يُقصَد بحالة الرّجفان الأذيني أنّ ضربات القلب تكون مُضطّربة وغير مُنتظمة، ويبدأ هذا الاضطّراب في الحجرات العلوية للقلب،[١] ولكن كيف يمكن تشخيص هذه المشكلة وعلاجها؟
تشخيص الرجفان الأذيني
عندما يشك الطّبيب بوُجود حالة الرجفان الأذيني سيبدأ بمُراجعة الأعراض والتّاريخ الطّبي مع المُصاب، ومن ثمّ سيُجري له فحص بدني ليُقيّم حالته، وبعدها ستُجرى مجموعة من الفُحوصات، مثل:[٢][٣]
فحص النبض
فحص النّبض من أوّل الخطوات المُهمّة لتشخيص الرجفان الأذيني، ويُمكن التّحقق من النّبض بواسطة سمّاعة الطّبيب أو بواسطة الفحص اليدوي.
- في حالة الراحة يجب أن يكون معدل ضربات القلب الطبيعي من 60 - 100 نبضة في الدقيقة.
- في الرجفان الأذيني يمكن أن يكون معدل ضربات القلب أعلى بكثير من 100 نبضة في الدقيقة، وتكون كل نبضة فردية غير منتظمة.
مخطط كهربية القلب (ECG)
من المحتمل أن يكون مخطط كهربية القلب أول اختبار يُجرى للمُصاب، وفي معظم الحالات يمكن استخدام هذا الفحص لتأكيد تشخيص الرجفان الأذيني، إذ يسجل مخطط كهربية القلب الإيقاع والنشاط الكهربائي للقلب، وذلك باستخدام أجهزة استشعار (أقطاب كهربائية) متصلة بالصّدر والذّراعين والسّاقين، وهذا الفحص بسيط وغير مؤلم يتم إجراؤه عادة في عيادة الطّبيب العام.
تحاليل الدم
يمكن إجراء تحاليل الدم لاستبعاد أي حالات أساسية يمكن أن ترتبط بالرجفان الأذيني؛ وبناءً على ذلك ستُجرى التّحاليل المخبرية الآتية:
- تحاليل سكّر الدّم.
- تحاليل هُرمونات الغدة الدّرقية.
- تحليل (CBC) للتّحقق من فقر الدّم.
- تحاليل وظائف الكلى.
- تحاليل مُؤشّرات الالتهابات
- تحاليل مُستويات الدّهون في الدّم.
صورة الأشعة السينية للصدر
قد يطلب الطّبيب إجراء صورة أشعّة سينية للصدر، وذلك لتحديد سبب الرجفان الأذيني.
فحص جهاز هولتر
يمكن أن يلجأ الطّبيب لاستخدام مخطط كهربية القلب المعروف بجهاز هولتر في حال لم يتم إجراء تخطيط قلب مُسبقًا، ولتقييم مدى جودة التحكم في الرجفان الأذيني.
بالنّسبة لفحص جهاز هولتر، يمكن للمُصاب ارتداء جهاز هولتر الصغير والمحمول لمدة 24 - 48 ساعة، وسيتم تثبيت أقطاب كهربائية على صدره باستخدام أسلاك متصلة بالجهاز، والتي يمكن ارتداؤها حول الرّقبة أو الكتف أو الخصر، وخلال هذا الوقت يتم تسجيل معدل ضربات القلب وإيقاعها، لتزويد الطّبيب بمعلومات حول إيقاع القلب على مدى فترة أطول.
مخطط صدى القلب (الإيكو)
بمجرد تأكيد الرجفان الأذيني من خلال مخطط كهربية القلب، سيطلب الطّبيب إجراء مخطط صدى القلب عبر الصدر، والذي يُعتبَر صورة بالموجات فوق الصوتية للقلب.
يُستفاد من مخطط الإيكو لدراسة عضلة القلب وصماماته، ويُعطي صورة متحركة للقلب.
جِهاز تسجيل الأحداث القلبية
إذا لم تظهر على المُصاب أعراض الرجفان الأذيني كثيرًا، فقد يطلب الطّبيب استخدام جِهاز تسجيل الأحداث القلبية (Event recorder)، إذ يتم استخدام هذا الجِهاز على مدار فترة تتراوح من أسبوعين إلى 4 أسابيع لتسجيل ضربات القلب عند مُواجهة أعراض مثل الدوخة، وفقدان الوعي، وألم الصدر، أو خفقان القلب.
مُسجّل الحلقة القابلة للزرع
يُعتبَر مُسجّل الحلقة القابلة للزّرع (Implantable loop recorder) جِهاز بشاشة صغيرة (بحجم قطعة من العلكة)، يمكن زراعتها تحت الجلد واستخدامها لتسجيل اضطرابات ضربات القلب، ويتم إدخاله خلال عملية جراحية بسيطة لمدة 15 - 20 دقيقة يتم إجراؤها تحت التخدير الموضعي.
هذا الجِهاز يُستخدَم للأشخاص الذين لا يتمكّن الطّبيب من تمييز الرّجفان الأذيني لديهم بواسطة جهاز هولتر أو جِهاز تسجيل الأحداث القلبية.
علاج الرجفان الأذيني
يعتمد علاج الرجفان الأذيني على مدة الإصابة، والأعراض التي يُعاني منها المُصاب، والسبب الكامن وراء مشكلة ضربات القلب، ويكون الهدَف من العِلاج عُمومًا إعادة ضبط إيقاع القلب، والتحكم في معدل ضربات القلب، ومنع الجلطات الدموية التي يمكن أن تؤدي إلى السكتة الدماغية، وتتضمّن العِلاجات المُتاحة لحالات الرّجفان الأذيني:[٤]
الأدوية
يصف الطّبيب حسب حاجة المُصاب أدوية للتحكم في سرعة ضربات القلب واستعادتها إلى المعدل الطبيعي، بالإضافة إلى الأدوية التي تمنع تجلط الدم، ومن الأمثلة على الأدوية:
- حاصرات بيتا (تساعد هذه الأدوية على إبطاء معدل ضربات القلب أثناء الراحة وأثناء ممارسة النشاط).
- حاصرات قنوات الكالسيوم (تتحكم هذه الأدوية في معدل ضربات القلب ولكن قد يلزم تجنبها من قبل الأشخاص المُصابين بقصور القلب أو انخفاض ضغط الدم).
- الديجوكسين (يتحكم هذا الدواء في معدل ضربات القلب أثناء الراحة).
- الأدوية المضادة لاضطراب نظم القلب (تستخدم هذه الأدوية للحفاظ على إيقاع القلب الطبيعي).
- مميعات الدم (تُقلل هذه الأدوية من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو تلف الأعضاء الأخرى بسبب جلطات الدم).
تقويم نظم القلب الكهربائي
إذا كانت أعراض الرجفان الأذيني مزعجة، أو في بدايتها، سيُحاوِل الطبيب إعادة ضبط نظم القلب باستخدام إجراء يسمى تقويم نظم القلب الكهربائي، في هذه الطريقة يُعاد ضبط إيقاع القلب عن طريق إرسال صدمات كهربائية إلى القلب من خلال أقطاب كهربائية توضع على الصدر.
الجراحة أو إجراءات القسطرة
إذا لم تتحسن حالة الرّجفان الأذيني مع الأدوية أو العلاجات الأخرى، فقد يوصي الطبيب بإجراء يسمى الاستئصال القلبي (Cardiac ablation)، وفي بعض الحالات يكون الاستئصال القلبي هو العلاج الأول لبعض المرضى.
يستخدم الاستئصال القلبي الحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة لعمل ندوب في القلب لحجب الإشارات الكهربائية غير الطبيعية واستعادة نبضات القلب الطبيعية، إذ يُدخل الطبيب أنبوب قسطرة مرن عبر وعاء دموي في الفخذ وُصولًا للقلب، ويُجرى الاستئصال القلبي آنذاك.
المراجع
- ↑ "Atrial Fibrillation (Afib)", my.clevelandclinic, Retrieved 6/3/2023. Edited.
- ↑ "AF Diagnosis and treatment", heartfoundation, Retrieved 6/3/2023. Edited.
- ↑ "Diagnosis -Atrial fibrillation", nhs, Retrieved 6/3/2023. Edited.
- ↑ "Atrial fibrillation", mayoclinic, Retrieved 6/3/2023. Edited.
