يشيع حدوث الدّوار أو الشّعور بالدوخة بين كبار السّن، وقد يحدث لأسباب عديدة، ويجدر التنويه إلى ضرورة مراجعة الطبيب عند حدوثه، فأحيانًا قد يشير إلى الإصابة بمشاكل صحيّة تتطلب العلاج الفوري، كما أنّه قد يؤدي إلى السقوط، لذا من الضروري أخذ الحيطة والحذر، وعدم إهماله،[١] لكن ما علاقة الدوخة بأمراض القلب؟ ومتى يكون مراجعة الطبيب أمرًا ضروريًا؟
هل الدوخة من علامات مرض القلب؟
نعم، قد تكون الدوخة إحدى العلامات الدالة على الإصابة بأمراض القلب، فقد تشير إلى حدوث مشكلة في تدفّق الدّم، ونظرًا لأنّ الدماغ يحتاج إلى إمدادات ثابتة من الدم الغني بالأكسجين، فإن نقصه قد يُحدث الدوار، وقد يحدث ذلك في حال انخفاض ضغط الدم، أو القصور القلبي، أو نتيجة التجلطات الدموية التي تمنع تدفًّق الدم، أو غيرها العديد من أمراض القلب والأوعية الدموية.[٢][٣]
يجب الإشارة إلى أنّ الشعور بالدوخة ينتج أحيانًا عن العديد من المُسبِّبات التي لا علاقة لها بالقلب والتدفُّق الدموي، فقد ينتج أحيانًا عن مشاكل في الأذن الداخلية، أو اضطرابات عصبية ونفسية، أو العديد من المُسبِّبات الأخرى التي سنذكرها لاحقًا.[٤]
أسباب الدوخة المتعلقة بأمراض القلب
تتعدّد أسباب الدوخة، المتعلقة بأمراض القلب، والتي تنتج عن عدم وصول كميات كافية من الدم إلى الدماغ، وتكون هذه الحالة ناجمة عن أحد التالي:[٥]
- انخفاض ضغط الدّم: وقد يكون ذلك بعد الجلوس أو الوقوف بسرعة كبيرة، وتسمّى هذه الحالة بانخفاض ضغط الدّم الانتصابي (بالإنجليزية: Orthostatic hypotension).
- ضعف التروية الدموية: وقد يكون هذا ناجمًا عن الإصابة بأي من الأمراض الآتية:
- اعتلال عضلة القلب أو قصورها.
- النوبات القلبية.
- الجلطات الدماغية والتي قد تكون مؤقتة أحيانًا.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- مشاكل في صمامات القلب.[٦]
الدوخة واستخدام أدوية القلب
ينطوي استخدام العديد من الأدوية على حدوث بعض الآثار الجانبية منها الشعور بالدوخة، وذلك كبعض الأدوية المستخدمة لعلاج القصور القلبي وارتفاع ضغط الدم، والتي تساعد على تحسين وظيفة القلب، والقدرة على التنفّس، ولأنّ ضغط الدّم قد يصبح أثناء هذه العلاجات أقل من الطبيعي فإنّ البعض قد يشعر بالدّوار، ومن هذه الأدوية ما يلي:[٦]
- مدرّات البول.
- حاصرات بيتا، مثل دواء بيسوبرولول (®Concor).[٧][٦]
- مثبّطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين واختصارًا ACEI، وهي الأدوية التي تنتهي أسماؤها العلمية بمقطع بريل (pril-)، مثل: ليزينوبريل (®Zestril).[٨][٦]
- مضادات مستقبلات الأنجيوتينسين واختصارًا ARBs، وهي الأدوية التي تنتهي أسماؤها العلمية بمقطع سارتان (sartan-)، مثل: فالسارتان (Diovan®).[٩][٦]
اقرأ عن الآثار الجانبية لأدوية الضغط وكيف تتجنبها.
أعراض أخرى قد تدل على وجود مشاكل في القلب
من الأعراض التي قد تكون موجودة لدى المريض وتدل على وجود مشاكل في القلب غير الدّوار، ما يلي:[١٠][١١]
- ألم في الصدر.
- صعوبة التنفُّس.
- الإعياء والتعب.
- تراكم السوائل داخل الجسم وتورُّم أجزاء منه كالقدمين، والساقين، والبطن.
- الخفقان.
- الحرقة، والغثيان والتقيؤ أحيانًا، كما هو الحال عند الإصابة بالنوبات القلبية.
فحوصات للكشف عن وجود مشاكل في القلب
هناك مجموعة من الفحوصات التي من الممكن الاعتماد عليها لتشخيص وجود مشاكل في القلب، وتشمل ما يلي:[١٢]
- تخطيط القلب الكهربائي (ECG)، وقد يكون هذا أحيانًا عبر جهاز محمول يُسمى جهاز هولتر، وذلك لمراقبة كهربائية القلب باستمرار لمدة 24-72 ساعة.
- مخطط صدى القلب أو الإيكو، لأخذ صور مُفصَّلة لبنية القلب، كما توضِّح القلب أثناء نبضه وضخّه للدم.
- اختبار الإجهاد، وتتضمن هذه إجراء الفحوصات للقلب أثناء أداء الشخص لبعض التمارين الرياضية، أو بعد إعطائه دواء يزيد من معدل ضربات القلب.
- القسطرة القلبية.
- تصوير القلب كالتصوير المقطعي المحوسب (CT)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
أمراض أخرى قد تدل عليها الدوخة
قد تكون الدّوخة أحد الأعراض التي تشير إلى العديد من الأمراض فضلًا عن أمراض القلب، ومن هذا الأمراض نذكر ما يلي:[١٣][٤]
- أمراض الأذن الداخلية.
- الصداع النصفي.
- الإجهاد والضّغط النّفسي أو القلق.
- تناول بعض الأدوية كمضادات الاكتئاب، والأدوية المنومة، وغيرها.
- فقر الدم.
- انخفاض مستوى السكر في الدم.
- التسمُّم بغاز أول أكسيد الكربون.
- نقص السوائل في الجسم كما يحدث في حال عدم شرب كميات كافية من الماء أثناء التواجد في الجو الحار.
- مشاكل الجهاز العصبي، مثل:
- الاعتلال العصبي المحيطي (بالإنجليزية: Peripheral neuropathy): وهو إحدى المشاكل التي تصيب الأعصاب الطّرفيّة، التي ترسل الإشارات من الجهاز العصبي المركزي والدماغ والحبل الشوكي إلى أجزاء الجسم الأخرى، أو بالعكس.[١٤][١٣]
- التصلّب اللويحي (بالإنجليزية: Multiple sclerosis): وهو إحدى الحالات المزمنة التي تؤثّر في الدّماغ والحبل الشّوكي، مؤدية بذلك إلى مشاكل في الرؤية، وحركة أطراف الجسم، والتوازن، وغيرها من الأعراض.[١٥][١٣]
- مرض باركنسون.[٤]
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يُنصَح دائمًا بمراجعة الطبيب في حال الإصابة بالدوخة المفاجئة، أو المتكررة، أو تلك التي تستمر لفترات طويلة من دون معرفة السبب، ولا بدّ من طلب المساعدة الطبيّة الطارئة في حال تزامن الدوخة مع أي من الأعراض التالية:[٥]
- صداع مفاجئ وشديد.
- ألم في الصدر.
- صعوبة في التنفس.
- خدر أو عدم القدرة على تحريك الذراعين أو الساقين.
- الرؤية المزدوجة.
- ضربات القلب السريعة أو غير المنتظمة.
- الارتباك أو الكلام غير الواضح.
- التعثر أو صعوبة في المشي.
- التقيؤ المستمر.
- تغيير مفاجئ في السمع.
- خدر الوجه.
- النوبات التشنجية.
- الإغماء.
المراجع
- ↑ "Lightheaded? Top 5 reasons you might feel woozy", health, Retrieved 14/2/2021. Edited.
- ↑ "Five Heart Disease Symptoms You Should Never Ignore", nyulangone, Retrieved 14/2/2021. Edited.
- ↑ "Can blood flow problems cause dizziness?", webmd, Retrieved 14/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Dizziness", NCH Healthcare System , 15/10/2020, Retrieved 13/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Dizziness", mayoclinic, Retrieved 14/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "FAINTING AND/OR DIZZINESS"، heartfailurematters، اطّلع عليه بتاريخ 14/2/2021. Edited.
- ↑ "bisoprolol (Rx)", Medscape, Retrieved 10/3/2021. Edited.
- ↑ Nancy K. Sweitzer (22/7/2003), "What Is an Angiotensin Converting Enzyme Inhibitor?", Circulation , Retrieved 12/3/2021. Edited.
- ↑ "Recalls of Angiotensin II Receptor Blockers (ARBs) including Valsartan, Losartan and Irbesartan", FDA, 2/3/2020, Retrieved 12/3/2021. Edited.
- ↑ Adam Felman (29/9/2020), "Everything you need to know about heart disease", MedicalNewsToday, Retrieved 12/3/2021. Edited.
- ↑ "What is heart disease?", CDC, 13/1/2021, Retrieved 12/3/2021. Edited.
- ↑ "Heart disease", Drugs.com, 9/2/2021, Retrieved 12/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "What illnesses could dizziness be a sign of?", webmd, Retrieved 14/2/2021. Edited.
- ↑ "What is peripheral neuropathy?", medicalnewstoday, Retrieved 14/2/2021. Edited.
- ↑ "Multiple sclerosis", nhs, Retrieved 14/2/2021. Edited.