يعدّ الزئبق المادة الأساسية المستخدمة في أجهزة قياس ضغط الدم اليدوية (بالإنجليزية: Sphygmomanometers)، فتتكون هذه الأجهزة من أنبوبٍ أو مقياسٍ مُدرّج خاص للزئبق، يرتفع الزئبق فيه إلى ارتفاع معيّن استجابة لضغط الدّم،[١] ولكن لماذا اختير الزئبق عن دونه من المواد لقياس الضغط؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.


لماذا يستخدم الزئبق في قياس الضغط؟

يعدّ الزئبق المعدن الوحيد الذي يكون في الحالة السّائلة في درجة حرارة الغرفة، ممّا يجعل التعامل معه أمرًا سهلاً،[٢] إذ إنّه سائلٌ مستقرّ وذو كثافةٍ مرتفعة، كما أنّ الزئبق يتمدّد بمقدارٍ أقلّ عند تغيّر الظروف المحيطة بما فيها الضّغط مقارنةً بالماء، وبالتّالي تكون قياساته منطقيّة، ومن المعلوم أنّ الأجهزة الطبيّة اليدوية تعدّ ضروريّة للرعاية الصحيّة وإجراء الأبحاث، فكان لا بدّ من اختيار مادةٍ مناسبة، لذلك فإنّ مقاييس ضغط الدّم اليدوية تسجّل قيم ضغط الدم باستخدام أنبوبٍ يحتوي على الزئبق، وتعتبره خيارًا روتينيًّا لسنواتٍ عديدة، ولا يزال يعدّ المقياس الذهبي والمائع المعياري في قياس ضغط الدم.[٣][١]


الزئبق وتأثيره في الصحة

رغم أهميّة استخدام الزئبق في أجهزة قياس الضّغط إلّا أنّ التعرّض له بشكل مباشر يحمل تأثيرًا سلبيًّا على الصحّة، فاستنشاق أبخرة الزئبق تؤدي إلى آثارٍ ضارة على الجهاز العصبي، والجهاز الهضمي، والجهاز المناعي، والرئتين، والكليتين، ونظرًا لاحتواء مقاييس الضغط على الزئبق فإنّ حدوث كسرٍ عرضي لمقياس الحرارة أو جهاز مراقبة ضغط الدم لا يعدّ حالة طارئة، ولكن يُوصى دائمًا بأخذ الحيطة والحذر من الانبعاث الأولي لأبخرة الزئبق التي يمكن امتصاصها من خلال ملامستها الجلد، أو عن طريق التنفس، أو إذا تمّ ابتلاعه، وعليه فإنّه من المهم الاحتفاظ بالأجهزة المحتوية على الزئبق بعيداً عن متناول الأطفال.[٤][٥]


مضاعفات التعرض للزئبق

ومن الأعراض التي تظهر نتيجة استنشاق أبخرة الزئبق أو ابتلاعه ما يلي:[٥]

  • اضطرابات عصبية وسلوكية.
  • الأرق وقلّة النوم.
  • التأثير على الذّاكرة.
  • الآثار العصبية العضلية.
  • الصداع.
  • مشاكل في الدّماغ تؤثّر في مراكز المعرفة والحركة.
  • زيادة البروتين في البول، والتي قد تكون متبوعةً بالفشل الكلوي.


العوامل التي تحدّد ما إذا كان الزئبق سيؤثّر في الصحة

هنالك مجموعة من العوامل التي تحدّد ما إذا كانت آثار الزئبق ستؤثّر في الصحّة أم لا، وتشمل ما يلي:[٥]

  • نوع الزئبق الذي تمّ التعرّض له.
  • كمية الزئبق وجرعتها.
  • عمر الشخص.
  • مرحلة نمو الشخص، فمثلًا الجنين أكثر تأثراً بمخاطر الزئبق من غيره.
  • مدّة التعرّض للزئبق.
  • طريقة التعرّض للزئبق ما إذا كانت عن طريق الاستنشاق، أو الابتلاع، أو حتّى الملامسة عن طريق الجلد.


نصائح لاستخدام جهاز قياس الضغط الزئبقي

تساهم النّصائح والإرشادات التالية في الحصول على قراءاتٍ دقيقة لضغط الدم، والتي يمكن بيانها على النحو الآتي:[٦]

  • تجنّب استهلاك المشروبات المحتوية على الكافيين، أو التدخين قبل 30 دقيقة على الأقلّ من إجراء قياس ضغط الدم.
  • الجلوس بهدوءٍ لمدة 5 دقائق قبل إجراء القياس.
  • وضع القدمين على الأرض مع وجود ما يدعم الذراعين، بحيث يكون الكوع في مستوى القلب.
  • يجب أن تغطّي كفّة جهاز قياس ضغط الدم الذراع بشكلٍ كامل تقريبًا، بحيث توضع على الجلد مباشرةً، وليس فوق الملابس.
  • يُمنَع التحدث خلال إجراء قياس ضغط الدم.
  • يُقاس ضغط الدم مرتين، يفصل بينهما فترة قصيرة، فإذا اختلفت القراءات بمقدار 5 درجات أو أكثر، يجب إجراؤه مرة ثالثة.


انقر للمزيد حول خطوات قياس الضغط بالجهاز الزئبقي وأهم النصائح.

المراجع

  1. ^ أ ب "Why is mercury used in measuring blood pressure?", enotes, Retrieved 6/2/2021. Edited.
  2. "Why is mercury used in pressure measuring instruments?", howthingsfly, Retrieved 6/2/2021. Edited.
  3. "Blood Pressure and Mercury Sphygmomanometers", europa, Retrieved 6/2/2021. Edited.
  4. "Clean-up guide for small mercury spills in the home", healthywa, Retrieved 6/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت inhalation of mercury vapour,induce kidney toxicity if ingested. "Mercury and health", who, Retrieved 6/2/2021. Edited.
  6. "Tips to measure your blood pressure correctly", www.health.harvard.edu, Retrieved 3/3/2021. Edited.