ألم القلب عند بذل مجهود

يُعد ألم الصدر أو القلب من الأمور التي يشكو منها العديد من الأشخاص، فالجميع معرض للشعور بذلك من وقتٍ لآخر، وبخاصة عند بذل مجهود ما معين؛ كممارسة الرياضة، وبشكلٍ عام تتفاوت مسببات ألم القلب وتتراوح بين أسباب غير خطِرة إلى شديدة الخطورة، لهذا يقوم الطبيب عند بداية تشخيصه لسبب ألم القلب بالتأكد من عدم وجود أسباب خطرة قبل المُباشرة بالكشف عن الأسباب البسيطة، وسيدور الحديث في هذا المقال حول ألم القلب عند بذل المجهود.^[١][٢]

ألم القلب عند بذل المجهود

عادةً لا يرتبط ألم القلب أو الصدر الذي يظهر عند بذل مجهود ما بوجود مشكلة في القلب، فمن أكثر أسباب هذه الحالة شيوعًا هو ما يعرف بالتضيق القصبي الناجم عن ممارسة الرياضة (Exercise induce bronchospasm)، والذي يُرتبط حدوثه بتضيق المجاري الهوائية الصغيرة الموجودة في الرئتين، مما يُقلل من كمية الأكسجين المتوفرة، ويؤدي إلى الشعور بألم الصدر ومواجهة صعوبة أثناء التنفس، ومن الجدير ذكره أنّ بذل المجهود قد يؤدي إلى زيادة عدد ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم ومعدل التنفس، وهذا بحد ذاته قد يتسبب بالشعور بألم الصدر أو القلب.^[٣]

حالات صحية قد تسبب ألم القلب عند بذل مجهود

هناك العديد من الحالات الصحية التي قد تسبب ألم الصدر عند بذل مجهود ما، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:^[٢]

تعرض الصدر للإصابات أو الإجهاد العضلي

تؤثر معظم الإصابات والشد العضلي في منطقة الصدر في العضلات الوربية (Intercostal muscle) التي تشارك في الحركات التنفسية، لذا فعند القيام بممارسة الرياضة بشكلٍ عنيف أو عند زيادة الضغط على عضلات الصدر فإنّ هذه العضلات تتأثر محدثةً ألم في الصدر يشعر به الشخص عند أخذ نفس.^[٢]

الربو

الربو (Asthma) هو حالة مرضية تتمثل بالتهاب المجاري التنفسية مما يؤدي إلى تضيقها عند التعرض لمُحفزاتٍ مُعينة؛ كممارسة الرياضة، وعند حدوث تضيق القصبات الهوائية فإنّ ذلك قد يؤدي إلى المُعاناة من عدة أعراض؛ ومنها: السعال، وضيق التنفس، وثقل الصدر، وسماع صوت صفير عند التنفس.^[٢]

النوبة القلبية

تحدث النوبة القلبية (Heart attack) نتيجةً لتضيق الأوعية الدموية المغذية للقلب، ويرتبط ذلك بتشكّل خثرات دموية تحول دون تزويد القلب بالتروية الدموية التي يحتاجها، مما قد يُسبب ضرر أو تلف في جزء من عضلة القلب، وعادة ما يُرافق حدوث النوبة القلبية الشعور بألم حاد مع ضيق أو ضغط في الصدر، وقد يمتد ذلك ليؤثر في الفك، والرقبة، والظهر.^[٤]

الذبحة الصدرية

تحدث الذبحة الصدرية (Angina) نتيجةً لعدم تلقي عضلة القلب كمية كافية من الأكسجين أو الدم بما يُجبر عضلة القلب على بذل جهدٍ أكبر من المُعتاد، وعادةً ما يكون ألم الصدر المُرتبط بالذبحة الصدرية قصير الأمد ويكون مُصاحبًا لممارسة الرياضة، أو الشعور بالتوتر، أو التعرض للطقس البارد، أو قد يلي تناول وجبة كبيرة من الطعام، ومن الجدير بالذكر أن هذا الألم يزول عند أخذ قسطٍ من الراحة.^[٥]

اعتلال عضلة القلب الضخامي

اعتلال عضلة القلب الضخامي (Hypertrophic cardiomyopathy) هو حالة مرضية تتمثل بزيادة سمك عضلة القلب وتضخمها، مما يزيد من الضغط على البطينين، الأمر الذي يدفع القلب إلى ضخ الدم بقوةٍ أكبر مسببًا الشعور بألم القلب أو الصدر.^[٣][٢]

حرقة المعدة

حرقة المعدة (Heartburn) هي حالة مرضية تنتج عن ارتداد أحماض المعدة إلى المريء، مما يُسبب شعورًا بالحرقة في المعدة أو الصدر، وعادة ما يزول هذا الشعور عند اتخاذ عدة إجراءات؛ من بينها أخذ مضادات الحموضة أو شرب الحليب.^[٦][٥]

التهاب الغضروف الضلعي

التهاب الغضروف الضلعي (Costochondritis) هو التهاب حاد يصيب المفصل الضلعي القصي بالقرب من عظام الصدر، مسببًا ألم في الصدر.^[٥]

متى يجب مراجعة الطبيب؟

تجدر مراجعة الطبيب على الفور عند الشعور بألم حاد في الصدر مستمر بالرغم من أخذ قسط من الراحة أو مضادات الحموضة، خاصّة في الحالات التي يكون فيها ألم الصدر أو القلب مصحوبًا باستمرار ظهور أحد الأعراض التالية:^[٧]

• الغثيان والاستفراغ.
• ألم يمتد إلى الفك، أو الرقبة، أو الظهر، أو الأكتاف.
• الدوخة وعدم الاتزان.
• زيادة أو عدم انتظام في ضربات القلب.
• ضيق في التنفس.

الوقاية من ألم القلب

هُناك العديد من الإجراءات الوقائية التي يُمكن اتباعها للوقاية من ألم الصدر، ويتمثل ذلك بالابتعاد عن عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المُرتبطة بهذه الحالة، وبشكلٍ عام يُوصي الخبراء باتباع ما يأتي:^[٨]

• ممارسة الرياضة بشكلٍ منتظم.
• الإقلاع عن التدخين والكحول.
• اتباع نظام غذائي صحي.
• التقليل من استهلاك الأملاح.
• التقليل من استهلاك الدهون المشبعة.
• تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من أحماض الأوميغا 3 التي تحمي القلب.
• زيادة استهلاك الخضروات والفواكه
• اتباع السبل والخطة العلاجية التي يُوصي بها الطبيب للسيطرة على مستويات السكر في الدم لدى المُصابين بمرض السكري.
• اتباع السبل والخطة العلاجية التي يُوصي بها الطبيب للسيطرة على مستويات ضغط الدم في الدم لدى المُصابين بارتفاع الضغط.