تعبّر أمراض القلب الخلقية عن أي تشوه في هيكلة القلب منذ الولادة، مثل الثقوب في الجدران العضلية للقلب، وتؤثر أمراض القلب الخلقية المختلفة في طبيعة عمل القلب وكفاءته،[١] مما يستدعي علاجها أو تصحيحها في الحالات الشديدة، فما هي العمليات التي تُجرى للأطفال لعلاج ثقوب القلب؟ تابع قراءة هذا المقال لتتعرف على ذلك.

عملية علاج ثقب القلب عند الأطفال

يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية علاج ثقب القلب عند الأطفال فقط في حال لم يُغلق الثقب من تلقاء نفسه بعد الانتظار مدة من الوقت، أو في حال كان الثقب كبير الحجم،[٢] وتختلف حالات ثقب القلب التي يعاني منها بعض الأطفال عند ولادتهم باختلاف مكانه في القلب، إذ تسمى الحالة التي يكون فيها الثقب في الحاجز العضلي الفاصل بين الأذينين بثقب الحاجز الأذيني (بالإنجليزية: Atrial septal defect) واختصارًا (ASD)، كما تسمى الحالة التي يكون فيها الثقب في الجدار العضليّ الفاصل بين البطينين بثقب الحاجز البطيني (بالإنجليزية: Ventricles septum defect) واختصارًا (VSD)،[٣] وفيما يأتي سنتناول علاج كل حالة منهما بشيء من التفصيل:


عملية ثقب الحاجز البطيني

يتم إعطاء أحد أدوية القلب للطفل الذي يعاني من ثقب في الحاجز البطيني للسيطرة على الأعراض التي يعاني منها إلى حين إجراء العملية، ويخضع الطفل عادةً إلى عملية جراحية لإغلاق الثقب في غضون الأشهر الأولى من حياته، إذ إنه تبدأ العملية بإجراء شق في صدر الطفل لإدخال الأدوات الطبية من خلاله، ومن ثم إغلاق الثقب من خلال خياطته أو وضع رقعة خاصة مجهزة مسبقًا عليه، وتنمو الأنسجة فوق الغرز أو الرقعة التي تم وضعها مع مرور الوقت، حتى تغطيها بالكامل بعد ما يقارب 6 أشهر من إجراء العملية، ويتطلب إجراء عملية ثقب الحاجز البطيني بقاء الطفل في المستشفى لما يقارب 4 إلى 5 أيام لمراقبة حدوث أي مضاعفات أو مخاطر.[٤]


عملية ثقب الحاجز الأذيني

من الممكن أن يغلق ثقب الحاجز الأذيني من تلقاء نفسه عند بلوغ الطفل سن المدرسة، أما إذا لم يغلق الثقب في هذا السن، فيلجأ الأطباء عندها إلى إجراء عملية جراحية لإغلاقه، ويتم إجراء العملية بعد تخدير الطفل بشكلٍ كامل، وفتح شق صغير في صدره لإغلاق الثقب باستخدام الغرز أو رقعة خاصة معدة مسبقًا، ويصف الطبيب غالبًا بعض أنواع المضادات الحيوية بعد إجراء العملية للوقاية من التعرض للالتهابات التي تصيب الأنسجة المبطنة للقلب، مثل التهاب الشغاف،[٥] كما يقوم أيضًا بتحديد مواعيد قادمة لمراجعة الحالة الصحية للطفل، وبالرغم من أن بإمكان الطفل أن يمارس حياته الطبيعية بعد إجراء العملية بدون أي تحذيرات أو قيود، إلا أنه من الواجب المراقبة المستمرة والعناية الحثيثة بصحة الطفل.[٦]


اقرأ أيضًا: أنواع ثقب القلب عند الأطفال وأعراض كل منها.


كيفية إعداد الطفل لعملية ثقب القلب

احرص على سؤال الطبيب عن أيّة توجيهات أو تعليمات ينبغي اتباعها لتجهيز الطفل لإجراء العملية، وذلك لمساعدتك على إعداد طفلك بصورة مناسبة وصحيحة لإجراء العملية، وفيما يأتي سنذكر لك أهم الإرشادات التي ستوجّه إليك غالبًا قبل إجراء عملية ثقب القلب لطفلك:[٧]

  • قد يُطلب من طفلك الامتناع عن الطعام والشراب أو استخدام أي أدوية لفترة معينة قبل إجراء العملية.
  • إجراء صورة بالأشعة السينية لصدر طفلك.
  • إجراء فحص مخطط كهربية القلب.
  • إجراء تحاليل الدم لتقييم الحالة الصحية العامة للطفل.
  • إجراء مخطط صدى القلب لمراقبة القلب وتدفق الدم داخله.


مخاطر إجراء جراحة ثقب القلب للطفل

بالرغم من سير عملية ثقب القلب بشكل جيد بدون أي مشاكل لدى أغلب الأطفال، إلا أن من الممكن أن يواجه بعض الفئات القليلة المشاكل أو المضاعفات بعد إجراء العملية، ويعتمد خطر تعرض الطفل إلى هذه المضاعفات على بعض العوامل، مثل عمر الطفل، وحالته الصحية العامة، ومدى حجم الثقب الذي تم إغلاقه، وبعض العوامل الأخرى، وفيما يأتي سنذكر بعض المضاعفات المحتمل حدوثها بعد إجراء العملية:[٨]

  • النزيف.
  • الإصابة بعدوى أو التهاب.
  • تكوّن جلطة دموية.
  • اضطرابات إيقاع القلب ونبضه بطريقة غير طبيعية.
  • بعض المضاعفات المتعلقة بالتخدير.



إن فوائد إجراء عملية ثقب القلب للأطفال تفوق مخاطرها، كما أن حدوث معظم هذه المخاطر قليل جداً، ويمكن علاجها بعدة طرق في حال حدوثها.




نصائح لرعاية الطفل بعد عملية ثقب القلب

احرص على اتباع الإرشادات المناسبة لرعاية طفلك بعد إجراء عملية ثقب القلب للمساهمة في شفائه بأسرع وقت ممكن، وفيما يأتي سنقدم لك بعضًا منها:

  • اسأل الطبيب عن كافة الأدوية التي يحتاج طفلك لاستخدامها، خاصةً مسكنات الألم، مثل الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) أو الأيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) عند الحاجة إليها فقط.[٨][٩]
  • التزم بتعليمات الطبيب حول المدة الزمنية التي ينبغي أن يلتزم فيها طفلك باستخدام المضادات الحيوية بعد إجراء العملية للوقاية من التهاب الشغاف أو غيره من التهابات أغشية القلب.[٩]
  • جنّب طفلك من أي نشاط قد يتسبب له بضربة على صدره.[٨]
  • احرص على الالتزام بمواعيد متابعة طفلك عند الطبيب.[٨]
  • اتصل بالطبيب فورًا إذا لاحظت ظهور أي أعراض شديدة، مثل التورم، أو النزيف، أو الحمى أو غير ذلك.[٨]
  • اتبع تعليمات الطبيب بدقة فيما يتعلق بالأدوية والتمارين الرياضية، والنظام الغذائي، والعناية بالجرح.[٨]
  • احرص على استشارة الطبيب قبل إجراء أي عمل جراحي لطفلك، مثل علاجات الأسنان، إذ من الممكن أن ينصح الطبيب باستخدام بعض المضادات الحيوية قبل تعرضه لأي منها.[٨]

المراجع

  1. " - Congenital heart disease ", nhs, 12/6/2018, Retrieved 31/3/2021. Edited.
  2. "Facts about Ventricular Septal Defect", cdc, Retrieved 4/5/2021. Edited.
  3. "Septal Defect "Hole in the heart" Closures", svhhearthealth, Retrieved 31/3/2021. Edited.
  4. Steven B. Ritz (21/9/2016), " Ventricular Septal Defect (VSD)", kidshealth, Retrieved 31/3/2021. Edited.
  5. " Atrial Septal Defect", stlouischildrens, Retrieved 31/3/2021. Edited.
  6. "Atrial Septal Defect", cincinnatichildrens, 26/9/2018, Retrieved 31/3/2021. Edited.
  7. "Ventricular Septal Defect Surgery for Children", urmc.rochester, Retrieved 31/3/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Ventricular Septal Defect Surgery for Children", hopkinsmedicine, Retrieved 31/3/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Atrial septal defect", childrenswi, Retrieved 31/3/2021. Edited.