مرض الضغط عند الأطفال

يُشار إلى أن الطفل مصاب بمرض ضغط الدم المرتفع عندما تكون قراءات الضغط لديه أعلى من معظم الأطفال الذين هم من نفس العمر والطول والجنس، ولكن لا توجد قراءة معينة تحدد ارتفاع مستوى الضغط عند الطفل نظرًا للتغيرات المستمرة التي تحدث خلال نموه،[١] ويجدر الذكر أن ضغط الدم هو كمية القوة التي يُحدثها الدم على جدران الشريان عند تدفقه عبر هذا الشريان.[٢]

انتشار مرض الضغط عند الأطفال

بحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، ازدادت نسب انتشار مرض الضغط المرتفع بين الأطفال والمراهقين على مر الأعوام، خاصةً لدى الأطفال الذكور، وتبلغ نسب الإصابة بمرض ضغط الدم المرتفع حوالي 3.5% لدى الأطفال والمراهقين حسب ما أشارت إليه الأكاديمية في عام 2017.[٣]


أعراض مرض الضغط عند الأطفال

في أغلب الأحيان، لا تظهر أعراض على الأطفال المصابين بارتفاع ضغط الدم،[٤] لذا فإن الطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك هي عبر القيام بفحوصات دورية تكشف عن قراءات ضغط الدم عند الطفل،[٥] إلا أنه في حال أصبح المرض شديداً، ورافقه بعض المشاكل في الكلى، أو في القلب، أو في الجهاز العصبي، فإن ذلك قد يسبب في ظهور بعض الأعراض،[٤] ومنها:[٦]

  • الشكوى من الصداع المستمر.
  • زغللة الرؤية.
  • الشعور بألم في الصدر.
  • وجع البطن.
  • وجود مشاكل في التنفس.
  • النوبات الصرعية.[١]
  • خفقان القلب.[١]



إذا كان الطفل يعاني من أياً من هذه الأعراض تجب مراجعة الطبيب.




اقرأ: معدل ضغط الدم الطبيعي للطفل، ومتى تجب استشارة الطبيب؟

أسباب مرض الضغط عند الأطفال

لا توجد أسباب معينة لارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال في العادة، وهذا ما يُسمى بارتفاع ضغط الدم الأساسي (بالإنجليزية: Essential hypertension)، لكن عادةً ما يرتبط مرض ضغط عند الأطفال بظروف صحية أُخرى، أو نتيجة تناول أنواع معينة من الأدوية، وهذه ما تسمى بالأسباب الثانوية، وقد تتضمن الأمراض والحالات المسؤولة عن الإصابة بضغط الدم المرتفع عند الأطفال ما يلي:[٧]

  • وجود مشاكل في الغدة الدرقية.
  • وجود مشاكل في القلب.
  • وجود مشاكل في الكلى.
  • الإصابة بأورام معينة في الجسم.
  • الإصابة بمتلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم.
  • تناول بعض الأدوية، مثل: أدوية الستيوريدات، أو أدوية مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، أو بعض الأدوية المستخدمة في علاج نزلات البرد.


عوامل خطر الإصابة بمرض الضغط عند الأطفال

توجد بعض عوامل الخطر التي إن وجدت لدى الطفل، فإنها تزيد من احتمالية الإصابة بمرض الضغط، أهمها السمنة، والتي قد لا يقتصر تأثيرها على ضغط الدم فحسب، بل قد تؤثر على عمل القلب وتسبب عدداً من الأمراض الأخرى،[٨] وتتضمن بعض عوامل الخطر الأخرى ما يلي:[٩]

  • وجود تاريخ عائلي من الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.
  • تناول كميات كبيرة من الأطعمة المالحة.
  • الجنس الذكوري.
  • تدخين الأم أثناء فترة الحمل.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
  • الإصابة بمرض السكري.
  • انخفاض وزن الجنين عند الولادة.


تشخيص الإصابة بمرض الضغط عند الأطفال

يتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال من خلال زيارات الطبيب الروتينية، وقياس مستوى الضغط في الدم خلال هذه الزيارات، ومقارنة النتائج مع نتائج أُخرى طبيعية لأطفال من نفس العمر والوزن والجنس،[١٠] وفي حال الشك بارتفاع ضغط الدم عند الطفل، سيقوم الطبيب بإجراء عدد من الفحوصات للتأكد من سبب الارتفاع، وتتضمن هذه الفحوصات:[٥]

  • اختبارات الدم: لقياس مستويات السكر في الدم، وعدد خلايا الدم الحمراء.
  • اختبارات البول.
  • الموجات فوق الصوتية للكلى: تستخدم الموجات فوق الصوتية موجات عالية التردد والصدى لتكوين صور للأعضاء والهياكل في الجسم، إذ إنّها تقوم بتزويد الطبيب بمعلومات عن حجم وشكل الكلى، وما إن كان فيها أي مشاكل تتسبب في ارتفاع ضغط الدم.
  • مخطط صدى القلب: وهو اختبار يستخدم الموجات الصوتية لإنشاء صورة مفصّلة ومتحركة للقلب، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على اكتشاف أي مشاكل صحية فيه.


علاج مرض الضغط عند الأطفال

يعتمد علاج ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال على سببه، إذ إنّه يُعالج بعلاج الأمراض المسببة له، أو بالتوقف عن تناول الأدوية المسببة في ارتفاع ضغط الدم، لكن بعد استشارة الطبيب المختص أولاً،[٧] أما الأنواع الأخرى من ضغط الدم، فإن الطبيب عادةً ما يوصي بإجراء تغييرات في نمط حياة الطفل المصاب بارتفاع ضغط الدم، منها:

  • تقديم الأطعمة المغذية منخفضة السعرات الحرارية للطفل: مثل الفواكه والخضروات كنوع من الوجبات الخفيفة بين وجبات الطعام الرئيسية، وذلك بدلاً من الأطعمة الغنية بالسكريات المضافة.[١١]
  • تشجيع الطفل على تناول الأطعمة قليلة الملح: فهو معروف بأنه من أهم عوامل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.[١١]
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: لمدة 60-30 دقيقة 3 مرات في الأسبوع على الأقل، لكن يجب ألا يقوم الأطفال الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الشديد بأي نوع من أنواع رفع الأثقال أو تمارين القوة حتى يوافق الطبيب على قيامهم بها.[١٢]
  • التقليل من وقت مشاهدة التلفاز أو استخدام الهواتف: والأنشطة الأخرى التي تقلل من حركة الطفل، وحصرها إلى أقل من ساعتين في اليوم.[١٣]
  • فقدان الوزن في حالة زيادة الوزن.[١٤]
  • تناول الأدوية المخفّضة لضغط الدم: وذلك إذا لم تنجح تغيرات نمط الحياة في المساعدة على خفض ضغط الدم لدى الطفل، ومن الأدوية هذه ما يلي:[١٠]
  • مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: ACEI).
  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (بالإنجليزية: ARBS).
  • حاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
  • حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)
  • مدرات البول.


الوقاية من مرض الضغط عند الأطفال

يمكن الوقاية من الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال في حال كان ناتجاً عن الأسباب الثانوية عن طريق معرفة السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى حدوثه والسيطرة عليه، أما الأنواع الأخرى من ضغط الدم، فإنه يمكن الوقاية منها من خلال الالتزام بنمط حياة صحي كما ورد ذكره في العلاج.[١٤]


دواعي مراجعة الطبيب

ينبغي قياس ضغط الدم لدى الطفل بدايًة من عمر 3 سنوات أو حتى أقل في حال وجود عوامل خطر الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم لديه، بما في ذلك الولادة بوزن منخفض، أو الولادة المبكرة، أو في حالة إصابته بحالة مرضية معينة تُسبب خطر الارتفاع في ضغط الدم، مثل أمراض خلقية في القلب، أو وجود مشاكل في الكلى، ويجب فيما بعدها الاستمرار في قياس ضغط الدم بشكل دوري حتى وإن كانت قراءات الضغط الأولى طبيعية، وفي حال أكّد الطبيب إصابة الطفل بمرض الضغط، فإنه قد يستمر في فحصه بشكل متكرر للتأكد من عدم تفاقم مرض ضغط الدم سوءاً، وتسببه في حدوث مضاعفات لدى الطفل.[١][٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "High blood pressure in children", mayoclinic, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  2. "Hypertension symptoms & causes in children", childrenshospital, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  3. "Clinical Practice Guideline for Screening and Management of High Blood Pressure in Children and Adolescents", pediatrics.aappublications, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Screening & Treating Kids for High Blood Pressure: AAP Report Explained", healthychildren, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Pediatric High Blood Pressure (Hypertension)", childrens, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  6. "Hypertension symptoms & causes in children", childrenshospital, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "High blood pressure - children", medlineplus, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  8. James Beckerman (11/9/2020), "High Blood Pressure in Children", webmd, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  9. Dr Mary Harding (19/12/2016), "Hypertension in Childhood", patient, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "High Blood Pressure in Children: Management and Treatment", clevelandclinic, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "High Blood Pressure in Kids and Teens", cdc, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  12. Robert S. Mathias, "Hypertension (High Blood Pressure)", kidshealth, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  13. "High blood pressure - children", medlineplus.gov, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  14. ^ أ ب ٪ 20 أو٪ 20 أكثر. "Pediatric Hypertension", hopkinsmedicine, Retrieved 31/1/2021. Edited.