تلعب بعض العوامل؛ كالعمر، والجنس، والوزن دورًا مُهمًا في تحديد مستويات الكوليسترول، ويرتفع مستوى الكوليسترول في الجسم مع التقدم في العُمر، لذا يُفضّل مُتابعة مستويات الكوليسترول في الدم بشكلٍ منتظم من خلال إجراء فحص كلّ 4 إلى 6 سنوات تقريبًا، وسنتحدث في هذا المقال عن تفاصيل ارتفاع الكوليسترول.[١]


ارتفاع الكوليسترول في الدم

يمثل الكوليسترول (بالإنجليزية: Cholesterol) مادة دهنية يحتاجها الجسم توجد في الدم ضمن مستويات معينة،[٢] ولكن ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم عن الحد الطبيعي يزيد من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary Artery Disease).[٣]


ما هي أعراض ارتفاع الكوليسترول في الدم؟

قد لا يؤدي ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم إلى ظهور أي أعراض، فقد يكون الشخص مُصابًا بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم دون أن يعلم بذلك، وقد يتم الكشف عن ذلك من خلال عمل بعض الفحوصات الروتينية للدم، وتجدر الإشارة إلى أن ارتفاع الكوليسترول في الدم يؤدي إلى تراكمه في جدران الشرايين، ويطلق على الدهون المتراكمة في جدران الشرايين اسم اللويحة (بالإنجليزية: Plaque)، وتكون هذه اللويحات عُرضة للتمزق، ويؤدي تمزقها إلى تكوّن جلطة دموية، مما يؤدي إلى ظهور أعراض ناجمة عن إعاقة تدفق الدم عبر المنطقة التي تكونت فيها الجلطة الدموية.[٤]


ما هي أسباب ارتفاع الكوليسترول في الدم؟

يُعزى ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم إلى عدة أسباب، ويُمكن تصنيفها إلى أسباب يُمكن التحكم بها، وأسباب أخرى لا يُمكن التحكم بها، ونذكرهم على النحو التالي:[٥]

  • أسباب يُمكن التحكم بها: ومنها ما يأتي:[٥]
  • قلة النشاط والحركة.
  • نمط الغذاء غير الصحي.
  • السمنة.
  • أسباب لا يُمكن التحكم بها: مثل التركيب الجيني لبعض الأشخاص، والذي يمنع الخلايا من إزالة الكوليسترول الضار في الدم، أو وجود قابلية لدى بعض الأشخاص لإنتاج كمية كبيرة من الكوليسترول.[٥]


ما هي عوامل خطر ارتفاع الكوليسترول في الدم؟

يوجد العديد من عوامل خطر ارتفاع الكوليسترول في الدم، ونذكر منها ما يأتي:[٦]

  • الزيادة في الوزن أو السمنة.
  • التدخين.
  • قلة الحركة والنشاط البدني.
  • النمط الغذائي غير الصحي، كتناول الكثير من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، ومن الأمثلة عليها: اللحوم الحمراء، والكريمة، والزبدة وغيرها من منتجات الألبان الأخرى.[٧]
  • شرب الكحول.[٧]
  • الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على سكريات مكررة، مثل الحلويات، والمخبوزات، والمشروبات الغازية، والخبز الأبيض.[٧]
  • التقدم في العمر، حيث تقل قدرة الكبد على التخلص من الكوليسترول الضار مع تقدم العمر.[٥]
  • الإصابة بمرض السكري، إذ يساهم ارتفاع نسبة السكر في الدم في رفع مستويات الكوليسترول الضار المعروف بالبروتين الدهني منخفض الكثافة للغاية (بالإنجليزية: Very Low Density Lipoprotein)، كما يؤدي إلى خفض مستويات الكوليسترول النافع، وإتلاف بطانة الشرايين.[٥]


كيف يتم تشخيص الإصابة بارتفاع الكوليسترول في الدم؟

يتم تشخيص الإصابة بارتفاع مستويات الكوليسترول في الجسم عن طريق إجراء فحص دم يُطلق عليه تحليل الدهون (بالإنجليزية: Lipid panel)، ويُشير هذا التحليل إلى مستوى الكوليسترول الكلي، والكوليسترول الضار، والكوليسترول النافع، والدهون الثلاثية في الجسم، ويحتاج الشخص للصيام لمدة تتراوح بين 9-12 ساعة قبل إجراء الفحص، وكلما كانت مستويات الكوليسترول ضمن معدلاتها الطبيعية، يقل خطر الإصابة بأمراض القلب،[٥] وفيما يأتي بيان لنتائج الكوليسترول الطبيعية والتي يتم الاعتماد عليها في التشخيص:[٤]

  • الكوليسترول الكلي: (بالإنجليزية: Total Cholesterol)، أقل من 200 ملغرام/ديسيلتر.
  • الكوليسترول الضار: أو البروتين الدهني منخفض الكثافة (بالإنجليزية: Low Density Lipoprotein)، أقل من 130 ملغرام/ديسيلتر.
  • الكوليسترول النافع: أو البروتين الدهني عالي الكثافة (بالإنجليزية: High Density Lipoprotein)، 60 ملغرام/ديسيلتر فما فوق.
  • الدهون الثلاثية: (بالإنجليزية: Triglycerides)، أقل من 150 ملغرام/ديسيلتر.


ما هي طرق علاج ارتفاع الكوليسترول في الدم؟

يبدأ علاج ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم بإجراء تغييرات على نمط الحياة، كما قد يلجأ الطبيب في بعض الحالات إلى وصف أدوية لتقليل مستوى الكوليسترول، ويمكن شرح تفاصيل طرق العلاج على النحو التالي:[١]


اتباع نمط حياة صحي

يُمكن لنمط الحياة الصحي أن يُساهم في التقليل من مستويات الكوليسترول الضارة في الجسم، ويتمثل ذلك فيما يأتي:[٣]

  • الحفاظ على الوزن ضمن حدوده الطبيعية.
  • تناول الأطعمة المفيدة لصحة القلب، وذلك من خلال تقليل كمية الدهون المشبعة والمتحولة.
  • ممارسة النشاط البدني بانتظام، ويكون ذلك من خلال ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا، وفي أغلب أيام الأسبوع.
  • الإقلاع عن التدخين، حيث يؤدي الإقلاع عن التدخين إلى زيادة نسبة الكوليسترول النافع، والذي يؤدي بدوره إلى إزالة الكوليسترول الضار من الشرايين.
  • التقليل من التوتر والضغوط النفسية، حيث إن الشعور بالقلق والتوتر وبشكلٍ مزمن قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار، وانخفاض مستوى الكوليسترول النافع في الدم.


العلاجات الدوائية

قد يضطر الطبيب في بعض الحالات إلى وصف أدوية خفض مستوى الكوليسترول في الدم، ونذكر من هذه الأدوية ما يأتي:[١]

  • الستاتينات: (بالإنجليزية Statins)، حيث تقلل هذه الأدوية إنتاج الكوليسترول في الكبد،[١] ومن أشهر الأمثلة عليها: أتورفاستاتين أو ليبيتور (بالإنجليزية: Atorvastatin).[٨]
  • عوازل حامض الصفراء: (بالإنجليزية: Bile acid sequestrant)، حيث تقلل هذه الأدوية من كمية الدهون الممتصة من الأطعمة التي يتم تناولها، ومن الأمثلة عليها: كوليسترامين أو بريفاليت (بالإنجليزية: Cholestyramine).[١][٩]
  • مثبطات امتصاص الكوليسترول: (بالإنجليزية: Cholestrol Absorption Inhibitors)، حيث تقوم هذه الأدوية بخفض مستويات الدهون الثلاثية في الدم والتقليل من كمية الكوليسترول الممتصة من الطعام،[١] ومن الأمثلة عليها: إزيتمايب أو زيتيا (بالإنجليزية: Ezetimibe).[٩]
  • الأحماض الدهنية أوميغا-3: (بالإنجليزية: Omega-3 fatty Acids)، إذ ترفع هذه الأحماض مستوى الكوليسترول النافع، وتقلل مستوى الدهون الثلاثية.[٩]
  • بعض الفيتامينات والمكملات الغذائية: مثل النياسين (بالإنجليزية: Niacin)، حيث تمنع الكبد من التخلص من الكوليسترول النافع، كما تساهم في انخفاض مستوى الدهون الثلاثية.[١]
  • مثبطات (PCSK9): حيث تُعتبر فئة جديدة من الأدوية تُعطى عن طريق الحقن، ومن الممكن أن تساعد الكبد على امتصاص المزيد من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة وبالتالي تقلل من مستوى الكوليسترول في الدم، ومن الأمثلة عليها: اليروكوماب أو برالوينت (بالإنجليزية: Alirocumab).[٥][٩]


كيف يمكن الوقاية من ارتفاع الكوليسترول في الدم؟

يُمكن الوقاية من ارتفاع الكوليسترول في الدم من خلال اتباع ما يأتي:[٧][١٠]

  • اتباع نظام غذائي صحي للقلب، من خلال تناول الفواكه، والخضروات، والأسماك، والدواجن، والحبوب الكاملة، والمكسرات، والزيوت النباتية، والتقليل من اللحوم الحمراء، والملح، والأطعمة والمشروبات المُحلاة بالسكر، وتقليل تناول الدهون المشبعة إلى أقل من 7% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • خسارة الوزن الزائد.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • التقليل من التوتر ومحاولة السيطرة عليه.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ "What should my cholesterol level be at my age?", medical news today, Retrieved 14/3/2021. Edited.
  2. "What is high cholesterol?", NHS, Retrieved 14/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Cholesterol Levels: What You Need to Know", Medlineplus, Retrieved 14/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "High Cholesterol", family doctor, Retrieved 14/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "High cholesterol", mayo clinic, Retrieved 14/3/2021. Edited.
  6. "Causes of High Cholesterol", American Heart Assocation, Retrieved 14/3/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "Managing high cholesterol", heart foundation, Retrieved 14/3/2021. Edited.
  8. "Statins", https://www.medicinenet.com, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث "Cholesterol medications: Consider the options", mayo clinic, Retrieved 3/4/2021. Edited.
  10. "Cholesterol Testing and the Lipid Panel", WebMD, Retrieved 14/3/2021. Edited.