يرافق التقدم في العمر زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بغض النظر عن الجنس؛ ما إن كان رجلًا أم امرأة، ولكن في الحقيقة تتجلى أعراض مشاكل القلب لتصبح أكثر وضوحًا عند وصول النساء لسن اليأس أيّ بعد انقطاع الدورة الشهرية.[١]
كيف يؤثر سن اليأس في صحة قلبك؟
يُصاحب مرحلة انقطاع الطمث انخفاض في مستوى هرمون الإستروجين، وهذا بحدّ ذاته يُشكل عاملاً من العوامل التي تُساهم في زيادة احتمالية إصابة الكثير من النساء بمشاكل القلب بعد انقطاع الطمث، ويُمكن بيان التأثيرات القلبية المُصاحبة لسن اليأس على النحو التالي:[١]
- يُصاحب الانخفاض في مستويات هرمون الإستروجين ارتفاعًا في ضغط الدم، إذ تصبح الأوعية الدموية في القلب أكثر صلابة وأقل مرونة؛ مما يؤدي بدوره إلى زيادة الضغط على القلب مسببًا ارتفاعًا في ضغط الدم.[٢]
- تؤدي التغيرات الهرمونية المصاحبة لهذه الفترة إلى تسارع ضربات القلب وعدم انتظامها في بعض الحالات، مما قد يؤدي إلى حدوث مشاكل في القلب؛ ومن بينها الرجفان الأذيني.[٢]
- يزداد خطر الإصابة بتضيق الشرايين خلال فترة انقطاع الطمث وما بعدها نتيجةً للانخفاض التدريجي في مستويات الإستروجين، وبالتالي قد تزداد احتمالية الإصابة بأمراض القلب التاجية أو السكتة الدماغية.[٣]
- يُصاحب سن اليأس ارتفاع في مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، بينما تنخفض مستويات الكوليسترول الجيد أو تبقى ثابتة.[١]
ما هي أهمية هرمون الإستروجين في حماية القلب؟
يُعد هرمون الإستروجين من الهرمونات التي تُنتج بشكلٍ طبيعي في جسم المرأة، ويُشكل ذلك جزءًا مهمًا وحيويًا في تنظيمه للدورة الشهرية، كما أنه يُساعد على السيطرة والتحكم في مستويات الكوليسترول في الدم والذي بدوره يُقلل من خطر تراكم اللويحات الدهنية داخل جدران الشرايين، وبالتالي يوفر نوعًا من الحماية ضد أمراض الشرايين التاجية التي قد تسبب النوبات القلبية.[٣]
هل يمكن للعلاج بالهرمونات البديلة أن يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب؟
يُمثل العلاج بالهرمونات البديلة إحدى الطرق التي يتم فيها تزويد المرأة بهرمون الإستروجين سواء أكان ذلك على شكل أقراص فموية، أم أقراص مهبلية، أو موضعية يتم تطبيقها على الجلد مع شكل كريمات أو لصقات،[٤] وفي الواقع كان العلاج ببدائل الهرمونات روتينيًا لدى الكثير من النساء على المدى الطويل وذلك للتخفيف من أعراض انقطاع الدورة الشهرية؛ كالهبات الساخنة، ويُعتقد أنَّ العلاج بواسطة الهرمونات البديلة قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.[٥]
ما هي أضرار العلاج بالهرمونات البديلة؟
إن تناول الهرمونات البديلة على شكل أقراص يُمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بجلطات الدم؛ بما في ذلك السكتة الدماغية وجلطة القدم، ويُمكن تجنب هذه المشكلة عن طريق استخدامها كما يُوصي بها الطبيب، والتوجه نحو تلك المتوفرة موضعيًا على شكل كريمات أو لصقات،[٣] وتجدر الإشارة إلى أنّ أخذ المرأة لهرمون الإستروجين وحده قد يؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة بسرطان بطانة الرحم، لذا وغالبًا ما يتم وصف هرموني الإستروجين والبروجسترون، وذلك بهدف عكس نمو خلايا بطانة الرحم أو التقليل من احتمالية حدوث ذلك.[٤]
كيف يمكن أن تقللي من خطر الإصابة بأمراض القلب بعد الوصول إلى سن اليأس؟
قد يُساعد اتباع أسلوب ونمط حياة صحي في الوقاية من أمراض القلب بشكلٍ كبير لدى الكثير من النساء، لذا يفضّل أخذ النصائح التي سيتم بيانها ضمن أسلوب حياتكِ اليومية وذلك للتخفيف من خطر الإصابة بأمراض القلب بعد انقطاع الدورة الشهرية، وتتمثل هذه النصائح بما يأتي:[٦]
- ركزي على تناول الأطعمة الصحية للقلب، إذ إن تناول الأطعمة الصحية يعود بالفائدة على صحة القلب وتحسين وظائفه.
- قومي بالخضوع للفحوصات بشكلٍ دوري، ووفقًا لتوصيات جمعية القلب الأمريكية (AHA) يجدُر الخضوع لفحص مستويات الكوليسترول كل خمس سنوات على الأقل، وفحص ضغط الدم كل عامين على الأقل، وفحص مستويات السكر في الدم كل ثلاث سنوات على الأقل، بالإضافة إلى فحص مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر عند الزيارات الدورية للطبيب وإذا ما استدعت الحاجة الصحية ذلك.
- مارسي التمارين الرياضية بانتظام، إذ يجب على النساء ممارسة الأنشطة البدنية المناسبة لمدة ساعتين ونصف على الأقل أسبوعيًا وذلك لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
- تحلّي بالإيجابية، إذ تُعاني الكثير من النساء بعد انقطاع الدورة الشهرية من حالات الاكتئاب، وبحسب جمعية القلب الأمريكية فإن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية يزداد في حالات الاكتئاب، لذا من المهم التحلي بالإيجابية والابتعاد عمّا يسبب الاكتئاب قدر الإمكان.
- الإقلاع عن التدخين إن كنتِ مُدخنّة، إذ إنّ التدخين يجعلكِ أكثر عُرضةً لخطر الإصابة بالنوبات القلبية مقارنةً بالنساء غير المدخنات، ويجدُر أيضًا الابتعاد عن التدخين القسري المُتمثل بالتواجد في أماكن يُدخن بها الآخرون.[٧]
- حافظي على الوزن الصحي، حيث أظهرت الأبحاث أن زيادة الوزن تساهم في تطور أمراض القلب.[٧]
المراجع
- ^ أ ب ت "Menopause and Heart Disease", American Heart Assoction, Retrieved 24/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "8 Signs Your Heart Is Changing During Menopause", Every Day Health, Retrieved 24/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Menopause and heart disease", BHF, Retrieved 24/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Menopause and the Cardiovascular System", Hopkins medicine, Retrieved 24/3/2021. Edited.
- ↑ "Menopause hormone therapy and your heart", mayo clinic, Retrieved 24/3/2021. Edited.
- ↑ "How to Prevent Heart Disease After Menopause", go red for women, Retrieved 24/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Menopause and Heart Disease", WebMD, Retrieved 24/3/2021. Edited.
