يشير مصطلح تشوهات القلب الخلقية إلى مجموعة من العيوب التي قد تصيب القلب أثناء نمو الجنين في رحم الأم،[١]ويُعد مرض رُباعية فالو أحد أكثر تشوهات القلب شيوعًا، وسنتحدث في هذا المقال عن تفاصيل تشوه رُباعية فالو.[٢]
رباعية فالو
رباعية فالو (بالإنجليزية: Tetralogy of Fallot) هو تشوه خلقي يؤثر في تدفق الدم عبر القلب، ويتضمن وجود أربع مشاكل في القلب، وهي على النحو التالي:[٣]
- تشوه الحاجز البطيني: (بالإنجليزية: Ventricular Septal Defect)، وهو ثقب يوجد بين الحجرتين السفليتين للقلب.[٣]
- تضيق الصمام الرئوي: (بالإنجليزية: Pulmonary Stenosis)، وهو عيب خلقي يؤدي إلى تضيق في الصمام الرئوي والشريان الرئوي الرئيسي.[٣]
- تضخم البطين الأيمن: (بالإنجليزية: Right Ventricular Hypertrophy)، حيث تزداد سماكة الطبقة العضلية للبطين الأيمن.[٣]
- الأبهر الممتطي: (بالإنجليزية: Overriding Aorta)، حيث يكون موقع الشريان الأبهر فوق ثقب الحاجز البطيني مباشرةً، أي أنه يكون مفتوحًا على كلا البطينين، مما يؤدي إلى مرور الدم غير المؤكسد الموجود في البطين الأيمن عبر الشريان الأبهر.[٤]
نسبة انتشار رباعية فالو
بحسب الدراسة المنشورة في مجلة (Orphanet Journal of Rare Diseases) عام 2019م، يمكن تصنيف تشوه رباعية فالو على أنه مرض نادر، حيث تظهر هذه الحالة لدى نحو 3 مواليد من كل 10000 مولود حي على مستوى العالم، ولكن إذا ما تمّت مقارنته بتشوهات القلب الخلقية الأخرى، فيُعد رباعية فالو أكثرها شيوعًا، حيث يمثل ما نسبته 5-10% من مجموع الحالات المصابة بتشوهات القلب الخلقية.[٥]
أعراض رباعية فالو
تختلف شدة أعراض رباعية فالو باختلاف مدى إعاقة تدفق الدم من البطين الأيمن إلى الرئتين، ويُمكن ذكر أبرز الأعراض على النحو التالي:[٦]
- ازرقاق الجلد (بالإنجليزية: Cyanosis)، ويحدث ذلك نتيجة انخفاض نسبة الأكسجين في الدم.
- الشعور بضيق في النفس، والتنفس السريع، خاصةً عند الرضاعة أو بذل مجهود.
- حدوث إغماء.
- تعجُّر الأصابع (بالإنجليزية: Clubbing)، وهي تغيّرات في شكل رؤوس الأصابع بحيث تزداد استدارتها في منطقة بطانة الظفر.
- بطء كسب الوزن.
- الشعور بالتعب بسرعة بعد اللعب أو بذل أي مجهود.
- الشعور بالاضطراب، والبكاء لفترات طويلة.
- سماع صوت نفخة في القلب أو لغط القلب (بالإنجليزية: Heart Murmur).
- نوبات الزّرقة (بالإنجليزية: Tet spells)، وتتمثل بحدوث ازرقاق مفاجئ في الجلد، والأظافر، والشفتين، بعد البكاء أو الرضاعة، وعادة ما تصيب هذه النوبات الأطفال الرّضع من عمر شهرين إلى 4 شهور.
دواعي زيارة الطبيب
تجدر الإشارة إلى أنه تنبغي زيارة الطبيب على الفور عند ظهور أي من الأعراض التالية على الطفل:[٦]
- صعوبة في التنفس.
- ازرقاق الجلد.
- الإغماء.
- التشنجات.
- الضعف العام في الجسم.
- الاضطراب.
الأسباب وعوامل الخطر
لا يُعرف حتى الآن السبب وراء حدوث تشوه رباعية فالو، وقد تُعزى بعض تشوهات القلب الخلقية إلى وجود مشاكل جينية أو كروموسومية،[٣]كما يوجد العديد من عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية الإصابة بهذه الحالة، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:[٧]
- استهلاك المشروبات الكحولية أثناء الحمل.
- إصابة الأم بمرض السكري.
- تقدم عمر الحامل، حيث تزداد فرص إصابة الأطفال الذين يولدون لأمهات تزيد أعمارهن عن 40 عامًا.
- سوء التغذية أثناء الحمل.
- الإصابة بعدوى فيروسية أثناء الحمل، مثل الحصبة الألمانية (بالإنجليزية: Rubella).
- وجود اضطرابات كروموسومية لدى الجنين، مثل متلازمة داون (بالإنجليزية: Down syndrome)، أو متلازمة ألاجيل (بالإنجليزية: Allagile syndrome)، أو متلازمة دي جورج (بالإنجليزية: DiGeorge syndrome).
تشخيص رباعية فالو
يمكن تشخيص بعض حالات رباعية فالو أثناء الحمل من خلال إجراء فحص مخطط صدى القلب الجنيني (بالإنجليزية: Fetal Echocardiogram)، أما بعد الولادة فيُمكن للطبيب الكشف عن هذا التشوه من خلال ملاحظة وجود أي من الأعراض السابقة، وإجراء الفحص السريري الذي يُمكن من الاستماع إلى صوت نفخة القلب،[٨]ويلجأ الطبيب أيضًا إلى إجراء أي من الفحوصات التالية:[٩]
- قياس مستوى تشبع الأكسجين (بالإنجليزية: Pulse Oximeter)، وهو جهاز صغير مزود بحساس يوضع على طرف أصبع اليد أو القدم، أو الأذن، ويقيس مستوى الأكسجين في الدم.
- مخطط كهربائية القلب (بالإنجليزية: Electrocardiogram)، وهو جهاز يقيس النشاط الكهربائي للقلب.
- مخطط صدى القلب (بالإنجليزية: Echocardiogram)، وهو فحص يُجرى باستخدام الموجات فوق الصوتية لتكوين صورة لبُنية القلب، ويُمكن من خلاله قياس سرعة واتجاه تدفق الدم عبر القلب.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية (بالإنجليزية: Chest X-ray).
- القسطرة القلبية (بالإنجليزية: Cardiac Catheterization)، ويتم هذا الإجراء عن طريق إدخال أنبوب رفيع عبر وريد القدم أو الذراع وصولًا إلى القلب، ويتم من خلاله قياس ضغط الدم داخل القلب، ومستوى الأكسجين في الدم.
علاج رباعية فالو
يُعد العلاج الجراحي الحل الأمثل لتشوه رباعية فالو، وتتضمن الجراحة إصلاح العيوب الخلقية الأربعة في القلب، ويُقرر الطبيب موعد إجراء العملية اعتمادًا على عدة عوامل؛ من بينها: الصحة العامة للطفل، ووزنه، وشدة التشوه، والأعراض الظاهرة لديه، كما تجدر الإشارة إلى أنه يمكن إجراء عملية مؤقتة تُساهم في تحسين حالة الطفل في حال كانت الحالة العامة له لا تسمح بإجراء عملية إصلاح كامل للتشوه، وفيما يلي شرح تفاصيل العمليات الجراحية التي يمكن إجراؤها:[٤]
- الإصلاح الكامل لتشوه رباعية فالو: وتُجرى هذه العملية عادةً في بداية حياة الطفل، كما يُمكن إجراؤها في مرحلة متقدمة من حياته، ويقوم الطبيب خلالها بإغلاق ثقب الحاجز البطيني، كما يقوم بإصلاح تضيق الصمام والشريان الرئوي من خلال إزالة جزء من الطبقة العضلية أسفل الصمام الرئوي، إضافةً إلى قيامه بإصلاح أو استبدال الصمام المتضيق، وإصلاح أي تضيق في الشرايين الرئوية.[١٠]
- الجراحة التلطيفية أو المؤقتة لتشوه رباعية فالو: ويتم إجراء هذه العملية لإعطاء الطفل وقت للنمو حتى يكون مستعدًا لإجراء عملية الإصلاح الكامل، ويقوم الطبيب خلال العملية التلطيفية بتركيب وصلة من الشريان الأبهر إلى الشريان الرئوي، وتُشكل هذه الوصلة ممرًا إضافيًا للدم من القلب إلى الرئتين لتتم أكسدته هناك، ويجدر بالذكر أنه يُمكن إزالة هذه الوصلة عند إجراء عملية التصحيح الكامل لتشوه رباعية فالو.[٤]
ماذا بعد إصلاح تشوه رباعية فالو؟
بعد إجراء عملية تصحيح تشوه رباعية فالو، ينبغي اتباع النصائح التالية:[١٠]
- زيارة طبيب القلب بانتظام.
- الالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب، وفي مواعيدها المحددة.
- الحد من النشاطات البدنية في حال وجود تضيق متبقي، أو تسرب عبر الصمام الرئوي، وهي أمور شائعة بعد إصلاح التشوه.
ما هو متوسط العمر المتوقع لشخص مصاب برباعية فالو؟
يعيش العديد من مرضى رباعية فالو حياتهم بشكلٍ جيد بعد إصلاح التشوه، وقد تصِل أعمارهم إلى 70 أو 80 عامًا،[١١]ولكن تجدر الإشارة إلى زيادة احتمالية الإصابة بمشاكل صحية لدى مرضى رباعية فالو بعد بلوغ سن 40 عاماً.[١٢]
الوقاية من رباعية فالو
قد لا يكون بالإمكان منع حدوث جميع حالات رباعية فالو،[١٣]ولكن يمكن اتباع النصائح التالية لتقليل احتمالية حدوث تشوهات القلب الخلقية وما يترتب عليها من مضاعفات:[١٤]
- التأكد من الحصول على المطاعيم الضرورية قبل الحمل، مثل مطعوم الحصبة الألمانية، ومطعوم الإنفلونزا.
- الامتناع عن شرب الكحول.
- تجنب أخذ أي أدوية أو أعشاب خلال الحمل دون استشارة الطبيب.
- الالتزام بتناول المكملات الغذائية الضرورية للحمل، وتجدر الإشارة إلى أن الحصول على الجرعة المناسبة من حمض الفوليك (بالإنجليزية: Folic Acid) يُقلل خطر الإصابة بتشوهات القلب الخلقية، وتشوهات خلقية أخرى.
- تجنب التواصل مع أشخاص مصابين بالعدوى.
- اتباع الطرق والخطة العلاجية المُوصى بها للسيطرة على مرض السكري في حالات الإصابة به.
- تجنب التعرض للمواد الكيميائية، مثل مواد التنظيف ومزيل طلاء الأظافر.
المراجع
- ↑ "Congenital heart disease", nhs, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑ "Tetralogy of Fallot", rarediseases, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Facts about Tetralogy of Fallot", cdc, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Tetralogy of Fallot", ucsf, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑ "Tetralogy of Fallot in Spain: a nationwide registry-based mortality study across 36 years", ojrd, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Tetralogy of Fallot", mayoclinic, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑ "Tetralogy of Fallot", medlineplus, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑ "Tetralogy of Fallot (TOF)", chop, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑ "Tetralogy of Fallot (TOF)", kidshealth, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Tetralogy of Fallot", heart, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑ "Tetralogy of Fallot", achaheart, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑ "Tetralogy of Fallot or Pulmonary Atresia with Ventricular Septal Defect after the Age of 40 Years: A Single Center Study", ncbi, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑ "Tetralogy of Fallot", winchesterhospital, Retrieved 26/3/2021. Edited.
- ↑ "Congenital heart disease prevention", nhs, Retrieved 26/3/2021. Edited.