تتنوع الحالات المرضية التي من الممكن أن تصيب عضلة القلب، وتختلف هذه الحالات في أسبابها وأعراضها وعلاجها، كما من الممكن أن تصيب الأشخاص من جميع الأعمار والأجناس، ويعد مرض اعتلال القلب واحداً من الأمراض التي قد تصيب القلب، وفي هذا المقال سنتناول تفاصيل هذا المرض.[١]

اعتلال عضلة القلب

يعدّ اعتلال عضلة القلب (Cardiomyopathy)، أو مرض عضلة القلب من الأمراض التي تتطور مع مرور الوقت مسببةً حدوث تضخم القلب بشكل غير طبيعي، أو زيادة سماكته، أو فقدان مرونة عضلاته، وقد تحدث واحدة أو أكثر من هذه المشاكل في نفس الوقت، وتؤدي هذه التغيرات إلى إضعاف قدرة عضلة القلب على ضخ الدم بكفاءة، الأمر الذي من شأنه أن يقلل من تزويد الرئتين وبقية أعضاء الجسم بالدم، وتكون معظم أمراض اعتلال القلب وراثيّة، وغالبًا ما تصيب الأطفال وصغار السن، إلا أنها قد تصيب البالغين أيضًا.[٢][٣]


تعرف على صفات وميزات عضلة القلب.


أنواع اعتلال عضلة القلب

فيما يأتي سنذكر أبرز أنواع اعتلال عضلة القلب:

  • توسع عضلة القلب: (بالإنجليزية: Dilated cardiomyopathy) الذي تصبح فيه جدران عضلات القلب مشدودة ورقيقة، مما يضعف قدرتها على الانقباض بشكلٍ كاف لضخ الدم إلى أعضاء الجسم.[٣]
  • تضخم عضلة القلب: (بالإنجليزية: Hypertrophic cardiomyopathy) وهو تضخم جدران عضلة القلب وزيادة سمكها، خاصةً جدران الحجرات السفلية من القلب، والحاجز الذي يفصل بين جزئي القلب، الأمر الذي من شأنه أن يسبب تضيّق حجرات القلب، وصعوبة عملية ضخ الدم.[٤]
  • عدم انتظام ضربات القلب: (بالإنجليزية: Arrhythmogenic cardiomyopathy) وهو أقل أنواع اعتلال عضلة القلب شيوعًا، ويتمثّل بانخفاض مرونة عضلة القلب، مما يصعب من عملية تمددها وامتلائها بالدم بين ضربات القلب، وفي الحقيقة من الممكن أن يحدث اضطراب نبضات القلب في أي مرحلة عمرية، ولكنه غالبًا ما يصيب كبار السن.[٥]
  • اعتلال عضلة القلب المقيد: (بالإنجليزية: Restrictive cardiomyopathy) وهي من الحالات نادرة الحدوث التي تحدث بسبب طفرات جينية غالبًا، وتتمثل بتحول نسيج العضلات الموجودة في البطين الأيمن من القلب إلى نسيج آخر أقل فعالية، مما قد يؤدي إلى اضطراب في نبض القلب.[٥]


أعراض اعتلال عضلة القلب

لا تترافق المراحل المبكرة من الإصابة بأمراض اعتلال القلب مع أي أعراض غالبًا، بل تبدأ الأعراض بالظهور مع تقدُّم الحالة، وفي ما يأتي سنذكر أبرز هذه الأعراض:[١]

  • إرهاق أو تعب عام.
  • ضيق أو صعوبة في التنفس، خاصةً عند القيام بنشاط بدني.
  • انتفاخ الكاحلين والساقين.
  • انتفاخ البطن بسبب تراكم السوائل فيه.[٥]
  • السعال أثناء الاستلقاء.[٥]
  • سرعة خفقان القلب.[٥]
  • ضيق في الصدر، أو الإحساس بالضّغط.[٥]
  • الشعور بالدوخة، أو الإغماء.[٥]


انقر للمزيد حول أعراض أمراض عضلة القلب.


أسباب اعتلال عضلة القلب

لا يُعرف سبب جميع أنواع اعتلالات القلب، إلا أن التعرّض لأنواع من العدوى الفيروسية يعد السبب الرئيسي لحدوث اعتلالات القلب، كما يمكن أن ينتج اعتلال عضلة القلب عن عدة مسببات أخرى، ومنها:[٦]

  • أسباب جينية ووراثية.
  • إصابة الشخص بمرض آخر.
  • تأثير العلاجات المستخدمة في بعض الأمراض.
  • عيوب خلقية في القلب منذ الولادة.
  • نقص التغذية.
  • تسارع نبض القلب غير المُعالج.
  • التعرُّض لبعض أنواع علاج السرطان الكيميائي.


عوامل تزيد من خطر الإصابة باعتلال عضلة القلب

من الممكن أن تتسبب الإصابة ببعض الأمراض إلى زيادة خطر الإصابة باعتلال عضلة القلب، وفيما يأتي سنبيّن أهم العوامل والحالات والأمراض التي تزيد من احتمال الإصابة باعتلال القلب:[٧]

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بإحدى حالات اعتلال عضلة القلب، أو قصور القلب، أو السكتة القلبية المفاجئة.
  • الإصابة بمرض القلب التاجي، أو النوبة القلبية.
  • الإصابة بالتهاب عضلة القلب.
  • الإصابة بأحد الأمراض التي تؤثر على القلب، مثل داء ترسب الأصبغة الدموية (بالإنجليزية: Hemochromatosis) أو داء الساركويد (بالإنجليزية: Sarcoidosis).
  • إصابة الشخص بارتفاع ضغط الدم لمدة طويلة.
  • تعاطي المخدرات مثل الكوكايين والأمفيتامينات والستيرويدات البنائية.[٥]
  • الإصابة بمرض السكري.[٥]
  • الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية.[٥]
  • الإصابة بداء ترسب الأصبغة الدموية (بالإنجليزية: Hemochromatosis)، وهو اضطراب يسبب تراكم الحديد في عضلات القلب.[٥]
  • الإصابة بالداء النشواني (بالإنجليزية: Amyloidosis)، وهو اضطراب يسبب تراكم البروتينات غير الطبيعية.[٥]
  • الإصابة باضطرابات الأنسجة الضامة.[٥]
  • الإصابة بفيروس كورونا المستجد (COVID-19).[٥]
  • من الممكن أن يرتفع احتمال إصابة بعض النساء باعتلال القلب بعد الحمل.[٨]


تشخيص اعتلال عضلة القلب

يلجأ الطبيب إلى إجراء عدة فحوصات للتأكد من إصابة الشخص باعتلال عضلة القلب، وفيما يأتي سنذكرها:[٣]

  • تخطيط كهربية القلب (ECG).
  • تخطيط صدى القلب.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • مراقبة ضربات القلب، وذلك من خلال استخدام جهاز مراقبة تخطيط القلب لمدة 24 أو 48 ساعة.
  • اختبار الإجهاد.[٤]
  • الأشعة السينية للصدر.[٤]
  • إجراء تحاليل الدم.[٤]
  • إجراء قسطرة للقلب.[٩]
  • تصوير الأوعية التاجية.[٩]
  • أخذ خزعة من عضلة القلب.[٩]
  • إجراء بعض الاختبارات الجينية.[٩]

علاج اعتلال عضلة القلب

تهدف علاجات اعتلال عضلة القلب إلى معالجة المسبب، وتخفيف الأعراض الظاهرة، وتحسين نوعية حياة المُصاب، وتتضمن علاجات اعتلال عضلة القلب ما يلي:[١٠]

  • اتباع أسلوب حياة صحي: وذلك من خلال الحفاظ على وزن صحي، وتناول الأطعمة المفيدة لصحة القلب، وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، مع ضرورة الإقلاع عن التدخين.
  • الأدوية: يختار الطبيب نوع الدواء المناسب حسب نوع اعتلال عضلة القلب وأي مشاكل صحية أخرى موجودة لدى المُصاب، وقد تكون هناك حاجة إلى الجمع بين أكثر من نوع من الأدوية بهدف تخفيف أعراض المُصاب وتحسين نوعية الحياة.
  • الأجهزة القابلة للزرع: تهدف هذه الأجهزة إلى استعادة نظم القلب طبيعية وتحسين وظائف القلب، ومن الأمثلة عليها أجهزة تقويم نظم القلب وإزالة الرجفان المزروعة (بالإنجليزية: Implantable cardioverter defibrillators) وأجهزة مساعدة البطين الأيسر (بالإنجليزية: Left ventricular assist devices).
  • الجراحة: وتتضمن عمليات إصلاح أو استبدال صمام القلب المتضررة، أو إزالة أنسجة عضلة القلب السميكة، أو زراعة القلب.


الوقاية من اعتلال عضلة القلب

لا يمكن الوقاية من جميع أنواع اعتلال عضلة القلب، خاصةً تلك الأنواع الموروثة، لكن العلاج المبكر للأمراض والحالات التي تسبب اعتلال عضلة القلب يساعد على منع تفاقم المرض سوءاً، كما أن اتباع أسلوب حياة صحي كما ورد أعلاه يمكن أن يساعد في السيطرة على الأعراض ومنع حدوث أي مضاعفات.[١]


اقرأ أيضًا: كيف تطمئن على صحة قلبك؟

دواعي مراجعة الطبيب

من الضروري على أي شخص يعاني من الأعراض المذكورة أعلاه مراجعة الطبيب بهدف الحصول على العلاج المناسب، إذ إن مرض اعتلال عضلة القلب غير المُعالج قد يتسبب في زيادة تفاقم الحالة سوءاً، وحدوث بعض المضاعفات الخطرة، كما يجب على أي شخص لديه تاريخ عائلي من الإصابة باعتلال عضلة القلب مراجعة الطبيب لمعرفة ما هي الوسائل التي يمكن عملها لتقليل خطر الإصابة.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Cardiomyopathy", National Center for Chronic Disease Prevention, 9/12/2019, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  2. "Heart Disease and Cardiomyopathy ", webmd, 28/5/2020, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت " Cardiomyopathy", nhs, 20/11/2019, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث " Cardiomyopathy ", nhlbi, 25/4/2018, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص "Cardiomyopathy", mayoclinic, 24/3/2019, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  6. "Cardiomyopathy", hopkinsmedicine, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  7. "Understand Your Risk for Cardiomyopathy", heart, 31/3/2016, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  8. ^ أ ب A. L. Heywood (10/1/2020), "Cardiomyopathy: What to know", medicalnewstoday, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث "Symptoms and Diagnosis of Cardiomyopathy", heart, 31/3/2016, Retrieved 24/1/2021. Edited.
  10. "Cardiomyopathy", svhhearthealth, Retrieved 14/2/2021. Edited.