لغط القلب

يُعرَف لغط القلب أو النفخة القلبية (Heart murmurs) هو الصوت الذي يسمعه الطبيب عبر سماعته عند تدفُّق الدم بشكل غير الطبيعي عبر صمامات القلب،[١] فخلال الفحص الجسدي يستخدم الطبيب سماعته، ويضعها في عدة مواقع من الصدر ليسمع الصوت الناتج عن تدفُّق الدم عبر القلب، وفي الأحوال الطبيعية يكون الصوت شبيه بصوت " lub-dub"،[١] لكن يُستخدَم مُصطلح لغط القلب في الحالات التي يسمع بها الطبيب أصوات أخرى شبيهة بالنفخ، أو الصفير، أو الخفقان.[٢]

تجدر الإشارة إلى أنّ معظم حالات لغط القلب غير ضارة، ولا تحتاج إلى أية علاج، إلا أنّها أحيانًا قد تُشير إلى وجود مشكلة في القلب.[٢]


أسباب لغط القلب

تختلف أسباب لغط القلب باختلاف نوعه، ويمكن بيان ذلك على النحو الآتي:


أسباب لغط القلب الحميد

لغط القلب الحميد هو لغط القلب الناتج عن تدفُّق الدم بسرعة أكبر عبر القلب، وهو غير ضار، ولا يتزامن مع وجود مشاكل في القلب، وتجدر الإشارة إلى أنّه قد يختفي مع الوقت، أو قد يستمر طوال حياة الشخص دون التسبُّب له بأية مشاكل، ومن أسباب لغط القلب الحميد ما يأتي:[٣]

  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • الحمل.
  • الإصابة بالحمّى.
  • الإصابة بفقر الدم.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية، أي زيادة مستوى هرموناتها داخل الجسم.
  • فترة المراهقة، إذ يمر الشخص فيها بمرحلة من النموّ السريع.
  • ارتفاع ضغط الدم.[٤]


يُعتقَد بوجود نسبة كبيرة من الأطفال الصغار والرضَّع يعانون من لغط القلب الحميد، والتي غالبًا ما تختفي مع البلوغ.[٥]


لغط القلب غير الطبيعي

ينتج لغط القلب غير الطبيعي عن وجود مشاكل في القلب، وغالبًا ما يحتاج إلى علاج،[٣] وهو النوع الأقل شيوعًا من لغط القلب،[٥] ومن أسبابه:[٣]

  • أمراض القلب الخلقية: كتلك التي تُسبِّب وجود فتحات في القلب، أو وجود مجرى غير طبيعي لتدفُّق الدم بين حجرات القلب، أو مشاكل في الصمامات.
  • اعتلال القلب التضخمي: وهو زيادة حجم القلب عن الحجم الطبيعي.
  • مشاكل في صمامات القلب: مثل تضيُّق الصمامات القلبية وتصلبها، أو عدم إغلاقها بالشكل الصحيح، الأمر الذي يُسبِّب ارتجاع الدم بالاتجاه المعاكس.
  • الأمراض المؤثرة في عضلة القلب: مثل: الحمى الروماتيزمية النادرة، أو التهاب الشغاف (Endocarditis) ويُعرَف هذا الأخير بأنّه العدوى التي تصيب الغشاء الداخلي المبطِّن لعضلة للقلب وصماماته.


أعراض لغط القلب

لا يُسبِّب لغط القلب عادةً أية أعراض، وإنمّا يكتشفه الطبيب أثناء القيام بفحص المريض لسبِّب ما، لكن يجب الإشارة إلى أنّ لغط القلب غير الطبيعي قد يُسبِّب بعض الأعراض، والتي تختلف باختلاف مُسبِّب ظهور صوت اللغط، ومن هذه الأعراض:[٦]

  • الشعور بالتعب أو الضعف.
  • ضيق التنفُّس خصوصًا عند ممارسة التمارين الرياضية.
  • ألم في الصدر.
  • تسارع ضربات القلب أو الخفقان.
  • انتفاخ القدمين، أو الكاحلين، أو منطقة البطن.
  • الشعور بالدوخة أو الإغماء.
  • تغيُّر لون الجلد إلى الأزرق.[٧]
  • السعال المزمن.[٧]


ومن الأعراض التي قد تظهر على الأطفال الرضَّع حديثي الولادة الذين يعانون من لغط القلب غير الطبيعي:[٧]

  • صعوبة إرضاع الطفل.
  • توقُّف النموّ.
  • ظهور لون الجلد بلون أزرق أثناء الرضاعة أو أثناء فترة نشاط الطفل.
  • صعوبة التنفُّس.
  • اهتياج الطفل الشديد.


متى تجب مراجعة الطبيب؟

أُشير سابقًا إلى أنّ معظم حالات لغط القلب غير خطيرة، لكن يُنصَح بمراجعة الطبيب في حال الشك بإصابة الطفل بلغط القلب، وذلك ليحدد الطبيب ما إن كان لغط القلب لديه حميدًا لا يحتاج إلى أي علاج، أو أنّه ناتج عن وجود مشاكل في القلب تتطلب العلاج.[٨]


يُنصَح بمراجعة الطبيب في أي من الحالات الآتية:[٤]

  • الشعور بألم في الصدر.
  • الشعور بخفقان القلب.
  • حدوث ضيق في التنفُّس، أو الشعور بالإعياء، أو الإغماء دون وجود سبب واضح.


تشخيص لغط القلب

بعد سماع لغط القلب، لا بدّ للطبيب من معرفة سبب حدوثه،[٩] وتجدر الإشارة إلى عدم قدرة الطبيب على التمييز بين لغط القلب الحميد ولغط القلب غير الطبيعي عبر السماعة فقط، فلا بدّ من إجراء فحوصات أخرى للتمييز بينهما،[٥] لكن على الرغم من ذلك قد يساعد تحديد موقع الصوت، ومدته، ودرجة علّوه على تحديد سبب حدوثه وشدة المرض، فمثلًا يُصنَف علوّ صوت لغط القلب إلى 6 درجات، بحيث يصعب سماع الدرجة الأولى، في حين تكون الدرجة السادسة الأكثر علوًا،[٩] كما يساعد معرفة الطبيب وقت حدوث اللغط أثناء خروج الدم أو دخوله إلى القلب، والعوامل المحفزة لظهوره على تمييز ما إذا كان لغط القلب حميدًا أو غير طبيعيًا.[١٠]


في حال الاعتقاد بأنّ لغط القلب غير طبيعي لا بد من إجراء بعض الفحوصات الأخرى، والتي تتضمن:[١٠]

  • صورة الإيكو: والذي يُعرَف عمومًا باسم الإيكو، ويعد هذا الفحص الرئيسي المساعد على معرفة سبب حدوث لغط القلب، وفيه تُستخدَم موجات فوق صوتية لأخذ صورة مفصلة عن القلب، ويساعد على تحديد ما إذا كان هناك أي مشاكل في الصمامات.
  • التصوير بالأشعة السينية لمنطقة الصدر: تُعرَف أيضًا باسم أشعة X، والتي تساعد على معرفة ما إذا كان القلب متضخمًا في حجمه.
  • تخطيط القلب: (ECG) يساعد هذا على تحديد النشاط الكهربائي للقلب، وذلك عن طريق وضع مجسات على مناطق محددة من صدر المُصاب، فيساعد على الكشف عن انتظام ضربات القلب.
  • القسطرة القلبية: يُستخدَم هذا الفحص عادةً في حال فشل الفحوصات الأخرى بإعطاء نتائج محدّدة للتشخيص، ويساعد هذا على رؤية تدفُّق الدم عبر صمامات القلب والأوعية الدموية، كما يمكن من خلاله قياس الضغط داخل حجرات القلب.


علاج لغط القلب

لا يحتاج لغط القلب ذاته إلى أية علاج، وإنمّا أحيانًا من الضروري علاج المشاكل المُسبِّبة لحدوث لغط القلب، خصوصًا في حال ظهور الأعراض غير الطبيعية على المُصاب، وفي هذه الحالة يختلف العلاج باختلاف المرض المُسبِّب لحدوث لغط القلب،[١١] فقد يتضمن العلاج علاج المشاكل المُسبِّبة لحدوث لغط القلب الحميد إن وجدت، كعلاج فقر الدم، وعندها يختفي لغط القلب مع علاج المشكلة، أما في حال عدم وجود مشاكل مُسبِّبة له فلا يحتاج المُصاب إلى أية علاج، لكن في حال الإصابة بلغط القلب غير الطبيعي فقد يتضمن العلاج أخذ الأدوية التي تهدف إلى التخفيف من أعراض المُصاب، والعمليات الجراحية الهادفة لإصلاح مشاكل الصمامات أو الثقوب في القلب.[٦]


تعرف على علاج لغط القلب.


الوقاية من لغط القلب

لا يمكن الوقاية من الإصابة بلغط القلب في معظم الحالات، ما عدا في الحالات التي ينتج فيها عن الإصابة ببعض المشاكل الأخرى، فمثلًا علاج ارتفاع ضغط الدم، أو اتباع التدابير اللازمة للوقاية من الإصابة بعدوى القلب قد تساعد على الوقاية من الإصابة بلغط القلب.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب "Heart Murmur", Cleveland Clinic, Retrieved 17/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Heart murmurs", MedlinePlus , 7/7/2020, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Heart murmur", healthdirect, 3/2020, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت James Beckerman (7/8/2020)، "What Are Heart Murmurs?"، WebMD، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Heart murmur", Better Health Channel, Retrieved 17/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Heart Murmurs", Cedars-Sinai, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت Jessica Caporuscio (25/10/2019), "What to know about heart murmurs", MedicalNewsToday, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  8. "Heart murmurs", NCH Healthcare System , 24/10/2020, Retrieved 18/1/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Heart Murmurs and Valve Disease", American Heart Association, 8/5/2020, Retrieved 17/1/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Heart murmurs", Drugs.com, 24/10/2020, Retrieved 17/1/2021. Edited.
  11. "What is a heart murmur?", Heart Foundation., Retrieved 17/1/2021. Edited.