يُعد التدخين أحد أكبر مُهددات الصحة العامة، حيث إنه وبحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن التدخين يتسبب بوفاة أكثر من 8 ملايين شخص حول العالم سنويًا،[١] ويُعد الإقلاع عن التدخين هو الحل الأمثل لتحسين الصحة العامة ونوعية الحياة، وذلك بغض النظر عن عمر المدخن وعدد سنوات التدخين، وسنتحدث في هذا المقال عن أبرز التغيّرات التي تطرأ على الجسم بعد الإقلاع عن التدخين.[٢]


هذا ما يحدث للجسم بعد الإقلاع عن التدخين؟

يبدأ الجسم بالتعافي منذ اللحظات الأولى التي يقلع فيها الشخص عن التدخين، وفيما يأتي بيان للتغيرات التي تطرأ على الجسم بعد الإقلاع عن التدخين:[٣]

  • بعد 20 دقيقة: يمكن ملاحظة التغيرات بعد وقت قصير جدًا من الإقلاع عن التدخين، حيث إنه بعد 20 دقيقة فقط سينخفض معدل ضربات القلب إلى الطبيعي، كما يبدأ ضغط الدم بالانخفاض، وينعكس ذلك على تحسّن وتعزيز تدفق الدورة الدموية.[٣]
  • بعد 8 ساعات: ينخفض مستوى النيكوتين (بالإنجليزية: Nicotine)، وأول أكسيد الكربون (بالإنجليزية: Carbon Monoxide) في الدم إلى نحو النصف، ويؤدي انخفاض مستويات هذه المواد الكيميائية إلى تحسين مستوى الأكسجين في الدم، وتجدر الإشارة إلى أنه بعد مرور هذا الوقت قد يشعر الشخص بالرغبة الشديدة في التدخين، ويمكن التغلب على هذا الشعور من خلال إيجاد طرق للانشغال بأمور أخرى.[٤]
  • بعد 12 ساعة: ينخفض مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم، وينعكس ذلك على كفاءة عمل القلب، حيث إنه لا يحتاج لبذل جهد كبير لضخ الدم في سبيل تأمين احتياجات الجسم من الأكسجين.[٤]
  • بعد 24 ساعة: ينخفض ضغط الدم، وتقل فرص الإصابة بأمراض القلب، كما ترتفع مستويات الأكسجين، ويُساهم هذا الارتفاع في زيادة قُدرة الشخص على تحمل النشاطات البدنية، والذي قد يكون حافزًا لاتباع عادات صحية يومية مفيدة لصحة القلب؛ مثل: ممارسة الرياضة.[٣]
  • بعد 48 ساعة: يتخلص الجسم من جميع كميات أول أكسيد الكربون، وتعمل الرئتين على التخلص من المخاط المتراكم فيهما، كما يشعر الشخص بتحسن في حاسّتي الشّم والتذوق.[٥]
  • بعد 3 أيام: تصبح عملية التنفس أسهل، ولكن تجدر الإشارة إلى أن الأعراض الانسحابية للنيكوتين تكون في ذروتها خلال هذه الفترة، حيث إن جميع كمية النيكوتين تكون قد خرجت من الجسم.[٦]
  • بعد شهر: تبدأ الرئتان بالتعافي، وتزداد كفاءتهما وقدرتهما على العمل، حيث يلاحظ الشخص أن الشعور بضيق التنفس والسعال بدء بالتلاشي، كما تزداد قدرة الشخص على ممارسة تمارين التحمل؛ مثل الجري والقفز.[٣]
  • من شهر إلى ثلاثة أشهر: تتحسن الدورة الدموية بصورةٍ أفضل، ويلاحظ الشخص أن قدرته على ممارسة التمارين الرياضية أصبحت أسهل، كما يشعر بالتّحسّن من الناحية النفسية، إذ يكون ذلك بشكل متزامن مع اختفاء تأثير الإدمان والأعراض الانسحابية المصاحبة للتدخين.[٦]
  • من 3 إلى 9 أشهر: قد يشعر بعض المُقلعين عن التدخين بالإحباط بعد الأشهر الثلاثة الأولى، وذلك لقلة ملاحظة التغيرات الجسدية، وتراود شعور الرغبة بالتدخين، ولكن في الحقيقة ما زال التحسن في الوضع الصحي مستمر، حيث إن الأهداب الموجودة في الجهاز التنفسي تعود للنمو خلال هذه الفترة مما يؤدي إلى سهولة تخلص الرئتين من المخاط،[٧] كما يتمكن الشخص من أخذ أنفاسه بصورةٍ أعمق وأنقى، وتقل احتمالية الإصابة بنزلات البرد والأمراض الأخرى.[٤]
  • بعد سنة: يقل خطر الإصابة بالأزمة القلبية (بالإنجليزية: Heart Attack) إلى نحو النصف مقارنةً مع المدخنين.[٥]
  • بعد 5 سنوات: تعود الأوعية الدموية في الجسم للتوسع، بعد أن تسبب التدخين بتضيقها، ويُسهم هذا التوسع في تقليل فرص الإصابة بالجلطات،[٣] كما تجدر الإشارة إلى أنه بعد 5 سنوات من إقلاع المرأة عن التدخين تقل احتمالية إصابتها بسرطان عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical Cancer) لتُصبح بنحو مساوي لاحتمالية إصابة المرأة غير المدخنة.[٨]
  • بعد 10 سنوات: يقل خطر الوفاة بسبب سرطان الرئة إلى النصف، كما ينخفض خطر الإصابة ببعض السرطانات الأخرى، مثل سرطان الفم، والحنجرة، والمريء، والمثانة، والكلية، والبنكرياس.[٩]
  • بعد 15 سنة: تقل احتمالية الإصابة بمرض الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary Heart Disease) لتُصبح بنحو مساوي لاحتمالية الإصابة لشخصٍ غير مدخن.[٣]
  • بعد 20 سنة: تقل احتمالية الوفاة الناجمة عن أسباب متعلقة بالتدخين؛ مثل أمراض الرئة والسرطان، لتصبح بنحو مساوي لاحتماليتها لشخصٍ غير مدخن.[٣]


كيف يؤثر التدخين في أعضاء الجسم المختلفة؟

يمكن شرح الضرر الذي يلحق ببعض أجزاء الجسم نتيجةً للتدخين على النحو التالي:[١٠]

  • الدماغ: يؤدي التدخين إلى تلف قشرة المخ (بالإنجليزية: Cerebral Cortex)، وهي جزء الدماغ المسؤول عن مهارات التفكير؛ مثل الذاكرة والتعلّم، ويجدر بالذكر أن الضرر الذي يلحق بقشرة المخ يزداد مع زيادة عدد سنوات التدخين.[١١]
  • الرئتين: إذ يؤدي التدخين إلى حدوث أمراض الرئتين عن طريق إتلاف الممرات الهوائية، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بالحويصلات الهوائية الموجودة داخل الرئتين، ويتمثل هذا الضرر بالإصابة بأمراض متعددة؛ مثل مرض الرئة الانسدادي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Obstructive Pulmonary Disease)، وسرطان الرئة، كما أن التدخين يزيد من احتمالية تكرار حدوث نوبات الربو لدى الأشخاص المشخصين مسبقًا بمرض الربو.[١٢]
  • القلب والأوعية الدموية: تؤدي المواد الكيميائية الموجودة في الدخان إلى إلحاق الضرر بالقلب والأوعية الدموية، ويتمثل ذلك فيما يلي:[١٠]
  • زيادة احتمالية الإصابة بتصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis)، والذي يؤدي إلى تراكم مواد دهنية تدعى اللويحات في جدران الأوعية الدموية، ويزيد تراكمها من خطر الإصابة بمرض نقص تروية القلب (بالإنجليزية: Ischemic Heart Disease).
  • زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب، وتزداد فرص الإصابة بشكل كبير عند اجتماع عوامل خطورة أخرى إلى جانب التدخين؛ مثل: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في الجسم، والسمنة.
  • زيادة احتمالية الإصابة بمرض الشريان المحيطي (بالإنجليزية: Peripheral Artery Disease)، والذي يؤدي إلى تكون اللويحات في الشرايين الطرفية في الجسم، والتي توصل الدم إلى الرأس، والأطراف، وأعضاء مختلفة في الجسم.
  • الجلد: يتسبب التدخين بتغيرات عديدة على الجلد، ويمكن ذكرها على النحو التالي:[١٣]
  • شيخوخة الجلد المبكرة.
  • بطء التئام الجروح.
  • زيادة احتمالية الإصابة بالعدوى في الجلد.
  • زيادة احتمالية الإصابة ببعض الأمراض الجلدية، مثل الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis)، والتهاب الغدد العرقية القيحي (بالإنجليزية: Hidradenitis Suppurativa)، والذّئبة الحُمامية الجلدية (بالإنجليزية: Cutaneous Lupus Erythematous).
  • الفم والأسنان: يؤثر التدخين في صحة الفم والأسنان من خلال ما يأتي:[١٤]
  • زيادة فرص الإصابة بمشاكل اللثة.
  • زيادة احتمالية حدوث مضاعفات بعد خلع الأسنان أو إجراء جراحة في الفم.
  • زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الفم.
  • انخفاض مقاومة العدوى، وهذا ما يزيد مدة التعافي عند الإصابة بالعدوى.


إلى متى تستمر الرغبة في التدخين؟

تبلغ الرغبة في التدخين ذروتها خلال الأيام الأولى بعد الإقلاع عن التدخين، ولكنها تنخفض بشكلٍ كبير خلال الشهر الأول، وبالرغم من الشعور برغبةٍ في التدخين من حينٍ إلى آخر، إلا أنه وبعد مرور 6 شهور، سيشعر الشخص بانخفاض ملحوظ في الرغبة بالتدخين إلى أن تختفي هذه الرغبة تمامًا.[١٥]


المراجع

  1. "Tobacco", who, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  2. "Benefits of Quitting", cdc, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ "What happens after you quit smoking?", medicalnewstoday, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "What Happens to Your Body When You Quit Smoking?", webmd, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Quit smoking", nhs, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "A timeline of benefits when you quit smoking", quitgenius, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  7. "What Happens When You Stop Smoking?", verywellmind, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  8. "What to expect when you quit smoking", betterhealth, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  9. "What Happens to Your Body When You Quit Smoking?", clevelandclinic, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Smoking and Your Heart", nhlbi, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  11. "How smoking harms the brain", ageuk, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  12. smoking causes most cases of lung cancer "Health Effects of Cigarette Smoking", cdc, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  13. its known links to,suppurativa and cutaneous lupus erythematosus "Smoking and its effects on the skin", dermnetnz, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  14. "Smoking and oral health", betterhealth, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  15. "Will I Miss Smoking Forever?", verywellmind, Retrieved 29/3/2021. Edited.