يملك الإنسان عضلة القلب التي تقع في منتصف الصدر تقريبًا، وتتميز بكونها عضلة صغيرة الحجم، إذ يبلغ حجمها نحو حجم قبضة اليد، وتعمل هذه العضلة طوال الوقت دون كلل أو ملل، سواء أكان ذلك في وقت الراحة أم أثناء بذل الجهد وممارسة الأنشطة، ومن الجدير ذكره أن عضلة القلب تنقبض بمعدل 80 نبضة في الدقيقة الواحدة، أي 115 ألف نبضة في اليوم، وما يعادل 42 مليون نبضة في السنة الواحدة، وبشكلٍ عامّ تبلغ عدد نبضات القلب نحو 2.5 مليار نبضة خلال حياة الإنسان التي تبلغ نحو 70 سنة.[١]
لماذا عضلة القلب لا تتعب؟
تمتلك عضلة القلب عدة خصائص تميزها عن غيرها من عضلات الجسم وتحميها من التعب، وفيما يأتي بيان ذلك:[٢]
امتلاك القلب منظم ضربات طبيعي
يتكون القلب من عضلات متخصصة تحتوي على الخلايا المنظمة الطبيعية (بالإنجليزية: Pacemaker cells)، ويُشار إلى أنّ هذه الخلايا تُنظم انقباض العضلات وانبساطها بناءً على التيار الكهربائي الذي يصِلها من الجهاز العصبي، وتقوم هذه الخلايا أيضًا بتوليد نبضات كهربائية أو إشارات مُحفّزة (بالإنجليزية: Action potentials) تساعد على التحكّم بمعدل ضربات القلب وسرعة ضخ القلب للدم.[٢]
امتلاك القلب مصدر ممتاز للطاقة
تقوم ألياف عضلة القلب بإنتاج الطاقة على شكل الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (بالإنجليزية: Adenosine triphosphate)، ويتم ذلك من خلال قيامها بعمليات الأيض الهوائية والتي تكون بمساعدة الميتوكندريا (بالإنجليزية: Mitochondria) وبروتين الميوغلوبين (بالإنجليزية: Myoglobin) الموجودة في أنسجة عضلة القلب،[٣] وكما هو معروف فإنّ الميتوكندريا تُمثل مُولدات للطاقة، إذ تعمل على تحويل السعرات الحرارية التي تدخل الجسم عن طريق الطعام إلى طاقة، ومن الجدير ذكره أنّ نسبة الميتوكندريا تبلغ نحو 30-35% من حجم عضلة القلب، وهذا يعني أنّ هُناك عدد كافي منها للعمل باستمرار وتوليد الطاقة التي يحتاجها القلب حتى ينبض ويعمل.[٤]
في هذا السياق يُشار إلى أنّه كلما زاد عدد الميتوكندريا زادت كمية الطاقة التي يُنتجها الجسم، وبالنظر إلى عدد الميتوكندريا الموجودة في العضلات الهيكلية يُلاحظ أنّ نسبتها لا تتجاوز ما مقداره 1-2% من حجم العضلات، وتُعتبر هذه الكمية كافية لإنتاج الطاقة التي تحتاجها هذه العضلات للقيام بوظائفها والأنشطة اليومية؛ مثل المشي والركض.[٤]
إمداد عضلة القلب بكمية كافية من الدم
تعمل الدورة الدموية التاجية (بالإنجليزية: Coronary circulation) على تزويد جميع أنحاء القلب وخلاياه بالدم المُحمّل بالأكسجين والمُغذيات اللازمة له للقيام بوظائفه، ومن الجدير ذكره أنّ هذه الدورة تتفرع بطريقة شاملة وذلك بنحو شعيرة دموية واحدة لكل خلية واحدة من القلب، بما يُمكن من توصيل الدم لكافة الخلايا في القلب.[٥]
تزويد القلب بالأدرينالين عند الحاجة لذلك
ينبض القلب بقوةٍ أكبر وسرعةٍ أعلى عند قيام الشخص بجهدٍ كبير أو عند التعرض لضغوط مُعينة، وليتمكن القلب من التعامل مع هذه الحالة فإنّ الجسم يُحفز إفراز هرمون الأدرينالين (بالإنجليزية: Adrenaline) من مكانين؛ وهما: النهايات العصبية الموجودة على سطح القلب، والغدة الكظرية، وهذا بحدّ ذاته يتسبّب بزيادة معدل ضربات القلب وقوة العضلات عند الحاجة لذلك، وبشكلٍ عامّ يزداد إفراز هرمون الأدرينالين بهذه الطريقة وينخفض بعد ذلك بهدف الحفاظ على توازن جهاز الدوران في الجسم.[٦]
تعرف على صفات وميزات عضلة القلب.
المراجع
- ↑ "Basic Anatomy of the Heart", stanfordchildrens, 2/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "What to know about cardiac muscle tissue"، medicalnewstoday، 2/2/2021. Edited.
- ↑ "Cardiac Muscle Tissue", opentextbc, 2/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Why Doesn't Your Heart Get Tired?"، indianapublicmedia، 2/2/2021. Edited.
- ↑ "Anatomy and Circulation of the Heart", webmd, 2/2/2021. Edited.
- ↑ "Epinephrine", udel, 2/2/2021. Edited.