أمراض القلب وكثرة التبول، ما العلاقة؟

تعني كثرة التبوّل الرغبة المستمرّة بالتبوّل بشكل أكثر من المعتاد، وهذا قد يؤثّر في النشاطات اليوميّة للفرد، كما قد يكون علامة على وجود مشكلة صحيّة،^[١] فهل لأمراض القلب علاقة بهذا؟ وكيف يمكن التخفيف منه؟

أمراض القلب وكثرة التبول

أشارت أحد الدراسات المنشورة في مجلة International Neurourology Journal عام 2018 ميلادي إلى أنّ ما يصل إلى حوالي 50% من الأشخاص المُصابين بالقصور القلبي يعانون من كثرة التبوّل وسلس البول،^[٢] فقد يتسبّب القصور القلبي وبعض الأدوية المُستخدَمة لعلاجه بمشاكل في الأمعاء والمثانة كعرض جانبي، ومنها:^[٣]

• كثرة التبوّل، أي أكثر من 8 مرات باليوم الواحد.
• الشّعور برغبة مفاجئة وملحّة بالحاجة للتبول.
• سلسل البول أي تسرُّب بعضًا من البول أثناء الذهاب للتبول.
• الاستيقاظ ليلًا أكثر من مرتين في الليلة الواحدة بهدف التبوّل.

كيف تسبب أمراض القلب كثرة التبول؟

تسبَّب أمراض القلب كثرة التبوّل عن طريق الآتي:^[٤]

• ضعف عضلة القلب: في هذه الحالة تعجز عضلة القلب عن القيام بعملها بكفاءة، فلا تضخ الدّم بالطريقة الصحيحة، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الجسم، فيحاول الجسم التخلُّص من السوائل الزائدة عن طريق الكلى، ممّا يؤدي إلى إنتاج كميات أكبر من البول وكثرة التبوّل.
• الآثار الجانبية لبعض الأدوية المُستخدَمة لعلاج قصور القلب: ومن ذلك أدوية مدرات البول، التي تُستخدَم بهدف التخلُّص من السوائل المتراكمة داخل الجسم، وكذلك بعض الأدوية الأخرى المُستخدمّة لتحسين عمل القلب مثل: مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEI)، وهي الأدوية التي تنتهي أسماؤها العلمية بمقطع بريل (pril) مثل ليزنزبريل (®Zestril)،^[٢][٥] وحاصرات مستقبلات أنجيوتنسين 2‏ (ARBS) وهي الأدوية التي تنتهي أسماؤها العلمية بمقطع سارتان (sartan) مثل فالسارتان (®Diovan).^[٢][٦]

كيف تؤثر كثرة التبول في مرضى القلب؟

يؤثر كثرة التبوّل في مرضى القلب على النحو الآتي:^[٣]

• زيادة التعب الذي يشعر به المريض: فكثرة التبوّل واستيقاظ المريض من نومه عدّة مرات مسرعًا للذهاب إلى الحمام أو طوال اليوم يفاقم التعب لدى مرضى القصور القلبي، الذي يعانون أساسًا من التعب نتيجة ضعف عضلة القلب.
• احتمالية السقوط لكبار السن: ويكون ذلك نتيجة حاجتهم المتزايدة للذهاب والإسراع إلى المرحاض ليلًا.

عدد مرات التبوّل الطبيعيّة في اليوم

قد يحتاج معظم النّاس إلى التبول من 4-10 مرات في اليوم الواحد،^[٧] كما قد يستيقظ البعض للذهاب للتبول أثناء النوم مرة واحدة في الليلة، وهذا أمر طبيعي وخاصة بعد شرب المشروبات التي تحتوي الكافيين، أو لمجرد تناول الكثير من السوائل قبل النوم مباشرةً، ولكن لا بد من مراجعة الطبيب في حال الاستيقاظ عدة مرات خلال الليل بهدف التبوّل.^[٨]

نصائح للتقليل من كثرة التبول المرتبطة بأمراض القلب

إنّ اتّباع بعض العادات والتغيير من نمط الحياة قد يساهم في التقليل من كثرة التبوّل المرتبطة بأمراض القلب، ومن هذه النصائح ما يلي:^[٩]

• استشارة الطبيب لتحديد العوامل المسبّبة أو المساهِمة في استمرار المشكلة، لعلاجها تحت إشراف الطبيب.
• استخدام معدّات خاصّة للتبوّل للتخفيف من تأثير التبول المتكرر، مثل استخدام زجاجة البول غير المنسكبة (بالإنجليزية: Non‐spill urine bottle)، وهذا يقلِّل من خطر السقوط ليلًا.
• الحد من تناول المشروبات والأطعمة التي تحتوي على الكافيين، وتجنُّب شرب الكحول.^[١]
• تناول طعام صحي والحفاظ على النشاط البدني.^[١]
• ممارسة التمارين المقوية لعضلات قاع الحوض والمثانة مثل تمارين كيجل.^[١]
• علاج الإمساك في حال وجوده، فقد يحسّن هذا بشكل غير مباشر من كثرة التبوّل، إذ إن الإمساك قد يزيد الضغط على المثانة البولية أو مجرى البول، وذلك من خلال تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف، واستخدام بعض الأدوية تحت إشراف الطبيب.^[١]

علامَ يدل التبوّل المتكرّر؟

لا ترتبط كثرة التبوّل دائمًا بالإصابة بالأمراض والمشاكل الصحيّة، فقد تنتج عن كثرة شرب السوائل، أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين، وأحيانًا تكون جزء من عادات الشخص، وفي حالات أخرى قد تكون نتيجة الشعور بالتوتر، أو تناول بعض الأدوية كالأدوية المدرة للبول، أو نتيجة الإصابة بالأمراض، منها أمراض القلب، أو تلك المؤثرة في المثانة، أو الكلى، أو نتيجة الإصابة ببعض الأورام، أو بعض أنواع العدوى.^[١]

متى يجب رؤية الطبيب حول كثرة التبول؟

يجب زيارة الطبيب لمتابعة التبول المتكرر أكثر من المعتاد في الحالات التالية:^[١٠]

• عدم وجود أيّة أسباب واضحة لكثرة التبوّل، مثل شرب الكثير من السوائل أو الكحول أو الكافيين.
• تأثير كثرة التبوّل سلبًا في النوم والقدرة على ممارسة الأنشطة اليومية.
• ملاحظة وجود دم في البول.
• تغيّر لون البول إلى الأحمر أو البني الدّاكن.
• الشّعور بالألم أثناء التبوّل.
• الشعور بالألم في الجانب، أو أسفل البطن، أو الحوض.
• صعوبة في التبوّل أو تفريغ المثانة.
• الشعور بالحاجة الملحّة للتبوّل باستمرار.
• فقدان السيطرة على المثانة.
• الحمى.