فحص هولتر للقلب: التحضيرات وأهم المعلومات

قد يطلب أطباء القلب العديد من الفحوصات للوصول إلى التشخيص النهائي لحالة ما، وقد يعتمد الطبيب على نتائج فحص واحد أو مجموعة من الفحوصات للوصول الى النتيجة النهائية، ويعد الفحص باستخدام هولتر للقلب أحد أهم الفحوصات المستخدمة من قِبل أطباء القلب لتشخيص الاعتلالات المتعلقة بعضلة القلب.^[١]

ما هو هولتر القلب

هولتر القلب (بالإنجليزية: Holter monitor) هو أحد أنواع أجهزة تخطيط القلب المحمولة، والتي تعمل على تسجيل النشاط الكهربائي لعضلة القلب بشكلٍ مستمر وبدون توقف لمدة 24 ساعة أو أكثر بناءً على طلب الطبيب، وقد سمي بجهاز تخطيط القلب المحمول نظرًا لأنّ هذا الجهاز يتمّ تركيبه للأشخاص خارج المستشفى، ويكون الشخص قادرًا على التنقل بسهولة أثناء فترة وضع الجهاز،^[١] ويتألف هذا الجهاز من أقطاب وأسلاك كهربائية، إضافةً إلى جهاز تحكم يتم تثبته على منطقة الخصر غالباً،^[٢] ويعمل هذا الجهاز على تسجيل نبضات القلب ومراقبة إيقاعها،^[١] ومعرفة ما إن كانت منتظمة أم لا، وبشكلٍ عامّ فهو يستخدم لفتراتٍ تتراوح بين 12-48 ساعة وذلك اعتمادًا على الأعراض التي يعاني منها المريض وتكرار ظهورها.^[٣]

دواعي إجراء فحص هولتر للقلب

يُعتبر فحص هولتر وحده غير كافي لتشخيص جميع المشاكل المتعلقة بالقلب، ولا يمكنه منفرداً التوقع بكافة المخاطر التي قد تحدث مستقبلاً، وبشكلٍ عامّ يستخدم الطبيب فحص هولتر للقلب لتقييم صحة القلب، حيث يزود الفحص الطبيب بمعلومات حول صحة عضلة القلب للمريض تبعاً لعوامل عدة؛ منها: عمر المريض، ونتائج الفحص السريري للمريض، والتاريخ الطبي للمريض، ونتائج الفحوصات الأخرى،^[٤] ويُطلب فحص هولتر في العديد من الحالات، والتي نذكر منها ما يأتي:^[٥]

• تقييم الأعراض والعلامات التي تظهر على الشخص: والتي قد ترتبط بمشاكل نظم القلب؛ مثل: ألم الصدر، والتعب الشديد، وضيق النفس، والدوخة، والإغماء.
• تقييم انتظام نبضات القلب: ومعرفة ما إن كان الشخص يُعاني من عدم انتظامها أو تسارعها.
• تقييم احتمالية التعرض لمشاكل القلب مستقبلًا: مثل: تقييم احتمالية الإصابة بتضخم جدار القلب بعد التعرض لنوبة قلبية تسببت بإضعاف القلب، أو الإصابة بمتلازمة وولف باركنسون وايت (بالإنجليزية: Wolff Parkinson White syndrome) المتمثلة باضطراب مسارات التوصيل الكهربائي داخل عضلة القلب.
• تقييم كفاءة عمل منظم نبضات القلب: (بالإنجليزية: Pacemaker).^[٦]
• تقييم مدى تأثير وفعالية العلاجات: تحديداً علاجات أمراض القلب.^[٦]
• الكشف عن التغيرات التي قد تطرأ على ضربات القلب خلال اليوم: تحديدًا عند ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة، ومعرفة ما إن كان هناك توقف مفاجئ في نظم القلب خلال اليوم تحت ظروف معينة.^[٦]

متطلبات فحص هولتر للقلب

لا يتطلب فحص هولتر للقلب من الشخص القيام بأيّ ممارسات محددة قبل تركيبه، إلا أنّه سيكون من الأفضل الاستحمام قبل تركيب الجهاز نظرًا لأنه لا يُمكن الاستحمام طيلة فترة وضع الجهاز، إذ إنّ الماء قد يتسبّب بتعطّل الجهاز، ويُفضل أيضاً إزالة الشعر في منطقة الصدر بما يُسهّل تثبيت الأقطاب الكهربائية عليه بصورةٍ جيدًا، وعند تركيب جهاز هولتر للقلب يُمنع إزالته إلّا على أيدي الطبيب المشرف على الحالة.^[٧]

طريقة إجراء فحص هولتر

يعد جهاز هولتر للقلب سهل الاستخدام والتركيب، ولا يتطلب تدخلًا جراحياً لتركيبه أو إزالته،^[٨] وكما تمت الإشارة سابقًا فإنّه بالإمكان تركيب هذا الجهاز في عيادة الطبيب الخارجية، ويستطيع الشخص العودة لمنزله بعد تركيب جهاز هولتر للقلب، إذ إنّ هذا الإجراء لا يتطلب وجود المريض في المستشفى فترة إبقاء الجهاز، وفيما يأتي بيان لطريقة تركيبه:^[٩][١٠]

• يتم تثبيت الأقطاب الكهربائية في منطقة الصدر والبطن، وتكون هذه الأقطاب موصولةً بجهاز التحكم عن طريق الأسلاك.
• يتم ارتداء صندوق الشاشة على الكتف، ويمكن تثبيته أيضًا مع الحزام أو جيب البنطال.
• يُطلب من الشخص العودة لممارسة أنشطته اليومية المعتادة دون تغيير بعد تركيب جهاز هولتر للقلب، وقد يكون هناك بعض التعليمات الخاصة من الطبيب حيال أنشطة معينة، فمثلأ إذا ظهرت على الشخص في السابق أعراض مُعينة عند ممارسته رياضات مُعينة فيُطلب منه ممارسة هذه الرياضة أثناء فترة تركيب جهاز هولتر، بما يُمكن من رصد حالة القلب أثناء ممارسة هذه الرياضة.
• يُطلب من الشخص توثيق الأنشطة بتواريخها وأوقاتها الزمنية، تحديدًا الأنشطة التي تسببت بحدوث خفقان القلب، أو ألم الصدر، أو الدوخة، أو أيّ أعراض أخرى قد ظهرت في السابق.

اقرأ أيضًا: بالجدول: فُحوصات القلب والأوعية الدّمويّة.

محاذير عند ارتداء جهاز هولتر للقلب

يمتاز جهاز هولتر للقلب بمأمونيته، فهو لا يتسبب بحدوث أيّ مخاطر تُذكر، ولكنه قد يتسبب بالشعور بعدم الراحة، وظهور أعراض موضعية على المناطق التي تم تركيب الأقطاب الكهربائية عليها؛ فقد يُعاني الشخص من تهيج وطفح جلدي في هذه الأماكن، ومن الجدير ذكره أنّه تتوفر أجهزة هولتر لاسلكية، وفي هذه الحالة سيقوم الطبيب بتقديم شرح مفصل للشخص حول الجهاز، وفي هذا السياق يُشار إلى إمكانية إزالة الجهاز اللاسلكي قبل الاستحمام وإعادة توصيله بعد الانتهاء من ذلك، نظرًا لضرورة عدم تعريض أجهزة هولتر للرطوبة، أو الماء، أو العرق الشديد، إذ إنّ ذلك قد يتسبب بتعطله أو إظهار نتائج مغلوطة وغير صحيحة.^[٨]

نصاح عند ارتداء جهاز هولتر للقلب

هناك مجموعة من النصائح التي يقدمها الطبيب لك لتسهيل التعامل مع جهاز هولتر للقلب، وللحصول على نتائج صحيحة، ونذكر من أبرز هذه النصائح والإرشادات ما يأتي:^[١١]

• تجنب استخدام الأغطية الكهربائية أثناء ارتداء جهاز هولتر للقلب.
• تجنب التواجد في المناطق ذات الضغط الكهربائي العالي.
• تجنب استخدام أجهزة الكشف عن المعادن والمواد المغناطيسية.
• أبعد الجهاز الخلوي أو أيّ أجهزة إلكترونية أخرى عن جهاز هولتر للقلب، بحيث تكون المسافة الفاصلة 15 سنتيمتر على الأقل، وذلك منعاً للحصول على نتائج غير صحيحة عند الخضوع لهذا الفحص.^[٨]
• تجنب التدخين خلال فترة تركيب الجهاز، لأنّه قد يتسبّب بإعطاء نتيجة خاطئة.^[١]
• تجنب استخدام أنواع مُعينة الأدوية خلال فترة تركيب الجهاز، لأنها قد تتسبب بتغير نشاط عضلة القلب، وسيقوم الطبيب بمناقشتك بشأن الأدوية التي تستخدمها وما يجب عليك إيقاف استخدامه.^[١]
• تجنب التعرض للتعرق المفرط، نظرًا لأنه قد يؤثر في نتيجة فحص هولتر للقلب.^[١٢]

نتائج فحص هولتر للقلب

بعد انتهاء الفترة المحددة لتركيب جهاز هولتر للقلب، سيعود المريض إلى الطبيب المشرف على حالته لإزالة الجهاز، وسيقوم الطبيب بدوره برصد النتائج المرجوة من تركيب الجهاز والملاحظات التي دونها الشخص، واستخدامها إلى جانب نتائج الفحوصات الأخرى للوصول إلى التشخيص النهائي لحالة الشخص، ومن الجدير ذكره أنّه من المُحتمل أن يُظهر تركيب جهاز هولتر للقلب أعراض وعلامات جديدة على الشخص لأول مرة، أو قد يُظهر استجابة جديدة لمُحفزات مُعينة، وقد تتطلب الحالة انتظار الشخص فترة زمنية تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين للحصول على نتائج فحص هولتر للقلب، وتحديد الإجراءات المترتبة على ذلك.^[٣]