يعد القلب من أقوى عضلات جسم الإنسان، فعلى الرغم من انخفاض كفاءة ضخّه للدم عند تعرضه لضرر جزئي، إلا أنه لا يتوقف عن النبض وضخ الدم،[١] وحقيقة يمكن لبعض العوامل الخارجية أن تؤثر في سلامة القلب، حيث من الممكن أن تتسبب في زيادة فرص الإصابة بأمراض القلب أو النوبات القلبية.[٢]


عوامل تزيد من خطر الإصابة بجلطة القلب

تساهم العديد من العوامل في زيادة احتمال الإصابة بتضيق الشرايين وتجلط الدم فيها بسبب تراكم الرواسب الدهنية، ويساهم تجنّب بعض هذه العوامل في التقليل من فرصة التعرض للإصابة بأمراض القلب، وفيما يأتي سنعرض هذه العوامل بالتفصيل.[٣]


تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب

تزداد فرصة إصابة الشخص بأمراض القلب إذا كان أحد أفراد أسرته المقربين، مثل: الوالدين أو الإخوة، قد تعرض للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية قبل سن الستين.[٣]


ارتفاع ضغط الدم

يمكن أن تؤدي الإصابة بارتفاع ضغط الدم إلى تلف الشرايين المؤدية إلى القلب بعد مرور مدّة طويلة على الإصابة به، خاصّةً إذا رافق الإصابة به بعض العوامل الأخرى مثل: السمنة، أو ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، أو الإصابة بمرض السكري، مما يتسبب بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب أكثر فأكثر.[٤]


ارتفاع نسبة الكوليسترول أو الدهون الثلاثية في الدم

يحتوي الدم على عدة أنواع من الكوليسترول، سنبيّن تأثيرها فيما يأتي:[٤]

  • الكوليسترول الدهني منخفض الكثافة: (Low-density lipoprotein) واختصارًا (LDL)، وهو الكوليسترول الضار، حيث يتسبب ارتفاع نسبته في الدم بتضيق الشرايين مما يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية.
  • الكوليسترول الدهني عالي الكثافة: (High level of high-density lipoprotein) واختصارًا (HDL)، وهو الكولسترول الجيد، حيث يتسبب ارتفاع نسبته في التقليل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
  • الدهون الثلاثية: (Triglycerides) يؤدي ارتفاعها إلى زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية.


السكري

يرتفع احتمال تعرض مصابي مرض السكري إلى النوبات القلبية أو السكتات الدماغية 4 أضعاف مقارنة بالأشخاص الآخرين، حيث يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى إتلاف الأوعية الدموية في القلب، وتعريضها إلى تكوين رواسب دهنية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب خاصّةً عند مرور فترة طويلة على إصابة الشخص بمرض السكري، وغالبًا ما يكون مصابو السكري خاصة أولئك الذين لا يسيطرون على المرض بشكل جيد أكثر عرضةً للتعرض لأمراض القلب في عمر أصغر مقارنة بالأشخاص الآخرين.[٣][٥]


الخمول البدني

من الممكن أن يتعرض بعض الأشخاص إلى خطر الإصابة بنوبة قلبية أثناء ممارسة نشاط بدني قوي بسبب عدم امتلاكهم اللياقة البدنية الكافية، حيث تعتمد الرياضة المناسبة للشخص على مستوى لياقته، مما يجعل من الأشخاص غير اللائقين بدنيًا أكثر عرضةً للإصابة بنوبات قلبية أثناء ممارستهم لنشاط بدني مجهد مقارنة بالأشخاص الذين يتمتعون بلياقة بدنية جيدة.[٦]


اقرأ عن أفضل التمارين لصحة القلب.


النمط الغذائي غير الصحي والسمنة

يلعب النظام الغذائي دورًا مباشرًا في التأثير على الإصابة بأمراض القلب المختلفة، حيث إنّ اتّباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة والدهون المصنّعة يعدّ من أكثر العوامل التي تساهم في التعرض إلى الإصابة بأمراض القلب، كما يتسبب النظام الغذائي الذي يحتوي على نسب عالية من الملح بالإصابة بارتفاع ضغط الدم، مما يؤثر في القلب بالتأكيد،[٧] والسمنة يمكن أن تتسبب بمضاعفات عديدة مثل: متلازمة الأيض (Metabolic syndrome)، وارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب، والسكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، والسرطان، واضطرابات النوم.[٨]


اقرأ أيضًا: أهمية خسارة الوزن لمريض القلب، والوزن المثالي الذي يجب أن تسعى إليه!


نوع الجنس

يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب من النساء، كما تكون نسبة الرجال الذين يتعرضون للنوبات القلبية أثناء فترة مبكرة من حياتهم أكثر من نسبة النساء عادةً، إلا أنّ النساء يصبحنَ أكثر عرضةً لذلك من الرجال بعد بلوغهنّ سن اليأس.[٩]


الضغط النفسي المزمن

من الممكن أن يتسبب الضغط النفسي بالإصابة ببعض أمراض القلب إذا عانى منه الشخص لفترة زمنية طويلة دون علاج، حيث يتسبب الضغط النفسي بالمشاكل العاطفية، والنفسية، وحتى الجسدية منها، وفي الحقيقة لا تزال الآلية التي يزيد فيها الضغط النفسي من خطر الإصابة بأمراض القلب غير معروفة بشكل واضح، ولكن من الممكن أن يكون ذلك بسبب تعرض الجسم لمستويات غير صحية ومستمرة من هرمونات التوتر مثل: الأدرينالين والكورتيزول.[١٠]

التدخين

يساهم التدخين بشكل كبير في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية، حيث يؤدي تدخين السجائر إلى تلف القلب والأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين والنوبات القلبية، ويتسبب أول أكسيد الكربون الناتج عن دخان السجائر بتقليل كمية الأكسجين التي يحملها الدم، كما يساهم النيكوتين في رفع ضغط الدم، وفي الحقيقة يؤثر التدخين أيضًا في المدخنين السلبيين ممن يستنشقون دخان السجائر، ما يتسبب برفع احتمال تعرضهم إلى أمراض القلب أيضًا.[٨]


أمراض المناعة الذاتية

يمكن أن يزداد خطر الإصابة بالنوبات القلبية عند إصابة الشخص ببعض أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويديّ (Rheumatoid arthritis)، أو الذئبة (Lupus).[٤]


اقرأ أيضًا: جلطة القلب: الأعراض، الأسباب والعلاج.


نصائح للحفاظ على صحة القلب

إليك بعض النصائح والإرشادات التي تساعدك على الحفاظ على صحة القلب وتقليل فرصة إصابتك بأمراضه:[١١]

  • تحكّم في ضغط الدم: للوقاية من ارتفاع ضغط الدم أو السيطرة عليه.
  • تحكّم في مرض السكري: وحافظ على مستويات السكر لديك تحت السيطرة.
  • حافظ على مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية تحت السيطرة: ويمكن لتغيير نمط الحياة والأدوية الموصوفة أن تساعدك على ذلك.
  • حافظ على وزن صحي مناسب: واتبع نظامًا غذائيًا صحيًا مناسبًا ومتنوعًا؛ بالحد من الدهون المشبعة والأطعمة الغنية بالصوديوم والسكريات المضافة، وتناول الكثير من الفاكهة والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة.
  • مارس التمارين الرياضية المناسبة بانتظام: لدورها في تقوية القلب وتحسين الدورة الدموية، كما يمكن أن تساعدك على الحفاظ على وزن صحي، وخفض الكوليسترول وضغط الدم.
  • تجنب الكحول: لدوره في ارتفاع ضغط الدم والسمنة أحيانًا.
  • أقلع عن التدخين: ويمكنك الحصول على مساعدة طبية من أجل ذلك. اقرأ عن طرق الإقلاع عن التدخين وأهم النصائح.
  • سيطر على التوتر والإجهاد: من خلال ممارسة الرياضة، والاستماع إلى الموسيقى، والتركيز على شيء هادئ، والتأمل.
  • تأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم: حيث يحتاج معظم البالغين من 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة.


المراجع

  1. "What is a Heart Attack?", heart, 21/7/2016, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  2. "Heart Attack Symptoms, Risk, and Recovery", Center for Chronic Disease Prevention, 11/1/2021, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Are you at risk of heart disease?", heart foundation, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Heart attack", mayoclinic, 16/6/2020, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  5. " Risk Factors for Heart Disease", webmd, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  6. " Physical Activity and Your Heart ", nhlbi, 8/11/2013, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  7. " Overweight and Obesity ", nhlbi, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Know Your Risk for Heart Disease", Center for Chronic Disease PreventioN, 9/12/2019, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  9. "Understand Your Risks to Prevent a Heart Attack", heart, 30/6/2016, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  10. "Heart Disease and Stress", medicinenet, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  11. "How to Prevent Heart Disease", med line plus, Retrieved 26/1/2021. Edited.