تتعرّض المرأة الحامل لمجموعة من المشاكل والمضاعفات خلال فترة الحمل، ومنها الإصابة بارتفاع ضغط الدّم أثناء الحمل، وقد يؤدي ارتفاع ضغط الدّم غير المعالَج أثناء الحمل لمجموعة من المضاعفات والمخاطر التي تُصيب الأم والجنين، لذلك من المُهم مُتابعة ضغط الدّم أثناء الحمل.[١]


ماذا يعني ارتفاع الضغط أثناء الحمل؟

يعني أنّ قراءات ضغط دم المرأة أثناء فترة الحمل ترتفع، لتُصبح أعلى من 140/90 مليمتراً زئبقي، على الرغم من بقاء ضغط الدّم طبيعيًا لديها قبل الأسبوع 20 من الحمل.[٢]


أعراض ارتفاع الضغط أثناء الحمل

قد تُصاب المرأة الحامل بارتفاع ضغط الدّم دون أن تشعر بأي أعراض، أو قد تشعر بأعراض خفيفة،[٢] ومن أبرز أعراض ارتفاع الضغط أثناء الحمل ما يأتي:

  • ارتفاع قراءات ضغط الدّم.[٢]
  • ظهور البروتين في البول في بعض الأحيان (عند إجراء تحليل البول يُمكن الكشف عن ذلك).[٢]
  • انتفاخ الأطراف.[٢]
  • زيادة وزن الحامل بشكل غير طبيعي ومفاجئ.[٢]
  • عدم وضوح الرؤية أو ازدواجها.[٢]
  • الغثيان والقيء.[٣]
  • ألم حول المعدة أو في الجانب العلوي من البطن.[٣]
  • انخفاض في كمية البول عن المعتاد.[٣]
  • ظهور تغيّرات في نتائج اختبارات وظائف الكبد أو الكلى.[٣]


أسباب الإصابة بارتفاع الضغط أثناء الحمل

السبب الكامن وراء حدوث ارتفاع الضغط أثناء الحمل غير معروف للآن، إلّا أنّ بعض العوامل قد تزيد من خطر الإصابة به،[٤] ويُذكر منها ما يأتي:

  • إصابة المرأة الحامل بارتفاع ضغط الدّم من قبل الحمل.[٤]
  • إصابة المرأة الحامل بالأمراض الكلوية.[٤]
  • إصابة المرأة الحامل بداء السكري.[٤]
  • إصابة المرأة الحامل بارتفاع ضغط الدّم في حالات الحمل السابقة.[٤]
  • الحمل على عمر أقل من 20 عامًا أو أكثر من 40 عامًا.[٤]
  • الحمل بأكثر من جنين، كالتوائم الثنائية أو الثلاثية.[٤]
  • الحمل لأول مرة.[٥]
  • وجود تاريخ عائلي للأم أو الأخوات اللّواتي عانين من ارتفاع ضغط الدّم أثناء الحمل.[٥]


تأثير ارتفاع الضغط في الجنين

ارتفاع الضغط لدى الأم الحامل قد يُعود بالآثار السلبية على الجنين، ويُذكر منها ما يأتي:

  • تقليل تدفّق الدّم إلى المشيمة، مما يؤدي لعدم حصول الجنين على ما يحتاجه من الأُكسجين والعناصر الغذائية اللازمة لنموه وتطوره.[٦]
  • انخفاض وزن الجنين عند الولادة، إلّا أنه في حال تم الكشف عن ارتفاع ضغط الدّم أثناء الحمل مبكرًا وعلاجه بطريقة صحيحة، يولد الطفل بشكل سليم وبوزن طبيعي.[٥]
  • ولادة الجنين في وقت أبكر من موعد الولادة المقررة، فالولادة المبكرة للجنين قد تكون ضرورية للحفاظ على الجنين من المضاعفات التي قد تُهدد حياته، كتقييد نموه داخل الرحم، وانخفاض وزنه.[٧]
  • انفصال المشيمة، فارتفاع ضغط الدّم أثناء الحمل يزيد من خطر انفصال المشيمة عن الجدار الداخلي للرحم قبل الولادة.[٧]
  • تسمم الحمل في حالات ارتفاع ضغط الدّم الشديد، والذي يترتب عليه آثار جانبية خطيرة على كلٍ من الأم والجنين.[٥]


هل جميع النساء المصابات معرضات لخطر الولادة المبكرة؟

لا، فمعظم النساء الحوامل المصابات بارتفاع ضغط الدّم أثناء الحمل لا يكون لديهن أي مضاعفات خلال الحمل، ويُنجبن أطفالهن من خلال الولادة الطبيعية دون حدوث أي مشاكل أو مضاعفات تُذكر، ولكن في الحالات التي تُعاني فيها الحامل من ارتفاع ضغط الدّم بشكل شديد، أو عند إصابتها بتسمم الحمل، فهنا قد يلجأ الطبيب إلى الولادة المبكرة لتجنّب حدوث أي مضاعفات أو مشاكل تُهدد حياة الأم أو جنينها.[٨]


هل تسمم الحمل يحدُث بسبب ارتفاع ضغط الدّم بالحمل؟

نعم، فكما أُسلف الذّكر يُمكن لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أن يزيد من خطر إصابة الحامل بتسمم الحمل (Preeclampsia)، ويعرف تسمم الحمل بارتفاع ضغط الدّم للحامل مع ظهور البروتين في البول،[٢] وحسب دراسة أجريت في قسم الطب، بمستشفى سانت جورج التّابع لجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني - أستراليا، على 845 امرأة حامل مصابة بارتفاع ضغط الدم في النصف الثاني من الحمل، أوضحت نتائجها أن ما يُقارب 15% - 25% من النساء اللواتي شُخِّصنَ بارتفاع ضغط الدّم في مراحل مبكرة من الحمل، أو إذا تعرّضن لإجهاض سابق، قد يُصبن بتسمم الحمل، أما النساء الحوامل اللواتي شُخِّصنَ بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل بعد الأسبوع 36 منه، فإنّ ما يُقارب 10% منهن معرّضات لخطر الإصابة بتسمم الحمل.[٩]


علاج ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل

يعتمد العلاج المناسب لارتفاع ضغط الدّم أثناء الحمل على مدى اقتراب المرأة الحامل من موعد ولادتها، ففي بعض الحالات عندما يكون الحمل قد قارب على موعد الولادة وبعد التأكد من أن الجنين قد نما بشكل طبيعي وكافٍ، فقد يُقرر الطبيب تقديم موعد الولادة لأقرب وقت ممكن، أما في الحالات التي تُعاني فيها الحامل من ارتفاع ضغط الدّم مع وجود علامات وأعراض خفيفة وبعد الكشف عن الجنين ووضعه وظهوره بأنه غير نامٍ بشكل كامل، فهنا من المحتمل أن يوصي الطبيب بمجموعة من الإرشادات والتعليمات، ويُذكر منها ما يأتي:[٥]

  • الحصول على الراحة أكبر قدر من الإمكان والاستلقاء على الجانب الأيسر ليكتسب الجنين وزنًا من خلال تغذيته من الأوعية الدموية الرئيسية.
  • زيادة عدد فحوصات ما قبل الولادة.
  • التخفيف من الملح.
  • شُرب 8 أكواب من الماء يوميًا على الأقل.
  • قد يوصي الطّبيب بتناول بعض أدوية ارتفاع ضغط الدّم في حال كانت الحامل تُعاني من ارتفاع شديد في ضغط الدم، وذلك بهدف الابتعاد عن خيار الولادة المبكرة.


الوقاية من ارتفاع الضغط أثناء الحمل

على الرغم من عدم وجود طريقة معيّنة للوقاية من ارتفاع ضغط الدّم أثناء الحمل، إلّا أنه يُمكن للحامل اتخاذ مجموعة من خيارات نمط الحياة الصحية للتحكم في ضغط الدّم لديها، والحفاظ على حياتها وحياة جنينها،[١٠] ويُذكر من هذه الطرق ما يأتي:

  • مراجعة الطبيب باستمرار، فمنذ أن تعرف الأم بأنها حامل يجب عليها القيام بزيارات دورية ومنتظمة للطبيب، ومناقشة طبيبها حول الطرق التي من شأنها أن تقلل من الأضرار والمشكلات الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم.[١٠]
  • تناول الفيتامينات اللازمة للحمل، فنمو الجنين في رحم الأم يزيد من حاجتها لبعض العناصر الغذائية، ووفقًا لنتائج بعض الدراسات، فإن تناول الكالسيوم وحمض الفوليك من الممكن أن يقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدّم أثناء الحمل.[١٠]
  • الحفاظ على نمط الحياة النشط، وممارسة الأنشطة البدنية المختلفة بعد مناقشة ذلك مع الطبيب.[٧]
  • اتّباع نظام غذائي صحي، من خلال تناول الأطعمة الصحية والمغذية كالخضراوات، والفواكه، واللحوم الخالية من الدهون، ومنتجات الألبان قليلة الدسم.[١٠]
  • الابتعاد عن تناول أيّ أدوية دون إخبار الطبيب بذلك.[٧]


المراجع

  1. "Pregnancy Complications", cdc, 13/8/2020, Retrieved 2/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Gestational Hypertension", chop, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Symptoms of Gestational Hypertension", stanfordhealthcare, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Causes of Gestational Hypertension", stanfordhealthcare, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Gestational Hypertension: Pregnancy Induced Hypertension (PIH)", americanpregnancy, 26/4/2018, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  6. "Preeclampsia and High Blood Pressure During Pregnancy", acog, 1/10/2020, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "Pregnancy week by week", mayoclinic, 7/10/2020, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  8. Craig O. Weber (30/6/2020), "Treatment Options for Gestational Hypertension", verywellfamily, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  9. P Saudan , M A Brown, M L Buddle, M Jones, "Does gestational hypertension become pre-eclampsia?", pubmed.ncbi.nlm.nih, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث "Gestational Hypertension: Can I Lower My Risk?", webmd, 2/7/2018, Retrieved 1/3/2021. Edited.