ضغط الدم هو أحد المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان، إذ إن الضغط يُمثل القوة التي تُجبر الدم على التدفق عبر الدورة الدموية، وبدونه لن يتم توصيل الأكسجين أو العناصر الغذائية عبر الشرايين إلى الأنسجة والأعضاء، وبصورة طبيعية فإن ضغط الدم يرتفع ضمن مدى معين، وهو مُعرض للارتفاع والانخفاض تأثراً بالعوامل المختلفة، وفي هذا المقال سنتحدث عن أحد أنواع ارتفاع ضغط الدم، وهو ارتفاع ضغط الدم الطفيف.[١]


ارتفاع ضغط الدم الطفيف

يُعرف ارتفاع ضغط الدم الطفيف (بالإنجليزيّة: Mild hypertension) أيضاً بمصطلحاتٍ أخرى؛ وهي المرحلة الأولى من ارتفاعِ ضغط الدم (بالإنجليزيّة: Stage I Hypertension)، أو ما قبل فرط ضغط الدم (بالإنجليزيّة: Prehypertension)، وتُعبر جميعها عن الحالة التي تتراوح فيها قراءة ضغط الدم الانقباضي (الرقم الأول) ما بين 120 و 139 ملم زئبقي، أو إذا تراوحت قراءة ضغط الدم الانبساطي (الرقم الثاني) ما بين 80 و 89 ملم زئبقي،[٢] ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الحالة هي علامة تحذيرية على احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن في المستقبل، ما لم يتم اتخاذ خطوات لخفض ضغط الدم،[٣] وفي الحقيقة يُمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية؛ مثل: النوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وأمراض القلب التاجية، وفشل القلب، والفشل الكلوي.[٢]


أعراض ارتفاع ضغط الدم الطفيف

في الحقيقة لا يُسبب ارتفاع ضغط الدم الطفيف عادةً ظهور أيّة أعراض، وقد تكون الطريقة الوحيدة للكشف عن الإصابة بهذه الحالة هي مُتابعة قراءات ضغط الدم، وذلك من خلال التَحقَّق من ضغط دم عند كل زيارة للطبيب، أو عن طريق استخدام جهاز قياس ضغط الدم المنزلي.[٤]


أسباب وعوامل خطر ارتفاع ضغط الدم الطفيف

بشكلٍ عام إنّ زيادة الضغط على جدران الشرايين قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الطفيف أو فرط ضغط الدم، وفي بعض الأحيان قد يُعزى ارتفاع ضغط الدم إلى الإصابة بحالة مرضية أساسيّة، أو إلى بعض العوامل التي يُمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم الطفيف، ونذكر من هذه العوامل ما يأتي:[٤][٥]

  • زيادة الوزن أو السمنة، حيثُ تُعد زيادة الوزن أحد عوامل الخطر الأساسية، فكلّما زادت كتلة الجسم، احتاج الشخص إلى المزيد من الدم لتزويد الأنسجة بالأكسجين والمواد الغذائية.
  • العُمُر، حيثُ يكون ارتفاع ضغط الدم الطفيف أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنًا مُقارنة مع كبار السن.
  • الجنس، إذ يُعد ارتفاع ضغط الدم الطفيف أكثر شيوعًا عند الرجال منه لدى النساء حتى سن 55 عامًا، في حين أنّ النساء أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بعد سن 55 عامًا.
  • التاريخ العائلي، ففي حال كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى كأحد الوالدين أو الأشقاء، مصابًا بارتفاع ضغط الدم، فذلك يزيد من احتمالية الإصابة لدى الشخص.
  • العِرق، إذ ينتشر ارتفاع ضغط الدم الطفيف على وجه التحديد بين الأشخاص ذوي البشرة السمراء مقارنة بأقرانهم من ذوي البشرة البيضاء.
  • قلة النشاط البدني، حيثُ يُمكن أن تؤدي عدم ممارسة الرياضة إلى زيادة الوزن واحتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم الطفيف.
  • اتباع نظام غذائي غني بالملح أو منخفض البوتاسيوم.
  • التدخين، أو حتى التعرض للتدخين السلبي والذي يُمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • تناول كميات كبيرة من الكحول.
  • الإصابة ببعض الحالات المزمنة، بما في ذلك أمراض الكلى، وداء السكري، وانقطاع النفس النومي (بالإنجليزيّة: Sleep apnea).


تشخيص ارتفاع ضغط الدم الطفيف

في الحقيقة يتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم الطفيف من خلال إخضاع المريض لاختبار قياس ضغط الدم، ونظرًا لأن ضغط الدم يميل إلى التقلّب بشكلٍ مستمر، فإن تشخيص ارتفاع ضغط الدم الطفيف يعتمد على أخذ متوسط​​ قراءتين أو أكثر من قراءات ضغط الدم المأخوذة في أوقات منفصلة وبطريقة مُنتظمة، وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال كان لِدى الشخص تاريخ عائلي من ارتفاع ضغط الدم، فمن المهم الحصول على قراءات منتظمة لضغط الدم، وقد يوصي الطبيب بتسجيل قراءات ضغط الدم في المنزل وتقديم أيّة معلومات إضافية.[٦]


علاج ارتفاع ضغط الدم الطفيف

على عكس ارتفاع ضغط الدم، فإن علاج ما قبل ارتفاع ضغط الدم في العادة لا يعتمد على العلاجات الدوائية بصورة أساسية، بحيث يعتمد العلاج بشكلٍ أساسيّ على إجراء تغييرات على نمط الحياة والتي يمكن أن تساعد على إبطاء أو الحد من تطور ارتفاع ضغط الدم، وفيما يلي بيان لأبرز تغييرات نمط الحياة التي يُمكن أن تُساعد في خفض ضغط الدم:[٧]

  • اتباع حمية غذائية: يُعد نظام داش (DASH) الغذائي، من أفضل الحميات الغذائية التي يُمكن أن تُساعد على خفض ضغط الدم، حيث يمكن لهذا النظام الغذائي أن يُساهم في خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 10 إلى 22 مليمتراً زئبقي، وتنطوي هذه الحمية على خفض كمية الصوديوم الغذائي إلى 2300 ملغرام في اليوم أو أقل، بالإضافة إلى تقليل استهلاك الدهون الحيوانية، والأطعمة المصنعة، ويُمكن تناول الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدسم.[٨]
  • ممارسة التمارين الرياضية: يُمكن أن تُساهم ممارسة التمارين المعتدلة، مثل المشي السريع، لمدة لا تقل عن 30 دقيقة، في خفض الضغط الانقباضي بمقدار 4 إلى 9 مليمترات زئبقي.[٨]
  • السيطرة على الإجهاد: حيثُ تُشير العديد من الدراسات إلى أن ممارسة التأمل وأساليب الاسترخاء الأخرى يمكن أن تساعد على خفض ضغط الدم.[٨]
  • فقدان الوزن الزائد: يمُكن أن يؤدي فقدان الوزن الزائد إلى خفض ضغط الدم المرتفع، حيثُ تشير بعض الدراسات إلى أن فقدان الوزن البسيط قد يمنع ارتفاع ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.[٢]
  • مُراقبة ضغط الدم: حيثُ ينبغي اتباع تعليمات الطبيب بشأن فحص ضغط الدم بشكلٍ مُنتظم، فبهذه الطريقة يُمكن الكشف المبكر عن أي تغيرات قد تطرأ على ضغط الدم، واتخاذ خطوات أكثر جديّة للتعامل معها قبل حدوث أي ضرر.[٩]


عادةً ما يتم اللجوء للعلاج الدوائي في حال عدم استجابة المريض لتغييرات نمط الحياة ولم يقل ضغط الدم عن 130/80 مليمتر زئبقي، خاصّةً في المرضى الذين يعانون من داء السكريّ، أو الفشل الكلوي المزمن، وذلك بحسب ما أشارت به توصيات اللجنة الوطنيّة المشتركة السابعة (بالإنجليزيّة: The seventh Joint National Committee)، واختصاراً (JNC-7).[١٠]


الوقاية من ارتفاع ضغط الدم الطفيف

يُمكن الوقاية من الإصابة بارتفاع ضغط الدم الطفيف من خلال اتباع تغييرات نمط الحياة التي ذكرناها سابقاً في فقرة العلاج.[٤]

المراجع

  1. "What is a normal blood pressure?", medicalnewstoday, Retrieved 16/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Prehypertension: Are You at Risk?", webmd, Retrieved 16/4/2021. Edited.
  3. "Prehypertension, what it causes and how to reverse it", getqardio, Retrieved 16/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Elevated blood pressure", mayoclinic, Retrieved 16/4/2021. Edited.
  5. "Prehypertension", drugs, Retrieved 16/4/2021. Edited.
  6. "What is Prehypertension?", baptisthealth, Retrieved 16/4/2021. Edited.
  7. "Prehypertension in Adults", winchesterhospital, Retrieved 16/4/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Prehypertension: Does it really matter?", health.harvard, Retrieved 16/4/2021. Edited.
  9. "Keeping Prehypertension in Check", everydayhealth, Retrieved 16/4/2021. Edited.
  10. is defined as systolic,the 2 pressures is applied. "Management of Prehypertension", ahajournals, Retrieved 16/4/2021. Edited.