أمراض القلب الخلقية (بالإنجليزية: Congenital Heart Disease) هي مشاكل تُصيب بُنية القلب منذ الولادة، وتؤدي إلى خلل في وظيفة القلب وتدفق الدم عبره، وسنتحدث في هذا المقال عن أسباب أمراض القلب الخلقية، وعوامل الخطر التي قد تؤدي إلى لإصابة بها.[١]
أسباب أمراض القلب الخلقية
تحدث أمراض القلب الخلقية نتيجةً لحدوث خلل أثناء تكوّن الجنين في رحم الأم، وفي معظم الحالات لا يكون السبب وراء حدوث هذا الخلل معروفًا، ولكن يُمكن أن تُعزى الحالة إلى الأسباب التالية:[٢]
- حدوث اضطرابات كروموسومية لدى الجنين.
- وجود عيب خلقي في أحد الجينات.
- العوامل البيئية.
تجدر الإشارة إلى أنه في كثير من الحالات تحدث أمراض القلب الخلقية بسبب وجود الخلل الوراثي والعامل البيئي معًا.[٣]
عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب الخلقية
توجد عدة عوامل قد تزيد احتمالية إصابة الطفل بأمراض القلب الخلقية، ويُمكن ذكر أبرز هذه العوامل على النحو التالي:[٤]
- إصابة الأم بمرض السكري: حيث تزداد احتمالية ولادة طفل مصاب بمرض خلقي في القلب في حال وجود تشخيص مسبق للأم بمرض السكري من النوع الأول أو الثاني، ويجدر بالذكر أن إصابة الأم بسكري الحمل (بالإنجليزية: Gestational Diabetes) لا يعد عامل خطورة للإصابة بأمراض القلب الخلقية.[٤]
- إصابة الأم بالحصبة الألمانية: تُمثل الحصبة الألمانية (بالإنجليزية: Rubella) عدوى فيروسية قد لا تشكل أي خطورة على الأطفال والبالغين، ولكن عند إصابة الحامل بهذه العدوى فإنها قد تؤثر بشكلٍ كبير في الجنين وقد تزيد فرص إصابته بأمراض القلب الخلقية، خاصةً في حال أصيبت الأم بالعدوى خلال الأسابيع العشرة الأولى من الحمل.[٤]
- استخدام أنواع معينة من الأدوية أثناء الحمل: بحسب الدراسة المنشورة في مجلة (Journal of Diagnostic Medical Sonography) عام 2015م، فإنه يوجد ارتباط بين أخذ بعض أنواع الأدوية خلال الحمل وحدوث أمراض القلب الخلقية لدى الجنين، وفيما يلي ذكر لبعض هذه الأدوية:[٥]
- مضادات الاكتئاب: مثل باروكسيتين أو باكسيل (بالإنجليزية: Paroxetine)، وفلوكسيتين أو بروزاك (بالإنجليزية: Fluoxetine).
- مضادات الاختلاج: مثل حمض الفالبرويك أو ديباكوت (بالإنجليزية: Valproic Acid).
- المضادات الحيوية: مثل نيتروفورانتوين (بالإنجليزية: Nitrofurantoin).
- الليثيوم: (بالإنجليزية: Lithium)، وهو من مثبتات المزاج ويستخدم في علاج مرض ثُنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar Disease).
- مثبطات المناعة: (بالإنجليزية: Immunosuppressants)، مثل ميكوفينوليت موفيتيل أو سيلسيبت (بالإنجليزية: Mycophenolate moftil)، وثاليدوميد (بالإنجليزية: Thalidomide).
- سلفاسالازين: أو أساكول (بالإنجليزية: Sulfasalazine)، وهو دواء يُستخدم لعلاج بعض الأمراض الرثوية (بالإنجليزية: Rheumatological Diseases).
- ايزوتريتينوين: (بالإنجليزية: Isotretinoin)، وهو دواء يستخدم لعلاج حب الشباب.
- إصابة الجنين بمرض جيني: حيث تزداد احتمالية الإصابة بأمراض القلب الخلقية في حال تشخيص الجنين بالإصابة ببعض الأمراض الجينية، مثل متلازمة داون (بالإنجليزية: Down Syndrome)، أو متلازمة تيرنر (بالإنجليزية: Turner Syndrome)، أو متلازمة نوونان (بالإنجليزية: Noonan Syndrome).[٤]
- التدخين: ويرتبط التدخين أثناء الحمل بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب الخلقية لدى الجنين.[٦]
- شرب الكحول: حيث إن استهلاك الكحول بإفراط أثناء الحمل يعرض الطفل للإصابة بحالة تُسمى متلازمة الجنين الكحولي (بالإنجليزية: Foetal Alcohol Syndrome)، وتزيد هذه المتلازمة من خطر الإصابة بأمراض القلب الخلقية.[٤]
- إصابة الأم بالإنفلونزا: حيث إن إصابة الأم بعدوى الإنفلونزا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل تعد من عوامل الخطورة لإصابة الجنين بأمراض القلب الخلقية، ولكن لا يُعرف السبب الدقيق وراء حدوث ذلك حتى الآن.[٤]
- إصابة الأم بمرض فينيل كيتونيوريا: (بالإنجليزية: Phenylketonuria)، وتزداد احتمالية إصابة الجنين بأمراض القلب الخلقية في حال وجود تشخيص مسبق للأم بهذا المرض، وعدم التزامها بالنظام الغذائي المخصص لمرضى فينيل كيتونيوريا خلال فترة حملها.[٢]
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب الخلقية: بحسب المركز الطبي بجامعة روتشستر (URMC)، فإن احتمالية إصابة الجنين بمرض خلقي في القلب تزداد بنحو ثلاثة أضعاف في حال وجود إصابة بمرض خلقي في القلب لدى أحد الأقارب من الدرجة الأولى.[٧]
ما هو السبب الأكثر شيوعًا لأمراض القلب الخلقية؟
تعد الإصابة بمتلازمة داون السبب الجيني الأكثر شيوعًا للإصابة بأمراض القلب الخلقية.[٤]
هل تعد أمراض القلب الخلقية خطيرة؟
تختلف شدة أمراض القلب الخلقية من شخصٍ لآخر، حيث إن بعض المرضى لا يعانون من أي أعراض،[١] ولكن تكون الأعراض شديدة في حالاتٍ مُعينة، بما يستدعي إجراء العلاج المناسب خلال السنة الأولى من عمر الطفل بما يزيد من احتمالية تعافيه وبقائه على قيد الحياة بصحة جيدة.[٨]
كيف تعرف أن الطفل مصاب بمرض خلقي في القلب؟
قد لا تتسبب العديد من أمراض القلب الخلقية بأي أعراض حتى مرحلة متقدمة من عمر الطفل،[٩] وفي حال ظهور أعراض، يُمكن ملاحظة ما يأتي:[١٠]
- الازرقاق (بالإنجليزية: Cyanosis) والذي يمكن ملاحظة ظهوره على الجلد، أو الأظافر، أو الشفاه.
- التنفس بسرعة.
- سوء التغذية.
- بطء اكتساب الوزن.
هل يُمكن تشخيص أمراض القلب الخلقية قبل الولادة؟
نعم، يُمكن الكشف عن وجود بعض أمراض القلب الخلقية قبل الولادة، وذلك باستخدام فحص متخصص لقلب الجنين يدعى مخطط صدى القلب الجنيني (Fetal Echocardiography)، وهو فحص يُجرى باستخدام الموجات فوق الصوتية لتكوين صورة لقلب الجنين وهو في رحم الأم.[١١]
المراجع
- ^ أ ب "Congenital heart disease in adults", mayoclinic, Retrieved 30/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Factors That May Lead to a Congenital Heart Defect (CHD)", stanfordchildrens, Retrieved 30/3/2021. Edited.
- ↑ "Factors That May Lead to a Congenital Heart Defect (CHD)", rochester, Retrieved 30/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Congenital heart disease", nhs, Retrieved 30/3/2021. Edited.
- ↑ "Teratogens and Congenital Heart Disease", sagepub, Retrieved 30/3/2021. Edited.
- ↑ known to increase the,Drinking alcohol during pregnancy. "Congenital heart defects in children", mayoclinic, Retrieved 30/3/2021. Edited.
- ↑
- ↑ congenital heart defects (also called critical CHDs or critical,serious health problems and death "CONGENITAL HEART DEFECTS AND CRITICAL CHDS", marchofdimes, Retrieved 30/3/2021. Edited.
- ↑ "Congenital Heart Defects", medlineplus, Retrieved 30/3/2021. Edited.
- ↑ "Congenital Heart Disease Explained", webmd, Retrieved 30/3/2021. Edited.
- ↑ "Congenital Heart Defects", americanpregnancy, Retrieved 30/3/2021. Edited.