هل تفيد المواد الطبيعية في علاج تصلب الشرايين، وما رأي العلم؟

يحدث تصلب الشرايين نتيجة ترسب الدهون على جدران الشرايين مما يؤدي إلى انسدادها وتصلبها،^[١] وقد تفيد بعض الوصفات الطبيعية إلى جانب العلاج الدوائي في الوقاية من أمراض القلب وتصلب الشرايين، إذ تساعد على خفض نسبة الكوليسترول والدهنيات، إضافة إلى خفض ضغط الدم.^[٢]

مواد طبيعية لعلاج تصلب الشرايين

يسبّب تصلب الشرايين مشاكل صحيّة في القلب والأوعية الدموية، إذ قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض الشرايين التّاجية، والشرايين الطرفية في الذراعين والساقين، إضافة إلى أنّ تراكم الدهون في جدران الأوعية الدموية سيمنع تدفّق الدم بصورة طبيعية، وكذلك قد تتكوّن الجلطات مؤدية إلى حدوث نوبات قلبية، لذا من المهم اتخاذ تدابير للوقاية من أمراض القلب وتصلّب الشرايين مثل ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي يفيد في تقليل مستوى الكوليسترول والدهون،^[٣] ومن الوصفات الطّبيعية التي تفيد في علاج تصلب الشرايين ما يلي:

• الثوم: يعرف الثوم منذ آلاف السنين بفوائده العلاجية للعديد من المشاكل الصحية في جسم الإنسان، فبفضل احتوائه على مركب الأليسين (بالإنجليزيّة: Allicin)، والذي يمنح الثّوم رائحة قوية ومميزة، وُجد أنّ هذا المركب يساعد بشكل غير مباشر على علاج تصلب الشرايين، إذ يعمل على خفض الكوليسترول في الدّم، وكذلك خفض ضغط الدّم، إضافة إلى أنّ الثوم يمتاز بخصائصه المضادّة للبكتيريا والفطريات مما يعزّز جهاز المناعة بفعاليّة، وبسبب نكهة الثوم المميّزة، يمكن إضافته إلى العديد من أطباق الطّعام، كالحساء، والخضار المسلوقة، واللحوم المختلفة،^[٤] كما يحتوي الثوم على مركّبات كبريتيّة والتي تظهر فوائدها لحماية القلب عند تقطيع الثوم أو هرسه أو مضغه، لذا لا تتردد في إضافة الثوم لطعامك.^[٥]
• الزنجبيل: ينتمي الزنجبيل إلى عائلة الجذريات، وقد استخدم عبر القرون للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، إذ يمتاز بخصائصه المضادة للالتهابات، وبقدرته على خفض عوامل التخثر في الدّم ومستويات الكوليسترول، مما يساعد على الحماية من الجلطات الدموية وأمراض الشرايين التاجية، ويمكن إضافة الزنجبيل إلى النظام الغذائي عبر العديد من الوصفات، مثل إضافته إلى الشّاي، أو الحساء، أو اللحوم المطبوخة، وكذلك يمكن استخدامه في أطباق الحلويات.^[٦]
• الزّعرور: تفيد هذه الفاكهة في علاج أمراض القلب المختلفة وخاصة مرض قصور القلب (بالإنجليزيّة: Heart Failure) النّاجم عن ارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين التاجية، إذ وُجد أنّ الزّعرور يخفّض مستويات الكولسترول وكذلك ضغط الدّم، كما أظهر استخدامه لدى مرض قصور القلب تخفيف الإرهاق والإعياء وتقليل الشّعور بضيق التّنفس، ويمكن الاستفادة منه بتناول الفاكهة الطازجة منه، أو الفاكهة المعلبة، أو تناول مربى التوت أو شراب التوت الطازج.^[٧]
• زيت السمّك: وُجد أنّ تناول الأسماك الغنيّة بالدّهون مثل الأوميغا 3 والأوميغا 6، وكذلك مكمّلات زيت السمك تفيد في الحدّ من مشاكل القلب، وحسب جمعية القلب الأمريكية فإنها توصي الأفراد الأصحاء بتناول الأسماك مرّتين أسبوعيًّا على الأقل، وكذلك تناول مكمّلات زيت السمك، ولكن بعد استشارة الطبيب حول الجرعة المناسبة.^[٨]
• النياسين: يُعرف النياسين بأنّه أحد فيتامينات ب، والذي يمكن الحصول عليه من الطعام أو عن طريق المكملات الغذائية الدوائية، وقد وُجد أنّ له دوراً فعالاً في خفض مستوى الكوليسترول في الدم وذلك وِفقًا للمعاهد الوطنية للصّحة (بالإنجليزيّة: National Institutes of Health - NIH)، كما أجازت منظّمة الغذاء والدواء الأمريكية بعض مكملات النياسين كعلاج دوائيّ لخفض الكوليسترول، ووُجد كذلك أنّ له دوراً في خفض ضغط الدم، وتحفيز الدّورة الدموية، ويمكن الحصول عليه من مصادره الغذائية كمنتجات الألبان، والبيض، واللحوم الخالية من الدهون، والمكسرات، والبقوليات، والدواجن.^[٩]

ما هو رأي العلم؟

يزعم البعض أنّ عدداً من المواد والمكمّلات الطبيعية التي يمكن شراؤها من الصيدليات، قد تساعد على علاج تصلّب الشرايين، لكن لا توجد دراسات كافية تؤكد ذلك، كما لا تمثّل هذه الوصفات الطبيعية بديلًا يغنيك عن استخدام أدويتك التي وصفها طبيبك الخاص لعلاج تصلب الشرايين، ويُمنع استخدامها دون استشارته، لكن بإمكانك الاطّلاع على ما تقوله الأبحاث والدراسات عن فائدة كل منها واستشارة طبيبك لمعرفة ما إذا كان سيسمح لك بتجربتها إلى جانب علاجاتك الدوائية المعتادة أم لا:

• الثوم: أفادت إحدى الدراسات التي أجريت في المعهد الوطني للطّب التكاملي في ملبورن، أستراليا، في فبراير 2016، أنّ استخدام الثّوم كان له أثر واضح في خفض ضغط الدم لدى المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم، وكذلك خفض مستوى الكوليسترول في الدم، إضافة إلى تحفيز جهاز المناعة.^[١٠]
• الزنجبيل: في دراسة أجريت حول 60 مريضا تتراوح أعمارهم بين 18 - 70 سنة وذلك في مستشفى جناح، لاهور باكستان، يناير 2014، تم تقسيم المتطوعين إلى مجموعتين، المجموعة الأولى أعطيت 5 غم من مسحوق الزنجبيل لمدة ثلاثة أشهر، والمجموعة الثّانية أُعطيت دواء وهميًّا، وجاءت النتائج بانخفاض مستوى الكولسترول الكلي ومستوى الدهون الضارة لدى المجموعة الأولى إضافة إلى انخفاض وزن الجسم، مما يثبت أنّ للزنجبيل دوراً في الوقاية من أمراض القلب والشرايين.^[١١]
• الزّعرور: أظهرت إحدى الدّراسات التي أُجريت في الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية الصينية (China Academy of Chinese Medical Sciences) في بيجين، الصين، وذلك في فبراير 2020، أنّ استخدام مستخلص الزّعرور الأسود له دور في علاج تصلب الشرايين من خلال خصائصه الخافضة للدهون والمضادّة للأكسدة والالتهابات، كما بينت أنّه يعمل على تعزيز دور الطّحال في تنشيط الدورة الدموية ومنع ركودها، ويحمي بطانة الأوعية الدموية.^[١٢]
• زيت السمك: في دراسة أجرتها كلية الصّيدلة في جامعة نورث كارولينا إيشلمان، وذلك في أيلول 2012، أظهرت أنّ تناول السمك ومكملات زيت السمك يفيد غالبًا في خفض مستوى الدّهون الثلاثية، كما تبيّن أنّ لزيت السمك دور في منع تكوّن الجلطات الدموية، وتحسين حالة قصور القلب، ووظيفة الأوعية الدّموية لدى مرضى السكري، كما يساعد على خفض مستوى الكوليسترول.^[١٣]
• النياسين: في دراسة أجراها قسم جراحة القلب والأوعية الدموية وقسم طب العيون في مستشفى تابع لجامعة تشنغتشو في الصين، وذلك في ديسمبر 2015، وجد أن للنياسين دوراً في تثبيط تطور تصلّب الشرايين لدى فئران التجارب وذلك عن طريق تثبيط التهاب الأوعية الدموية وموت خلايا عضلات الأوعية الدموية الملساء.^[١٤]