ثقب القلب هو مصطلح يُستخدم لوصف تشوهات القلب الخلقية التي تظهر فيها ثقوب في الجدران الفاصلة بين حجرات القلب،[١] ويوجد منه نوعان؛ الأول هو ثقب في الحاجز البطيني المتواجد بين الحجرتين السفليتين في القلب، أما النوع الثاني؛ يسمى ثقب في الحاجز الأذيني المتواجد في الجدار بين الحجرتين العلويتين في القلب،[٢] ومن المهم تشخيص هذه الحالة بهدف الحصول على العلاج الصحيح، اقرأ المزيد لمعرفة طرق تشخيص ثقب القلب.

 تشخيص ثقب القلب

عادةً ما يتم تشخيص ثقب القلب من خلال اختبارات الحمل الروتينية، إذ إنّه قد يستطيع الطبيب رؤية هذه الثقوب عبر السونار، والاستعانة بفحوصات أخرى لتأكيد التشخيص،[٣] أما بعد الولادة، فقد يكون من الصعب ملاحظة ثقب القلب لعدم وجود أعراض أو علامات واضحة للحالة،[٣] إلا أنّه من الممكن أن يشتبه الطبيب بوجود ثقب في القلب إذا سمع نوعًا معينًا من الأصوات القلبية غير الطبيعية (بالإنجليزية: Heart murmur) عبر فحوصات سماع دقات القلب، وهذه الأصوات ناتجة عن إعاقة تدفق الدم الطبيعي من خلال صمامات القلب الضيقة أو من خلال هياكل القلب غير الطبيعية،[٤] وقد يطلب الطبيب واحدًا أو أكثر من الاختبارات التالية عند الاشتباه بوجود أي عيوب في القلب:


تخطيط صدى القلب

تخطيط صدى القلب (بالإنجليزية: Echocardiogram أو Heart echo)، هو فحص بالموجات فوق الصوتية يوضّح كيفية تدفق الدم عبر القلب، يتم إجراؤه لكل من عيوب الحاجز الأذيني والبطيني لتأكيد التشخيص، وتحديد حجم وموقع الخلل، وفي حال حدوث أي تضخم في حجر القلب أيضاً، وقد يكشف تخطيط صدى القلب أيضًا عن وجود أي عيوب أخرى في القلب.[٥]


التصوير بالرنين المغناطيسي

إذا لم يتمكن تخطيط صدى القلب من تشخيص ثقب الحاجز الأذيني أو الحالات ذات الصلة به بشكل قاطع، قد يطلب الطبيب إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging) واختصارًا MRI، ويتم في هذا الإجراء استخدم المجال المغناطيسي وموجات الراديو لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد للقلب وأعضاء الجسم الأخرى.[٥]


مخطط كهربية القلب

يسجّل مخطط كهربية القلب (بالإنجليزية: Electrocardiogram) أو اختصاراً ECG النشاط الكهربائي للقلب، ويُظهر ما إن كان هناك أي اضطراب في نبضات القلب، أو إجهاد في عضلة القلب مشيراً إلى وجود مشكلة معينة.[٦]


التصوير بالأشعة السينية

يظهر القلب والرئتان عند التصوير بالأشعة السينية (بالإنجليزية: Chest X-ray)، وفي حال وجود ثقب في الحاجز البطيني، قد تُظهر الأشعة السينية تضخّم القلب، لأن البطين الأيسر في هذه الحالة يحصل على دم أكثر من المعتاد، وهذا قد يؤدي أيضًا إلى ظهور تغيّرات في الرئتين.[٦]


الأشعة المقطعية

إذا لم يتمكن تخطيط صدى القلب من تشخيص عيب الحاجز الأذيني أو الحالات ذات الصلة به بشكل قاطع، فإنذ يمكن استخدام الأشعة المقطعية (بالإنجليزية: CT scan) لتشخيصه، ويتم خلال هذا الإجراء استخدام سلسلة من الأشعة السينية لإنشاء صور مفصّلة للقلب.[٥]


قياس التأكسج النبضي

قياس التأكسج النبضي (بالإنجليزية: Pulse oximetry) يستخدم لتشخيص الثقب في الحاجز البطيني، وهو عبارة عن جهاز صغير، يحتوي على مكبس صغير يوضع على طرف الإصبع لقياس كمية الأكسجين في الدم.[٧]


قسطرة القلب

يتم خلال قسطرة القلب (بالإنجليزية: Cardiac catheterization) إدخال أنبوب رفيع ومرن عبر الجسم ووصولاً بالقرب من القلب، وباستخدام صبغة معينة أثناء القسطرة، فإنه يمكن الحصول على صور أكثر وضوحًا لهيكل القلب، ويجدر الذكر هنا أنه لا يقتصر هذا الإجراء على تشخيص ثقب القلب، إلا أنه من ممكن استخدامه لإغلاق ثقب الحاجز الأذيني عند بعض الأطفال أيضاً.[٨]


فحص الفقاعات

يمكن إجراء اختبار يسمى دراسة الفقاعة (بالإنجليزية: Bubble study) لاستبعاد وجود أي ثقب في القلب حتى لو كان صغيرًا، ويُجرى عادةً للأطفال الأكبر سنًا أو البالغين، وقد يتطلب التخدير أحيانًا، وخلال هذا الاختبار يقوم الطبيب بحقن الماء المعقم الذي يحتوي على العديد من الفقاعات الصغيرة البيضاء في وريد بالذراع، ليصل الماء إلى القلب، ويرى الطبيب باستخدام الموجات فوق الصوتية كيفية تدفق الفقاعات بالدم عبر القلب.[٩]


اقرأ أيضًا: أعراض أمراض ثقب القلب ودواعي مراجعة الطبيب.


ما بعد تشخيص ثقب القلب

على الرغم من أنّ غالبية مرضى ثقب القلب ليس لديهم أعراض ولا يحتاجون إلى علاج،[١] لكن يجدر التنبيه إلى ضرورة تشخيص ثقب القلب والحاجة إلى علاجه في بعض الأحيان، وإلّا قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات، مثل عدم انتظام ضربات القلب وغيرها من مشاكل القلب المحتملة،[١٠] ويعتمد علاج ثقب القلب على نوع وحجم الثقب الموجود في القلب، كما يعتمد أيضًا على الأعراض التي يعاني منها الفرد، وعمره، ومدى خطورة الحالة، وفيما يلي الخيارات الممكنة للعلاج:[٨][٩]

  • يمكن الاكتفاء في مراقبة الثقب إذا كان صغيرًا لمعرفة ما إذا كان سيغلق من تلقاء نفسه.
  • استخدام أدوية لتخفيف الأعراض.
  • إجراء عملية جراحية لإغلاق الثقب إذا كان يسبب مشاكل للمريض ولم يُغلق من تلقاء نفسه، أو إذا كان الثقب كبيراً.



معظم الأطفال يحتاجون عملية جراحية واحدة فقط لتصحيح ثقب القلب، وتظهر الآثار الإيجابية لهذه العملية مباشرةً بعد الجراحة؛ فيصبح نشاط الطفل أفضل، وتتحسن تغذية الطفل إذا كان يعاني من مشاكل في الرضاعة، ولكنه سيحتاج إلى مراجعة الطبيب المختص مدى الحياة لمتابعة الحالة، وفي حال إجراء الجراحة في مرحلة البلوغ، فإنه من المهم الالتزام بتعليمات الطبيب ما بعد الجراحة.




المراجع

  1. ^ أ ب "Hole in the Heart", singhealth, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Facts about Atrial Septal Defect", cdc, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  3. "Atrial and Ventricular Septal Defects", msdmanuals.com, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Atrial septal defect (ASD)", mayoclinic.org, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Ventricular Septal Defect (VSD)", stanfordchildrens.org, Retrieved 26/1/2021. Edited.
  6. "Ventricular septal defect (VSD)", mayoclinic, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Atrial Septal Defect", stlouischildrens.org, Retrieved 26/1/2020. Edited.
  8. ^ أ ب "Atrial Septal Defect and Ventricular Septal Defect in Children", hopkinsmedicine, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  9. "HOLE IN THE HEART – CAUSES, DIAGNOSIS, & TREATMENT", narayanahealth.org, Retrieved 26/1/2021. Edited.