تحدث جلطة القلب في العادة بشكلٍ سريع، لذلك في حالة الاشتباه بالإصابة بها، فإنه يجب الذهاب إلى المستشفى على الفور للحصول على التشخيص وبدء العلاج،[١] وتشخّص النوبة القلبية من قبل الطبيب بناءً على العلامات والأعراض، والتاريخ الطبي والعائلي، بالإضافة إلى نتائج الفحوصات المخبرية والتصويرية.[٢]

تحاليل الدم للكشف عن جلطة القلب

يُطلق الجسم العديد من المواد بعد الجلطة القلبية، وتمتاز اختبارات الدم بإمكانيتها في قياس مستويات هذه المواد، وتوضيح ما إن كان القلب قد تضرر أم لا، ويعدُّ قياس مستويات التروبونين في الدم من الاختبارات الأكثر شيوعًا بعد الإصابة بجلطة القلب،[٣] وفيما يلي ذكرٌ لبعض التحاليل التي تجرى للكشف عن جلطة القلب:


تحليل التروبونين T

يعدُّ التروبونين T أحد البروتينات الموجودة في عضلة القلب، ويمكن قياس مستوياته في الدم لتشخيص جلطة القلب، وتحديد خطر الإصابة بأمراض القلب المستقبلية، إذ إنّه تمَّ ربط زيادة مستوياته بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص الذين ليست لديهم أعراض،[٤] وعادةً ما ترتفع مستويات التروبونين في الدم في غضون 3 إلى 6 ساعات بعد جلطة القلب، وقد تستمر مرتفعة لمدة 10 إلى 14 يومًا، إلا أنه إذا ظهرت نتائج طبيعية لمدة 12 ساعة بعد ظهور أعراض الجلطة القلبية، فمن غير المحتمل أن تكون الأعراض ناجمة عنها، ويجدر الذكر أن هذا التحليل لا يستخدم وحده لتشخيص أو استبعاد الجلطة القلبية، بل إلى جانب الفحوصات التصويرية الأخرى.[٥][٦]


للمزيد: أهمية تحليل التروبونين لتشخيص الجلطة القلبية وتفسير نتائجه.


تحليل الكرياتين كيناز MB

يقيس هذا التحليل كمية إنزيم الكرياتين كيناز MB في الدم، ويُطلق عليه بالإنجليزية CK-MB، وهو إنزيم يتواجد في القلب، والعضلات، والعديد من الأعضاء الأخرى، ويعدُّ هذا التحليل من التحاليل المستخدمة في تشخيص الجلطة القلبية، ومقدار الضرر الحاصل على القلب، ولكن لا ترتفع مستويات إنزيم الكرياتين كيناز MB في الدم مباشرةً بعد جلطة القلب، إذ إنّه قد يحتاج الأمر إلى 6-4 ساعات لتزداد مستوياته في الدم، مما يعني أنه قد تكون هناك حاجة إلى إجراء اختبارات متكررة لمعرفة ما إذا كان هناك جلطة قلبية أم لا، لكن يجدر الذكر أنّه نظراً لتواجد الإنزيم في العضلات أيضاً، فإن أي مرض أو إصابة في العضلات، قد يتسبب ذلك في ارتفاع مستويات هذا الإنزيم أيضاً.[٧]


تحليل الميوغلوبين

الميوغلوبين هو عبارة عن بروتين موجود في عضلات القلب وعضلات الجسم الأخرى، ويُطلق هذا الإنزيم في الدم عند إصابة القلب أو أياً من عضلات الجسم، ويمكن قياس المستويات المرتفعة في غضون ساعات قليلة بعد الإصابة، ويُستخدم هذا التحليل في تشخيص الحالات المرتبطة بتضرر العضلات، بما في ذلك عضلة القلب، وفي بعض الأحيان يستخدمه الأطباء لتحديد ما إن كان الشخص مصابًا بجلطة قلبية أم لا، لكن تمَّ استبداله حالياً بتحليل التروبونين.[٨]


تحليل بروتين سي التفاعلي CRP

يعد ارتفاع مستويات بروتين سي التفاعلي في الدم إحدى العلامات الدالة على وجود التهاب داخل الجسم، بما في ذلك التهاب الشرايين،[٩] وقد يستخدم الأطباء هذا التحليل لتقييم خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery disease)، وهي حالة تسبب تضيّق شرايين القلب، وتزيد من خطر حدوث جلطات القلب.[١٠]


تحليل BNP

يُستخدم هذا الفحص لتشخيص وتقييم بعض الحالات المتعلقة بأمراض القلب، بما في ذلك قصور القلب الاحتقاني، وقد يستخدمه الأطباء أيضًا عند وجود بعض الأعراض الدالة على تضرر القلب بعد الجلطة القلبية، مثل ضيق التنفُّس، والتعب، وتجمّع السوائل في البطن، وانتفاخ الكاحلين والساقين.[١١]


تحاليل أقل شيوعاً

تتضمن بعض تحاليل الدم الأخرى المستخدمة بشكل أقل لتشخيص جلطة القلب ما يلي:[١٢]

  • اختبار إنزيم جلايكوجين فسفورليز BB: (بالإنجليزية: Glycogen Phosphorylase Isoenzyme BB) وهو يقيس مستويات إنزيم يرتفع بشكل كبير خلال سبع ساعات من حدوث جلطة القلب، ويبقى مرتفعًا لمدة 3-1 ساعة.
  • اختبار اللاكتات ديهيدروجينيز: (بالإنجليزية: Lactate Dehydrogenase) وهو اختبار يقيس مستويات اللاكتات ديهيدروجينيز الذي يكون في أعلى مستوياته بعد 72 ساعة من الجلطة القلبية.
  • اختبار مدى ترابط بروتين الألبومين بالكوبالت: إذ إنّه يقيس كمية الكوبالت المرتبط ببروتين الألبومين، والذي قد يقل بعد الجلطة القلبية.


اقرأ أيضًا: جلطة القلب: الأعراض، الأسباب والعلاج.


فُحوصات أخرى للكشف عن جلطة القلب

إضافةً إلى التحاليل التي ذكرناها سابقًا، هناك مجموعة من الفحوصات التي تساعد على تشخيص جلطة القلب، ونذكر منها ما يلي:

  • تخطيط كهربية القلب ECG: وهو أحد أهم الاختبارات المستخدمة في تشخيص جلطة القلب، ويقيس الإشارات الكهربائية أثناء انتقالها عبر القلب، وعادةً ما يُجرى خلال 10 دقائق من دخول المصاب إلى المستشفى.[١]
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية: تتيح هذه الصورة للطبيب فحص حجم القلب والأوعية الدموية،[١٣] ويكون هذا الفحص مفيداً إذا كان تشخيص الجلطة القلبية غير مؤكد، واحتمالية تواجد أسباب أخرى مسؤولة عن ظهور الأعراض.[١]
  • مخطط صدى القلب: الذي يُظهر صورًا للقلب في أثناء حركته، ويستخدم الطبيب هذا الفحص لمعرفة كيفية عمل القلب، والمساعدة على تحديد ما إن كانت المنطقة في القلب قد تعرّضت للضرر أم لا بعد الجلطة القلبية.[١٣]
  • قسطرة الشريان التاجي: هو اختبار يقوم على حقن شرايين القلب بصبغة عبر أنبوب طويل يُدخل من خلال أحد الشرايين وصولًا إلى شرايين القلب، ويكشف ما إن كان هناك أي انسداد في الشرايين.[١٣]
  • فحص التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للقلب: تنشئ هذه الفحوص صورًا للقلب والصدر، إذ إنّه يمكن استخدامهما لتشخيص مشكلات القلب، بما في ذلك حجم الضرر الناتج عن الجلطة القلبية.[١٣]


انقر للمزيد عن أعراض جلطة القلب وكيف تستدل عليها.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Heart attack", nhs, 28/11/2019, Retrieved 7/2/2021. Edited.
  2. "Heart Attack", nhlbi.nih.gov, Retrieved 7/2/2021. Edited.
  3. "Medical tests for heart disease", heartfoundation, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  4. "Blood tests for heart disease", mayoclinic, Retrieved 8/2/2021. Edited.
  5. "Troponin", labtestsonline, Retrieved 10/2/2021. Edited.
  6. "Troponin Test", medlineplus, Retrieved 10/2/2021. Edited.
  7. "Creatine Kinase MB (Blood)", rochester, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  8. "Myoglobin", labtestsonline, 6/12/2019, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  9. "Heart Disease and C-Reactive Protein (CRP) Testing", webmd, Retrieved 8/2/2021. Edited.
  10. "C-reactive protein test", mayoclinic, Retrieved 8/2/2021. Edited.
  11. "BNP and NT-proBNP", labtestsonline, 27/1/2021, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  12. "How a Heart Attack Is Diagnosed", verywellhealth, Retrieved 8/2/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث to diagnose a heart,to your chest and limbs. "heart attack", mayoclinic, 16/6/2020, Retrieved 7/2/2021. Edited.