القلب عبارة عن عضو عضلي بحجم قبضة اليد المغلقة، ويقوم بضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم على مدار الساعة طيلة حياة الإنسان، بحيث ينقل الدم المؤكسد والمغذيات إلى جميع أعضاء الجسم وأنسجته، وكذلك فإنّه ينقل الدم المحمّل بالفضلات من الأعضاء إلى الرئتين، وقد يتعرض القلب لبعض الاضطرابات، وسنتحدث في هذا المقال عن وجع القلب وأسبابه، وجميع الأمور المتعلقة بهذه الحالة.[١]

وجع القلب

وجع القلب أو وجع الصدر هو الشعور بالألم، أو الضغط، أو الضيق، أو أيّ انزعاج ينشأ في الصدر أو ينتشر إليه، وقد يعد ذلك مؤشرًا مهمًا على الإصابة باضطرابات قلبية أو قلبية وعائية محتملة، وقد ينشأ الألم من أماكن مختلفة داخل الصدر؛ مثل: القلب، أو غشاء الجنب، أو الشريان الأورطي، أو الجلد، أو الأضلاع، أو العضلات الوربية، أو المريء، أو الحاجب الحاجز، أو فقرات الصدر.[٢]


يعد ألم الصدر أو وجع القلب أحد أكثر الأعراض شيوعًا والتي يلجأ عندها البالغون لزيارة الطبيب وطلب الرعاية الصحية، إذ تجب زيارة الطبيب المختص عند الشعور بألم في القلب وذلك لتحديد الأسباب المحتملة لهذا الألم وإجراء التشخيص المناسب.[٣]



أعراض وجع القلب

قد لا يرتبط وجع الصدر بالقلب في كثير من الأحيان، وبشكلٍ عامّ لا بد من زيارة الطبيب لمعرفة أسباب هذه الأعراض، وقد يُستدل على السبب من الأعراض المُصاحبة للحالة، وذلك على النحو التالي:[٤]


آلام الصدر المرتبطة بالقلب

غالبًا ما ترتبط آلام الصدر بمشاكل القلب، فالعديد من الأشخاص المصابين بأمراض القلب عانوا من عدم ارتياح وانزعاج وألم في منطقة الصدر قبل تشخيصهم بالإصابة بأمراض القلب، وقد يكون ألم القلب مصحوبًا بأعراض أخرى مُرتبطة بالنوبات القلبية أو مشاكل القلب الأخرى، ونذكر من أبرز هذه الأعراض ما يأتي:[٥]

  • الشعور بضغط، أو امتلاء، أو ضيق، أو حرقة في الصدر.
  • ألم شديد أو ألم مشابه للسحق يمتد للظهر، أو الرقبة، أو الفك، أو الأكتاف، أو إحدى الذراعين أو كلاهما.
  • ألم يستمر لأكثر من بضع دقائق، ويزداد سوءًا مع النشاط يزول ثم يعود للظهور مرة أخرى، وقد تتفاوت شدته من مرة إلى أخرى.
  • ضيق في التنفس.
  • التعرق البارد
  • الغثيان أو قيء.


آلام الصدر غير المرتبطة بالقلب

قد يكون من الصعب التفريق بين آلام الصدر المرتبطة بالقلب وغير المرتبطة بالقلب، ولكن هناك مجموعة من الأعراض التي قد تدل على عدم ارتباط هذا الألم بالقلب، ونذكر منها ما يأتي:[٥]

  • الشعور بطعم حامض، أو الشعور بعودة وارتداد الطعام إلى الفم.
  • صعوبة البلع.
  • الشعور بألم يزداد سوءًا أو يتحسن عند تغير وضعية الجسد.
  • الشعور بألم يشتد عند التنفس بعمق أو السعال.
  • الشعور بألم عند الضغط على الصدر.
  • استمرار الألم لعدة ساعات.


قد يرتبط ألم الصدر أيضًا بأعراض مُشابهة لتلك المصاحبة لحرقة المعدة؛ كالشعور بألم أو حرقة خلف عظمة القصّ.[٥]


تعرف على كيف تفرق بين ألم عضلات الصدر وألم القلب.


أسباب وجع القلب

هناك العديد من الأسباب المحتملة لوجع القلب وجميعها تحتاج إلى رعاية طبية، وفيما يأتي بيان لأبرزها:[٦][٧]

  • الأسباب المتعلقة بالقلب: والتي قد تتضمن:
  • النوبة القلبية.
  • الذبحة الصدرية.
  • تسلخ الأبهر (بالإنجليزية: Aortic dissection).
  • التهاب التامور.
  • تضيق الشريان الأبهر.
  • تضخم عضلة القلب.
  • الأسباب المتعلقة بالجهاز الهضمي: والتي قد تتضمن:
  • حرقة المعدة.
  • عسر الهضم.
  • اضطرابات البلع.
  • مشاكل المرارة والبنكرياس.
  • حصى المرارة.
  • الأسباب المتعلقة بالعضلات والعظام: والتي قد تتضمن:
  • التهاب الغضروف الضلعي.
  • تعرض الأضلع لإصابة.
  • وجود عضلات مصابة.
  • إجهاد الصدر أو تعرضه لإصابة.
  • كسور انضغاطية تُسبب ضغط على العصب.
  • الأسباب المتعلقة بالرئة: والتي قد تتضمن:
  • الانصمام الرئوي.
  • التهاب الجنبة (بالإنجليزية: Pleurisy).
  • الانخماص الرئوي أو الرئة المنهارة (بالإنجليزية: Collapsed lung).
  • ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
  • الالتهاب الرئوي.
  • التهاب الشعب الهوائية الفيروسي.
  • تشنج القصبات.
  • أسباب أخرى: والتي قد تتضمن:
  • نوبات الهلع أو القلق.
  • الإصابة بأنواع مُعينة من العدوى الفيروسية؛ مثل الحزام الناري أو ما يُسمى بالهربس النطاقيّ (بالإنجليزية: Shingles).


تعرف على أسباب ألم الصدر غير المرتبطة بالقلب.


تشخيص وجع القلب

لا يكون ألم الصدر دائمًا مؤشرًا على الإصابة بنوبة قلبية، ومع ذلك فإنّ الأطباء وأخصائيي الطوارىء يفترضون أنّه السبب الأول الذي قد يكمن وراء الحالة نظرًا لكونه مهدداً لحياة الشخص، بما يستدعي العمل على التأكد من الإصابة بالنوبة القلبية في حال توجّه الشخص إلى الطوارئ مُصابًا بوجع الصدر، وفي هذه الحالة يقوم الأطباء أيضًا بالكشف عن الإصابة بحالات الرئة الأخرى التي تهدد الحياة؛ مثل الانخماص الرئوي أو الجلطة الرئوية،[٨] ونذكر من الطرق المستخدمة لتشخيص وجع القلب والصدر ما يأتي:[٩]


الفحص البدني

يمكن لمقدم الرعاية الصحية محاولة الكشف عن سبب الإصابة بآلام الصدر من خلال سؤال الشخص عن طبيعة الألم الذي يشكو منه، ومدى شدته، ومدى انتشاره إلى مناطق الجسم الأخرى، ومدى تأثيره في قدرة الشخص على ممارسة أنشطته اليوم، وما إن كان هناك أيّ أنشطة أو عوامل تجعل ألم الصدر يزداد سوءًا أو يتحسن.[١٠]


الفحوصات المخبرية والتصويرية

والتي قد تتضمن:[١١]

  • اختبارات الدم: والتي تعمل على الكشف عن الدلالات والعلامات المُرتبطة بالقلب أو أعضاء الجسم الأخرى.
  • تخطيط القلب الكهربائي: والذي يساهم في تتبع النشاط الكهربائي للقلب.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية: والذي يُساهم في الكشف عن سلامة وصحة الرئتين، والقلب، والأوعية الدموية الرئيسية في الصدر.
  • فحوصات أخرى: وقد تتطلب في بعض الحالات؛ ومنها: اختبار الإجهاد أثناء ممارسة التمارين (بالإنجليزية: Exercise Stress Test)، أو تخطيط صدى القلب الإجهادي (بالإنجليزية: Stress Echocardiography)‏، أو تصوير إرواء عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocardial perfusion imaging)‏، أو تصوير الأوعيَة المقطعي المحوسَب (بالإنجليزية: CT angiography).[١٢]



علاج وجع القلب

يعتمد علاج وجع القلب على مسبب الألم؛ وفيما يأتي ذكر لبعض الأمثلة:[١٣]

  • في حالة تشخيص الإصابة بالذبحة الصدرية: فتتم معالجة نوبات ألم الصدر عن طريق إعطاء المُصاب أقراص النيتروجلسرين (بالإنجليزية: Nitroglycerin) التي يصفها الطبيب، بحيث تتم إذابة قرص واحد من النيتروجلسرين تحت اللسان ثم الانتظار لمدة 5 دقائق، فإذا كان الشخص لا يزال يعاني من أعراض الذبحة الصدرية فيجب الاتصال بالطوارىء، وفي الحالات المزمنة من الذبحة الصدرية المستقرة فقد يتطلب الأمر تكرار إعطاء هذه الأقراص كل 5 دقائق بحد أقصى ثلاثة أقراص، فإذا استمر الألم فإنّ الأمر يستوجب الاتصال بالطوارئ.
  • في حالة تشخيص الإصابة بارتداد الأحماض: يكون العلاج باستخدام مضادات الحموضة التي يصفها الطبيب.



التعافي من آلام القلب

في حالة استبعاد الطبيب الإصابة بالأسباب الخطيرة لآلام الصدر، فمن المحتمل أن يتعافى الشخص تمامًا بالرعاية الذاتية والتي تتضمن ما يأتي:[١٤]

  • اتباع نصائح الطبيب فيما يتعلق بالعلاج.
  • الاستراحة عند الشعور بالتعب.
  • زيادة النشاط بشكل تدريجي وبطيء.
  • عدم القيام بأعمال مرهقة وشاقة، والانتظار حتى الشعور بتحسن.
  • الالتزام بزيارة الطبيب بشكلٍ دوري.


المراجع

  1. "The heart: All you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 16/2/2021. Edited.
  2. "Chest Pain or Discomfort", ncbi, Retrieved 16/2/2021. Edited.
  3. "Chest pain", mayoclinic, Retrieved 16/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت
  5. "What could cause chest pain?", medicalnewstoday, Retrieved 21/2/2021. Edited.
  6. "Patient education: Chest pain (Beyond the Basics)", uptodate, Retrieved 17/2/2021. Edited.
  7. "Chest Pain", emedicinehealth, Retrieved 21/2/2021. Edited.
  8. "Chest Pain Treatment", webmd, Retrieved 17/2/2021. Edited.
  9. "Chest pain", betterhealth, Retrieved 17/2/2021. Edited.