الغذائي واللياقة البدنية من أجل الوصول إلى وزن صحي أو الحفاظ عليه.
  • ممارسة التمارين الرياضية: يمكن أن يساعدك النشاط البدني في الحفاظ على وزن صحي وخفض مستويات الكوليسترول وضغط الدم، ويوصي الأطباء بممارسة تمارين متوسطة الشدة لمدة ساعتين ونصف أسبوعيًا مثل المشي السريع أو ركوب الدراجات، ويجب أن يمارس الأطفال والمراهقون ساعة من النشاط البدني كل يوم، بحيث أنه من المهم جعل النشاط البدني جزءًا من الحياة اليومية، لذا يمكن استخدام السلالم بدلاً من المصعد، أو يمكن إيقاف السيارة بعيدًا قليلاً والمشي للمنزل، والعديد من العادات الأخرى التي تزيد من النشاط البدني وتقلل الخمول.
  • الإقلاع عن التدخين: إنّ الإقلاع عن التدخين سيقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويمكن التحدث إلى الطبيب حول الطرق التي يمكن أن تساعد المريض على الإقلاع عن التدخين.


المراجع

  1. "Lipid Panel", www.uofmhealth.org, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  2. lipid levels may also,can cause high lipid levels. "Reducing the Lipid Levels in Your Blood", www.aafp.org, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب lipid levels may also,can cause high lipid levels. "Reducing the Lipid Levels in Your Blood", American family physician, 5/1998, Page 2207-2208. Edited.
  4. "High cholesterol", www.mayoclinic.org, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Blood Cholesterol", www.nhlbi.nih.gov, Retrieved 25/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Cholesterol test", www.mayoclinic.org, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  7. "Expert Panel on Integrated Guidelines for Cardiovascular Health and Risk Reduction in Children and Adolescents", www.nhlbi.nih.gov, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  8. "How to Tell If You Have High Cholesterol", verywellhealth, 27/11/2019, Retrieved 13/3/2021. Edited.
  9. "Lipid Blood Tests", clevelandclinic, 12/10/2018, Retrieved 13/3/2021. Edited.
  10. body needs cholesterol to,to flow through your arteries. "High cholesterol", www.mayoclinic.org, Retrieved 27/4/2021. Edited.
  11. "Cholesterol test", www.mayoclinic.org, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  12. "Preventing High Cholesterol", cdc, 3/1/2020, Retrieved 14/3/2021.