ثقب القلب: الأنواع، الأعراض والعلاج

ما هو ثقب القلب؟

ثقب القلب أو عيب الحاجز (Septal Defect) مشكلة وعيب خلقي يظهر في بنية القلب منذ الولادة، ويُغيّر من التدفق الطبيعي للدم عبر القلب، ولثقوب القلب العديد من الأنواع اعتمادًا على موقع الإصابة؛ إذ يمكن أن تُصيب الجدران الداخلية للقلب، أو صمامات القلب، أو الأوعية الدموية الكبيرة التي تحمل الدم من وإلى القلب.^[١]

أنواع ثقب القلب

يُمكن تقسيم ثقب القلب للأنواع الآتية:

• ثقب الحاجز الأذيني: (Atrial Septal Defect - ASD)، يُعرف على أنه ثقب بين الحجرتين العلويتين من القلب، أي ما بين الأذين الأيمن والأذين الأيسر،^[٢] ويتسبب ذلك في تدفق الدّم من الأذين الأيسر، والاختلاط بالدم الموجود في الأذين الأيمن بدلًا من ذهابه لباقي الجسم.^[١]
• ثقب الحاجز البطيني: (Ventricular Septal Defect - VSD)، يُعرف على أنه ثقب بين الحجرتين السفليتين من القلب، أي ما بين البطين الأيمن والبطين الأيسر،^[٢] ويتسبب ذلك في تدفق الدّم من البطين الأيسر، والاختلاط بالدم الموجود في البطين الأيمن بدلًا من ذهابه لباقي الجسم، وإذا كان حجم الثقب كبيراً فيمكن أن يزيد من صعوبة عمل القلب والرئتين، وتراكم السوائل حول الرئتين.^[١]
• ثقب الحاجز الأذيني البطيني: (Atrioventricular Septal Defect - AVSD)، يُعد أخطر أنواع ثقب القلب؛ إذ يكون لدى المصاب ثقب يؤثر في الحجرات القلبية الأربعة، مما يتسبب في منع تدفق الدم الغني بالأكسجين لباقي أنحاء الجسم بطريقة صحيحة.^[٢]

أعراض ثقب القلب

فيما يأتي توضيح أعراض ثقب القلب اعتمادًا على أنواعها:

أعراض ثقب الحاجز الأذيني

لا تظهر أي علامات أو أعراض على الأطفال الذين يولدون بثقب الحاجز الأذيني، ولكن تبدأ الأعراض في الظهور في مرحلة البلوغ، ومن هذه الأعراض ما يأتي:^[٣]

• ضيق في التنفس، خصوصًا عند ممارسة التمارين الرياضية.
• الإعياء والتعب العام.
• تورم في الساقين أو القدمين أو البطن.
• رفرفة في القلب.
• السكتة الدماغية.
• لغط القلب (Heart Murmur)، وهي أصوات قلبية كالصفير يُمكن سماعها من خلال سماعة الطبيب.

أعراض ثقب الحاجز البطيني

تتفاوت العلامات والأعراض اعتمادًا على حجم الثقب، ففي أغلب الحالات لا تظهر على الأطفال عند الولادة أي أعراض تُشير لوجود ثقب الحاجز البطيني، خصوصًا إذا كان حجم الثقب صغيرًا، كما أنه في بعض الأحيان لا يتم اكتشاف ثقب الحاجز البطيني إلا بعد وصول المصاب إلى سن البلوغ، ومن الأعراض التي يمكن أن تظهر على الطفل المصاب بثقب الحاجز البطيني ما يلي:^[٤]

• عدم القدرة على تناول الطعام.
• بطء في النمو.
• التنفس بصورة سريعة، أو ضيق في التنفس.
• التعب السريع.
• لغط القلب، وتظهر عادةً في المراحل المتقدمة من العمر، وتحديدًا سن البلوغ.

أعراض ثقب الحاجز الأذيني البطيني

تعتمد أعراض ثقب الحاجز الأذيني البطيني على نوعه، وفيما يأتي توضيحًا لذلك:^[٥]

• أعراض ثقب الحاجز الأذيني البطني الكامل: (Complete Atrioventricular Canal Defect)، هو وجود ثقب في حجرات القلب الأربعة، وتظهر أعراضه في الأسابيع الأولى من عمر الطفل، ومن هذه الأعراض:
• صعوبة في التنفس.
• الصفير.
• الإرهاق.
• فقدان الشهية.
• بطء في زيادة الوزن.
• ميلان لون الشّفتين والجلد إلى الازرقاق.
• فرط التعرق.
• تسارع أو عدم انتظام ضربات القلب.
• تورم الساقين والكاحلين والقدمين.
• أعراض ثقب الحاجز الأذيني البطيني الجزئي: (Partial Atrioventricular Canal Defect)، هو وجود ثقب في حجرتي القلب العلويتين، وقد لا تظهر أي علامات أو أعراض حتى بلوغ الطفل، ومن هذه الأعراض:
• عدم انتظام ضربات القلب.
• ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
• ضيق النفس.
• قصور القلب.
• أمراض صمامات القلب.

أسباب وعوامل خطر الإصابة بثقب القلب

فيما يأتي توضيح لأبرَز أسباب ثقوب القلب وعوامِل خطر الإصابة بها:

أسباب وعوامل خطر الإصابة بثقب الحاجز الأذيني

يُعد السبب الكامن وراء حدوث ثقب الحاجز الأذيني غير معروف للآن، ولكن يُمكن للعوامل الجينية أن تلعب دورًا مهمًا في زيادة خطر الإصابة بثقب الحاجز الأذيني، فالأطفال المصابون بخلل في الكروموسومات مثل متلازمة داون معرضين للإصابة بثقب الحاجز الأذيني، كما أنّ هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، منها:^[٦]

• إصابة الأم بالحصبة الألمانية خلال الأشهر الأولى من الحمل.
• تعاطي الحامل للتبغ أو الكحول أو المخدرات.
• إصابة الحامل بمرض السكري أو الذئبة.

أسباب وعوامل خطر الإصابة بثقب الحاجز البطيني

يُعد السبب الكامن وراء حدوث ثقب الحاجز البطيني غير معروف للآن، ولكن يُمكن للعوامل الجينية أن تلعب دورًا مهمًا في زيادة خطر الإصابة بثقب الحاجز البطيني، فالأطفال المصابون بمشاكل في الكروموسومات هم أكثر عرضة للإصابة بثقب الحاجز البطيني، وغيرها من عيوب القلب.^[٤]

أسباب وعوامل خطر الإصابة بثقب الحاجز الأذيني البطيني

يُعد السبب الكامن وراء حدوث ثقب الحاجز الأذيني غير معروف للآن، ولكن يُمكن للعوامل الجينية أن تلعب دورًا مهمًا في زيادة خطر الإصابة بثقب الحاجز الأذيني، فالأطفال المصابون بمشاكل في الكروموسومات كمتلازمة داون معرضين للإصابة بثقب الحاجز الأذيني البطيني،^[٧] كما أنّ هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، ومنها:^[٥]

• إصابة الأم الحامل بالحصبة الألمانية، أو أي مرض فيروسي آخر خلال الفترة الأولى من الحمل.
• تناول الكحول.
• الإصابة بمرض السكري غير المنضبط.
• التدخين خلال الحمل.
• إصابة أحد الوالدين بعيب خلقي في القلب.
• تناول بعض الأدوية خلال فترة الحمل.

تشخيص ثقب القلب

يُشخص ثقب القلب عند الطّفل خلال الحمل أو بعد الولادة بفترة قصيرة، في بعض الأحيان يمكن تشخيصه في سن البلوغ، ومن الطرق التي يلجأ إليها الأطباء لتشخيص ثقب القلب ما يلي:^[٨]

• الفحص السريري: من خلال الفحوصات الدورية يُمكن للطبيب الكشف عن وجود ثقب في القلب؛ وذلك عن طريق الفحص باستخدام سماعة الطبيب، أو من خلال ملاحظته لأي أعراض تُشير لوجود ثقب في القلب.
• الفحوصات الأُخرى: تشمل هذه الفحوصات ما يلي:
• مخطط كهربية القلب: يُستخدم لتقييم إيقاع ضربات القلب.
• تخطيط صدى القلب: يساعد هذا الإجراء على تشخيص عيوب القلب، أو متابعة مدى تقدم الحالة بمرور الوقت.
• قسطرة القلب: يقيس هذا الإجراء الضغط ومستوى الأكسجين داخل حجرات القلب والأوعية الدموية.
• تصوير الصدر بالأشعة السينية: يتحقق هذا التصوير مما إذا كان القلب متضخمًا، وما إذا كانت الرئتان تعانيان من تدفق دم إضافي أو سوائل زائدة؛ ويُعد هذا دليلًا على فشل القلب.
• الاختبارات الجينية: تساعد هذه الاختبارات على التحقق مما إذا كانت جينات معينة، أو متلازمات وراثية مثل متلازمة داون تسبب عيبًا خلقيًا في القلب.
• تصوير القلب بالرنين المغناطيسي: كما هو الحال في تخطيط صدى القلب، يساعد هذا التصوير على تشخيص عيوب القلب، أو متابعة مدى تقدم الحالة بمرور الوقت.
• مقياس التأكسج النبضي: يستخدم هذا المقياس لتحديد كمية الأكسجين في الدم.

علاج ثقب القلب

فيما يأتي توضيح لطّرق علاج ثقب القلب وِفقًا لنوعه:

علاج ثقب الحاجز الأذيني

لا يحتاج ثقب الحاجز الأذيني للعلاج في حال لم تكن هناك أي أعراض مصاحبة للمرض، أو في حال وجود أعراض قليلة، أو أن حجم الثقب صغير ولا يرتبط بأي تشوهات أخرى للقلب، ولكن في حال كان الثقب كبيرًا، أو أن الأعراض كثيرة، أو في حال انتفاخ القلب، فهنا لا بدّ من التدخل العلاجي؛ إذ يتم إغلاق الثقب دون إجراء عملية القلب المفتوح، وذلك عن طريق إدخال أنابيب رفيعة وطويلة تُعرف بالقسطرة (Catheter) من خلال منطقة في الفخذ، وتمريره عبر الأوعية الدموية صعودًا إلى القلب، ثم يُغلق الثقب بأداة الإغلاق التي يتم وضعها عبر القسطرة، وفي بعض الأحيان قد يلزم إجراء عملية القلب المفتوح لإصلاح الثقب، خصوصًا عند وجود عيوب أخرى في القلب، وقد يقرر الطبيب إجراءها لبعض مرضى ثقب الحاجز الأذيني تبعًا لحجم وموقع الثقب.^[٩]

علاج ثقب الحاجز البطيني

لا يحتاج ثقب الحاجز البطيني للعلاج في حال كان الثقب صغيرًا، مع ضرورة مراقبة الطفل للتأكد من أن الثقب ينغلق بصورة صحيحة، أما في حال كان الثقب كبيرًا، أو أن الطفل تظهر عليه أعراض مرتبطة بفشل القلب، فهنا قد يلجأ الطبيب لما يأتي:^[١٠]

• استخدام الأدوية، كمدرات البول.
• الجراحة في حال لم تنجح الأدوية في التخلص من الأعراض، ويُمكن إغلاق الثقب عن طريق إجراء القسطرة.

علاج ثقب الحاجز الأذيني البطيني

يحتاج ثقب الحاجز الأذيني البطيني بنوعيه الكامل والجزئي للتدخل الجراحي؛ إذ يتم إغلاق أي ثقوب في الحجرات باستخدام لاصقات، وإذا لم ينغلق الصمام التاجي بالكامل فيتم إصلاحه أو استبداله، ويعتمد العمر الذي يتم فيه إجراء العملية على صحة الطفل العامة، ولكن من الأفضل أن تتم الجراحة قبل حدوث أي ضرر دائم للرئتين نتيجة لضخ الكثير من الدم إليهما، كما يُمكن استخدام بعض الأدوية لعلاج قصور القلب الاحتقاني الناتج عن الثقب، إلّا أنها إجراء قصير المدى يتم استخدامه إلى أن يُصبح الرضيع قويًا وجاهزًا لإجراء الجراحة.^[١١]

اقرأ: (عملية علاج ثقب القلب عند الأطفال: أهم المعلومات والنصائح!)