لغط القلب عند الأطفال

يُعرَف لغط القلب (Heart murmur)، والذي يُشار له أحيانًا باسم النفخة القلبية، بأنّه الصوت غير الطبيعي الذي يظهر عند وضع الطبيب لسماعته على صدر الطفل خلال فحصه، يظهر أحيانًا أصوات غير طبيعية، بالإضافة إلى الصوت الطبيعي لنبض القلب، إذ ينبض القلب حوالي 60-120 نبضة في الدقيقة الواحدة، وتُسبِّب كل نبضة في الأحوال الطبيعية صدور صوتين للقلب هما "lub-dub"، فيظهر الصوت الأول عند انسداد صمامات القلب وانتقال الدم من الحجرات العلوية إلى الحجرات السفلية للقلب، في حين ينتج الصوت الثاني عند خروج الدم من القلب نحو الشرايين، ويُطلَق على الأصوات الأخرى التي تظهر بالإضافة إلى هذه الأصوات اسم لغط القلب.[١]


في الحقيقة لا تستدعي معظم حالات لغط القلب عند الأطفال الشعور بأي قلق، إذ يعاني العديد من الأطفال الصغار من لغط القلب دون حتى إدراك الطفل والأبوين لوجوده، إلا أنّه في بعض الأحيان قد يحدث لغط القلب عند الأطفال نتيجة وجود بعض المشاكل في القلب، الأمر الذي يمكن علاجه، ولا يشكِّل خطرًا على حياة الطفل في الغالب.[٢]


أسباب لغط القلب عند الأطفال

تختلف أسباب حدوث لغط القلب باختلاف النوع، فيوجد نوعان للغلط القلب،[٣] ويمكن بيان أسبابهما على النحو الآتي:


أسباب لغط القلب الحميد

لغط القلب الحميد أو لغط القلب الوظيفي، ويحدث هذا نتيجة زيادة سرعة تدفُّق الدم عبر القلب،[٤] ولا ينتج عن وجود أي مشاكل في القلب،[٣] إلا أنّ صوت لغط القلب قد يعلو عند زيادة سرعة ضربات قلب الطفل كما هو الحال عند ممارسته للأنشطة البدنية،[٢] أو عند توتّر الطفل، أو تحمسّه، أو إصابته بالمرض،[٣] ويشيع هذا النوع من لغط القلب عند الأطفال؛ لأن للأطفال صدوراً صغيرة يكون القلب فيها قريبًا من سطح الجلد، كما أن القلب ينبض لدى الأطفال بسرعة أكبر، ممّا يزيد من احتمالية سماع صوت تدفُّّق الدم عبر القلب لديهم،[٢] وتشير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) إلى أنّ حوالي ثلثي الأطفال في سن المدرسة يعانون من لغط القلب الحميد، والذي قد يختفي مع نموّ الطفل،[٥] وأحيانًا قد ينتج لغط القلب الحميد عند الأطفال نتيجة:[٦][٧]

  • الحمّى.
  • العدوى.
  • فقر الدم.
  • زيادة نشاط الغدة الدرقية.
  • زيادة سرعة نموّ الطفل أثناء فترة المراهقة.[٤][٦]


أسباب لغط القلب المرضي

ينتج لغط القلب المرضي عن وجود مشاكل في القلب لدى الطفل،[٣] وهو نوع نادر، إذ تشير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إلى أنّ أقل من 1% من الأشخاص مُصابين بلغط القلب المرضي،[٥] ويمكن بيان أسباب لغط القلب المرضي على النحو الآتي:[٨]

  • مشاكل الحواجز القلبية: وهي الجدران التي تفصل الحجرات العلوية أو الحجرات السفلية في القلب، فقد تحتوي هذه الجدران على ثقوب تسمح للدم بالمرور عبرها بشكل غير طبيعي، فيُسبِّب تدفُّق الدم عبرها صوت لغط القلب، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الثقوب قد تكون كبيرة الحجم مُسبِّبة ظهور أعراض أخرى عند الطفل المُصاب.
  • مشاكل صمامات القلب: والتي تنتج عن خلل في صمامات القلب، وهي أربع بوابات قلبية تسمح بحركة الدم عبر القلب في اتجاه واحد فقط، وقد يُسبِّب تضيقها، أو صغر حجمها، أو زيادة سماكتها صعوبة تدفُّق الدم عبرها، الأمر الذي يؤدي إلى سماع صوت لغط القلب.
  • مشاكل في عضلة القلب: فبعض الأمراض قد تُسبِّب زيادة سماكة عضلة القلب أو ضعفها، ممّا يؤثر في تدفُّق الدم عبر القلب، ويُسبِّب لغط القلب.


أعراض لغط القلب عند الأطفال

لا يعاني الأطفال المُصابون بلغط القلب الحميد من أية أعراض، إلا أنّ الأطفال المصابين بلغط القلب المرضي قد يعانون من بعض الأعراض، والتي تختلف باختلاف المرض المُسبِّب للغلط القلب، ويمكن بيان بعض من هذه الأعراض على النحو الآتي:[٩]

  • سوء تغذية الطفل.
  • عدم اكتساب الطفل الوزن الطبيعي.
  • ضيق التنفُّس، أو التنفُّس السريع.
  • التعرُّق.
  • ألم في الصدر.
  • الشعور بالدوخة، أو الإغماء.
  • تحوّل لون الجلد إلى الأزرق، خصوصًا الشفاه وأطراف الأصابع.
  • السعال.
  • انتفاخ الساقين، أو القدمين، أو الكاحلين، أو منطقة البطن.
  • انتفاخ أوردة العنق.


تجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض لغط القلب المرضى عند الطفل.[٩]


تشخيص لغط القلب عند الأطفال

يكتشف الطبيب صوت لغط القلب عند فحص الطفل واستخدام السماعة بوضعها في عدة أماكن على صدر الطفل، وتجدر الإشارة إلى أنّ لغط القلب يُصنَف اعتمادًا على علوّ الصوت إلى 6 درجات، تكون الدرجة الأولى منخفضة للغاية، في حين تكون الدرجة السادسة الأكثر علوًا، لذا قد يساعد هدوء الطفل أثناء فحص الطبيب له على الاستماع لبعض أصوات لغط القلب المنخفضة، وفي حال استمع الطبيب العام لصوت لغلط القلب قد يطلب من الأهل مراجعة أخصائي القلب للأطفال،[١] والذي قد يطلب إجراء بعض الفحوصات ليتأكد من عدم وجود مشاكل في القلب، ومن هذه الفحوصات:[٧]

  • تخطيط صدى القلب: والذي يُعرَف باسم الإيكو، ويُعد هذا الفحص الأكثر أهمية لتشخيص مُسبِّب الإصابة بلغط القلب، وفيه تُستخدَم الأشعة فوق الصوتية لرؤية بنية القلب وعمله.
  • الأشعة السينية للصدر: والتي تُعرَف باسم أشعة X، لتصوير القلب والرئتين.
  • التخطيط الكهربائي للقلب: (ECG) ويساعد هذا على قياس النشاط الكهربائي للقلب.


علاج لغط القلب عند الأطفال

لا يحتاج لغط القلب الحميد إلى أية علاج،[٥] ولا يحتاج الطفل إلى استمرار المتابعة مع أخصائي القلب، ولا إلى أية تدابير حياتية أخرى كالحدّ من ممارسة الأنشطة البدنية، وتجدر الإشارة إلى أنّ لغط القلب الحميد لا يزيد من احتمالية إصابة الطفل بارتفاع ضغط الدم، ومشاكل القلب لاحقًا بعد البلوغ.[١٠]


يحتاج لغط القلب المرضي إلى العلاج، ويختلف العلاج باختلاف المرض المُسبِّب للغلط القلب، فقد يحتاج الطفل المتابعة المستمرة مع الطبيب،[٥] أو أخذ الأدوية، وأحيانًا قد يتطلب العلاج إجراء العمليات الجراحية.[٣]


اقرأ أيضًا: علاج لغط القلب، وهل هو خطير؟

المراجع

  1. ^ أ ب Steven B. Ritz (1/2017), "Heart Murmurs", KidsHealth, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت heart murmur is an,in babies and young children. "Heart murmurs (innocent)", Great Ormond Street Hospital, 7/2011, Retrieved 17/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Heart murmur", Raising Children Network, Retrieved 17/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Heart Murmur in Children", Rush University Childrens Hospital, Retrieved 17/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث Juan Villafane, S. Kristen Sexson Tejtel (22/9/2020), "Heart Murmurs in Children", HealthyChildren.org, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Heart murmurs", Mayo Clinic, 24/10/2020, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Heart Murmurs in Children", Stanford Children's Health, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  8. Steven B. Ritz (5/2013), "Heart & Blood Vessels", Rady Children's Hospital-San Diego, Retrieved 17/1/2021. Edited.
  9. ^ أ ب Lu Cunningham, Mandy Snyder, Raymond Kent Turley , "Heart Murmurs in Children", University of Rochester Medical Center, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  10. "Heart Murmurs", Cincinnati Childrens, Retrieved 18/1/2021. Edited.