تسرع نبضات القلب (بالإنجليزية: Tachycardia) هو مصطلح عام يصف الاضطراب في نظم القلب، والذي ينتج عن إعاقة الإشارات الكهربائية الطبيعية للقلب، بحيث يؤدي إلى اختلال في معدل ضخ الدم من القلب، ولتسرع نبضات القلب أنواع عديدة قد تتشابه في أعراضها وتختلف في مسبباتها وعلاجها، ومنها تسرع القلب الجيبي.[١]


تسرع القلب الجيبي الطبيعي

يعرف تسرع القلب الجيبي (بالإنجليزية: Sinus tachycardia)‏ على أنه أحد أكثر اضطرابات نظم القلب شيوعًا والتي تنتج عن ارتفاع في نبضات القلب التي تولّدها العقدة الجيبية الأذينية (بالإنجليزية: Sinoatrial node) في القلب، ويظهر تسرع القلب الجيبي عادة كرد فعل طبيعي من الجسم في بعض الحالات، مثل تسرع القلب خلال ممارسة الرياضة، إلا أن تسرع القلب قد يكون مرضيًا في حالات أخرى، وقد يُنذر بمضاعفات عدة، وخاصة عند الأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية.[٢]


تسرُّع القلب الجيبي غير الطبيعي

يحدث تسرع القلب الجيبي غير الطبيعي أو غير المناسب (بالإنجليزية: Inappropriate Sinus Tachycardia) عند ارتفاع معدل نبضات القلب بشكل غير طبيعي دون سبب واضح، سواء كان ذلك في وقت الراحة أو عند بذل الجهد، حيث يصل معدل نبضات القلب وقت الراحة إلى 90 نبضة في الدقيقة أو أكثر عند المصابين بتسرع القلب الجيبي غير المناسب، وقد يصل إلى مستويات أعلى في حال بذل مجهود بسيط كذلك، ويرافق هذا الارتفاع أعراضًا أخرى مثل خفقان القلب، والتعب، والدوار، وعدم القدرة على تحمل ممارسة التمارين.[٣]


أعراض تسرع القلب الجيبي

قد لا تظهر أي أعراض للتسرع القلب الجيبي على البعض، ولكن يعد تسرع نبضات القلب العَرَض الأساسي عند المصابين وإن كان غير معروف السبب، حيث قد يصل معدل النبض إلى أعلى من 100 نبضة في الدقيقة عند البالغين، كما قد يصل إلى 150 نبضة في الدقيقة في حال بذل مجهود بسيط أيضا، وحقيقة قد لا يتسبب تسرع القلب الجيبي بمشاكل صحية شديدة على المدى البعيد، ولكن يجب مراجعة الطبيب في حال ظهور أي من أعراضه فقد تكون علامات منذرة لأمراض صحية أخرى، وتتضمن الأعراض ما يأتي:[٤]

  • صعوبة ممارسة الرياضة.
  • صعوبة في التنفس. 
  • ألم في الصدر.
  • الدوخة.
  • الإغماء.
  • ألم في الرأس.
  • التوتر والقلق.


أسباب تسرع القلب الجيبي وعوامل الخطر

يعد تسرع القلب الجيبي استجابة طبيعية لنظام القلب والأوعية على أي محفز مثل كالأنشطة الجسدية المكثفة، أو الإجهاد والتوتر، فخلال ممارسة التمارين الرياضية تزداد نبضات القلب ليتمكن القلب من ضخ المزيد من الأكسجين إلى العضلات، وكذلك يؤدي الإجهاد والتوتر لتحفيز النواقل العصبية مثل الدوبامين والإيبنيفرين التي تؤدي إلى زيادة سرعة نبضات القلب، قد يظهر تسرع القلب بدون أي سبب محدد، ولكن هناك أسباب وعوامل عديدة يمكنها أن تسببه مثل:[٥]

  • أسباب شائعة: مثل:
  • المنبهات مثل النيكوتين والكافيين.
  • الكحول.
  • القلق.
  • التوتر والإجهاد. 
  • انخفاض ضغط الدم.
  • الإصابة بعدوى. 
  • أسباب أقل شيوعًا: مثل:
  • تلف الأنسجة القلبية.
  • مشاكل الغدة الدرقية.
  • فقر الدم.


اقرأ عن أمراض تسبب تسارع دقات القلب.


تشخيص تسرع القلب الجيبي

يمكن بيان كيفية تشخيص تسرع القلب الجيبي على النحو التالي:[٦]

  • الفحص السريري والتاريخ المرضي: يعتمد الطبيب على الفحص السريري وعلى أخذ التاريخ المرضي والسؤال عن الأعراض التي يعاني منها الفرد وحول مدة استمرارها، لذا فإن تسجيل الملاحظات حول أوقات الإصابة بنوبات تسرع القلب وحول النشاطات التي ترتبط بحدوثها يكون مفيدًا.
  • فحوصات أخرى: يرافق الفحص السريري إجراء فحوصات أخرى مثل:
  • تخطيط القلب الكهربائي: (بالإنجليزية: Electrocardiogram) لفحص نظم القلب.
  • اختبار الإجهاد: يلجأ الأطباء أحيانًا لاختبار الإجهاد (بالإنجليزية: Exercise test) أو لتخطيط القلب المتواصل لمدة 24 ساعة بسبب صعوبة إجراء تخطيط القلب في وقت حدوث نوبة التسرع.
  • دراسة كهروفسيولوجية القلب: قد يطلب الطبيب إجراء دراسة كهروفسيولوجية القلب (بالإنجليزية: Electrophysiological study) لفحص العقدة الجيبية الأذينية.


علاج تسرع القلب الجيبي

تتضمن استراتيجيات تسرع القلب الجيبي ما يأتي:


الانتظار والمراقبة

قد لا يحتاج تسرع القلب الجيبي للعلاج عند البعض ويكتفي الطبيب بالمراقبة، فرغم أنّ أعراض تسرع القلب الجيبي قد تعيق ممارسة بعض النشاطات في الحياة اليومية، ولكنه من الأمراض التي لا تؤثر في عمر المصاب أو تهدد حياته، كما أنه لا يزيد من نسبة خطر الإصابة بالجلطات القلبية أو السكتات الدماغية، وإن نسبة الأشخاص الذين يصابون بأمراض القلب الأخرى نتيجة لتسرع القلب الجيبي المستمر تعد نسبة ضئيلة جدًا، وقد تتحسن الأعراض بدون أي علاج، يساعد زيادة شرب السوائل وتقليل الأملاح في حال ترافق تسرع القلب الجيبي مع حالة خلل الوظائف الذاتية (بالإنجليزية: Autonomic dysfunction)،[٧]وهو مصطلح يصف مجموعة من الأمراض التي تؤدي إلى خلل في وظائف الجهاز العصبي اللاإرادي مثل التنفس، وضبط ضغط الدم، والهضم، وغيرها.[٨]


العلاج الدوائي

هناك العديد من الأدوية التي قد تستخدم في علاج تسرع القلب الجيبي، ويكون اختيارها بحسب حالة كل شخص، وحيث إن الهدف من العلاج تخفيف أعراض تسرع القلب فيجب أن يتم اختيار الدواء بحذر بحيث لا يعاني المريض من الأعراض الجانبية للدواء بجانب معاناته من أعراض المرض نفسه، وتضم الأدوية المستخدمة ما يأتي:[٧]

  • مجموعة حاصرات البيتا: وهي الأدوية التي يتم بدء العلاج بها عادة.
  • مجموعة حاصرات قنوات الكالسيوم: وتستخدم كبديل عن حاصرات البيتا.
  • أدوية لعلاج خلل الوظائف الذاتية: يتم استخدام الأدوية التالية في حال ترافق خلل الوظائف الذاتية مع تسرع القلب:
  • فلودروكورتيزون (بالإنجليزية: Fludrocortisone). 
  • ميدودرين (بالإنجليزية: Midodrine).
  • مثبطات امتصاص السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin- reuptake inhibitors).
  • الأدوية الحديثة: مثل: إيفابرادين (بالإنجليزية: Ivabradine).


استئصال نسيج العقدة الجيبية

ينقسم الاستئصال إلى نوعين، هما تعديل نسيج العقدة الجيبية أو إزالته بأكمله، وتختلف نسب نجاح هذه الاستراتيجية بين الأشخاص وقد لا تكون ذات مفعول طويل الأمد، بالإضافة إلى أن لها بعض المخاطر، لذا يجب استشارة المختصين بفسيولوجيا كهربية القلب ممن يجرون هذا النوع من العلاج.[٧]


العلاج السلوكي المعرفي

حقق العلاج السلوكي المعرفي نجاحًا عند بعض المرضى، حيث ساعدهم على التأقلم مع تسرع القلب الجيبي غير المناسب وتدبير حياتهم بصورة أفضل.[٧]


اقرأ أيضا: (تخفيف تسارع دقات القلب: النصائح، الأدوية، أجهزة تقويم نظم القلب).


الوقاية من تسرع القلب الجيبي 

قد يكون من الصعب تجنب الإصابة بتسرع القلب الجيبي بذاته، ولكن في حال الإصابة به بالفعل فيمكن للمصاب تجنب المحفزات التي قد تؤدي إلى نوبات ارتفاع نبضات القلب، كأمراض القلب، لذا يجب استشارة الطبيب أو الصيدلاني حول كيفية تجنبها، ويمكن اتباع التدابير التالية للوقاية منها:[٩]

  • اتباع نظام غذائي صحي. 
  • ممارسة التمارين الرياضية الكافية.
  • المحافظة على وزن صحي.
  • الحصول على علاج للأمراض الأخرى إن وجدت، مثل ارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، والسكري.


دواعي مراجعة الطبيب

يجدر مراجعة الطبيب في حال تكرر ظهور الأعراض أو زيادة شدتها، والاتصال مباشرة بالطوارئ في حال ظهور أعراض مثل: ضيق شديد في التنفس، أو ألم حاد في الصدر.[٩]

المراجع

  1. tachycardia is a fast,signals at a quicker rate. "What is sinus tachycardia?", Oklahoma Heart Hospital, Retrieved 1/2/2021. Edited.
  2. "Sinus tachycardia: Evaluation and management", uptodate, Retrieved 1/2/2021. Edited.
  3. "Inappropriate Sinus Tachycardia", verywellhealth, Retrieved 1/2/2021. Edited.
  4. "Inappropriate Sinus Tachycardia", webmd, Retrieved 1/2/2021. Edited.
  5. "Sinus tachycardia: Everything you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 1/2/2021. Edited.
  6. "Inappropriate sinus tachycardia", GOSH, Retrieved 1/2/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "inappropriate-sinus-tachycardia", heartrhythmalliance, Retrieved 1/2/2021. Edited.
  8. "Autonomic Neuropathy or Autonomic Dysfunction (Syncope): Information and Instructions", clevelandclinic, Retrieved 1/2/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Inappropriate Sinus Tachycardia", UC San Diego health, Retrieved 1/2/2021. Edited.