الدورة الدموية الكبرى: من أين تبدأ وكيف تعمل

يتكون جهاز الدوران (بالإنجليزية: Circulatory system) المسؤول عن نقل العناصر الغذائية والأكسجين لجميع خلايا الجسم من القلب والأوعية الدموية، حيث تنقل الشرايين الدم بعيدًا عن القلب، بينما تعيده الأوردة إلى القلب، ووظيفيًا تنقسم الأوعية الدموية في الجسم إلى دورتين؛ الدورة الدموية الصغرى أو الرئوية؛ التي تنقل الدم المفتقر إلى الأكسجين من القلب إلى الرئتين، ليتم تبادل الغازات، والدورة الدموية الكبرى أو الدورة الجهازية؛ وهي المسؤولة عن إمداد خلايا وأنسجة الجسم بالدم الغني بالأكسجين والمواد الغذائية ويخلصها من الفضلات.^[١]

الدورة الدموية الكبرى

تُعدّ الدورة الدموية الكبرى مسؤولة عن نقل الدم من القلب إلى جميع أجزاء الجسم الأخرى ومن ثم إعادته إلى القلب،^[٢] ويعود الفضل في اكتشاف الدورة الدموية الكبرى للطبيب البريطاني هارفي فولكستون الذي عاش خلال فترة 1578-1657 ميلادي، وقد ذكر ذلك في كتابه الذي نُشر عام 1628 باللغة اللاتينية، ومن خلال ملاحظة فكرة القلب في الحيوانات الحية استطاع أن يرى هارفي أن القلب يضخ الدم من خلال انقباضه، وكما تمكن من إظهار أن الصمامات في الأوردة تسمح بتدفق الدم فقط في اتجاه القلب، وتمكن من إثبات أّن الدم يدور حول الجسم ويعود إلى القلب، في حين كان الاعتقاد السائد آنذاك أن الرئة هي المسؤولة عن نقل الدم إلى جميع أنحاء الجسم وأن الوظيفة الأساسية للقلب هي إنتاج الحرارة.^[٣]

من أين تبدأ الدورة الدموية الكبرى وكيف تعمل؟

تبدأ الدورة الدموية الكبرى عندما يتدفق الدم من الحجرة العلوية في القلب المسمى بالأذين الأيسر إلى الحجرة السفلية المسمى بالبطين الأيسر؛ ليتم بعد ذلك ضخ الدم من البطين إلى الشرايين الكبيرة المسؤولة عن نقل الدم من القلب إلى كافة أنحاء الجسم، وفيما يأتي توضيح لمسار انتقال الدم خلال الدورة الدموية الكبرى بالتفصيل:^[٤]

• يضخ البطين الأيسر الدم الغني بالأكسجين إلى الشريان الأورطي، وهو الشريان الرئيسي الذي ينتقل الدم من خلاله إلى جميع أعضاء وأنسجة الجسم، والذي يتفرع إلى شرايين كبيرة ومن ثم أوعية أصغر وأصغر لتنتهي أصغر الشرايين بشبكة من الأوعية الدقيقة التي تعرف بالشعيرات.
• أثناء وجود الدم في الشعيرات الدموية، يتم تبادل المواد بين الدم والخلايا، بحيث يُنقل الأكسجين والعناصر الغذائية من الدم إلى خلايا الجسم، ويلتقط الدم ثاني أكسيد الكربون والمخلفات من عمليات الأيض من الخلايا.
• يعود الدم المحمل بثاني أكسيد الكربون والمخلفات المختلفة إلى القلب من خلال الأوردة، إذ ينتقل الدم من خلال الشعيرات الدموية إلى الأوردة، ثم إلى الأوردة الأكبر حجمًا حتى يصل إلى الوريد الأجوف، بحيث يعود الدم من الرأس والذراعين إلى القلب عبر الوريد الأجوف العلوي، ويعود الدم من الأجزاء السفلية من الجسم عبر الوريد الأجوف السفلي.
• يقوم الوريد الأجوف بإيصال هذا الدم إلى الأذين الأيمن، ليُضخ لاحقاً لملء البطين الأيمن، وهنا تنتهي الدورة الدموية الكبرى وتبدأ الدورة الدموية الصغرى ليتم ضخ الدم إلى الرئتين من أجل التخلص من ثاني أكسيد الكربون والحصول على الأكسجين.

ما هي أهمية الدورة الدموية؟

يقوم نظام الدورة الدموية بوظائف مهمة من خلال العمل المنظم مع أنظمة الجسم الأخرى، وفما يأتي توضيح لأهمية الدورة الدموية:^[٢]

• تمد الدورة الدموية الجسم بالأكسجين والمواد المغذية، وفي نفس الوقت يساعد على تخليصه من المخلفات وثاني أكسيد الكربون من خلال العمل مع الجهاز التنفسي.
• ينقل الدم عبر الدورة الدموية الهرمونات التي ينتجها جهاز الغدد الصماء، لتقوم الهرمونات بوظائفها المختلفة داخل الجسم.
• يساهم في نقل الإنزيمات، والبروتينات، والخلايا المهمة في جهاز المناعة.^[٥]

ما كمية الدم التي تضخها الدورة الدموية؟

للحفاظ على الحياة يدق القلب أي ينقبض بمعدل 100,000 مرة في اليوم، إذ يضخ 5-6 ليترات من الدم كل دقيقة،^[٦] ويبلغ المعدل الطبيعي لكمية الدم التي يضخها البطين الأيسر للقلب في انقباضة واحد 50-100 مليليتر، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الكمية لا تمثل كل الدم الموجود في البطين، فعادةً يتم إخراج حوالي ثلثي الدم الموجود في البطين فقط مع كل نبضة.^[٧][٨]