تتسبب بعض الجلطات الدموية في بعض الأحيان بحدوث الجلطة القلبية أو ما يسمى بالنوبة القلبية أو باحتشاء عضلة القلب، وهي حالة طبية طارئة يتوقف فيها إمداد القلب بالدم بشكل مفاجئ بسبب تكون جلطة دموية في العادة، تسببت بانسداد بعض الشرايين،[١] ويجري الطبيب عدة فحوصات عند وصول المريض إلى المستشفى لمعرفة إذا كان المريض يعاني من جلطة قلبية، وتقدير حجم الضرر الذي ترتب عن تلك الجلطة وتحديد أفضل خطة علاجية للمريض. سنعرض في هذا المقال أهم الفحوصات المستخدمة لتشخيص الجلطة القلبية.[٢]
7 طرق متبعة في تشخيص الجلطات القلبية
بمجرد وصول المريض إلى المستشفى، يسأل الطبيب عن التاريخ المرضي للمصاب وأفراد عائلته لتقييم حالته المرضية بشكل عام، من ثم يجري بعض الفحوصات المخبرية، وفحوصات تخطيط القلب، وبناءً على نتائجها قد يوصى بإجراء مزيد من الفحوصات للحصول على نتائج أكثر دقة، مثل الفحوصات غير الجراحية التي جرى بدون إدخال أي أدوات في الجسم، والفحوصات الجراحية التي تتطلب إدخال أدوات طبية في جسم المصاب،[٣] وفيما يأتي سنعرض أهم هذه الفحوصات المستخدمة لتشخيص الشخص المصاب بالجلطة القلبية.
تخطيط كهربية القلب
يعد تخطيط كهرباء القلب (Electrocardiogram) واختصارًا (ECG) أول إجراء تشخيصي للجلطة القلبية عند وصول المريض إلى المستشفى، حيث يقيس هذا الفحص النشاط الكهربائي في الجسم من خلال تسجيل الإشارات الكهربائية أثناء انتقالها عبر القلب، وذلك من خلال توصيل الأقطاب الكهربائية (Electrodes) التي تكون على شكل رقع لاصقة على صدر المريض وأطرافه، إذ عند إصابة المريض بجلطة قلبية، لا تنتقل النبضات الكهربائية خلال عضلة القلب بشكل طبيعي، مما يظهر وجود اختلاف عن النبض الطبيعي على جهاز مخطط كهرباء القلب، بالتالي يستدل الطبيب على حدوث جلطة قلبية فعليّة أو احتمال تشكّل جلطة قلبية قادمة،[٤] وفي الواقع يعدّ فحص تخطيط كهرباء القلب من الفحوصات غير المؤلمة، ويستغرق إجراءه حوالي 5 دقائق فقط، وتكمن أهمية إجراء تخطيط كهرباء القلب فيما يأتي:[١]
- المساعدة على تأكيد تشخيص الإصابة بالجلطة القلبية.
- المساعدة على تحديد نوع الجلطة القلبية التي تعرض لها المصاب، مما سيساعد على تحديد خطة علاجية أكثر فعالية.
فحص الدم
يستخدم اختبار سحب الدم لقياس مستويات العلامات الكيميائية الحيوية (Biochemical markers)، وهي علامات كيميائية تساعد خلايا الجسم على أداء وظائفها الحيوية، وعندما تُصاب خلايا عضلة القلب بأي اضطراب مثل الإصابة بالجلطات القلبية، تطلق العلامات الكيميائية الحيوية الموجودة فيها إلى مجرى الدم، فيقيس الطبيب مستويات هذه العلامات في الدم لمحاولة تحديد مقدار شدة الجلطة القلبية والموعد التقريبي لبدئها.[٥]
للمزيد عن تحاليل الدم التي تساعد على الكشف عن جلطة القلب.
اختبارات الإجهاد
يطلق على هذا الفحص اسم اختبارات الإجهاد (Stress tests) أو اختبار التمارين الرياضية، وذلك بسبب استخدام الطبيب لبعض آلات التمارين الرياضية لتعريض المصاب للإجهاد البدني، وتكمن أهمية اختبار الإجهاد في مساعدة الطبيب في معرفة مدى كفاءة عمل القلب عند أداء النشاط البدني، ويستخدم الطبيب خلال إجراء هذا الفحص بعض الآلات الرياضية، مثل جهاز المشي، حيث يتم توصيل جسم المريض بجهاز لقياس كهرباء القلب (ECG) أثناء ممارسة الرياضة، ويتابع الطبيب من خلال جهاز قياس كهرباء القلب معدل ضربات القلب، وضغط الدم، مما سيوضح كيفية وكفاءة عمل عضلة القلب أثناء أداء التمارين الرياضية أو استخدام جهاز المشي.[٦]
تصوير الأوعية التاجية (القسطرة القلبية)
يمكن إجراء فحص تصوير الأوعية التاجية (Coronary angiography) أو القسطرة القلبية، أثناء أو بعد التعرض لجلطة قلبية أو ذبحة صدرية، ويجرى هذا الفحص من خلال إدخال أنبوب رفيع في أحد الأوعية الدموية في منطقة الفخذ أو الذراع، وذلك لضخّ سائلٍ خاص يسمى عامل التباين عبر الأنبوب إلى مجرى الأوعية الدموية، ويتابع الطبيب حركة هذا السائل بدقّة من خلال جهاز متخصص، حيث يمكن رؤية السائل باستخدام الأشعة السينية، ومراقبة كيفية تدفقه حول القلب وعبره، مما يساعد الطبيب على تحديد موقع أي انسداد أو تضيق في الأوعية الدموية في حال حدوثه، ونتيجةً لذلك يستطيع الطبيب تحديد أفضل خطة علاجية للمصاب.[٦][١]
مخطط صدى القلب
يمكن استخدام فحص مخطط صدى القلب (Echocardiogram) أثناء الجلطة القلبية وبعدها لمعرفة كيفية عمل الشرايين، حيث يساهم هذا الفحص بشكل فعال في معرفة كيفية ضخ القلب للدم بدقّة، وتحديد المناطق في القلب التي لا تضخ الدم بشكل طبيعي أو كافٍ، كما يساهم فحص مخطط صدى القلب في معرفة ما إذا كان أيّ من الأجزاء الهيكلية في القلب قد تعرّض للإصابة أثناء التعرض لجلطة قلبية، مثل الصمامات والحواجز وغيرها،[٥] وفي الحقيقة يتطلب إجراء فحص مخطط صدى القلب مدة زمنية تبلغ 45 دقيقة تقريبًا، حيث يطلب الطبيب عند إجراء مخطط صدى القلب من المصاب أن يستلقي على ظهره أو جانبه الأيسر على سرير خاص بفحص مخطط صدى القلب، ثم يبدأ الجهاز بتسجيل الصور، حيث يراجع الطبيب المختص تخطيط صدى القلب للتأكد من الحصول على جميع المعلومات الضرورية لتقييم الحالة.[٣]
التصوير المقطعي المحوسب
يعتبر اختبار التصوير المقطعي المحوسب (Computerized tomography) أو اختبار MDCT اختبارًا غير جراحي، حيث تستخدم فيه الأشعة السينية لالتقاط بعض الصور للقلب، ويتسم اختبار التصوير المقطعي المحوسب باستخدامه لماسحات تصوير متعددة الكاشفات تعمل بسرعة كبيرة وبدقة عالية، حيث يمكنها التقاط صور للقلب أثناء نبضه، كما يظهر تفاصيل عمل الكالسيوم فيه وانسداد شرايين القلب في حال وجودها، كما من الممكن أن يستخدم الأطباء اختبار التصوير المقطعي المحوسب للحصول على معلومات إضافية، مثل المعلومات التالية:[٧]
- البنية الهيكلية للقلب، ومدى جودة ضخ عضلة القلب للدم.
- مدى تعرض عضلة القلب للإصابة بسبب الجلطة القلبية.
- مقدار تراكم الكوليسترول في الجدران الداخلية للشرايين، ومدى تسببها بتضيق الشرايين التاجية في القلب.
- مدى خطر التعرض للإصابة بجلطة قلبية قادمة.
الأشعة السينية للصدر
تظهر أهمية استخدام الأشعة السينية للصدر (Chest X-ray) عند عدم القدرة على تأكيد الإصابة بجلطة قلبية باستخدام الأساليب الأخرى، أو عندما يشك الطبيب بوجود مسبب آخر للأعراض التي تشبه أعراض الجلطة القلبية، مثل الإصابة بالاسترواح الصدري أو الصدر المثقوب (Pneumothorax) الذي يحدث نتيجة لتسرّب الهواء من الرئتين إلى التجويف المحيط بها، كما يمكن استخدام الأشعة السينية على الصدر أيضًا للتحقق من حدوث مضاعفات مثل الوذمة الرئوية المعروفة بتراكم السوائل في الرئة (Pulmonary oedema) بسبب الإصابة بالجلطة القلبية.[١]
عوامل خطر الإصابة بالجلطة القلبية
تساهم بعض العوامل الصحية أو الأمراض المزمنة في زيادة قابلية الشخص للتعرض للإصابة بجلطة قلبية، وفيما يأتي سنذكر أبرز هذه العوامل:[٨][٩]
- ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه: يمكن أن يؤثر في القلب وأعضاء رئيسية أخرى في الجسم، وإذا عانى الفرد من حالات أخرى إلى جانب ارتفاع ضغط الدم كالسمنة وارتفاع الكوليسترول فإن خطر ذلك يزداد بشكل كبير.
- مستويات الكوليسترول غير الصحية في الدم: فيمكن أن تتراكم في الشرايين وتضيقها، وتسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
- الإصابة بمرض السكري: خاصة غير المتحكم به جيدًا، فقد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- السمنة المفرطة: حيث ترتبط بجميع عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب، كارتفاع الكوليسترول الضار، وارتفاع الدهون الثلاثية، وانخفاض الكوليسترول الجيد، ويمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وكذلك أمراض القلب.
- اتباع نظام غذائي غير صحي: غني بالدهون المشبعة، والدهون المتحولة، والكوليسترول، حيث يرتبط ذلك بأمراض القلب والحالات ذات الصلة، مثل تصلب الشرايين.
- التدخين: يمكن أن يؤدي إلى تلف القلب وتضيق الأوعية الدموية وتلفها، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وكذلك ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيسي آخر.
- الخمول البدني: قد يؤدي عدم ممارسة النشاط البدني الكافي إلى الإصابة بأمراض القلب، وقد يزيد من فرص الإصابة بحالات طبية أخرى تشكل عوامل خطر للإصابة بها، بما في ذلك السمنة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، ومرض السكري، وإنّ الأشخاص غير النشطين أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب من الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام.
- بعض العوامل الوراثية: تميل أمراض القلب إلى الانتشار في العائلات، ويمكن أن تزداد مخاطر الإصابة بأمراض القلب بشكل أكبر عندما تتحد الوراثة مع خيارات نمط الحياة غير الصحية.
- التقدم في العمر: يمكن أن يحدث المرض في أي فئة عمرية، لكن الخطر يزداد مع التقدم في العمر.
- شرب الكحول بكثرة: يمكن أن يرفع مستويات ضغط الدم وخطر الإصابة بأمراض القلب، كما أنه يزيد من مستويات الدهون الثلاثية.
اقرأ أيضًا: ما هي آثار جلطات القلب، وما طرق الوقاية منها؟
المراجع
- ^ أ ب ت ث " Heart attack ", nhs, 28/11/2019, Retrieved 20/1/2021. Edited.
- ↑ "What is a heart attack?", heartfoundation, Retrieved 20/1/2021. Edited.
- ^ أ ب " Diagnosing Heart Disease ", ucsfhealth, Retrieved 20/1/2021. Edited.
- ↑ "Heart attack", mayoclinic, 16/6/2020, Retrieved 20/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Heart Attack (Myocardial Infarction): Diagnosis and Tests", clevelandclinic, 18/7/2019, Retrieved 20/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Medical tests for heart disease", heartfoundation, Retrieved 20/1/2021. Edited.
- ↑ "Cardiac Computed Tomography (Multidetector CT, or MDCT)", heart, 31/7/2015, Retrieved 20/1/2021. Edited.
- ↑ "Heart Disease Risk Factors", texasheart, Retrieved 14/2/2021. Edited.
- ↑ "Know Your Risk for Heart Disease", Centers for Disease Control and Prevention, 9/12/2019, Retrieved 14/2/2021. Edited.