تكمن أهمية التشخيص المبكر للإصابة بالتهاب الشغاف (بالإنجليزية: Endocarditis) واختصارًا (IE) في المساهمة في منع حدوث المضاعفات، والشغاف هو الغشاء الذي يبطن حجرات القلب من الداخل، لتتعرف المزيد عن التهاب الشغاف وطرق تشخيصه تابع قراءة هذا المقال.[١]


تشخيص التهاب شغاف القلب

يلجأ الطبيب عادًة إلى تشخيص التهاب الشغاف من خلال إجراء عدّة اختبارات تشخيصية بدنية ومخبرية تختلف في دقتها ومزاياها، بالإضافة إلى فحص الأعراض الظاهرة على الشخص وتقييمها،[٢] مثل: فحوصات الدم المختلفة، واختبار مخطط صدى القلب، واختبار مخطط كهربيّة القلب، والتصوير بالتقنيات المختلفة، مثل: الأشعة السينية والرنين المغناطيسي،[٣] وفيما يأتي سنبين بالتفصيل مزايا هذه الاختبارات ودوافع استخدامها:


التحقق من التاريخ المرضي

من المهم مراجعة التاريخ المرضي للشخص، خاصةً العوامل التي من الممكن أن تتسبب بحدوث التهاب الشغاف، ومن ذلك:[٤]

  • الإصابة بأمراض القلب المختلفة.
  • الإصابة بالحمى الروماتيزمية (بالإنجليزية: Rheumatic fever).
  • زراعة صمام قلب اصطناعي.
  • زراعة جهاز تنظيم ضربات القلب.
  • الاستخدام السابق لأحد الأدوية التي تعطى في الوريد.
  • وجود أي مرض مزمن.
  • التعرض لنفخة قلبية (بالإنجليزية: Heart murmur).
  • التعرّض مؤخًّرا لأي إجراء طبي من الممكن أن يتسبب بدخول البكتيريا إلى مجرى الدم، مثل علاجات الأسنان أو غيرها.


تقييم الأعراض

في الحقيقة تتشابه بعض الأعراض التي يستخدمها الطبيب في تشخيص التهاب الشغاف مع أعراض بعض الحالات الصحية الأخرى، مما يدفع الطبيب إلى استبعاد أي احتمالات أو أسباب أخرى لهذه الأعراض، والتأكد من ذلك من خلال إجراء العديد من الاختبارات الإضافية، لكنه في العادة يستدل على وجود التهاب الشغاف من خلال وجود بعض الأعراض غير المبررة أو مجهولة السبب، مثل الحمى، أو التعرق الليلي، أو أعراض تدل على وجود أمراض جهازية تؤثر في عدة أعضاء في الجسم، كما يلجأ الطبيب إلى استخدام السماعة لسماع الصوت الناجم عن القلب بدقة، وذلك لاحتمال ملاحظة أصوات غير طبيعية أو أصوات إضافية في النبض؛ بسبب مشاكل في ضخ الدم قد تكون ناجمة عن تعرض القلب لنفخة قلبية،[٥][٦] كما من الممكن أن يستدل الطبيب من الأعراض الآتية على وجود التهاب الشغاف القلبي:[٧]

  • التعب والإجهاد.
  • ألم في العضلات والمفاصل.
  • صعوبة في التنفس أثناء أداء الأنشطة البدنية.
  • صعوبة أو ضيق في التنفس أثناء الاستلقاء والراحة.
  • السعال.
  • الغثيان.
  • القيء.
  • الصداع.
  • وجود دم في البول.
  • تورم في الأقدام، والأصابع، والبطن.
  • ظهور تقرحات في أصابع القدمين واليدين.


زراعة عينات الدم

تعدّ تحاليل مزرعة الدم أو زرع الدم (بالإنجليزية: Blood culture) فحوصات دقيقة تُجرى من خلال عزل البكتيريا المسببة للمرض في مختبر، والسماح لها بالتكاثر لمحاولة التعرف على نوعها، حيث يأخذ الطبيب عينات من دم الشخص قبل أن يعطى أيّ مضاد حيوي لضمان وجود البكتيريا في الدم، ويستخدم هذا الفحص للتعرف على أنواع البكتيريا أو الكائنات الأخرى المسببة للمرض التي من الممكن أن تكون سببًا في الإصابة بالتهاب الشغاف.[٢]


العدّ الدموي الشامل

يظهر اختبار العدّ الدمويّ الشامل (CBC) تفاصيل مكونات الدم ونسبها، ويساعد هذا على تشخيص وجود أي إصابة في الجسم بشكل عام، وفي حالة التهاب الشغاف القلبي، فيستدل الطبيب من ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء على الإصابة بالتهاب الشغاف، كما من الممكن أن يكون انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء دليلًا على فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia) الناجم عن التهاب الشغاف.[٨]


مخطط صدى القلب

تعمل الموجات الصوتية الموجودة في جهاز مخطط صدى القلب (بالإنجليزية: Echocardiogram) المعروف اختصارًا باسم (Echo) على تصوير صمامات وعضلات وحجرات القلب بدقة، مما يتيح للطبيب مراقبة عمل القلب بالتفصيل وإظهار وجود أي بكتيريا أو إصابات أو تضرر في أنسجة عضلة القلب.[٩]


مخطط كهربية القلب

في الحقيقة لا يستخدم اختبار مخطط كهربية القلب (بالإنجليزية: Electrocardiogram) واختصارًا (ECG) أو (EKG) بشكلٍ مباشر، إنما يستدل منه على وجود أي مؤثر يتسبب بتغيير في انتظام نبضات القلب، حيث يقيس اختبار مخطط كهربية القلب توقيت النبض والمدة التي تستغرقها النبضة الواحدة، وذلك من خلال توصيل أقطاب استشعار خاصّة تلتصق بالجلد في الساقين، والذراعين، والصدر.[١٠]


التصوير بالأشعة السينية

يساعد التصوير بالأشعة السينية (بالإنجليزية: X-ray) لمنطقة الصدر الطبيب على ملاحظة وجود أي مشاكل في الرئتين والقلب، حيث تساعده هذه الصور على تحديد أماكن انتشار الالتهاب في القلب، كما يستطيع ملاحظة انتشار العدوى في الرئتين في حال وصولها إليها.[١٠]


التصوير بالموجات المغناطيسية أو الأشعة المقطعية

تستخدم هذه الاختبارات لتصوير أعضاء الجسم بشكل دقيق مما يساعد الطبيب على معرفة انتشار العدوى في أماكن مختلفة من الجسم مثل الدماغ أو الصدر،[١١] كما تساهم أيضًا في إظهار أي قيح أو خراج قد ينشأ نتيجةً لوجود بعض الالتهابات، وهي:[٦]

  • التصوير بالأشعة المقطعية: يصوّر جهاز تصوير الأشعة المقطعية (بالإنجليزية: CT scan) الأعضاء الداخلية في الجسم باستخدام الأشعة السينية، ومن ثم تجميع الصور معّاً بواسطة جهاز حاسوب للحصول على معلومات دقيقة تساعد الطبيب على عملية التشخيص.
  • التصوير بالموجات المغناطيسية: فيما يتعلق بجهاز التصوير بالموجات المغناطيسية (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging) وكما يعرف اختصارًا (MRI)، فيتّصف بكونه جهازًا كبير الحجم يوضع في غرفة خاصة، ويتميز التصوير بالموجات المغناطيسية بإظهار التفاصيل الدقيقة أكثر من التصوير بالأشعة المقطعية، كما يمكن عرض الصور التي يُحصل عليها من هذا الجهاز بتقنية ثلاثية الأبعاد على جهاز الحاسوب، وتعود هذه المميزات إلى استخدام هذا الجهاز للمجالات المغناطيسية غير الضارة، أو موجات راديوية في تصوير القلب والأوعية الدموية الرئيسية بشكل دقيق ومفصّل، مما يساهم بشكل فعال في تحديد وجود الالتهاب وأماكن انتشاره.[١٢]


تعرف على أسباب التهاب شغاف القلب.


الوقاية من حدوث التهاب الشغاف

يعد التهاب الشغاف من الحالات الصحية الخطيرة التي من الممكن أن تؤدي إلى الوفاة في حال عدم تداركها والعلاج الفوري لها بالمضادات الحيوية، مما يجعل محاولة منع حدوثها أو تطورها أمرًا مهمًّا، خاصّةً عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب الأخرى وكبار السن، لذلك يوصي المعهد الوطني للقلب والرئة والدم (بالإنجليزية: National Heart, Lung and Blood Institute) الأشخاص المعرضون للإصابة بالتهاب الشغاف بالمتابعة المستمرة لصحة وسلامة أسنانهم،[١٣][٩] من خلال زيارة أطباء الأسنان وتنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بشكل منتظم، كما توصي جمعية القلب الأمريكية (بالإنجليزية: American Heart Association) الأشخاص المعرضون للإصابة بالتهاب الشغاف باستخدام المضادات الحيوية قبل التعرض لعلاج الأسنان أو أي جراحة أخرى لتقليل فرص حدوث التهابات داخلية ناجمة عن دخول البكتيريا.[٩][١٤]


انقر للمزيد عن الوقاية من التهاب شغاف القلب.


المراجع

  1. " Endocarditis ", medlineplus, 10/7/2019, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  2. ^ أ ب " Endocarditis: Diagnosis and Tests", clevelandclinic, 29/4/2019, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  3. "Endocarditis", bhf, 26/12/2019, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  4. "Endocarditis", health.harvard, 27/2/2019, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  5. DEBORAH PIERCE, BETHANY C. CALKINS, KRISTEN THORNTON (23/5/2012), "Infectious Endocarditis: Diagnosis and Treatment", aafp, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  6. ^ أ ب " Endocarditis ", nhs, 27/2/2019, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  7. "Bacterial Endocarditis", cedars sinai, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  8. "Endocarditis", nchmd, 14/11/2020, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت Yvette Brazier (22/1/2018), "Endocarditis: What you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Endocarditis", mayoclinic, 14/11/2020, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  11. James Beckerman (7/8/2020), " What is Endocarditis? ", webmd, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  12. "Heart MRI (Magnetic Resonance Imaging)", heartandstroke, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  13. "Heart Inflammation", The National Heart, Lung, and Blood Institute, Retrieved 23/2/2021. Edited.
  14. "Infective Endocarditis", Heart, Retrieved 23/2/2021. Edited.