تضخ عضلة القلب الدم إلى أنحاء الجسم كلّه باستمرار وبانتظام لتمدَّ الجسم بحاجته من الأكسجين، وكذلك تزويده بالعناصر الغذائية التي يحتاجها،[١] ويُعد تضخم القلب من الحالات المرضية التي قد تُصيب القلب، فما هو تضخم عضلة القلب؟ وما هي أنواعه؟ سنتناول في هذا المقال هذه الجوانب وغيرها مما يتعلق بتضخّم القلب.[٢]

تضخم عضلة القلب

يُطلق مُصطلح تضخّم القلب (Cardiomegaly) على حالة تمدد عضلة القلب بحيث تُصبح أكثر اتساعًا أو تزداد سماكة العضلة، وبشكلٍ عام لا يعتبر تضخم عضلة القلب مرضًا من أمراض القلب، ولكنه قد يكون إشارة أو علامة على وجود مُشكلة معينة أو مرض معين من أمراض القلب.[٣][١]


أنواع تضخم عضلة القلب

يؤدي اعتلال عضلة القلب إلى تضخّمهِ، ولاعتلال عضلة القلب نوعين؛ وهما:[٤]

  • اعتلال عضلة القلب التوسعي: والذي يُعتبر سببًا رئيسيًا لحدوث التضخّم في القلب، حيث يحدث هذا الاعتلال بسبب وجود مُشكلة في حجرة الضخ الرئيسية في القلب أيّ في البطين الأيسر، بما يتسبب بزيادة حجمه بحيث يُصبح أكبر من الحجم الطبيعي، وبالتالي لن يكون قادرًا على أداء وظائفه بالشكل المطلوب والصحي، بما يجعله ذا كفاءةٍ أقل.
  • اعتلال عضلة القلب الضُخامي: يحدث هذا النوع بسبب زيادة حجم خلايا عضلة القلب، إضافةً إلى زيادة سماكة جدران البطينين، ويترتب على ذلك إعاقة تدفق الدم فيصعب على القلب ضخ الدم بالمستوى اللازم والمطلوب.


أعراض تضخم القلب

غالبًا لا تظهر أيّ أعراض مباشرة أو واضحة على الشخص المُصاب بتضخّم القلب، ولكن في حال تفاقم الحالة فمن الممكن أن تظهر الأعراض التالية:[٥]

  • ضيق التنفس.
  • زيادة في الوزن وخاصة في منطقة الوسط من الجسم.
  • الشعور بالتعب الشديد والإرهاق.
  • انتفاخ الساقين، والأقدام، والكاحلين.[٤]
  • اضطرابات وعدم انتظام ضربات القلب.[٤]
  • الدوخة.[٤]
  • الشعور بانتفاخ المعدة.[٤]
  • السُعال.[٤]
  • ألم الصدر.[٤]


أسباب تضخم عضلة القلب وعوامل الخطر

يوجد عِدة أسباب تؤدي إلى حدوث تضخم القلب، ويرتبط ظهور الأعراض التي سبق ذكرها بالمسبب الذي أدى إلى حدوث تضخّم عضلة القلب،[٦] ونذكر من أبرز أسباب تضخم عضلة القلب وعوامل الخطر ما يأتي:[٧][٢]

  • مرض الشريان التاجي: إذ يتمثل ذلك بتراكم الترسبات الدهنية أو اللويحات داخل الشرايين التاجية للقلب، وقد يؤدي استمرار ذلك إلى تصلب الشرايين وتضيقها، مما يحول دون ضخ القلب لكمياتٍ كافيةٍ من الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم: إذ إنّ الزيادة في تدفق الدم عبر الشرايين قد تؤدي إلى زيادة الضغط على القلب، مما قد يؤثر في حجم عضلة القلب.
  • اعتلال عضلة القلب: والذي قد يؤدي إلى زيادة سمك وصلابة عضلة القلب؛ مما يؤثر في عضلة القلب ويؤدي إلى تقليل كفاءتها وتضخّمها.
  • التهاب عضلة القلب: والذي يحدث نتيجة التعرض لعدوى فيروسية، وقد تؤدي إلى حدوث مشاكل في القلب؛ كالتضخّم.
  • أمراض صمامات القلب: قد يحدث تضخم القلب نتيجة وجود مشكلة في تنظيم حركة الدم داخل عضلة القلب لوجود خلل في أحد الصمامات؛ كحدوث مشكلة في الصمام التاجي والذي يسمح بدوره بتدفق الدم إلى الاتجاه المعاكس ويؤثر ذلك في كفاءة عمل القلب.
  • نقص تروية القلب: إذ إنّ انخفاض تدفق الدم إلى القلب قد يؤدي إلى حدوث الذبحة الصدرية ومشاكل في القلب.
  • النوبات القلبية: والتي تُضعف عضلة القلب وتسبب تضخمها.
  • أمراض الغدة الدرقية: تُنظم الغدة الدرقية عمليات الأيض في الجسم، وبالتالي فإنّ حدوث أيّ خلل أو مشكلة فيها من الممكن أن تؤثر في مستويات ضغط الدم بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم وهذا بدوره يؤثر في عضلة القلب.
  • السمنة: إن ارتفاع نسبة الدهون في الجسم تعد من عوامل خطر تضخّم القلب.
  • قلّة ممارسة الأنشطة البدنية والرياضية: إن عدم ممارسة الجسم للأنشطة الرياضية والبدنية يُساهم في تعريض الجسم لأمراض القلب التاجية وارتفاع ضغط الدم.
  • التقدم في السن: إذ تقل مرونة الشرايين كلما تقدم الإنسان في العُمر، مما قد يؤدي إلى تصلب الأوعية الدموية؛ وبالتالي زيادة مستويات ضغط الدم، والذي يساهم في حدوث مشكلة تضخّم القلب.
  • وجود عيوب خلقية في القلب: ففي حالة ولادة الشخص بعيب خلقي مُعين في القلب تزداد احتمالية إصابته بتضخّم القلب.


عوامل أخرى قد تؤدي إلى زيادة احتمالية تضخّم القلب:[٦][٤]

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة باعتلال القلب أو تضخم القلب.
  • تليف شغاف وعضلة القلب (Endomyofibrosis).
  • فترة الحمل أو النفاس.
  • استخدام بعض الأدوية.
  • نقص التغذية.
  • داء السكري.


تشخيص تضخم عضلة القلب

يُجرى تشخيص تضخم القلب بعد إخبار المريض طبيبه بالأعراض التي يتعرض لها والمرتبطة بوجود تضخّم القلب، ويمكن للطبيب الاستعانة بوجود تاريخ عائلي للإصابة بتضخّم القلب في التشخيص، ويتمّ تشخيص الإصابة بتضخّم القلب من خلال إجراء ما يأتي:[٥]

  • الفحص البدني: ففي حال وجود مشكلة أو انتفاخ فمن الممكن أن يسمع الطبيب أصواتًا غير طبيعية بواسطة السماعة الخاصة به والتي تُعطي مؤشرًا على وجود مشكلة.
  • فحوصات الدم: يتمّ إجراء بعض التحاليل والفحوصات المخبرية للدم لمعرفة الأسباب التي أدت لحدوث تضخم القلب، مثل فحوصات الغدة الدرقية، وغيرها من الفحوصات التي تكشف الإصابة ببعض أنواع العدوى الفيروسيّة؛ كالعدوى بفيروس عوز المناعة البشري.
  • التصوير المقطعي المحوسب للقلب أو التصوير بالرنين المغناطيسي: والذي يكشف عن وجود مشاكل في القلب.
  • قسطرة القلب: تمكّن قسطرة القلب من التعرف على حجم القلب وقدرته على أداء مهامه، هذا بالإضافة إلى تمكينها من الكشف عن وجود أيّ انسداد في الشرايين التاجية.
  • الخزعة: إذ يقوم الطبيب في حالاتٍ نادرة بأخذ عيّنة من نسيج القلب لمعرفة السبب الكامن وراء تضخم القلب.
  • التصوير بالأشعة السينية: والذي يمكن من الكشف عن حالة القلب وما إن كان هُناك أيّ تضخم فيه.[١]
  • اختبار الجهد: يُعطي هذا الاختبار معلومات أو مؤشرات حول كفاءة عمل القلب أثناء النشاط البدني.[١]
  • مخطَّط صدى القلب: يمكن من خلال هذا الاختبار تقييم بنية الصمامات ووظيفتها.[١]


اقرأ أيضًا: آثار تضخم عضلة القلب ودواعي مراجعة الطبيب.

علاج تضخم القلب

يرتبط علاج تضخّم القلب بالحالة الطبيّة التي أدت إلى حدوثه، وعليه فإنّ علاج الحالة يهدف إلى علاج المسبب الذي أدى إلى حدوثها والسيطرة عليه قدر الإمكان، وسيُناقش الطبيب خيارات العلاج مع المريض وبعدها يقرر ما هو الأفضل منها،[٨] وقد تتضمّن الخطة العلاجية ما يأتي:[٤]

  • الالتزام بتناول الأدوية: فقد يصف الطبيب مدرات البول لخفض ضغط الدم، أو مضادات التخثّر لمنع تكون جلطات الدم، وكما يصف الطبيب الأدوية لعلاج الحالات الأمراض الأخرى التي تسبب التضخم؛ مثل فقر الدم أو اضطرابات الغدة الدرقية.
  • تزويد المريض بجهاز طبي: ففي حال عدم استجابة المُصاب للأدوية أو في حال تفاقم أعراض تضخّم القلب وتأثيرها في المريض فيتم تزويد المُصاب بجهاز طبي؛ مثل: جهاز تنظيم ضربات القلب.
  • إجراء جراحة طبيّة: ويُلجأ لذلك في حال لم تكُن العلاجات الأخرى كافية للسيطرة على حالة تضخُّم القلب، ومن الأمثلة على الجراحة الطبيّة: جراحة صمام القلب، وجراحة المجازة التاجية، وزراعة قلب.
  • تغييرات في نمط الحياة: والتي تُساهم في التخفيف من أعراض تضخّم القلب، ومن الأمثلة على هذه التغييرات:
  • الإقلاع عن التدخين.
  • المحافظة على وزن صحي.
  • مراقبة قراءات ضغط الدم.
  • ممارسة التمارين الرياضية معتدلة الشدة بعد استشارة الطبيب.
  • الامتناع عن شرب الكحول.
  • التقليل من القهوة والكافيين.
  • النوم لمدة كافية من 7 إلى 9 ساعات خلال الليل.
  • زيادة تناول الفاكهة والخضروات.
  • الابتعاد عن الأطعمة المصنعة عالية السكر والدهون.
  • التقليل من تناول الملح بحيث لا يتجاوز الاستهلاك اليومي منه 1.5 غرام.


اقرأ أيضًا: هل يمكن الوقاية من تضخم عضلة القلب؟

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Cardiomegaly"، NCBI، اطّلع عليه بتاريخ 19/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Enlarged heart", mayo clinic, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  3. "DEFINITION OF CARDIOMEGALY", Rxlist, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "What to know about cardiomegaly", Medical News Today, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Enlarged Heart (Cardiomegaly)", webmd, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Enlarged Heart: Symptoms & Signs", MedicineNet, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  7. "Heart disease - enlarged heart", Better Health, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  8. "Enlarged heart", heart and stroke, Retrieved 19/1/2021. Edited.