تُعتبر الإصابة بجلطات الأوردة العميقة من المشاكل التي قد يتعرض لها أيّ شخص، ومن الممكن أن تُعّرض حياته للخطر، ومن الجدير ذكره أنّ الإصابة بجلطات الأوردة العميقة من الحالات التي يُمكن الوقاية منها وعلاجها إذا تم اكتشافها مُبكراً، وقد يتسائل القارئ، ما هي جلطات الأوردة الدموية وما أعراضها؟ وما سبب الإصابة بها؟ وكيف يمكن علاجها والوقاية منها؟ وغيرها من التساؤلات، ستتم الإجابة عنها في هذا المقال.[١]



ما هو تجلط الدم في الساق

يُعرّف تجلّط الدم في الساق، أو الخثّار الوريدي العميق، أو تجلّط الأوردة العميقة (بالإنجليزيّة: Deep Vein Thrombosis) واختصاراً (DVT)، على أنّه تشكّل خثرات دموية في جوف الأوردة العميقة في الجسم، وتحدث عادةًً في أسفل الساق أو الفخد،[٢] ويُمكن أن تسبب جلطات الدم في الأوردة انتفاخ والتهاب الأوردة فيما يُعرف بالتهاب الوريد الخثّاري (بالإنجليزيّة: Thrombophlebitis)،[٣] ومن الممكن أيضاً أن تتفكك الجلطة الدموية وتنتقل عبر مجرى الدم إلى الرئتين مُسببةً مُشكلةً خطيرةً في الرئة، وتُعرف هذه الحالة بالانسداد الرئوي (بالإنجليزيّة: Pulmonary Embolism).[٢]


أعراض الإصابة بتجلط الدم في الساق

تشمل أعراض وعلامات الإصابة بتجلط الدم في الساق ما يأتي:[٤]

  • انتفاخ إحدى الساقين أو كلاهما.[٤]
  • الشعور بآلام أو تشنجات في منطقة الكاحل، أو الساق، أو القدم، أو الذراع، خاصةً عند الوقوف أو المشي.[٤]
  • تغيّر في حرارة الجلد، بحيث ترتفع حرارة الجلد بشكلٍ بسيط حول المنطقة المصابة.[٥]
  • تغير لون الجلد، بحيث يُصبح الجلد ذو لونٍ أحمر وداكن حول المنطقة المصابة.[٥]
  • الشعور بصلابة وألم عند لمس الأوردة المنتفخة.[٥]


سبب الإصابة بتجلط الدم في الساق

تحدث الجلطة الدموية في الساق عند وجود أي سبب يمنع حركة الدم أو التخثر بشكلٍ طبيعي داخل الوريد، ونذكر من الأسباب الرئيسية للإصابة بتجلط الدم في الساق ما يأتي:[٦]

  • تضرر الوريد نتيجة تعرضه لجراحةٍ مُعينة، أو الصدمة، أو الالتهابات.[٦]
  • بطء تدفق الدم، وقد يحدث ذلك نتيجة انسداد جزئي أو كامل في الشرايين.[٣]
  • زيادة تجلط الدم بحيث يحدث بشكلٍ سريع.[٣]


عوامل خطر الإصابة بتجلط الدم في الساق

يُمكن لأي شخص أن يُصاب بتجلط الدم في الساق، ومع ذلك يُمكن هُناك مجموعة من العوامل التي قد تزيد من فرصة الإصابة بهذه الحالة، وتزداد احتمالية الإصابة أكثر إذا كان الشخص يمتلك أكثر من عامل من هذه العوامل في نفس الوقت، ونذكر من أبرز عوامل خطر الإصابة بتجلط الدم في الساق ما يأتي:[١]

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بتجلط الدم في الساق.[٧]
  • التقدم في العمر، خاصة إذا تجاوز عمر الشخص الأربعين عامًا.[٧]
  • الإصابة بالأمراض المزمنة.[٧]
  • السمنة وزيادة الوزن.[٥]
  • التدخين.[٥]
  • الإصابة بدوالي الساقين.[٥]
  • عدم الحركة والجلوس لفترة طويلة مثلاً أثناء السفر،[٨] أو الإقامة في المستشفى أو محدودية الحركة خلال الفترة ما بعد الجراحة،[٥] أو عند وضع جبيرة على الساق.[١]
  • استخدام حبوب منع الحمل أو العلاج الهرموني.[٨]
  • الخُضوع لعملية جراحية كُبرى.[٨]
  • النساء الحوامل أو النساء خلال فترة ما بعد الولادة.[٨]
  • الإصابة بالشلل.[١]


تشخيص الإصابة بتجلط الدم في الساق

يقوم الطبيب بتشخيص الإصابة بتجلط الدم في الساق من خلال استفساره عن الأعراض التي يُعاني منها الشخص، وإخضاعه أيضًا لفحصٍ بدني بما يُمكن من الكشف عن المناطق التي يظهر فيها انتفاخ أو أيّ من الأعراض الأخرى، وقد يلجأ الطبيب إلى إجراء بعض الاختبارات لتشخيص تجلط الدم في الساق، ويعتمد ذلك على تقييمه لحالة الشخص ومدى تعرضه لخطر الإصابة بجلطات الدم في الساق، وتشمل الاختبارات المستخدمة للتشخيص ما يأتي:[٩]

  • فحص دي دايمر: (بالإنجليزيّة: D-dimer)، والذي يستخدم عن طريق أخذ عينة الدم من الشخص، والدي دايمر هو عبارة جزء من البروتين يتم تكوينه عندما تذوب الجلطة الدموية في الجسم،[١٠] إذ إنّ زيادة مستوياته في الدم يدل على زيادة احتمالية الإصابة بجلطة دموية عميقة وشديدة في الوريد، وفي حال ظهور النتيجة طبيعية يتم استبعاد الإصابة بالانسداد الرئوي.[٩]
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: (بالإنجليزيّة: Ultrasound)، وتستخدم لإنتاج صورة للأوردة والكشف عن مدى تدفق الدم في الجسم، والبحث عن أي جلطات دموية في الأوردة العميقة.[١١]
  • التصوير المقطعي المحوسب: (بالإنجليزيّة: Computed tomography)، يُستخدم لتصوير الأوعية الدموية والكشف عن وجود الجلطات الدموية في الرئتين والساقين، وعادةً ما يُستخدم لتشخيص الانسداد الرئوي.[١١]
  • تصوير الوريد: (بالإنجليزيّة: Venography)، وهو إجراء يتم فيه حقن محلول متباين أو صبغة في الوريد أعلى القدم، ثم تمتزج الصبغة بالدم وتتدفق في جميع أنحاء الأوردة، ومن ثم يتم إجراء التصوير باستخدام الأشعة السينية للساق بما يُظهر وجود أي جلطة في أوردة الساق والفخذين.[١٢]


علاج الإصابة بتجلط الدم في الساق

غالباً ما يتم علاج تجلط الدم في الساق اعتماداً على الحالة السريرية للشخص والحالات الطبية التي يعاني منها، ومن الخيارات العلاجية ما يأتي:[٣]

  • الأدوية المُضادَّة للتخثُّر (مميعات الدم): وهي من العلاجات الأكثر شيوعاً للجلطات الدموية والتي تمنع تكّون المزيد من الخثرات، وتُساعد أيضاً على إذابة الجلطات الموجودة، ومن الأمثلة عليها: الهيبارين، والوارفارين، ومثبطات العامل العاشر (بالإنجليزيّة: Factor Xa inhibitors).[١٢]
  • الأدوية الحالَّة للتخثر: (بالإنجليزيّة: Thrombolytics)، وفي بعض الحالات قد يتم حقن هذه الأدوية المُذيبة للجلطات عن طريق القسطرة في الجلطة الدموية ولا يتم استخدامها إلّا إذا كان هناك خطر كبير للإصابة بالانسداد الرئوي.[١٢]
  • المُرشِّحات: (بالإنجليزية: Filters)، وتُستخدم في حال تعذر إعطاء الشخص الأدوية المميعة للدم، إذ تحول المرشحات دون انتفال الجلطات المنفصلة إلى الرئتين، وعادةً يتم وضع مُرشِّح في الوريد الأجوف في البطن.[٩]
  • الجوارب الضاغطة: تساعد على تقليل احتمالية تجمع الدم وتجلطه، وكذلك فهي تُخفف من الانتفاخ المرتبط بتجلط الساق.[٩]


الوقاية من تجلط الدم في الساق

يُمكنك اتخاذ بعض النصائح البسيطة لتقليل فرص الإصابة بجلطة دموية في الساق، ونذكر منها الآتي:[٥]

  • الحفاظ على الوزن الصحي.[٥]
  • ممارسة الأنشطة البدنية، كممارسة رياضة المشي بانتظام.[٥]
  • شرب الكثير من السوائل لتقليل احتمالية الإصابة بالجفاف.[٥]
  • تجنّب الجلوس بدون حركة لفتراتٍ طويلة، إذ يجدُر الوقوف والتحرك بشكلٍ مستمر كلّ ساعة.[٥]
  • تجنّب وضع الساقين بشكلٍ متعاكس أثناء الجلوس، إذ إنّ ذلك قد يحدّ من تدفق الدم.[٥]
  • الإقلاع عن التدخين.[١٣]
  • قياس ضغط الدم مرة واحدة على الأقل سنويًا، وبشكلٍ دوري وأكثر تكرارًا على الأقل.[١٣]
  • اتباع جميع تعليمات الطبيب بشأن الأدوية التي يُوصي بأخذها.[١٣]
  • اتباع نظام غذائي صحي متوازن.[١٣]


متى تجب زيارة الطبيب

يجدر الذهاب إلى غرفة الطوارئ بأسرع وقت ممكن في حال ظهور أي من العلامات التي ترتبط بوجود تجلط في الساق، تحديدًا في حال ظهور أيّ من الأعراض أو العلامات التالية:[١٤]

  • انتفاخ أو ألم في الساق.
  • السعال المفاجئ مع وجود دم.
  • ألم في الكتف، أو الذراع، أو الظهر، أو الفك.
  • الألم عند التنفس.
  • الدوخة الشديدة.
  • ظهور أيّ من العلامات التي تدل على احتمالية حدوث انسداد رئوي؛ مثل: ألم الصدر، أو ضيق التنفس، أو تسارع ضربات القلب، أو الشعور بالدوخة أو الإغماء.[٨]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "What is Venous Thromboembolism?", cdc, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Deep Vein Thrombosis", medlineplus, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "DVT (Deep Vein Thrombosis, Blood Clot in the Leg) Warning Signs and Symptoms", emedicinehealth, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Deep Vein Thrombosis (DVT) Symptoms and Diagnosis", webmd, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش "DVT (deep vein thrombosis)", nhs, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Deep vein thrombosis (DVT)", mayoclinic, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Could I Get Deep Vein Thrombosis?", webmd, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج "Deep vein thrombosis ", healthdirect, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث "Deep vein thrombosis (DVT)", mayoclinic, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  10. "D-Dimer Test", medlineplus, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Venous Thromboembolism", .nhlbi, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت "Deep Vein Thrombosis", orthoinfo, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث "How to Prevent Deep Vein Thrombosis (DVT)", webmd, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  14. "Deep Vein Thrombosis (DVT) Symptoms and Diagnosis", webmd, Retrieved 26/1/2021. Edited.