قد يتعرض الدماغ لحالاتٍ مُعينة تتسبب بنقص التروية الدموية فيه، وبالتالي نقص كميات الأكسجين التي تصِله، وبعض هذه الحالات يكون خطيرًا، فيما بعضها الآخر يكون مؤقتًا وبسيطًا كما هو الحال عند الإصابة بالنوبة الإقفارية العابرة، وستتم في هذا المقال مناقشة هذه الحالة.[١]


النوبة الإقفارية العابرة

النوبة الإقفارية العابرة أو نوبة نقص التروية العابرة (Transient ischemic attack)، واختصاراً (TIA)، هي عبارة عن حالة مؤقتة تتمثّل بمجموعة من الأعراض المشابهة لأعراض السكتة الدماغية، وعادةً ما تستمر النوبة الإقفارية العابرة لفترة قصيرة جدًا ولا تسبب ضررًا دائمًا،[٢] وتتمثل هذه النوبة بحدوث انسداد مؤقت يحول دون تدفق الدم إلى الدماغ.[٣]


أعراض النوبة الإقفارية العابرة

في الحقيقة تتشابه أعراض النوبة الإقفارية العابرة مع أعراض السكتة الدماغية، وغالباً ما تظهر العلامات والأعراض بشكلٍ مُفاجئ، وقد تختفي في غضون دقائق أو ساعات، ولتوضيح أعراض الإصابة بالنوبة الإقفارية العابرة يمكن استخدام ما يُسمى بمقياس (FAST)، حيثُ تتكون هذه الكلمة من الأحرف الأولى لأربع كلمات بالإنجليزية، وذلك على النحو الآتي:[٤]

  • الوجه (Face): فقد يصاب الوجه بشلل في جانب واحد وقد يبدو مُتدليّاً، أو قد لا يتمكن الشخص من الابتسام، أو قد يتدلى فمه أو عينه.[٤]
  • الذراعين (Arms): قد يؤدي ضعف أو تنميل الذراع إلى صعوبة رفع أحد الذراعين أو كليهما، أو صعوبة في إبقائهما مرفوعتين.[٥]
  • الكلام (Speech): قد يكون كلام الشخص غير مفهوم ومتداخل، أو قد لا يتمكن من التحدث على الإطلاق، وقد يواجه أيضًا صعوبة في فهم واستيعاب الآخرين على الرغم من أنه يبدو مستيقظًا.[٤]
  • الوقت (Time): يجب على شخص ما الاتصال بخدمات الطوارئ على الفور، وذلك في حال كان لدى الشخص واحد أو أكثر من هذه الأعراض.[٦]


وهناك مجموعة من العلامات والأعراض الأخرى التي قد تكون مُرتبطة بالنوبة الإقفارية العابرة، والتي نذكر منها ما يأتي:[٤]

  • شلل كامل في جانب واحد من الجسم
  • فقدان مفاجئ في الرؤية، أو عدم وضوح الرؤية، أو الرؤية المزدوجة.
  • الدوخة.
  • التعب والإجهاد.
  • الدوار.
  • الارتباك والتشوش.
  • مشاكل في التوازن والتنسيق
  • صعوبة في البلع.


متى تنبغي مراجعة الطبيب؟

بشكلٍ عام لا يُمكن معرفة ما إذا كان الشخص مُصابًا بنوبة إقفارية عابرة أم سكتة دماغية كاملة في المراحل المبكرة من النوبة الإقفارية العابرة، وبالرغم من ذلك من الضروري اللجوء للرعاية الطبية على الفور وطلب سيارة إسعاف في حال ظهور أعراض مُرتبطة بالحالة وذلك في غضون 24 ساعة من ظهور الأعراض، حتى إذا اختفت الأعراض أثناء انتظار وصول سيارة الإسعاف، فلا بد من تقييم الحالة الصحية للشخص المُصاب في المستشفى، وتجدر الإشارة إلى أنّه حتى مع الإصابة السابقة بنوبة إقفارية عابرة، وزوال الأعراض ينبغي تحديد موعد عاجل مع الطبيب، حيثُ تُعد النوبة الإقفارية العابرة علامة تحذيرية تُشير إلى زيادة خطر الإصابة بسكتة دماغية كاملة في المستقبل القريب، لذا يُمكن أن يساعد تقييم الحالة الأطباء في تحديد أفضل طرق لتقليل فُرص حدوث ذلك.[٤]


أسباب النوبة الإقفارية العابرة

عادةً ما تحدث النوبة الإقفارية العابرة عندما يكون هناك اضطراب في إمداد الدماغ بالدم والأكسجين، وقد يكون هذا بسبب أحد الحالات الآتية:[٥]

  • تصلب الشرايين، حيث يُمكن أن تتسبب الرواسب الدهنية في جعل الشرايين أكثر صلابة، وسماكة، وضيق، وأقل مرونة.
  • جلطات الدم التي تحدث نتيجة الإصابة بأمراض القلب أو الأوعية الدموية، أو عدم انتظام ضربات القلب، أو أحد مشاكل الدم، مثل: مرض فقر الدم المنجلي (Sickle cell disease).
  • انسداد أو جلطة دموية انتقلت إلى الدماغ من مكان آخر في الجسم.
  • تكون فقاعة هواء في مجرى الدم.


عوامل خطر النوبة الإقفارية العابرة

قد تكون بعض عوامل خطر النوبة الإقفارية العابرة والسكتة الدماغية خارجة عن سيطرة الشخص، مثل التقدم العمر، ووجود تاريخ عائلي للإصابة بالحالة، والجنس الذكري، وبالرغم من ذلك، هناك مجموعة من عوامل الخطر الأخرى التي يُمكن السيطرة عليها ومنع تطور النوبة الإقفارية العابرة، والتي نذكر منها ما يأتي:[٧]

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • تدخين السجائر.
  • مرض السكري غير المُسيطر عليه بشكلٍ جيد.
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
  • عدم ممارسة الرياضة بانتظام.
  • إدمان الكحول.
  • السمنة.
  • اتباع نظام غذائي غني بالدهون، وخاصًّة الدهون المشبعة.
  • استهلاك كميّات مرتفعة من الملح، والذي يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم.


تشخيص النوبة الإقفارية العابرة

بدايةً ينبغي أن يتم فحص المرضى الذين تظهر عليهم أعراض النوبة الإقفارية العابرة من قِبل الطبيب المُختصّ على الفور، وقد يتضمن التشخيص إخضاع المُصاب لفحوصاتٍ سريريّة واختباراتٍ تشخيصية، وقد يتضمن ذلك إجراء بعض الفحوصات السريعة والبسيطة، والتي تشمل اختبار الرؤية، وقوة العضلات، ومدى القدرة على التفكير والتحدث، وقد ينطوي الاختبار التشخيصيّ أيضًا على إجراء الفحوصات التصويريّة، مثل تصوير الدماغ والشرايين السباتية باستخدام التصوير المقطعي المحوسب (CT)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، ويكون ذلك بهدف تحديد السبب المحتمل للنوبة الإقفارية العابرة، كما يُمكن إجراء مجموعة من الاختبارات الأخرى، ومنها:[٨]

  • مخطط كهربية القلب (ECG).
  • قياس معدل ضربات القلب.
  • قياس درجة حرارة الجسم.
  • دراسة النوم، وذلك للكشف عن الإصابة بانقطاع النفس النومي.
  • فحوصات الدم، وذلك للكشف عن بعض عوامل الخطر المُرتبطة بالإصابة بالسكتة الدماغية.


علاج النوبة الإقفارية العابرة

يعتمد علاج النوبة الإقفارية العابرة على علاج المُسبب والحالات المُصاحبة واتخاذ السبل التي تُمكن من الوقاية من السكتة الدماغية، وبشكلٍ عام قد يصف الطبيب العلاج الدوائي وذلك بهدف تقليل قابلية الدم للتجلُّط، أو قد يُوصي بإجراء جراحة، أو عملية رأب الوعاء باستخدام بالون (Angioplasty)، وفيما يأتي بيان للعلاجات التي قد تُستخدم للسيطرة على الحالة:[٩]


الأدوية

عادةً ما يقوم الطبيب بوصف عدة أدوية بعد الإصابة بنوبة إقفارية عابرة، والتي قد تتضمن ما يلي:[١٠]

  • الأدوية المضادة للصفيحات (Antiplatelet).
  • الأدوية المضادة للتخثر (Anticoagulants).
  • الأدوية الخافضة للكوليسترول، والخافضة لضغط الدم، حيثُ تستخدم للوقاية من النوبات الإقفارية العابرة والسكتات الدماغية في حال استدعت الحاجة استخدامها.


الجراحة

يعتمد إجراء الجراحة بشكل رئيسي على العديد من العوامل مثل: عمر المريض، وصحته العامة، وحالته الصحية الحالية، وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال كان المريض يُعاني من انسداد خطير في الشرايين السباتية الموجودة في الرقبة، فقد يتطلب الأمر إخضاع المريض إلى جراحة استئصال باطنة الشريان السباتي (Carotid endarterectomy)، حيثُ يقوم الجراح بإزالة تراكم الترسبات في الشرايين السباتية.[١١]


تغييرات نمط الحياة

قد يحتاج الشخص الذي أُصيب بنوبة إقفارية عابرة إلى إجراء تغييرات في نمط الحياة لتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، بما في ذلك:[٧]

  • الإقلاع عن التدخين، لأن دخان السجائر قد يتسبب بتضيق الشرايين وجعل الدم لزجًا، وأكثر عرضةً للتخثر.
  • اتباع نظام غذائي قليل الدسم والملح، وغني بالألياف.
  • الحد من تناول الدهون المشبعة بما يُساهم في تقليل نسبة الكوليسترول في الدم.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الامتناع عن شرب الكحول.
  • السيطرة على مرض السكري بشكلٍ صحيح.


الوقاية من حُدوث النوبة الإقفارية العابرة

إنّ من أفضل الطرق التي يمكن اتباعها للوقاية من النوبة الإقفارية العابرة هي من خلال معرفة عوامل الخطر واتباع أنماط الحياة الصحية والتي تم بيانها سابقًا في فقرة (تغييرات نمط الحياة)، بالإضافة إلى الخضوع لفحوصاتٍ طبيةٍ منتظمة.[٩]


المراجع

  1. "Overview -Transient ischaemic attack (TIA)", nhs, Retrieved 31/3/2021. Edited.
  2. "Transient ischemic attack (TIA)", mayoclinic, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  3. "TIA (Transient Ischemic Attack)", stroke, Retrieved 31/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Transient ischaemic attack (TIA)", nhs, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "What is a transient ischemic attack (TIA)?", medicalnewstoday, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  6. "What is a transient ischemic attack (TIA)?", medicalnewstoday, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Transient ischaemic attack (TIA)", betterhealth, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  8. "Transient Ischemic Attack (TIA) or Mini Stroke", clevelandclinic, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Transient ischemic attack (TIA)", mayoclinic, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  10. "Transient Ischemic Attack (TIA)", healthlinkbc, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  11. "Transient Ischemic Attack (TIA) - Surgery", healthlinkbc, Retrieved 31/3/2021. Edited.