يُعدّ اختبار تخطيط القلب اختبارًا سريعًا وشائعًا وغير مؤلم، ويُستخدم في تشخيص العديد من مشاكل أو اضطرابات القلب، ومراقبة حالته العامّة، وكفاءته الوظيفية، وذلك من خلال تسجيل الموجات الكهربائية الصادرة عن عضلة القلب أثناء انقباضها، وفي هذا المقال سنقدّم أهمّ المعلومات المتعلّقة بهذا الاختبار.[١]

رسم القلب

يتميّز اختبار رسم القلب أو كهربائيّة القلب (بالإنجليزية: electrocardiogram)، واختصارًا (EKG) أو (ECG)، بكونه اختبارًا بسيطًا وسريعًا وغير مؤلم، ويقيس الاختبار النّشاط الكهربائيّ لنبضات القلب، فمع كلّ نبضةٍ للقلب تنتقل الإشارة الكهربائيّة عبر القلب، مسببّة انقباض عضلة القلب والّذي بدوره سيضخّ الدّم إلى أجزاء الجسم المختلفة، ويبيّن رسم القلب حجم وموقع حجرات القلب، كما قد يكشف أيضًا عن وجود أيّ مشكلةٍ أو اضطرابٍ في النّبض، ويظهر رسم الموجات الكهربائيّة النّاجمة عن النّبض غير الطّبيعيّ مختلفًا، وذلك بسبب اختلاف توقيت أو شدّة انقباض العضلات القلبيّة عن الحالات الطّبيعيّة.[٢][٣]


أنواع رسم القلب

يوجد ثلاثة أنواع رئيسيّة لاختبار رسم القلب، نذكرها فيما يأتي بالتّفصيل:[٤]

  • رسم القلب أثناء الرّاحة (بالإنجليزية: Resting ECG): يستغرق هذا النّوع من تخطيط القلب ما بين 5 إلى 10 دقائق تقريبًا، وسُمّي بهذا الاسم نظرًا لإجرائه أثناء استلقاء الشّخص على سرير الفحص دون السّماح له القيام بأيّ حركة، وذلك لمنع تداخل الموجات الكهربائيّة النّاجمة عن حركة العضلات الأخرى مع تلك الّتي تصدرها عضلة القلب.
  • رسم القلب المتنقل (بالإنجليزية: Ambulatory ECG): يقوم هذا الاختبار بقياس نشاط القلب الكهربائيّ أثناء توصيل جهاز رسم القلب المحمول بجسم الشّخص لمدة 24 ساعة، وذلك لتسجيل نشاط القلب الكهربائيّ أثناء تحرّكه وأداء وظائفه اليوميّة بشكلٍ طبيعيٍّ، ويسجُل الجهاز المتنقّل كافّة الملاحظات والموجات الكهربائيّة النّاجمة عن نبض القلب، ليقوم الطّبيب بتحليلها لاحقًا، ويلجأ الأطبّاء عادةً إلى استخدام هذا النّوع من رسم القلب للأشخاص الّذين تظهر عليهم الأعراض في فترات متقطّعة ومتباعدة، والّتي قد لا تظهر عند إجراء تخطيط القلب أثناء الراحة، كما يُستخدم هذا النّوع أيضًا للتّأكّد من فعاليّة أداء القلب لدى الأشخاص الّذين تعرّضوا سابقًا لأزمةٍ قلبيّةٍ.
  • رسم القلب أثناء بذل الجهد (بالإنجليزية: Exercise stress test): يستغرق إجراء رسم القلب أثناء بذل الجهد مدّةً تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة تقريبًا، ويعتمد على مراقبة النّشاط الكهربائيّ للقلب أثناء بذل الجهد، وذلك من خلال قيام الشخص بممارسة نشاطٍ رياضيٍّ، مثل المشي أو ركوب الدّرّاجة أثناء توصيل جهاز تخطيط القلب بجسمه.


دواعي إجراء رسم القلب

يلجأ الأطبّاء إلى إجراء فحص رسم القلب لعدّة أسبابٍ ألا وهي:[٥]

  • أن يكون جزءًا من الفحص السّريريّ العامّ للجسم.
  • فحص نشاط القلب عند بذل الجهد.
  • تشخيص بعض المشاكل الصحية، مثل آلام الصدر، أو الدوخة والإغماء، أو ضيق التّنفس، أو خفقان القلب السّريع.
  • التأكد من سلامة القلب قبل إجراء أيّ عمليّةٍ جراحيّةٍ للأشخاص كبار السّن الذين يُتوقّع إصابتهم بأحد أمراض القلب.
  • تشخيص أمراض القلب المختلفة، مثل عدم انتظام نبضات القلب (بالإنجليزيّة: Arrhythmias)، أو داء شريان القلب التّاجيّ (بالإنجليزية: Coronary artery disease)، أو النّوبات القلبيّة (بالإنجليزيّة: Heart attacks)، أو اعتلال عضلة القلب (بالإنجليزيّة: Cardiomyopathy).[٦]


التّحضير لإجراء فحص القلب

فيما يأتي بعض النّصائح المهمّة الّتي قد يوصي الطبيب باتّباعها قبل إجراء تخطيط القلب:[٧]

  • لا يتطلّب الفحص الامتناع عن تناول الطّعام أو الشّراب قبل إجراء الفحص، لكن ينصح بتجنّب التّدخين قبله.
  • قم بإزالة أي نوعٍ ترتديه من المجوهرات، ومن ثمّ ارتدِ الرّداء الطّبيّ الخاصّ بالعمليّات.
  • تجنّب ممارسة الرّياضة قبل إجراء الاختبار مباشرةً.[٨]
  • تجنّب شُرب الماء البارد قبل الاختبار مباشرةً.[٨]
  • تجنّب استخدام أيّ نوعٍ من الكريمات المرطّبة أو الزّيوت على بشرتك في يوم اجراء الاختبار حتّى يسهل التصاق أقطاب جهاز الفحص بالجلد.[٩]
  • تجنّب ارتداء جوارب طويلة لأنّه من الممكن أن يتمّ وضع بعض أقطاب جهاز الفحص على السّاقين.[٩]
  • ارتدِ قميصًا يسهل خلعه لتسهيل وضع أقطاب جهاز الفحص على صدرك.[٩]


طريقة إجراء رسم القلب

من الممكن إجراء فحص رسم القلب في المستشفى أو في عياداتٍ طبيّةٍ متخصّصةٍ، وفي الحقيقة يستغرق إجراؤه مدّةً قصيرةً قد لا تتجاوز 3 دقائق في بعض الأحيان، وفيما يأتي خطوات إجراء الفحص:[٢]

  • يطلب منك الطّبيب أن تستلقي على طاولة إجراء الفحص.
  • من الممكن أن يحتاج الطّبيب إلى حلق أو قصّ بعض الشّعر الزّائد الموجود في المناطق الّتي سيتمّ توصيل الأقطاب الكهربائيّة بها.
  • يضع الطّبيب الأقطاب الاستشعاريّة الكهربائيّة الّتي تلتصق بالجلد في عدّة مناطق من جسمك، مثل الصّدر والسّاقين والذّراعين.
  • يوصل الطّبيب الأقطاب الكهربائيّة بأسلاكٍ موصولةٍ بجهاز حاسوبٍ يعمل على تسجيل الموجات الكهربائيّة الّتي تصدرها نبضات قلبك.
  • تُعرض الموجات الكهربائية على جهاز الحاسوب وقد يقوم الطّبيب بطباعتها على الورق.
  • يطّلع الطبيب على نتائج التخطيط، وقد يلجأ إلى طلب اختباراتٍ إضافيّة أخرى إذا احتاج للمزيد من المعلومات حول فعاليّة عمل عضلة القلب.[١٠]


اقرأ أيضًا: الفرق بين الإيكو ورسم القلب.


تحليل نتائج رسم القلب

يكون نبض القلب في الحالات الطبيعيّة متّسّقًا ومتساويًا في الفترات الزمنيّة، إذ يتراوح معدّل النّبض الطّبيعيّ ما بين 60 إلى 100 نبضة في الدّقيقة، ويُستدلّ من قراءات جهاز رسم القلب على وجود أيّ مشاكل في طبيعة عمل القلب إذا اختلفت قراءاته عن النّمط الطّبيعيّ، إذ قد تدلّ القراءات غير الطّبيعيّة على وجود المشاكل أو الأمراض الآتية:[٢]

  • تغيّر في طبيعة عضلة القلب أو تلف في أنسجتها.
  • تغيّر في كميّات الكهارل (بالإنجليزيّة: Electrolytes) في الدّم واختلال توازنها.
  • وجود عيب خلقي في القلب.
  • تضخّم عضلة القلب.
  • وجود سوائل أو انتفاخات في المناطق المحيطة في القلب.
  • وجود التهاب في عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocarditis).
  • التّعرّض لنوبةٍ قلبيةٍ سابقةٍ أو وجود نوبةٍ حاليّةٍ.
  • ضعف في تدفق الدم إلى القلب.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • الإصابة بأحد مشاكل القلب التالية: الرّجفان الأذيني (بالإنجليزية: Atrial fibrillation)، أو تسارع القلب الأذيني النّاتج عن بؤر متعددّة (بالإنجليزيّة: Multifocal atrial tachycardia)، أو تسارع القلب فوق البطينيّ الانتيابيّ ( بالإنجليزيّة: Paroxysmal supraventricular tachycardia).
  • وجود متلازمة العقدة الجيبيّة المريضة (بالإنجليزيّة: Sick sinus syndrome)، أو متلازمة وولف باركنسون وايت (بالإنجليزيّة: Wolff–Parkinson–White syndrome).


هل إجراء رسم القلب آمن؟

يُعدّ اختبار رسم القلب اختبارًا آمناً بشكلٍ عام، وذلك لأنّ جهاز الاختبار لا يرسل تيّارًا كهربائيًّا للجسم، إلا أنّه من الممكن أن يتحسّس بعض الأشخاص من الأقطاب الكهربائيّة الّتي يتمّ توصيلها بالجلد، أو أن تتسبّب لهم بالاحمرار والحكة.[٤]



المراجع

  1. "Electrocardiogram (ECG or EKG)", mayoclinic, 9/4/2020, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Electrocardiogram", medlineplus, 10/12/2020, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  3. "Electrocardiogram (ECG or EKG)", heart, 31/7/2015, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "ECG test ", betterhealth, 30/10/2020, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  5. William C. Shiel (18/12/2019), "Electrocardiogram (ECG or EKG)", medicinenet, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  6. " Electrocardiogram (ECG)", nhs, 20/6/2018, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  7. " Electrocardiogram (ECG/EKG)", heartandstroke, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Electrocardiogram", mountsinai, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Electrocardiogram (EKG): Test Details ", clevelandclinic, 14/2/2019, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  10. "Electrocardiogram (EKG or ECG)", chp, Retrieved 31/1/2021. Edited.