يُقسم القلب إلى 4 حجرات رئيسية، الحجرتين العلويتين (الأذينين) والسفليتين (البطينين)، وتتحكّم في حدوث نبضات القلب إشاراتٌ كهربية ناشئة عن مجموعةٍ من الخلايا الواقعة في أعلى جزء من الأذين الأيمن، والمعروفة باسم العقدة الجيبية، إلا أنه في بعض الحالات قد تنشأ الإشارات الكهربية من خارج العقدة الجيبية، فتحدث نبضات القلب بشكلٍ سابق لأوانه، وهو ما يُعرَف باسم نبضات أو دقات القلب الهاجرة.[١] فما هي؟ وما أعراضها؟ وكيف يتم علاجها؟


ما هي دقات القلب الهاجرة؟

تُعرف دقات القلب الهاجرة (بالإنجليزية: Ectopic heartbeats) باسم الانقباضات القلبية السّابقة لأوانها، أو الانقباضات الخارجية، أو النبضات الشاردة، والتي تبدأ من إحدى حجرات القلب السفلية أو العلوية، فتخلّ هذه النبضات الإضافية بنظم القلب، الأمر الذي يسبب الشّعور بالرفرفة أو زيادة النبضات في الصّدر،[٢] وتحدث الانقباضات القلبية السّابقة لأوانها على نوعين، بحسب منشأ حدوثها:[٣][٤]

  • انقباضات البطين السابقة لأوانها: (بالإنجليزية: Premature ventricular contractions - PVCs)؛ التي تزداد فرص حدوثها مع التقدّم في السن، أو عند إصابة الشخص بنوبةٍ قلبية سابقة، أو لمن لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بـِ PVCs.
  • انقباضات الأذين السابقة لأوانها: (بالإنجليزية: Premature Atrial Contractions - PACs)؛ والتي تنتشر بين الأطفال، وليست بمدعاةٍ للقلق.


أعراض دقات القلب الهاجرة

يمكن أن تحدث دقات القلب الهاجرة بدون ظهور أيّ أعراضٍ ملحوظة، لكن في حالاتٍ أخرى من المُحتمَل شعور الشخص بأن قلبه ينبض عدد مراتٍ أكثر من المعتاد، بينما يمكن للبعض أن يعانوا من أعراضٍ أكثر حدّة، وتُشابه أعراض أمراض القلب، وتشتمل الأعراض الشّائعة لدقات القلب الهاجرة على ما يلي:[٤]

  • زيادة الوعي بضربات القلب.
  • الشّعور بالضّعف والدوخة.
  • الإحساس وكأن القلب يتوقف للحظة.
  • الرفرفة في الصّدر.
  • تسارع نبضات القلب.


دواعي مراجعة الطبيب

يوجد عدد من الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب، وهي:[٥]

  • استمرار ظهور أعراض دقات القلب الهاجرة.
  • خفقان الصّدر الذي يُصاحِبه ألمٌ في الصدر.
  • ازدياد سوء الأعراض على الرغم من تلقّي العلاج.


أسباب وعوامل خطر دقات القلب الهاجرة

تحدث دقات القلب الهاجرة عندما تصل الإشارة الكهربية للقلب من خارج العقدة الجيبية كما أسلف الذكر، مما يتسبب في خفقان القلب في وقت أبكر من المعتاد خلال حركة عضلة القلب الطبيعية، وعادةً ما يكون السبب الكامن وراء حدوث دقات القلب الهاجرة غير محددٍ،[٦] إلا أنّ هناك مجموعة من العوامل والمحفزات المُحتملة التي قد تساهم في حدوث هذه الحالة، والتي يمكن بيانها على النحو التالي:

  • استهلاك المنتجات والمشروبات المحتوية على الكافيين بكثرة.[٦]
  • التدخين، أو تعاطي المخدرات.[٥]
  • القلق أو التوتر.[٦]
  • انخفاض مستوى البوتاسيوم في الدم.[٥]
  • تناول بعض الأدوية؛ مثل أدوية نزلات البرد، والحساسية، والربو.[٤]
  • ضعف التروية الدموية في القلب.[٥]
  • أمراض القلب؛ مثل تضخّم القلب، أو أن يكون هيكل القلب غير طبيعي.[٤][٥]
  • ارتفاع ضغط الدم.[١]
  • أمراض الرئة التي تسبب انخفاضًا في نسبة الأكسجين في الدم.[١]
  • أسباب أخرى، مثل: الجفاف، وقلة النوم، والحمل، وممارسة التمارين الرياضية.[١][٧]


من هم الأشخاص المعرّضين لدقات القلب الهاجرة؟

يمكن أن تحدث دقات القلب الهاجرة عند أيّ شخص، وفي أيّ عمر، سواءً كان يعاني من مرضٍ متعلّق بالقلب أم لا، لكن تزيد فرصة حدوثها عند الأشخاص المصابين بأمراض القلب عموماً، أو الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بدقات القلب الهاجرة، بالإضافة إلى الأشخاص الذين أصيبوا بنوبات قلبية سابقاً، والجدير بالذكر أنّ معظم الأشخاص قد يتعرّضون لدقة قلبٍ هاجرة واحدة على الأقلّ خلال اليوم ودون ملاحظتها، فضلاً عن أنه من المُحتمَل حدوث دقات القلب الهاجرة عند الطفل في رحم أمه خلال فترة الحمل، والتي تكون عادةً إنذارًا للأم بضرورة تقليل استهلاك منتجات الكافيين، مثل الشاي والقهوة.[٧][٤]


تشخيص دقات القلب الهاجرة

يمكن أن يُظهِر الفحص البدني والاستماع إلى دقات القلب باستخدام سمّاعة الطبيب دقات القلب الهاجرة، لكن قد يعمد الطبيب لتشخيص الحالة إلى الفحوصات الآتية:[٥][٤]

  • مخطط كهربية القلب (ECG): لا يلزم إجراء كثيرٍ من التحاليل والاختبارات عندما تكون نتائج مخطط كهربية القلب طبيعية، والأعراض غير شديدة.
  • جهاز هولتر: هو جهازٌ يتمّ ارتداؤه لتقييم وتسجيل عدد دقات القلب لمدة 24-48 ساعة.
  • تخطيط صدى القلب: يُجريه الطبيب عندما يشتبه بأن يكون السبب في حدوث دقات القلب الهاجرة هو وجود مشاكل في هيكل القلب أو حجمه.
  • فحوصات تصوير للقلب: وتشمل فحص القلب بالموجات فوق الصّوتية، أو بالأشعّة السّينية، أو بالرّنين المغناطيسي.


علاج دقات القلب الهاجرة

يعتمد علاج دقات القلب الهاجرة على علاج الطبيب للسّبب الكامن ورائها، وعلى شدّة الأعراض، وغالبًا ما يساعد تجنّب مسببات دقات القلب الهاجرة على تخفيف عدد مرات حدوثها، وعلى شدّة الأعراض ويشتمل ذلك على ما يلي:[٨][٩]


تغييرات على أسلوب الحياة

يساهم عددٌ من الأمور في الحفاظ على صحّة القلب، والحدّ من عدد مرات حدوث دقات القلب الهاجرة، وتتمثّل هذه الأمور بما يلي:

  • تجنّب المشروبات الغازية، وتقليل كميات الكافيين المُستهلَكة، وذلك بشرب الشاي أو القهوة منزوعة الكافيين.
  • الإقلاع عن التدخين، وتجنّب أماكن انتشار المدخّنين.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لمدة 30 دقيقة على الأقلّ، وعلى مدار 5 أيام في الأسبوع.
  • الحدّ من التوتر، أو الغضب، أو القلق.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
  • تناول نظام غذائي صحي قليل الدسم، وغني بالألياف مع الكثير من الخضراوات والفواكه والأطعمة المليئة بالفيتامينات.
  • الحفاظ على الوزن الصّحي، والذي يهدف إلى الحصول على مؤشر كتلة جسم (BMI) ضمن النّطاق الصحي.


العلاج الدوائي

يمكن في حال استمرار الأعراض على الرغم من إجراء تغييرات في نظام الحياة أن يصف الطبيب الأدوية التالية:

  • حاصرات مستقبلات بيتا، مثل: بيسوبرولول، وبروبرانولول، وميتوبرولول.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم، مثل: فيراباميل أو ديلتيازيم.


هل هُناك أي مُضاعفات لدقات القلب الهاجرة؟

لا ينجم أيّ مضاعفاتٍ عن دقات القلب الهاجرة في العادة، ولكن في حالات نادرة قد نجد المضاعفات التالية:[٤]

  • تسارع القلب البطيني: والذي ينطوي على حدوث مشكلاتٍ في إيقاع نبضات القلب.
  • النوبة القلبية: فالأشخاص الذي تعرضوا سابقًا لنوبةٍ قلبية، أكثر عرضةً لحدوث مخاطر مهددة للحياة.


هل دقات القلب الهاجرة خطيرة؟

يعتمد ذلك على عدد مرات تكرارها، فإذا حدثت دقات القلب الهاجرة بشكلٍ خفيف ولعدّة دقائق، ومن ثم عاود النبض الطّبيعي حدوثه كالمُعتاد، فهو أمرٌ اعتيادي وليس بمدعاةٍ للقلق، إلا أن تكرارها ومُصاحبتها لأعراضٍ حادّة قد يكون أمرًا مزعجًا ويحتاج إلى مراجعة الطبيب.[١٠]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "What Is an Ectopic Beat?", www.webmd.com, Retrieved 14/5/2021. Edited.
  2. "Premature ventricular contractions (PVCs)", www.mayoclinic.org, Retrieved 14/5/2021. Edited.
  3. "Premature Contractions - PACs and PVCs", www.heart.org, Retrieved 14/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "What to know about ectopic heartbeats", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 14/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح "Ectopic heartbeat", medlineplus.gov, Retrieved 14/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Palpitations and Ectopic Beats", www.northumbria.nhs.uk, Retrieved 14/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "What are Ectopic heartbeats?", www.news-medical.net, Retrieved 14/5/2021. Edited.
  8. "Ectopic Beats Specialist London", www.oliversegal.com, Retrieved 14/5/2021. Edited.
  9. "The Heart as a Pump", www.heartrhythmclinic.com.au, Retrieved 14/5/2021. Edited.
  10. "Are ectopic heartbeats dangerous?", www.topdoctors.co.uk, Retrieved 14/5/2021. Edited.