عملية زراعة القلب

عملية زراعة القلب هي جراحة تُجرى للمرضى الذين يعانون من أمراض قلبيّة شديدة لم تستجب لأي من العلاجات الطبية الأخرى بما فيها الأدوية والعمليات الجراحية، وتقتضي بإزالة قلب المريض واستبداله بقلب آخر سليم من متبرع متوفى؛ بهدف الحفاظ على حياة المريض وتحسين صحته.[١][٢]


نتائج زراعة القلب

في الحقيقة تعد معدلات البقاء على قيد الحياة جيدة بعد الخضوع لعملية زراعة القلب، خاصةً إذا ما قورنت مع معدلات البقاء على قيد الحياة للأشخاص المصابين بالمراحل النهائية من مرض القصور القلبي، إذ أشارت الجمعية الدولية لزراعة القلب والرئة (International Society of Heart and Lung Transplantation) عام 2014 ميلادي إلى أنّ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة عام بعد العملية يصل لحوالي 84.5%، أما معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة 5 أعوام فيصل إلى 72.5%.[٣]


دواعي إجراء عملية زراعة القلب

تُجرى عملية زراعة القلب للأشخاص في المراحل الأخيرة من مرض القصور القلبي، ففي هذه المرحلة لا يتمكّن القلب من أداء وظيفته بضخّ الدم إلى باقي أنحاء الجسم، ويُلجأ إلى عملية زراعة القلب فقط في حال عجز العلاجات الطبية الأخرى عن الإتيان بنتائج جيدة،[٤] وتتعدد أسباب الإصابة بهذا المرض، ويمكن بيانها على النحو الآتي:[٢]

  • أسباب فشل القلب عند الأطفال: الإصابة بعيوب القلب الخلقية أو الإصابة بمرض اعتلال عضلة القلب -ضعف عضلة القلب-.
  • أسباب فشل القلب عند البالغين: تتضمن:[٤]
  • جلطة القلب.
  • إصابة عضلة القلب بعدوى فيروسية.
  • عيوب القلب الخلقية.
  • أمراض صمامات القلب.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم الرئوي، وهو ارتفاع ضغط الدم في شرايين الرئة.
  • اعتلال عضلة القلب المُسبِّب لزيادة سماكتها، أو زيادة حجمها، أو تصلبها.
  • الأمراض الرئوية المزمنة.
  • الإدمان على تناول الكحول أو تناول الأدوية الممنوعة.
  • فقر الدم، وارتفاع ضغط الدم، وذلك في حال إهمال العلاج لفترات طويلة.



كما يجب الإشارة إلى أنّ بعض المرضى قد يخضعون لعملية زراعة القلب بالتزامن مع زراعة الأعضاء الأخرى في ذات العملية، كزراعة القلب مع زراعة الرئة، أو الكبد، أو الكلى.




موانع إجراء عملية زراعة القلب

لا تعد زراعة القلب مناسبة للجميع، ونذكر من الفئات التي لا يصح لها إجراء هذه العملية ما يلي:[٢]

  • التقدم في العمر، إذ قد تقل القدرة على التعافي من هذه العملية الجراحية مع التقدُّم في العمر.
  • الإصابة بأمراض شديدة أخرى، مثل: أمراض الكلى، أو الكبد، أو الرئة الشديدة.
  • الإصابة بالعدوى في الوقت المقرَّر لإجراء العملية.
  • الإصابة بالأورام السرطانية مؤخرًا.
  • عدم رغبة المريض أو عجزه عن تغيير ما اعتاد عليه من عادات بعد العملية، مثل رفضه لترك الكحول أو رفضه للإقلاع عن التدخين.


ما الذي يمكن توقعه قبل زراعة القلب؟

يُوضَع المريض على قائمة انتظار زراعة القلب في حال أقرّ الأطباء إمكانية خضوعه لهذه العملية، وذلك بعد إجراء العديد من الفحوصات المخبرية والتصويرية التي تشير نتائجها إلى قدرة المريض على التعافي من العملية في حال إجرائها، وتدير هذه القائمة جهات طبية متخصَّصة تقوم بمطابقة القلب بين الشخص المتبرع والمريض بناءً على فصيلة الدم، وحجم كل منهما؛ إذ يجب أن يكونا من الحجم نفسه تقريبًا، وخلال فترة الانتظار يُنصَح بتجهيز حقيبة ووضع جميع الأغراض التي قد يحتاجها المريض أثناء فترة إقامته داخل المستشفى، وذلك للتمكُّن من الذهاب إلى المستشفى سريعًا عند توفُّر قلب من متبرع.[٥][٦]


ترتّب هذه الجهات المرضى على قائمة الانتظار بناءً على مدى توفر قلب من متبرع، ومكان سكن المريض، بالإضافة إلى أولوية العلاج، وفيما إذا كانت الحاجة لإجراء زراعة القلب ملحة، أو يمكن للمريض الانتظار وقت أكثر مقارنة بالمرضى الآخرين على القائمة، كما أنّ للوقت الذي يقضيه المريض في لائحة الانتظار دور في تحديد أولوية إعطاء القلب من المتبرع، فإذا توفر قلب من متبرع وكان هناك متلقيان اثنان لهما ذات الأولوية في العلاج، فإن المتلقي المنتظر وقتًا أطول سيحصل على القلب.[٦]




تختلف أوقات الانتظار من أيام لعدة أشهر حتى يتمكّن المريض من الحصول على قلب مطابق، ويجب الإشارة إلى أنّه قد يُلغى اسم المريض مؤقتًا من لائحة الانتظار إذا تعرض للإصابة ببعض الأمراض الشديدة مثل: السكتة الدماغية، أو العدوى، أو الفشل الكلوي.




شروط القلب من المتبرع

نذكر من شروط التبرع بالقلب:[٦]

  • استيفاء المتبرع الشرط القانوني للوفيات الدماغية.
  • توقيع استمارات الموافقة على التبرُّع بالقلب.
  • عدم تجاوز عمر المتبرع 65 عامًا.
  • عدم إصابة المتبرّع بأمراض القلب، أو إصابة مباشرة على الصدر في السابق.
  • عدم إصابة المتبرع بالتهاب الكبد أو فيروس نقص المناعة البشري (HIV) في السابق.
  • عدم مرور أكثر من 4 ساعات ما بين أخذ القلب من جسد المتبرِّع وإجراء العملية، لذا من الضروري البقاء في أماكن قريبة من المستشفى، كما يجب توفير طريقة اتصال مُتاحة دائمًا، فيجب الحرص على بقاء الهاتف مشحونًا طوال الوقت.[٢]


ما يحدث أثناء عملية زرع القلب

تُجرى عملية زراعة القلب فور الحصول على قلب مطابق، ويكون فيها المريض تحت تأثير التخدير العام، فيتم إحداث شق في منتصف الصدر، ثم إزالة القلب المريض، وتوصيل القلب المُتبرَع به إلى الشرايين والأوردة الرئيسيّة التي يجب أن تتصل بالقلب، ليبدأ القلب الجديد بالنبض بشكل طبيعي بعدها، ويتم أثناء العملية استخدام جهاز خاص للحفاظ على حركة الدم الغني بالأكسجين في جسد المريض قبل بدء القلب الجديد بالعمل، ويسمّى هذا جهاز المجازة القلبية الرئوية (بالإنجليزية: Heart-lung bypass machine).[٧]


مخاطر زراعة القلب

لا تعدّ عملية زراعة القلب عملية بسيطة، إذ إنها قد تحمل بعض المضاعفات أو المخاطر، ولكن لحسن الحظ فإن العديد من هذه المخاطر قابل للعلاج، ونذكر من مخاطر عملية زراعة القلب الآتي:[٧]

  • رفض الجهاز المناعي في الجسم للقلب الجديد واعتباره جسمًا غريبًا: فيبدأ بمهاجمته، لذا يجب على المرضى الذين يخضعون لعملية زراعة القلب أخذ الأدوية المثبِّطة للمناعة لباقي حياتهم.
  • فشل القلب الجديد: فلا يستطيع القلب المزروع العمل وأداء وظيفته،[٧] فعلى الرغم من نجاح معظم عمليات زراعة القلب، إلا أنّ بعضها قد يفشل، وفي هذه الحالة قد يوصي الطبيب بتعديل الأدوية، أو إجراء العملية مرة أخرى في أشد الحالات سوءًا.
  • الإصابة باعتلال الأوعية الدموية في القلب المزروع: (بالإنجليزية: Cardiac allograft vasculopathy) وهي تضيق الشرايين التي تزود القلب بالدم.[٧]
  • الأعراض الجانبية للأدوية المثبطة للمناعة: مثل: زيادة التعرض للعدوى، وزيادة الوزن، ومشاكل الكلى.[٧]


التعافي في المستشفى

يبدأ التعافي في وحدة العناية المركزة القلبية الوعائية (بالإنجليزية: Cardiovascular intensive care unit) واختصارًا (CVICU) مباشرةً بعد إجراء العملية، ليُراقَب المريض على مدار الساعة، ومن ثم ينتقل المريض إلى غرف المستشفى للمتابعة، وغالبًا يحتاج المُصاب للبقاء في المستشفى حوالي 4 أسابيع بعد الجراحة حتى يتعافى، إلا أنّ البعض قد يحتاج لوقت أقل أو أطول.[٨][٩]


تعافي المريض بعد خروجه من المستشفى

يحتاج المريض إلى مراجعة الطبيب عدة مرات بعد خروجه من المستشفى، بالإضافة إلى إجراء العديد من الفحوصات والخزعات للتحقُّق من وجود أي علامات رفض العضو المزروع أو الإصابة بالعدوى، وفي الحقيقة يعتمد نجاح العملية على مدى الالتزام بالرعاية الذاتية بعد الخروج من المستشفى، ومن النصائح المساعدة على ذلك:[٩]

  • تجنب التواجد حول الأشخاص المصابين بالعدوى، إذ إنّ خطر الإصابة بالعدوى يزداد بعد عملية زراعة القلب نتيجة لتناول الأدوية المثبطة للمناعة.
  • الالتزام بمواعيد مراجعات الطبيب.
  • إجراء اختبارات الدم وغيرها من الفحوصات في الوقت المحدد.
  • الالتزام بأخذ كافة الأدوية التي يوصي بها الطبيب.
  • اتباع إرشادات النظام الغذائي، المذكورة لاحقًا في المقال.
  • تجنب القيام بأي أنشطة تتضمن دفع، أو سحب، أو رفع أثقال بعد العملية حتى يلتئم الجرح تمامًا، وهذا ما قد يكون بعد 3-4 أشهر، ومن المستحسن رفع مستوى النشاط البدني تدريجيًّا بعد العملية.[٨]
  • وضع واقي شمس بانتظام.
  • الإقلاع عن التدخين، والحرص على الابتعاد عن دخان سجائر الآخرين.




يستطيع معظم الأشخاص الذين يخضعون لعملية زراعة القلب العودة لحياتهم الطبيعية تدريجيًا، واستئناف العديد من الأنشطة اليوميّة التي كانوا يقومون بها، مثل: العودة إلى العمل، وممارسة الرياضة، والهوايات، كما تتمكن بعض النساء اللواتي يرغبن في الحمل من ذلك، لكن لا بد من التحدث مع الطبيب أولًا، إذ قد يوصي بإجراء تعديلات على الأدوية الموصوفة قبل الحمل.




دواعي مراجعة الطبيب على الفور بعد الخروج من المستشفى

من الضروري الاتصال بالطبيب على الفور في حال وجود أي مشكلة أو ظهور أية أعراض قد تدل على الإصابة بالعدوى أو رفض الجسم للعضو المزروع فيه، وتتضمن هذه:[٤]

  • الحمى أو القشعريرة.
  • احمرار، أو تورُّم، أو خروج الإفرازات مكان جرح العملية.
  • الشعور بالألم المتزايد حول جرح العملية.
  • ضيق التنفُّس.
  • التعب المفرِّط.
  • انخفاض ضغط الدم.


النظام الغذائي بعد عملية زراعة القلب

على المريض الذي خضع لزراعة القلب أن يتبع نظامًا غذائيًّا خاصًّا، فالأطعمة الصحية تساعد على الشعور بالتحسن، والحصول على المزيد من الطاقة، وعادة ما يكون النظام الغذائي مشابهًا للتغيرات الغذائية لما قبل الجراحة،[١٠][١١] ومن الإرشادات المفيدة في النظام الغذائي بعد زراعة القلب ما يلي:[١٠]

  • اعتماد نظام غذائي غني بالفواكه، والخضروات، ومنتجات الألبان، بالإضافة إلى البروتين، مثل: الدجاج، والأسماك، والفاصولياء.
  • تناول الأطعمة قليلة الدهون والكوليسترول.
  • الحد من كمية الملح المتناول، للتقليل من خطر ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل.[١١][١٠]
  • اتباع تعليمات الطبيب فيما يخصّ كمية السوائل المناسبة للشرب يوميًا، بما في ذلك الماء، والعصائر، والحليب،[١٠] فقد يوصي الطبيب بالحدّ من كمية السوائل المُتناولة في الأسابيع الأولى بعد العملية، كما سيقيم وضع القلب في كل مراجعة ويوصي بما يلزم فيما يخص كمية السوائل المُتناولة.[١٢]


للمزيد من المعلومات: نظام غذائي لمرضى القلب.


المراجع

  1. "Heart Transplant", nhlbi, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Heart transplant"، mayoclinic، اطّلع عليه بتاريخ 6/3/2021. Edited.
  3. Markus J. Wilhelm (3/2015), "Long-term outcome following heart transplantation: current perspective", NCBI, Retrieved 26/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Heart Transplant", hopkinsmedicine, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  5. "What to Expect From a Heart Transplant", verywellhealth, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Heart Transplant"، medicine، اطّلع عليه بتاريخ 6/3/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج "Heart transplant", nhs, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Heart transplant", bhf, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Transplant Process", clevelandclinic, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث "Heart Transplant", drugs, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Heart Failure and Heart Transplants", webmd, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  12. Living with Heart Transplant FD.235.H3513.PHC.pdf "Living With a Heart Transplant", Providence Health Care, Retrieved 25/4/2021. Edited.