يعدّ القلب العضلة الأهم في الجسم، إذ يعمل لا إراديًّا لضخ الدم على مدار الساعة، وبالتالي يساعد على إيصال الأكسجين والدم لجميع أعضاء الجسم وخلاياه، لذلك لا بد من الاهتمام بصحة القلب، والتحقُّق من سلامته بين الحين والآخر،[١] فكيف يمكن الاطمئنان على صحة القلب؟ وما هي التدابير المساعدة على الحفاظ عليه سليمًا؟
كيف تطمئن على صحة قلبك؟
قم بزيارة الطبيب للاطمئنان على صحّة قلبك، فقد يوصيك بالقيام بمجموعة من الاختبارات التي تساعد على تقييم صحة قلبك والأوعية الدمويّة، كما سيقوم بسؤالك عن أية أعراض تعاني منها، وإجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن وجود أيّة عوامل قد تزيد من احتمالية إصابتك بأمراض القلب، كارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع مستوى الكوليسترول، أو ارتفاع مستوى السكر في الدم، والعديد غيرها، وبالتالي العمل على علاج هذه العوامل والسيطرة عليها بسرعة، قبل تفاقمها لتؤثر في صحة قلبك وكفاءة عمله،[٢] ومن هذه الفحوصات:
التحقق من معدل ضربات القلب
يمكنك قياس معدل ضربات قلبك بوضع إصبعين من أصابعك -السبابة والأوسط- على رقبتك إلى جانب القصبة الهوائيّة، أو عند المعصم، وعندما تشعر بالنبض ابدأ بالعد لمدة 15 ثانية، واضرب هذا العدد بالرقم 4 للحصول على عدد نبضات قلبك في الدقيقة، واعلم أنّ المعدل الطبيعي للنبضات للبالغين في الدقيقة يتراوح بين 60-100 نبضة في الدقيقة الواحدة.[٣]
فحص ضغط الدم
عادةً ما يكون ضغط الدم الطبيعي للبالغين أثناء الراحة أقل من 80/120 ميليمتر زئبقي، ومن الجدير بالعلم أنّ ظهور قراءة واحدة مرتفعة لا تعني الإصابة بارتفاع ضغط الدم، فهناك حاجة إلى إعادة الفحص عدّة مرات في أوقات مختلفة، لكن ارتفاع ضغط الدم لفترة طويلة قد يُسبِّب تصلُّب جدران الشرايين وتضيقها، ممّا يؤثر في التروية الدموية للقلب، كما قد يزيد من جهد القلب لضخّ الدم، ومع الوقت قد يؤدي إلى إصابته بالأمراض.[٤]
يوجد العديد من العوامل التي قد تؤثر في قيمة ضغط الدم، وتُسبِّب ارتفاعها من حين لآخر، كالحالة النفسية، والتوتر، ومستوى النشاط البدني الذي يقوم به الشخص، وتناول بعض الأدوية، وغيرها العديد.
حساب وزن الجسم
تعدّ السمنة من العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، إذ ترتبط السمنة بالعديد من الأمراض التي تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب كارتفاع ضغط الدم، والسكري، وزيادة مستوى الدهنيات في الجسم، لذلك عادةً ما يقيس الطبيب محيط خصرك أو مؤشر كتلة الجسم لديك بهدف التحقق من وزن جسمك، وفيما إذا كان صحيًا أو كنت تعاني من السمنة،[٥][٦] ومؤشر كتلة الجسم هو مقياس يأخذ وزن الشخص وطوله بعين الاعتبار لتحديد ما إذا كان وزنه طبيعيًا أو لا، ويوضّح الجدول التّالي القيم الطبيعية لمؤشر كتلة الجسم:[٧]
قيمة مؤشر كتلة الجسم | تصنيف الوزن |
أقل من 18.5 | أقل من الطبيعي |
24.9-18.5 | الوزن الصحي |
29.9-25 | زيادة وزن |
30 أو أكثر | سمنة |
مستوى السكر في الدم
قد تؤثر الإصابة بمرض السكري وعدم علاجه في صحة القلب، فقد تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والجلطات، لذا لا بد من إجراء الفحوصات اللازمة للتأكّد من أنّ مستويات السكر في الدم ضمن المستويات الصحيّة التي يوصي بها الطبيب، ومن ذلك فحص السكر التراكمي (HbA1c)، فتدل قيمة 6.5% أو أكثر عند إجراء فحص السكر التراكمي على الإصابة بالسكري، وهذا يستوجب اتخاذ كافة التدابير التي يوصي بها الطبيب للسيطرة على مستويات السكر في الدم وعلاج السكري، وذلك بهدف الوقاية من الإصابة بالمضاعفات المرتبطة بإهمال علاج السكري، ومنها أمراض القلب.[٦]
مستوى الدهنيات في الدم
يُستخدَم تحليل الدهنيات لقياس مستوى الكوليسترول السيء، والكوليسترول الجيد، والدهون الثلاثية في الدم،[٢] فزيادة مستويات الكوليسترول السيء قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات، إذ إنّه قد يتراكم على جدران الشرايين على شكل لويحات مُسبِّبًا تصلبها، وهذا يُسبِّب تضيُّق الأوعية الدموية، أو انسدادها بالكامل، ممّا يسبِّب حدوث الجلطات.[٨]
اختبارات الدم
تتعدّد اختبارات الدم التي تساعد على تقييم صحة القلب، فقد يطلب الطبيب إجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن مستويات بعض المواد، التي قد يشير وجود مستويات غير طبيعية لها إلى الإصابة بمشاكل في الكلى، أو الكبد، أو القلب، فجميعها تؤثر في صحة القلب وكفاءة عمله، ومن ذلك:
- الصوديوم.
- البوتاسيوم.
- بروتين الألبومين.
- الكرياتينين (بالإنجليزية: Creatinine)، والكرياتينين هي أحد الفضلات الناتجة عن إنتاج الطاقة في العضلات، والذي يخرج من الجسم عبر البول، وبالتالي فإن وجود تراكيز عالية من الكرياتينين في الدم قد تشير إلى وجود مشاكل في الكلى.[٩]
- تشخيص الأمراض التي قد تؤثّر في القلب، مثل: فقر الدم أو أمراض الغدة الدرقية.
فحوصات أخرى
هناك العديد من الاختبارات التي تُجرى لتقييم صحّة القلب، ومنها ما يلي:
- تخطيط القلب الكهربائي: (ECG) وهو أحد الاختبارت السريعة غير المؤلمة التي تُجرى عند الاشتباه بإصابة المريض بأمراض القلب، حيث تعرض معلومات عن النشاط الكهربائي للقلب، وبالتالي معرفة معدل ضربات القلب وانتظامها.[١٠][١٠]
- اختبار إجهاد القلب: (بالإنجليزية: Exercise cardiac stress test) يُجرى هذا الاختبار أثناء وجود المريض على جهاز المشي، أو جهاز الدراجة الثابتة عادةً، لقياس مدى استجابة القلب للمجهود البدني، فيُقاس معدل ضربات القلب، وضغط الدم، وتخطيط القلب الكهربائي قبل البدء بالتمرين وأثناؤه.[١١]
- تخطيط صدى القلب: المعروف بالإيكو، وهو اختبار يساعد على إظهار حجم وشكل القلب، وكفاءة عمل عضلة القلب وصماماته باستخدام الموجات الصوتيّة، لأخذ صور متحركة للقلب.[١٢]
- اختبار الإجهاد النووي: (بالإنجليزية: Nuclear stress test) يهدف هذا الفحص لقياس تدفق الدم إلى عضلة القلب أثناء الراحة وممارسة الرياضة، لإظهار أي مشاكل في التروية الدموية للقلب، أو أي تلف فيه، ويكون عن طريق استخدام صبغة مشعّة وآلة تصوير.[١٣]
- تصوير الأوعية التّاجية: (بالإنجليزية: Coronary angiogram) يُجرى هذا الفحص لتقييم تدفّق الدّم إلى القلب باستخدام الأشعّة السينية، والأوعية التاجية هي الأوعية المغذيّة لعضلة القلب، فيُستخدَم هذا الفحص للكشف عن أي تضيُّق فيها.[١٤]
- التصوير بالرنين المغناطيسي: (MRI) يُمكن استخدام هذا الفحص لإنشاء صورًا مفصّلة لمناطق مختلفة من الجسم باستخدام موجات الراديو وموجات مغناطيسية، فيمكنه الكشف عن الأمراض التي تصيب القلب والأوعية الدموية.[١٥]
- التصوير المقطعي المحوسب: (CT SCAN)، وهو أحد الاختبارات التصويرية المساعدة على رؤية الكثير من التفاصيل داخلها، إذ إنها تظهر تفاصيل أكثر مقارنة بالصور الناتجة عن التصوير بالأشعة السينية العادية، فيساعد على الكشف عن وجود أي جلطات داخل الجسم.[١٦]
- فحص الإمالة: (بالإنجليزية: Tilt table test) يساعد هذا الاختبار على تحديد أسباب الدوار أو الإغماء غير المبررة، وفيما إذا كان الأمر متعلّقًا بمعدل ضربات القلب أو ضغط الدم.[١٧]
ما أهمية عمل الفحص الدوري للقلب؟
يهدف الفحص الدوري للقلب إلى الكشف المبكّر عن أي أمراض مؤثرة في القلب، حتى قبل ظهور أية أعراض على الشخص، فالكشف المبكِّر عن مثل هذه الأمراض، وبدء العلاج مبكِّرًا يزيد من فرصة نجاح العلاج.[١٨]
متى يجب الخضوع لفحوصات القلب الدورية؟
توصي منظمة القلب الأمريكيّة (AHA) بالجدول الزمني التالي لإجراء فحوصات القلب:[٦]
الفحوصات | أوقات الإجراء |
ضغط الدّم | في كل زيارة للطبيب، أو على الأقل مرة واحدة سنويًّا في حال كان ضغط الدّم أقل من 80/120 ميليمتر زئبقي. |
الدهنيات | كل 4-6 سنوات لمعظم البالغين الأصحاء، أما في حال وجود عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، كالإصابة بالسكري أو وجود تاريخ عائلي من ارتفاع الكوليسترول في الدم، فيُوصَى بالفحص بشكل أكثر تكرارًا.[١٩]
|
الوزن | في كل زيارة للطبيب، كما قد يوصي الطبيب أحيانًا بقياس محيط الخصر إذا كان مؤشر كتلة الجسم أعلى من 25. |
سكر الدم | على الأقل كل 3 سنوات. |
السؤال عن التدخين، وممارسة الرياضة، والنظام الغذائي | في كل زيارة للطبيب. |
نصائح للحفاظ على صحة القلب
يمكن بيان التدابير المساعدة على الحفاظ على صحة القلب على النحو الآتي:[٢٠][٢١]
- مارس الرياضة باستمرار، مثلًا بإمكانك المشي 10 دقائق يوميًّا إن كنت لا تمارس الرياضة أبدًا، ومن ثم زيادة المدة تدريجيًا.
- احرص على رفع الأثقال عدة مرات يوميًا، فيمكنك البدء بكتاب ذو غلاف كرتوني، أو أي شيء بوزن 1 كيلوغرام، ثم قم بزيادة ذلك تدريجيًا، فهذا يساعد على شدّ العضلات.
- توقف عن التدخين إن كنت مدخنًا، وتجنُّب التعرُّض لدخان سجائر الآخرين.
- أكثر من تناول الفواكه والخضراوات.
- احرص على تناول وجبة الإفطار، ويُنصَح بتناول بعض الفاكهة أو الحبوب الكاملة مثل دقيق الشوفان فيها.
- ابتعد عن المشروبات المُحلاة بالسكر أو كثيرة السعرات الحرارية.
- تناول المكسرات مثل: الجوز، واللوز، والفول السوداني، فهي مفيدة للقلب، وأضفها إلى السلطات.
- تناول الأسماك والمأكولات البحريّة مرة واحدة أسبوعيًّا.
- تجنَّب تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون المتحوّلة (بالإنجليزية: Trans fats)، وهي الدهون المصنّعة والموجودة في السمن، والمأكولات المقلية، والوجبات السريعة.
- تنفّس بعمق وببطء لبضع دقائق عدّة مرّات في اليوم، فهذا قد يكون من شأنه أن يساعدك على الاسترخاء وخفض ضغط الدّم.
- حافظ على نظافة يديك وجسمك، واغسل يديك بالماء والصابون باستمرار، لتجنّب التعرّض لأي التهابات أو عدوى.
- اعتنِ بصحّة أسنانك، باستخدام خيط الأسنان يوميًّا، وذلك لتجنّب الإصابة بأمراض اللثة التي قد تكون عامل خطر لأمراض القلب.
- اتبع التدابير اللازمة المساعدة على تجنّب المشاعر السلبيّة مثل: التوتّر، والغضب، والقلق، إذ يرتبط الشعور المستمر بمثل هذه المشاعر بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
- احرص على الحصول على قسط كافِ من الراحة والنوم يوميًّا.
- تجنّب الجلوس لفترة طويلة دون حركة.
المراجع
- ↑ "Heart Health Tips", webmd, Retrieved 2/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Heart Check Up", goldenlifehospital, Retrieved 1/3/2021. Edited.
- ↑ "What's a normal resting heart rate?", mayoclinic, Retrieved 1/3/2021. Edited.
- ↑ "High blood pressure (hypertension)", Drugs.com, 16/1/2021, Retrieved 21/3/2021. Edited.
- ↑ "Obesity & Heart Disease", Cleveland Clinic Centennial, Retrieved 21/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Heart-Health Screenings", heart, Retrieved 1/3/2021. Edited.
- ↑ "Calculate Your Body Mass Index", nhlbi, Retrieved 1/3/2021. Edited.
- ↑ Michael A. Chen, David Zieve (27/1/2020), "High blood cholesterol levels", MedlinePlus Trusted Health Information for You, Retrieved 21/3/2021. Edited.
- ↑ "What is the normal range for a creatinine blood test?", medicalnewstoday, Retrieved 1/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Electrocardiography", msdmanuals, Retrieved 2/3/2021. Edited.
- ↑ "What Is a Cardiac Stress Test?", verywellhealth, Retrieved 2/3/2021. Edited.
- ↑ "Echocardiography", nhlbi, Retrieved 2/3/2021. Edited.
- ↑ "Nuclear stress test", mayoclinic, Retrieved 2/3/2021. Edited.
- ↑ angiograms are part of a general group,the most common type of cardiac catheterization procedure. "Coronary angiogram", mayoclinic, Retrieved 2/3/2021. Edited.
- ↑ "MRI scan", NHS, 9/8/2018, Retrieved 21/3/2021. Edited.
- ↑ Laura Marie Fayad, CT scan, or computed,fast (about one minute). "CT Scan Versus MRI Versus X-Ray: What Type of Imaging Do I Need?", Johns Hopkins Medicine, Retrieved 21/3/2021. Edited.
- ↑ "Tilt table test", mayoclinic, Retrieved 2/3/2021. Edited.
- ↑ "Cardiac (Heart) Screening", radiologyinfo, Retrieved 1/3/2021. Edited.
- ↑ "Getting Your Cholesterol Checked", CDC, 8/9/2020, Retrieved 21/3/2021. Edited.
- ↑ "10 small steps for better heart health", health.harvard., Retrieved 2/3/2021. Edited.
- ↑ "5 Things to Do Every Day to Keep Your Heart Healthy", Cleveland Clinic, Retrieved 21/3/2021. Edited.